مقالات وآراء سياسية

سودان حرب الأركان

محمد حسن مصطفى

 

والمتنبي سجلها تاريخاً : وقدر الشهادة قدر الشهود.
وأصبحنا في زمن لا نعرف فيه قدراً لأحد حتى نشهد له أو حتى عليه! ونبحث عن الخبر اليقين نقلب القنوات والمواقع نشاهد كلاماً مسموعاً يدَّعي أصحابه الذين لم نسمع من قبل بهن أن الحق هو لسانهم! .
وفي زمن الحرب ومن شدة الغُبن والغل والحقد تجد من لا يتردد في توزيع صكوك الغفران أو الحرمان الخاصه به إلى كل من حوله عرف أم لم يعرف!.
ولا يهمه إن التهمت نيران الحرب الأرض من تحته أو أهله من حوله فنيران تصطلي في القلب أدخنتها تعميه عن الشهادة الحق والرؤية الحقيقة.

وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .
تجمع على السودان نيران الحرب ومياه السيول والفيضان! مشتتين في السودان وحوله وبعيداً منه لا حول لهم ولا قوة بينما ديوك الأحزاب والحركات وضباع العسكر والمليشيات مستمرة في سفرياتها وتصريحاتها وطحنهم تقتليهم واستباحة شعبهم تشريدهم! .
ولا أحد وإن ذرف دموع التماسيح وبكاء على حال الشعب وأقسم أنه معهم حقاً يحس بهم! .
حتى خارجية الجيش وشركاءه ولا جموع “تقدم” ومليشياتها غير قادرة على الدفاع أو حماية دعك من تقيم المساعدة والعون الضروري (الإجباري) لأنه من واجبها نحو مواطنيها الذي شردتهم حربهم! .
في السودان وخارجه حال شعبه يعجزن المىء عن توصيفه حزناً وقهراً وغلباً!.

في الحياة عامة قاعدة قديمة : عدو عاقل خير من صديق جاهل! وفتنة “حرب الشركاء” في السودان تتكشف عن نوع منَّا وبيننا لا تفرق معه الحرب نفسها بقدر ما يهمه إثبات وجة نظرة وفرضها وإن باللسان والكلام على غيره! .
مجموعات فرحة بمآسي الحرب وما يقترف فيها من جرائم وكبائر تُطبٍّل وترقص بل وتهدد غيرها بمصير في البشاعة من عقد الحقد والغبن الدفين المُشتعل فيها! .

نعم الحرب التي أحدثها شركاء ما بعد الثورة من العسكر ومليشياتهم وجموع قحت ومن خلفهم ما مهد لهم الكيزان من عداوة وأحقاد وثارات ومليشيات وإضعاف الجيش أظهرت أنواع من البشر مسعورة قد تفتك بكل من حولها إنتقاماً لحق مسلوب ومغتصب أو من عقد النقص والحقد والحسد أو من انتفاض للجبن فيها! .

في حرب التطهير العرقي التي شهدتها البوسنة والهرسك سُجِّلت شهادات مُحزنة مروّعة أن كيف وفجاءة وفي بدايات ساعات الحرب الأولى اكتشف البوسنيون أن العدو الذي شارك في التسابق في قتلهم واغتصابهم واستباحتهم كان متلبساً في ثياب الجار الصديق والزميل القديم لهم من الكروات قبل الصرب! الجار الذي مع إعلان الحرب وجد فرصة استباحة دم وعرض ومال جيرانه الذين عاش بينهم و معهم سنوات وبإسم الحرب! .
وفي السودان حرب الجنجويد والمأجورين لهم مع قادتهم من قيادة الجيش كشفت ومازالت عن بشر منَّا وبيننا -يحملون جنسيتنا- دواخلهم مُشبعة بالحقد والغبن والكره لم تصدق أن تأتي الحرب ببشاعاتها لتكشف لنا عن الشياطين المتعطشة للدماء والأعراض منا فيها! .

الجميع يريد للحرب أن تنتهي وللعدالة والقصاص أن يتحقق . وكما كتبنا أكثر من مرة أنك لا تنتظر من قاتلك أن ينصفك! .
جيش السودان تعرض لخيانة من قادته قبل غدر مليشياته به وبشعبه وسنبقى نحمي الجيش ونسانده لأن بقاء قوّات الشعب المسلّحة هو بقاء السودان موحداً ولن يفرق معنا النباح فينا وحولنا.
نعم لسنا مع قادته -كتاباتنا تشهد- لكن قلوبنا مع الجيش وكامل الدعم لرجاله.
أما المليشيات فلا ولن.

لاالغرب لا الشرق بفارق معهم إن مات شعب السودان كله! وما يحركهم نحونا وتجاهنا هو مصالحهم كل وما يريد! وقيادة الجيش وحتى اللحظة أثبتت أنها غير قادرة على اتخاذ “القرار الأهم” لحفظ دماء وأعراض وأرواح شعبها بسبب ضعفها العسكري والأمني أولاً ثم السياسي ثانياً ثم الثالث بسبب ركونها إلى استشارة دول وأشخاص لا يشعرون بنا!
فالحرب كما وأولها كلام فهي أيضاً تحتاج بل تلتزم حسن قراءة الموقف من جميع جوانبه والحنكة في التحرك السياسي التي قد يجعل المهزوم في حرب يدركه النصر والفائز فيها يخسر! .
فليضع الجميع -السودانيون أعني- من الذي يقودن الحرب أعينهم على السودان وشعبه وليتذكروا أن شعوباً سبقتهم تبعثرت وتلاشت وفي يوم كانت لها ممالك ودول تشهد لهم! .
والحرب أيضاً “خدعة” والتاريخ يشهد.

اللهم فرج هم السودان وغزة .

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. من اول المقال وعنوانه المنفصل عنه ( حرب الأركان) إلى آخر جمله فيه ( اللهم فرج هم السودان وغزه) هذه الدعوه المزدوجه الموجهه إلى السماء بدلاً عن الارض،
    المقال عباره عن بكائيه صادره من شخص دوغمائى لا يزال يُصر على إقحام القوى المدنيه فى كل بكائياته. شخص تأطر نفسياً وعقلياً بمنتجات البروباغندا الجيشكيزانيه. رغم دعوته الخجوله بوقف الحرب هذه الدعوه التى ينفيها بنفسه وكأنه يدعو إلى سفك مزيد من الدماء عندما يعود ليؤكد انحيازه للجيش ألذى أصر قادته على استمرار الحرب لمئه عام ، هذا التناقض الصارخ والضبابية فى المواقف ناتجه عن احد امرين
    الاول هو ان كاتب المقال كوز (مقدود) غير ملتزم بأدبيات الكيزان ( اقتل امسح اكنس أنهب اسرق اكذب) فيما يتعلق بأداره اى صراع الأمر ألذى سيعرضه لمشاكل مع اسياده
    الثانى وهو ان كاتب المقال لا يملك من الامكانيات ما يساعده على ترتيب أفكاره والتعبير عنها بوضوح انطلاقاً من مبداء واحد وثابت.
    وفى كلا الحالتين فهو خصم على مواقفه بالله انظر لهذه الجمله
    اقتباس ( وسنبقى نحمي الجيش ونسانده لأن بقاء قوّات الشعب المسلّحة هو بقاء السودان موحداً )
    هذه الجمله وحدها تؤكد ان هذا الشىء وصل مرحله خطيره من الهذيان!!!!! من ألذى يجب ان يحمى من ؟؟؟؟؟ يا أهطل لقد انقلبت عندك الموازين رأساً على عقب لأنك مغيّب عقلياً
    ثم من هم هؤلاء الذين سيحمون الجيش وكيف؟؟؟؟
    النقطه دى محتاجه توضيح اكثر مالم تكن تعنى كتائب البراء ومليشيات على كرتى الارهابيه فأذا كانت تلك اجابتك فأنت فعلاً كوز مقدود أما إذا كانت الاجابه مختلفه فأنت زول ( ضهبان ورايح ليك الدرب)
    اما تبرير (حمايتهم) للجيش فهو الأدهى والأمر
    حيث يزعم ان (بقاء قوات الشعب المسلحه موحده هو بقاء السودان موحداً) وبغض النظر عن التركيب الركيك للجمله نسأل هذا الأهطل سؤال واحدفقط ،،،،،هل كانت القوات المسلحه ممزقه وغير موحده عندما انفصل الجنوب؟؟؟؟
    الاجابه بالعكس تماماً الجيش كان فى أوج وحدته تحت سيطره كامله من الكيزان. للمره الثالثه اكرر انت زول بتخطرف ساكت وماعارف نفسك بتكتب فى شنو. والى ان تكف عن هذيانك وتمتنع عن اقحام تقدم فى (الفارغه والمشتغله) ستجدنى (واقف ليك فى حلقك)
    تقدم تمثلنى
    وليد ابو زيد ود عطبره ( لوممبا)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..