الكوز والشيوعي السوداني لن يحققا طموح الطبقات الصاعدة..

طاهر عمر
ملاحظة مهمة يجب الإنتباه لها فيما يتعلق بكساد الفكر في السودان وهي ما أنتج عجز النخب السودانية عن مواجهة التحدي والتغلب عليه والتحدي هو مسألة التحول الديمقراطي ونقول ذلك لأن الشعب السوداني من أكثر شعوب المنطقة شوقا للتحول الديمقراطي إلا أن جبار الصدف يحول بينه وبين بداية طريقه لكي يبداء مسيرة التحول الديمقراطيي.
وهناك ملاحظة يجب الإنطلاق منها وهي أن النخب السودانية وخلال القرن الأخير تتحدث عن التحول الديمقراطي إلا أنها لا تسلك طرق الفكر المؤدية الى ترسيخ الديمقراطية لدرجة قد أصبح من يتقدم ساحات الفكر هم أتباع أحزاب اللجؤ الى الغيب أي أتباع المرشد والامام والختم وفي الجانب الآخر ككفة موازية نجد صانعي الضجيج أي أتباع حزب الأستاذ الشيوعي السوداني والشيوعي والكوز أصبحا من يتحدث عن طموح المثقف العضوي وهذا عيب كبير في نظر عالمي الإجتماع الطاهر لبيب وهشام شرابي بمعنى أنه متى ما ظهر أتباع الايديولوجيات المتحجرة كالشيوعيين السودانيين وأتباع أحزاب اللجؤ الى الغيب زعما بأنهما من يلعبا دور المثقف العضوي في المجتمع ضاعت وتضعضعت طموحات الطبقات الصاعدة في المجتمع. وهذا هو الحاصل الآن في السودان وعلاجه يحتاج لعقود من الزمن مع إنتباه النخب السودانية لإعمال التفكير النقدي.
طموح ورغبات الطبقات الصاعدة مثقفها العضوي هو المتسلح بالفكر الليبرالي بشقيه السياسي والإقتصادي ومن الغرائب في السودان أن النخب السودانية لا تعرف الى الفكر الليبرالي سبيل وهذا يعتبر من المؤشرات التي تدل على أن النخب السودانية متأخرة عن تطور الفكر بقرن كامل من الزمن حتى مقارنة بفكر بعض المفكرين العرب دعك من تطور الفكر الليبرالي في الغرب خلال القرن الأخير.
وضربنا مثلا بكيف إنتقد هشام شرابي مشاريعه الفكرية وكيف إنعكس ذلك على جهوده الفكرية وكيف أصبح ينادي بالإنتباه لأزمة الثقافة العربية الإسلامية التقليدية وما ترتب عنها من تشنج ناتج من صدمة الحداثة وقدم فكر يساعد على الإنفتاح على الفكر الليبرالي لكي يساعد على الإنعتاق من سلطة الأب وميراث التسلط ويقضي على الإختلالات السياسية والإختناقات الإقتصادية مع ضمانه لحرية الفرد في وقت نجد أن أغلب النخب السودانية عالقة في إعتقادها البايت بأن الإشتراكية تظل الأفق الذي لا يمكن تجاوزه.
وهناك ملاحظة لابد من ذكرها وهي أن هشام شرابي مقارنة بالنخب السودانية تجده في كتاباته يتحدث عن كيف تطورت الفلسفة السياسية والفلسفة الأقتصادية منذ عام 1870م وهذا ما جعل هشام شرابي في بحوثه يميز بين الليبرالية التقليدية والليبرالية الحديثة وبين فلسفة التاريخ الحديثة وفلسفة التاريخ التقليدية لذلك عندما إستخدم هشام شرابي في منهجه أفكار ماركس لم يستخدمه كما يدمنه متعاطيي أفيون المثقفين عندنا من أتباع الحزب الشيوعي السوداني وأصدقاء الحزب بل جاء بماركس وهو في الأغلال وماركس في الأغلال تذكرنا بروميثيوس في الأغلال.
وهذا متعارف عليه أي فكرة ماركس في الأغلال عند كثير من علماء الإجتماع في الغرب مع تقديمهم لشرح مهم جدا لنقد ماركسية ماركس وهو أن ماركس بماركسيته حاول تقديم حلول للصراع الطبقي لمجتمع ما قبل الثورة الفرنسية وقبل الثورة الفرنسية كان الناس لا يولدون أحرارا ولكن بعد الثورة الفرنسية وشعارها الحرية والمساواة والأخاء أصبح الناس يولدون أحرارا ومتساويين في ظلال الأخاء وبالتالي لم يعد هناك صراع طبقي في مجتمع أفراده متساويين في ظل الحرية والاخاء وعليه تكون هناك إختلالات سياسية وإختناقات إقتصادية وليس صراع طبقي وعليه تأتي أهمية السياسة ومفهوم الدولة الحديثة وعلاقة الفرد بالدولة مباشرة لتجسيد فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد وهذا ما إنتبه له توكفيل وفات على ماركس وإنتباه توكفيل لمفهوم الدولة وفكرة ممارسة السلطة قد فات على ماركس الذي لا يؤمن بفكرة الدولة من الأساس.
إنتباه هشام شرابي لفكر ماركس جعله يأتي بماركس في الأغلال لمجتمع عربي يعيش في زمن ما قبل الثورة الفرنسية وزمن ما قبل الثورة الصناعية حيث يسود في المجتمع العربي التقليدي إضطهاد لا يوصف للمراءة وبالتالي جاء هشام شرابي بفكر ماركس لتحليل مجتمع عربي ما زال في زمن ما قبل الثورة الفرنسية وبالتالي أفراده لا يعرفون الحرية ولا المساواة ولا الأخاء وهذا هو سبب إستخدام منهج ماركس من قبل هشام شرابي لتفكيك مجتمع عربي لم يصل بعد بل ما زال في أزمنة ما قبل الثورة الصناعية وزمن ما قبل الثورة الفرنسية لكي يجسر بينه والفكر الليبرالي وبعده ينفتح الفكر في العالم العربي بإتجاه الفكر الليبرالي وأستفاد هشام شرابي من ماركس كعالم إجتماع ناجح ولكن هشام شرابي كان يعرف بأن ماركس كإقتصادي فاشل جدا.
هذه فكرة ماركس في الأغلال التي لم ينتبه لها المثقف التقليدي السوداني وهي مستخدمة عند علماء الإجتماع في الغرب و نذكر أن فكرة ماركس في الأغلال يذكرها على الدوام في فرنسا فلاسفة فرنسا مثل ميشيل غوشية كفيلسوف وعالم إجتماع وعمانويل تود في الإختلالات السياسية والإختناقات الإقتصادية في فرنسا الراهنة كما يستخدمها هشام شرابي في نقده لحالة المجتمع العربي الذي لم يعرف أفراده حتى اللحظة شعار الحرية والمساواة والاخاء لذلك نجد هشام شرابي ينادي بحرية المراءة قولا وفعلا ويجعلها من أهم الشروط لإنعتاق العالم العربي من ثقافته العربية الإسلامية التقليدية.
وهذا هو إختلاف هشام شرابي من سمير امين فهشام شرابي يأتي بماركس في الأغلال لكي يفتح طريق المجتمع العربي المتكلس نحو الليبرالية وسمير امين يأتي بماركس حرا طليقا في وقت قد أصبحت ماركسية ماركس لم تخدع غير المثقف المنخدع. لذلك نجد هشام شرابي يعيب على مثقفي العالم العربي والإسلامي إنغلاقهم في أيديولوجية متكلسة كالشيوعية وكذلك إنغلاقهم في أحزاب اللجؤ الى الغيب أي أحزاب وحل الفكر الديني.
وعليه تكون توصيتنا بأننا نحتاج لأفكار هشام شرابي وليس لأفكار سمير امين. وهنا يمكننا أن نقارن بين هشام شرابي وسمير امين لأن إختلافهما يذكرنا بفيلسوفين فرنسين وهما بول نيزان وريموند أرون وقد كانا صديقيين وثلاثهم جون بول سارتر بول نيزان في بداية الثلاثينيات من القرن المنصرم وصل لنفس وجهة النظر التي كانت عند ريموند ارون ووجهة نظرهما أن فلاسفة فرنسا وكانوا أستاذتهم لم يعودوا مبالين بمشاكل الشعب الفرنسي.
أخرج بول نيزان كتابه كلاب الحراسة مدافعا فيه عن الماركسية ومهاجم أستاذته ووصفهم بكلاب الحراسة لمجتمع ترعاه البرجوازية في وقت إتجه ريموند أرون الى فلسفة ماكس فيبر مع تبني فكر النيوكانطية وقد وصل الى أن ماركسية ماركس لا تخدع غير المثقف المنخدع وكرس ريموند أرون جهوده خلال ستة عقود وكان يرى بأن الإتحاد السوفيتي لا يمكن إصلاحه على الإطلاق ومآله الزوال وبالفعل عندما حاول غورباتشوف إصلاحه قد تفكك كأنه لم يكن ولم تعد الشيوعية كأفق لا يمكن تجاوزه.
المهم في الأمر قتل بول نيزان في الحرب ولكن إنتصرت في النهاية أفكار ريموند أرون في فكرها الليبرالي كما إنتصر توكفيل في أيام إضطرابات 1848م على ماركس وحينها كان ماركس مؤيد لأحداث عام 1848م وكان توكفيل سياسي وهنا في مقالنا نقول أن فكر هشام شرابي متقدم جدا على فكر سمير امين الذي يصر على ماركس طليقا.
في ختام هذا المقال ما أود قوله أننا نحتاج لفكر ليبرالي يتجاوز عجز الهاربين من جحيم الحزب الشيوعي السوداني إلا أنهم إنحبسوا في أفكار فلاسفة ما بعد الحداثة ومعروف أن فلاسفة ما بعد الحداثة كان لديهم إلتباس في مسألتي مفهوم الدولة في ترسيخ فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد وفكرة ممارسة السلطة في مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية وقد إنتهت أفكار فلاسفة ما بعد الحداثة في المجتمعات المتقدمة مع نهاية ثورة الشباب في فرنسا عام 1968م وبعدها قد أصبح نمط الإنتاج الرأسمالي وعلاقته بالديمقراطية علاقة طردية بعدما أثبتت الأيام أن علاقة الشيوعية علاقة عكسية مع الديمقراطية فلا سبيل الى التحول الديمقراطي في السودان إلا بنقل الفكر الليبرالي الىساحة الفكر السودانية والإقتناع بأن الليبرالية هي الأفق الذي لا يمكن تجاوزه.
حمار ابله تعيد نفس الاسماء والجمل كل مرة مضجر ممل حيوان ضايع انت مين يا قطة حتى فاتح محكمة ومدرسة الا تخجل انت حتما بلا احساس
يمكنك نقد المقال بدل هذا الهتاف الشتائم التي لا تفيد شئ!
هذا الرجل كتاباته يحتفي بها قادة الرأي و النقاد. راجع سودانايل الأن تجده في القمة.
إيش الشتائم الصبيانية هذه من شاكلة حمار و حيوان و قطة!
ارق يا رجل و أرتفع بالمستوى.
التحيه والتقدير والاحترام للأستاذ القامه طاهر عمر
الذى يُنير بكتاباته دروب قد اظلمت وتشعبت فى متاهات عديده بين فكر اليمين المتطرف المتشبث بأفكار عصور الظلام وبين اليسار المتكلّس العاجز عن إلانتاج والمواكبه ( الشيوعى مثال) أو اليسار القومى صاحب النزعات الشوفينيه الراكض خلف أوهام العرق العربي والهويه العربيه فى دوله افريقيه لا تربطها علاقات بالقومية العربيه سوى اللغه التى فرضت عليه فرضاً وعضويه لا تسمن ولا تغنى بجامعة الدول.
اما هذا الساقط والفاقد التربوى المعلق جى بي تى فيف فهو معذور فى رده لأنه اصلاً لم يفهم محتوى المقال، واضح من تعليقه انه فى الدرك الاسفل من الانحطاط والجهل فأنى له بأمكانيات فكريه تستوعب مثل هذه الدروس،،
وقد شغل عقله على ضألته بأستحفاظ كم هائل من الألفاظ السوقيه التى يستخدمها عند اللزوم ليستر بها ضحالته ومدى غبائه مع انه ليس مجبر على التعليق لكنه التهافت والإسفاف والانحطاط ألذى يدفع بأصحاب العقول البسيطه ليكونوا فى الخطوط الاماميه لجيوش الدهماء والرجرجه والمترديه والنطيحه.
مره اخرى التقدير والاحترام للأستاذ طاهر عمر ونستميحه عذراً على خروجنا من محتوى مقاله وردنا على المعلق أعلاه ليس دفاعاً عنه فهو أقدر على ذلك منا ولكن كرهاً لكل ماهو قذر وساقط ومتهافت.