مقالات وآراء سياسية

لماذا اطلق الدعم السريع سراح السفير كمال على عثمان ؟!

عمار يوسف الكندري

ليس من السهل أن تقوم استخبارات الدعم السريع بإطلاق سراح شخص من معتقلاتهم خاصة لو كان هذا الشخص له صلة بموقع حكومي سيادي مؤثر ، أو محسوب على النظام البائد وتنظيم الاخوان المسلمين داخل مؤسسة حكومية وهو أمر بديهي في ظل حرب شرسة بين مكونين عسكريين كل طرف يسعى الي سحق الاخر والقضاء عليه وتحقيق انتصار ولو معنوي وهو ذات الأمر الذي تقوم به استخبارات الجيش حيث تعتقل كل من له صلة او شبهة علاقة بقوات الدعم السريع من المدنيين حتى و إن كانت علاقة منطقية أو قبلية.

الشاهد في الأمر هو حادثة إعتقال أو إحتجاز السفير كمال على عثمان بواسطة استخبارات قوات الدعم السريع والذي كان في مايو ٢٠٢٣م وتم إطلاق سراحه لاحقا بعد أن قضى أربعين يوما في الحجز حسب روايته هو نفسه في حوار مع قناة الزرقاء الفضائية في سبتمبر ٢٠٢٣م.
ولمن لا يعرف السفير كمال على عثمان فهو دبلوماسي بدرجة سفير بوزارة الخارجية السودانية وكان يشغل منصب مدير إدارة التوثيق وقتها وهو أحد كوادر التمكين السياسي والاجتماعي للنظام البائد حيث التحق بوازة الخارجية في العام 1993م وقد تم فصله عن العمل مع اخرين بواسطة قرارات لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو 1989م ، وتم إعادته للخدمة مرة أخرى بعد إنقلاب 25 أكتوبر 2021م.

حكي المذكور من خلال اللقاء الذي تم معه في قناة الزرقاء تفاصيل كثيرة عن ظروف إحتجازه وعن لقاءات تمت بينه وبين قادة الدعم السريع مثل القائد عيسى بشارة وكان من المتوقع لقاء يجمعه مع قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو شخصيا ولكن لم يتم ذلك وتم الاكتفاء بلقاء مع القائد عيسى امبيلو والذي قام بحسن وفادته ورفادته حسب ما ذكر السيد السفير ، ولكن ما لم يذكره أو يتجرأ على ذكره هو التفاصيل الحقيقية لما جري في هذه اللقاءات مع قادة الدعم السريع والتي أدت إلى إخلاء سبيله بعد هذه المدة القصيرة التي قضاها في الحجز!! والتي يمكن أن نسميها تفاهمات أو تسويات بالإدلاء بمعلومات حول عمل وزارة الخارجية والإرشاد عن أشخاص وعن منازل البعض.

لقد أراد السيد السفير عبر اللقاء الذي تم معه في قناة الزرقاء أن يحقق بطولة زائفة ويجعل من نفسه شخصية خارقة للفت إنتباه قيادة الوزارة وحكومة بورتسودان وفي نفس الوقت إبعاد شبهة تورطه بالإدلاء بمعلومات حساسة تتعلق بوزارة الخارجية والعاملين بها لجهات تعتبرها الحكومة عدو.

نجح السيد السفير في تحويل امر إحتجازه الي رصيد من الرضا والحظوة عند قيادة الوزارة وحكومة بورتسودان حيث تم ترشيحه مؤخرا ليشغل منصب القنصل العام في جدة بالمملكة العربية السعودية على سبيل التعويض عن الأيام العجاف التي قضاها في معتقل الدعم السريع في وقت سابق.

ستنتهي هذه الحرب عاجلا أم آجلا وستنجلي حقائق كثيرة تكشف عن من خانوا زملاءهم ورفاقهم ومن باع ومن إشتري.

تعليق واحد

  1. بقت عليهو يعني؟ ما ظباط كبار في الجيش باعوا المدن المستامنين عليها وانسحبوا تاركين المواطن الاعزل للدعم السريع لينهبه ويقتله ويغتصبه وينكل به ويطرده خارج منزله لقاء حفنة من الرشاوى الدولارية وانت قايل الدعم السريع مع عساكره الجبناء فاقدي التدريب ابعسكري احتلوا كل هذه المدن والمواقع العسكرية بي قوة بندقيتهم او لشجاعتهم؟ هؤلاء دخلوا بي رشاوى اشتروا بها ذمم كبار الضباط قواد تلك المواقع العسكرية والمدن ارجع بذاكرتك القريبة وشوف الانسحابات الحصلت هل هناك منطق يسندها كلها انسحابات امام بضع عربات من الدعم السريع والمواقع المنسحب منها بها الالاف من الجيش لو طلعوا بي عكاكيز مش بي اسلحتهم لابادوا جنود المليشيا خليها على ربك الرجل خارج نفسه حتى لو ببيع الاخرين وانت لو مكانه حتعمل كده منو الصندد وقاتل حتى قتل كلهم بيقبضوا وينسحبوا فما تلوم الزول ساي وتطلعوا خاين وسط بحر الخيانة الغارق فيه معظم كبار القادة الا من رحم ربي شوف كمية المتعاونيين وسط النواطنيين بالمدن التي اجتاحتها المليشيا وانت لن تلوم او تتهم الرجل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..