ماذا يخبرك السائل المنوي عن صحتك؟
يستطيع السائل المنوي أن يمنح علامات وافية حول صحة الرجل، تماما كما هو الحال مع البول والبراز.
وقد تشير التغيرات في لون السائل المنوي وملمسه ورائحته وكميته إلى حالات صحية محتملة، كما يمكن أن يساعد فهم هذه التغيرات الرجال في متابعة صحتهم واكتشاف المشكلات المحتملة في وقت مبكر.
ما هو الطبيعي في السائل المنوي؟
السائل المنوي عبارة مزيج من السوائل التي تفرزها البروستاتا والحويصلات المنوية والخصيتان. ومن ثم “من الطبيعي أن يظهر السائل المنوي تقلبات طفيفة في اللون أو الملمس أو الرائحة” وفق تقرير لشبكة “سي إن إن”.
وقد تختلف “جودة” السائل المنوي من يوم لآخر أو بين القذف والآخر، لكن بشكل عام، يجب أن يحتوي على تركيز من الحيوانات المنوية لا يقل عن 15 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر، مع وجود 40 في المئة على الأقل تظهر حركة و4 في المئة تظهر شكلًا طبيعيًا، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
عادةً ما يكون للسائل المنوي قوام سميك قليلاً وشبيهاً بالجل، ورائحة خفيفة تشبه المبيّض المستخدم في مواد التنظيف بسبب طبيعته القلوية.
وتتراوح الكمية المعتادة لكل قذفة، ويتحول من جل سميك إلى سائل ناعم بعد القذف ليسهّل حركة الحيوانات المنوية.
تغييرات اللون
عادةً ما يكون السائل المنوي أبيض مائل إلى الرمادي. ومع ذلك، قد يتغير لونه بسبب اختلاطه بالبول أو الدم أو سوائل أخرى.
وقد يتغير اللون أيضا مع تناول بعض الفيتامينات أو الأدوية، مثلما يتغير لون البول مع المكمّلات الغذائية.
ويمكن أن تسبّب حالات مثل فشل الكبد تغيّراً أصفر في لون السائل المنوي.
ويمكن أن يؤثر التدخين أيضا على جودة السائل المنوي ولونه، وقد يشير السائل المنوي الأصفر أو الأخضر إلى وجود عدوى، مثل العدوى المنقولة جنسياً أو عدوى في المسالك البولية.
تجدر الإشارة إلى أن السائل المنوي الأحمر أو البني، المعروف باسم “الدموي المنوي”، عادةً ما يكون ناتجًا عن التهاب أو صدمة طفيفة.
الملمس والقوام
يكون السائل المنوي طبيعيا سميكا قليلا وجيلاتينيا.
وإذا بدا السائل المنوي سميكا للغاية ومتكتلا فقد يكون ذلك إشارة إلى الجفاف أو العدوى.
ويمكن أن يؤدي الجفاف المزمن إلى تغيير قوام السائل المنوي وتقليل الخصوبة المحتملة.
وعلى النقيض من ذلك، قد يشير السائل المنوي المائي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو تكرار القذف، مما قد يؤثر مؤقتاً على جودة الحيوانات المنوية.
الرائحة
يميل السائل المنوي إلى أن تكون له رائحة خفيفة تشبه المبيّض أو الأمونيا بسبب قلويته.
وقد تكون الرائحة القوية أو الكريهة علامة على عدوى، مثل التهاب البروستاتا البكتيري أو العدوى المنقولة جنسياً، فيما قد تشير الرائحة الطيبة أو “الحلوة” إلى مستويات غير طبيعية من الغلوكوز، وهو ما قد يكون مؤشراً على الإصابة بمرض السكري.
الكمية
تتراوح كمية القذفة المعتادة بين 1.5 إلى 5 ملليلترات، أي حوالي 1/3 إلى 1.5 ملعقة صغيرة.
ويمكن أن يؤدي انخفاض حجم السائل المنوي إلى القذف المتكرر، انخفاض مستويات التستوستيرون، أو انسدادات في المسالك التناسلية.
وقد تحدث كمية كبيرة بسبب الامتناع الطويل عن القذف أو، نادراً، بسبب العدوى أو الالتهاب.
تكرار القذف
عادةً ما يكون القذف المنتظم صحياً، ولكن الإفراط في تكرار القذف يمكن أن يؤثر على جودة السائل المنوي.
وقد يعاني الرجال الذين يقذفون عدة مرات يوميا من انخفاض مؤقت في عدد الحيوانات المنوية وحركتها، والذي عادةً ما يعود إلى طبيعته مع انخفاض التكرار.
الألم أثناء القذف
يمكن أن يكون الألم أثناء القذف من أعراض حالات مثل التهاب البروستاتا، أو متلازمة الألم بعد قطع القناة المنوية.
وقد يؤثر التهاب البروستاتا المزمن على 15 إلى 55 في المئة من الرجال، ما يتسبب في خلل وظيفي جنسي أو ألم، مما يؤثر على نوعية حياتهم.
العوامل الحياتية
تؤثر التغذية ومعدل الرطوبة بالجسم والصحة العامة بشكل كبير على جودة السائل المنوي.
ويمكن أن تؤثر الخيارات الحياتية السيئة، بما في ذلك النظام الغذائي غير الكافي والتدخين، بشكل سلبي على السائل المنوي، بينما يمكن أن يحسن نمط الحياة الصحي من جودته.
الأدوية والمكملات
يمكن أن تؤثر بعض الأدوية والمكملات على مظهر وجودة السائل المنوي.
وقد تؤدي علاجات التستوستيرون البديلة إلى تقليل إنتاج الحيوانات المنوية، بينما يمكن أن تحسن المكملات مثل الزنك وحمض الفوليك من جودة السائل المنوي.
متى يجب استشارة الطبيب؟
عادةً ما تكون التغيرات العرضية في السائل المنوي غير مقلقة، ومع ذلك، يجب تقييم التغيرات المستمرة من قبل أخصائي الرعاية الصحية.
وتعد الفحوصات المنتظمة والتواصل المفتوح مع الطبيب أمرا أساسيا للحفاظ على الصحة الجنسية.
ويمكن أن توفر متابعة السائل المنوي رؤى صحية قيمة، حيث يمكن أن يساعد الانتباه إلى لونه وملمسه ورائحته وكميته في اكتشاف المشكلات المحتملة مبكرًا.