تغيير قائد أم عقلية!!

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
وطن يتكئ على باب السنوات يجمع احلامه (المُهشمة) ويعلقها على حبل الصير فكل الصباحات العُسر البائسة
حينما بيع الموت بلا مبالاة
يعقبها موعدا للصبح مع اليُسر لشراء الحياة
وعد من الله قريب !!

و تحدثنا بالأمس عن أن الفريق كمال عبد المعروف جاء في مهمة خاصة لإثناء الفريق عبد الفتاح البرهان عن موقفه الرافض للتفاوض بطلب من جمهورية مصر العربية و
الفلول تكشف عن أنها لاتقرأ إلاّ من كتابها القديم الذي يجعلها لاتغادر بالتفكير ، المنطقة التي تقف عليها اقدامها ، فهي ترى أن الرجل عاد ليدعم الميدان ويشد من أزر البرهان ويدعم الموقف (العملياتي) على الأرض
ولوكان الفريق عبد المعروف جاء لهذا السبب فلابد من الوقوف عند لافتة السؤال حتى لاتجر عربة الجدل حصان المنطق ويتبعها صاحبها دون معرفة للوجهة
ففي حقيقة الواقع أن الفريق كمال عبد المعروف لاتجمعه بالبرهان إلا الزمالة العسكرية لا أكثر فمنذ صعود البرهان لقيادة الجيش لم يجمعهما لقاء،واحد ولم يكن عبد المعروف واحدا من الذين يستشيرهم البرهان في خطواته او يأخذ برأيهم ومشورتهم ، على العكس ظل الرجل يسلك طريقا موازيا بعد الثورة لايلتقي مع خط البرهان لا عسكريا و لاسياسيا، طيلة فترة غيابه عن المشهد بالرغم من انه قيادي عسكري وواحد من اهم القيادات العسكرية الكيزانية التي لاتختلف عن بقية العقد الفريد من قيادات الجيش إلا في طريقة تعاطيها مع الأمور العسكرية وعدم اهتمامه الكثير بالسياسة لكن كان نظام البشير يخصه باحترام كبير ومكانة خاضة
ولكنه وبعد إبعاده او إبتعاده عن المجلس العسكري ظل يراقب المشهد عن بُعد ويتابع حركة صعود نجم البرهان وهبوطه بصمت او شماتة
حتى إنهيار امبراطورية البرهان السياسية وتخبطه عسكريا
فإن كان معروف حقا هو المُتقذ للجنرال لزار بورتسودان قبل عام من الآن فما اشتكى منه الجيش كان يحتاج الي تداعي كل القيادات العسكرية بالخارج لتقدم للبرهان روشتة العلاج الناجع ولكن ظل معروف بعيدا
فما السبب الذي يجعله الآن يتقدم ليحمل اوزار واخطاء البرهان كلها على ظهره وهو الادرى عسكريا منه أن حالة الجيش تعافيها في التفاوض وليس في استمرار الحرب
اما مايؤكد أن خطوات الرجل نحو بورتسودان سياسية وليست عسكرية فالرجل بالرغم من إنتمائه للكيزان إلا انه ليس من التيار الفلولي الممسك بقرار الحرب أي أن معروف كقيادة عسكرية لايخضع لسيطرة جناح كرتي فالرجل اقرب للتيار ( البشير ).
كما أن مايراه الذين خارج (غرفة التحكم) في ملعب الحرب، لايعبر عن رؤية من هم بداخلها ، أي أن الفلول الداعمة للحرب قد تحلم بمعروف لكن قيادة دفة الحرب لاتحتاجه
أكثرمن ذلك دليلا وحجة أن علة ساحات المعارك الحقيقية منذ بداية الحرب وحتى الآن تكمن في التنظيم وليس في البرهان وأن من يعترض التفاوض هم الكيزان وليس القائد فإن كان قرار البرهان بيده لإختار التفاوض ولطالما ان القرار، بيدهم وان الجنرال يقوم بكل ماتطلبه الفلول اذن ما الأسباب والدوافع التي تجعل معروف بديلا مفيدا للكيزان !!
فما قدمه البرهان ولازال يقدمه للفلول لن يستطيع قائد للجيش ان يقدمه لها
اذن ما قيمة جلب قائد ليس في يد التنظيم في ظل وجود قائد مطيع!! فما يعرقل الحسم الآن سببه الفلول بعدم قدرتهم على حسم المعارك !
فكل ماحدث للجيش من إخفاقات على الارض سببها الفلول التي تقود المعارك بكتائبها وليس بالقوات المسلحة فهي المتحكمة قي السلاح الجوي ، طيرانه ومسيراته
وهي التي تملك القرار العسكري والميداني والسياسي فإن كانت تستطيع تحقيق النصر العاجل لحققته
لأن البرهان تابع وليس القائد الفعلي الممسك بالقرار
واستمرار الحرب ليس بحاجة الي تغيير قائد بآخر لكن أن كانت هناك رغبة او، خطة لتحقيق السلام فهذا مايحتاج الي تغيير قائد بعقلية أخرى
فالبرهان والعطا وكباشي من افضل العقليات (المغلقة) التي تناسب الفلول الآن في حربها
عملوا بكل اخلاص للتنظيم وحققوا له اهم اهدافه من انقلابات وقطع الطريق التحول الديمقراطي واشعال الحرب والآن عدم الذهاب الي التفاوض اذن ماهي الحاجة الملحة التي تجعلهم يفكرون في جلب قائد آخر وما الذي يمكن ان يحققه لهم من اهداف!! لاشي
لذلك ان مجئ معروف الي بورتسودان ماهي إلا مهمه خاصة ليست للفلول يد فيها باغتهم الرجل بحضوره وحتى يتم ( التضليل) الحقيقي وإلهاء الناس عن مهمة الرجل الحقيقية وكشف فحوى رسالته طفقت الفلول لضرب الدفوف وهللت لعودته ووصفتها بدعم الموقف الميداني
فخلاصة الأمر ان علة الجيش في من يقف خلفه ليس في من يقوده وان قرار السلام هو قرار ضباط اسلاميين وليس قرار البرهان لذلك فإن كمال عبد المعروف قد يكون له كلمة على الضباط الاسلامين الذين بيدهم (الريموت) اكثر من القائد نفسه ، فما يتمتع به محرر هجليج بطل زمانه (بعيونهم) من قبول لايتمتع به البرهان نفسه.
طيف أخير :
#لا_للحرب
صرخة إمرأة بالشمالية وطرد والي نهر النيل ورئيس المقاومة الشعبية في العبيدية إنتفاضة وعي تؤكد أن ولايات الإستنفار استيقظت لترفض الاستغفال
ما أعظم (لاللحرب) عندما تخرج من مناطق دعم الحرب !!.

الجريدة