الأثر العميق لسلوك القطيع على مايحدث بالسودان

عادل محجوب على
• يبدو جليا لكل ذو بصر وبصيرة الأثر العميق لما يعرف بسلوك القطيع على حركتنا السياسية وحياتنا الاجتماعية ونشاطنا الإقتصادى والتداعيات السالبة الناتجة عنه على مجمل قطاعات وعصب الوطن .
• والقطيع هو مجموعة حيوانات مثل الأغنام والأبقار ، يتسم سلوكها بالتبعية للراعى ، ولبعضها البعض ، ويسمى اصطلاحا ميل الأشخاص إلى التفكير والتصرف بطرق تتوافق مع الآخرين في المجموعة وليس كأفراد بسلوك القطيع .
• يقول :- عالم الأحياء هاملتون ، فى مقال بعنوان «هندسة القطيع الأناني» أن كل عضو في مجموعة ما (كما في قطيع من الحيوانات) يخدم نفسه بالدرجة الأولى حيث يقلل الخطر عن نفسه بالدخول مع الجماعة والتطبع بسلوكها .
• وهكذا يظهر القطيع بمظهر الوحدة الواحدة وهو في حقيقة الأمر جزئيات لمصالح الأفراد حسب تقدير أدمغتهم الواهنة بفعل عاطفة الخوف أو الطمع والمستغلة للوصول لأهداف الراعى أو رأس القطيع .
• ويقول الدارسون لهذا السلوك إنك عبر القطيع ، تخرج من وعاء نفسك الفارغ ، إلى صورة تفجر حياتك ، بفرح لا محدود ، عندما تصير جزء من كل ، عبر ردود أفعال تتميز بالغريزة ، التى توجد سلوك القطيع فى دواخلنا ، وكجزء من استراتيجيتنا للبقاء عندما نحارب وعند ما نبنى سلام .
• ويُصعِّب تأثير القطيع العميق فينا كأفراد ينتمون إلى مجموعة إستخدام عقولنا بشكل تأملى يخرجنا من المآزق الكثيرة التى سودت حياتنا السياسية والإجتماعية بالسودان ولاتزال تتعملق.
• وقد لاتقل مآسى متابعة القطيع السياسى بالسودان عن قصة خرفان بانورج المشهوره فى الأدب الفرنسى والتى أودى طمع صاحبها تاجر الأغنام الجشع دندونو بأن يسقطه سلوك القطيع ومكر خصمه بانورج من ظهر السفينة إلى البحر ممسكا بآخر خروف سقط تابعا لكل خرفانه التى سقطت للبحر تبعا لرأس القطيع الذى أشتراه منه بسعر مغر بانورج ورماه متعمدا فى البحر لإحداث الفجيعة .
مستقلا غباء سلوك القطيع ، وطمع صاحبه .
•يقول الخبير الاقتصادى ميشيل باديلى فى كتابه المقلدون والمتناقضون ٢٠٠٨م نحنا نتقاسم مع الحيوانات الأخرى تشكيلة واسعة من الاندفاعات القطيعية فى تصرفاتنا
• وتواجه الإبتعاد عن القطيع تحديات تحتاج لقدرة كبيرة على مواجهة الضغوط الاجتماعية والفهلوة السياسية واتجاهاتها الخبيثة التى تعمل على تدوير المعرفة التى يعتنق القطيع بها ويصنع منها شعارات وهتافات هلامية يطوقها بهالات تجلعها فى مقام المقدسات الدينية والوطنية .
• حيث تجعلها بكل نفاق وخبث كأنها لاصق يحافظ على هوية الوطن الثقافية ومعتقداته الدينية مستغلين وجود سلوك القطيع فى أعماقنا الغربزية .
•فالأفراد عندما يتجمعون فى حشد من البشر يشعرون أن قواهم تتضاعف
ويرتفع لديهم نطاق منطقة اللوزة الدماغية التى يقول العلماء أنها تشارك في إدراك وتقييم العواطف والمدارك الحسية والاستجابات السلوكية ، المرتبطة بالخوف والقلق وهي تلعب دوراً فعالاً في إدراك التهديد وتقييم التفاعلات الاجتماعية . ولها أهمية مركزية في تنظيم الاستجابات العاطفية وتوجيه التعلم ، ويبدو أن نطاق لوزة شعبنا الدماغية الفطرية كبير بالقدر الذى يسهل لغوغاء العاطفة أن تقود الوطن فى كثير من المنحنيات لمدارك الهلاك .
•ونحنا كلنا نشاهد سريان روح القطيع السمجة فى كثير من الكتابات المطبوخة بمصانع علف القطيع بالسودان والتى انتشرت بالوسائط مثل النبت الشيطانى والتعليقات اللزجة التى تضخ روح الكراهية فى جسد المجتمع فقد تجد أشخاص كانوا قمة فى التهذيب قادرين على التعبير بابشع التعليقات ، فروح القطيع تغرس فى الأعمال الإجرامية احساس عدم المسؤولية.
• لذا تتمتع الطوائف والعصابات بروج جذب تمثل رابط ذو مغذى مع القطيع لبعض الأفراد وكأنها مادة علاجية ، شديدة السمية ، لا يحصل عليها من العائلة أو من مجتمع العمل حيث يجد نفسه كجزء من شى خطير أفضل من وجوده الفقير ، حسب تصور عقله الغرير .
• المصيبة الكبرى أن تداعيات صناعة الرأى العام المبنى على الأوهام القطيعية بالسودان تقود الوطن الآن نحو حتفه مثل خرفان بانورج والاغلبية لا يبالون أو هم فى غيهم سادرون .
أخرج من قوقعة الذات
المصلوبة على ترهات الأكذوبة
وتفاهات متاهات الشر المنصوبة
على طرقات مسار قطيع أخطر
لرحاب العقل الأقدر
لاجل عيون الوطن الأنضر
لم تكتب شيء يا هذا … ممكن انت تكون كذلك جزء من قطيع في ضفة اخري بدعوى فهم وعقلانية كذوبة … المواطن داخل السودان هو صاحب الوجعة وليس من ينزل في فنادق فخمة بالخارج على حساب شعبه يا مسكين ………… انتهى دور كثير من الادعياء بهذه الحرب
فعلا هذا هو مرضنا في السودان. صرنا قطعانا فقط. هناك قطعان قبلية وأخرى دينية و ثالثة مناطقية. لكن للأسف ليس هناك قطيع اسمه الوطن. العلاج الوحيد هو منهج تعليمي جديد يذيب القطعان الثلاثه الاولى.
اتفق معك تماما. نحن شعب مكون من مجموعة من القطعان. فهناك قطعان قبلية وأخرى دينية وثالثة مناطقية ولا يوجد قطيع اسمه السودان. في رأيي احد اهم الحلول هو منهج تعليمي يزيل الثقافات الثلاثة الاولى و يركز الاخيرة.
لا يوجد قطيع أسمه السودان…
ارفع لك القبعة…
صدقت
نحن قطعان دينية وأخرى قبلية و ثالثة مناطقية ونفتقد للقطيع السوداني
مع احترامي لخيارات الآخرين و إنتمائهم الحزبي إلا في رأي و من خلال تاريخ و حاضر الأحزاب السياسية المنكوبة كل من ينتمي الي تلك الأحزاب يبقي من ( القطيع ) و عايش في حالة اللأوعي… معقول في زول واعي يتابع أيتام الطائفية و وهم العروبة أمثال برمة ناصر و نافع و كرتي و الخطيب و السنهوري و عمر الدقير!!!!!!