ما هو هدف ” تقدم ” ؟

أحمد داؤود

يتمثل الهدف الأساسي لتيار العمالة والتبعية داخل تقدم – علي الاقل في الوقت الراهن – في الانفراد بالبرهان وارغامه علي توقيع التسوية .
لتحقيق هذا الهدف لجات تقدم الي عدة أساليب
١- الابتزاز بالمجاعة .
٢- التخويف بالانتهاكات والمجتمع الدولي.
٣- حملات مدفوعة القيمة تحت دعاوي إنهاء الحرب وتحقيق السلام .
علي مدي الأشهر الماضية ظلت تقدم تحاول استمالة البرهان لكنها كانت علي الدوام تصطدم بالتيار الجذري داخل المعسكر المناهض للجنجويد .
هذا التيار يتشكل من شرفاء القوات المسلحة وغالب قطاعات الشعب السوداني وقوي الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية والقوي السياسية الوطنية.
يتمسك هذا التيار بالحل الجذري للصراع عبر هزيمة المليشيا واقتلاعها ومحاسبة كل من ثبت في تورطه .
هذه المطالب تتعارض مع مخطط تقدم التي تسعي الي هندسة تسوية تعيد المليشيا الي المشهد القادم. أبرز معالم هذه التسوية حسب ما ورد في الورقة السياسية للحزب الشيوعي:-
١- تكوين جيش جديد علي ان يكون برئاسة مشتركة ؛ اتنين من الدعم السريع ومثلهما من الجيش .
٢- عزل البرهان وحميدتي مع منحهما الحصانة وفرصة الترشح في الانتخابات القادمة .
وهو ذات ما يؤكده حديث د/ الوليد مادبو ، احد المقربين للدعم السريع للأستاذ احمد طه في قناة الجزيرة حين اشار الي ان الطريق الي السلام يبدأ بعزل البرهان وحميدتي وافساح المجال للصف الثاني من قيادات المنظومتين.
نموذج هذه التسوية سوف يقود الي إعادة إنتاج النظام القديم بكل تشوهاته وهو ما سيؤدي الي الابقاء علي البنية المازومة للدولة السودانية.
تقدم عبارة عن تحالف يجمع بين وكلاء منظمات دولية + انتهازية هامش+ برجوازية مدينية وعائلات نافذة .
بنية هذا التحالف مصممة فقط لتحقيق مصالح عضويته وهي:’
١- احتكار الفضاء المدني كمدخل للتمتع بالامتيازات الاقتصادية والسياسية.
٢- الهيمنة علي المناصب العليا في السلطة التشريعية والتنفيذية وتوظيفها كأداة للحفاظ علي مصالح العائلات النافذة والرأسمالية المحلية .
٣- حماية مصالح الرعاة الاقليميون والدوليين عن طريق تسهيل سياسات التعاقد فيما يختص بالتنقيب عن الموارد أو الهيمنة علي الأراضي والمواقع الاستراتيجية كميناء بورتسودان او مشروع الجزيرة.
٤- خلق الشروط المساعدة لاستتباع البلاد وفق شروط البنك وصندوق النقد الدولي .
اصرار تقدم علي الانفراد بالبرهان وتوقيع التسوية نابع من افتراض خاطيء وهو أن انتزاع الاعتراف من قيادة المؤسسة العسكرية هو المفتاح لإيقاف الحرب .
أولا : هذه الحرب ليست بين الدولة/ الجيش من جانب و الدعم السريع من جانب آخر. هذه الحرب بين الدعم السريع من جانب والشعب السوداني من جانب آخر .
ثانيا : الدولة الآن لا تمتلك حق التفاوض نيابة عن متضرري الحرب و ضحايا الجنجويد .
في الجنينة علي سبيل المثال ارتكب الجنجويد ما وصفته هيومن رايتس ووتش تطهير عرقي علي شعب المساليت . نفس الشيء حدث وان كان بمستويات مختلفة للمدنيين في الجزيرة.
اي إتفاق لا يستوعب مظالم ومصالح هذه الفئات العريضة من السودانيين هو بالتأكيد لن يؤسس لإنهاء الحرب.
التعاطي مع الأزمة الحالية بمثل هذا التسطيح ، والتضحية بمظالم وحقوق السودانيون تحت دعاي شراء المستقبل لن يؤسس لأي حل جذري للازمة . المطلوب تعاطي اكثر جدية ومسؤولية ، فهل تمتلك ” تقدم” الاستعداد والدافع لذلك ؟ .

[email protected]