نِسر النِينجا!

مناظير
زهير السراج
* أثبتت التظاهرات الشعبية الضخمة في مدينة كسلا التي أعقبت جريمة إغتيال الشهيد (الأمين محمد نور) وثورة الغضب العارمة التي أججتها في صدور السودانيين داخل وخارج السودان، وواقعة هتاف النساء في وجه المجرم البرهان بالولاية الشمالية ضد الحرب والتجاوب الشعبي الكبير معها، إن الثورة السودانية التي اقتلعت ثلاثة أنظمة عسكرية فاسدة من قبل ليست وليدة اللحظة أو حدثا عابرا وإنما عقيدة راسخة في قلوب السودانيين وحاضرة في أي لحظة للإنفجار وتدمير رؤوس الظالمين، وأن أوقات الهدوء التي تتخللها ليست سوى تمسك بالحكمة والصبر في انتظار اللحظة المناسبة حتى تكون الضربة حاسمة وقاضية مثل ضربة (نسر النينجا) الذي يتغذى على الثعابين السامة، بعد أن يقضي عليها بركلة واحدة قوية في الرأس، وهو صاحب أقوى وأسرع ضربة في المخلوقات مقارنة بحجمه الصغير ونحافته!.
* أرغمت جماهير كسلا التي ثارت ضد الظلم والقهر وأغلقت الأسواق واحتلت الدور الحكومية بما فيها مبنى جهاز الأمن والمخابرات الذي إرتكبت جريمة اعتقال وتعذيب واغتيال الشهيد (الأمين)، السلطة الانقلابية الفاشية الحاكمة في بورتسودان وجهاز مخابراتها المجرم على الاعتراف بالجريمة البشعة ورفع الحصانة عن المتهمين وتسليمهم للنيابة، الأمر الذي يؤكد إصابتهم بالرعب والخوف من تصاعد الغضب الجماهيري الذي أدى قبل خمسة أعوام عند اغتيال الشهيد المعلم (أحمد الخير) في نفس المنطقة وبنفس السيناريو البشع، إلى اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة والقضاء على النظام البائد الذي يحاول الآن من خلال الحرب القذرة التي أشعلها وتدمير البلاد وقتل وتشريد المواطنين العودة مرة أخرى للحكم، ولكنه واهم ومخبول وحالم ومهزوم مثل المجرم الذي يقوده الآن نحو الهلاك الأبدي!.
* لقد ظل جهاز الأمن والمخابرات الذي أعاد إليه الانقلابي القاتل (عبد الشيطان) سلطة القبض والاعتقال والتفتيش والتحقيق.. إلخ، ومنحه الحصانة الكاملة، يتمادى منذ اندلاع الحرب القذرة في اعتقال وتعذيب واغتيال الأبرياء بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع، وهي تهمة زائفة في أغلب الأحيان القصد منها تخويف وترهيب وإذلال المواطنين الذين يطالبون بوقف الحرب، وحتى لو كانت التهمة صحيحة فليس من حق الجهاز الفاشي ممارسة التعذيب والقهر لإرغام المعتقلين على الاعتراف بها، ولكنه اعتاد على الإجرام والتعذيب والقتل فكيف يتخلى عنهم، بل أخذ يتشدد فيهم من يوم لآخر إعتقادا منه أنه يستطيع النيل من المواطنين الأحرار رافضي الحرب، إلا أنهم ظلوا ثابتين على مقاومة الحرب وحريصين على الوطن والشعب، وظل عددهم يزداد كل يوم حتى صاروا أغلبية كاسحة وأخذوا يجهرون بالصوت العالي ضد الحرب في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، بل حتى في وجه الانقلابي المهزوم الذي فوجئ بنساء الشمالية يصحن في وجهه لا للحرب، فاضطر للإنسحاب مجرجرا أذيال الهزيمة والخيبة.. الهزيمة في ميدان المعركة التي هرب منها إلى مخبأه في بورتسودان، والهزيمة من أخوات مهيرة العفيفات الصابرات في الشمالية اللاتي واجهنه بخيبته وعجزه عن حمايتهن من العدو وتشريدهن في الشوارع وهن الحريرات الكريمات العفيفات، فإلى أين سيهرب منهن وأين سيختبئ!.
* ها هي كسلا تنتفض أيها المجرم الجبان كما انتفضتْ من قبل وأسقطت النظام البائد، وستتوالى الانتفاضات وتندلع الثورة المجيدة التي لم ولن يطفئها ترهيب أو اغتيالات أو قتل، ولن تطفئها حتى الحرب التي أشعلتموها وتظنون أنها ستخيف الشعب وتجعله يركع أمامكم.. ولكن هيهات، فالشعب لن يركع لغير الله، والثورة التي تظنون إنكم وأدتموها لا تزال حية، لأنها عقيدة متجذرة في النفوس.. وقريبا جدا سيضرب نسر الجينجا ضربته القاتلة!.
الجريدة
تحية لصحيفة الراكوبة ولدكتور زهير تاج راسنا . آ آ آ آ آ م مممم معليش شاعر بخنقه والدكتور عارف السبب .