حدود ملتهبة.. مخاوف من نزاع دولي على الحدود السودانية الاثيوبية

تقرير: رشا حسن

في تصعيد مفاجئ وخطير، انفجرت الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية، حيث سيطرت مليشيا إثيوبية على بلدة المتمة، مما دفع السودان إلى إغلاق المعابر ووقف حركة السفر. هذا التطور الحاد يأتي في خضم صراع داخلي دموي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يفتح الباب أمام مخاوف حقيقية من اندلاع نزاع دولي.

حرب وشيكة

وتوقع نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي، محمد بدر الدين، أن تكون للحرب تأثيرات وتداعيات على دول الجوار القريب وأمن واستقرار الإقليم. وأضاف أنه مع إطالة أمد الحرب يتوقع حدوث مزيد من التوترات.

وقال بدر الدين في حديثه لـ”الراكوبة” إن الحرب الدولية غير مستبعدة إذا تضررت المصالح الاستراتيجية لبعض دول الإقليم، التي قد تتخذ من الحرب الدائرة في السودان ذريعة بأنها تضر بمصالحها وتشكل تهديدًا لأمنها القومي. وأوضح أن حالة السيولة الأمنية الناتجة عن الحرب قد تكون دافعًا مغريًا للتدخل.

وأشار نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي إلى أن إطالة أمد الحرب والاستنزاف الذي يحدث لطرفي النزاع يدفع بهما إلى الاستعانة بالحلفاء للاستمرار في هذا الصراع الخاسر، حسب وصفه.

صراع حدودي

ويقول أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية بالجامعات، اللواء الركن (م) محمد خليل الصائم، إن ما يحدث في شرق السودان على الحدود الإثيوبية السودانية هو صراع بين مجموعة “فان” التابعة للأمهرة الإثيوبية، والتي تقاتل الحكومة الإثيوبية واستولت على مدينة المتمة الإثيوبية، واعتبره شأناً داخلياً يخص إثيوبيا.

وأوضح الصائم في حديثه لـ”الراكوبة” أن الصراع على الحدود الإثيوبية ليس له علاقة بالقوات المسلحة أو الدعم السريع، واستبعد حدوث حرب عالمية ثالثة أو دولية، واعتبره مجرد توترات على الحدود.

وأشار إلى أن هذه التوترات تؤثر على السودان بسبب لجوء عدد كبير من السكان إلى السودان رغم الظروف التي يمر بها. وأضاف أنه رغم ذلك، فهناك هجرة عكسية من اللاجئين السودانيين في ذات الإقليم في طريقهم إلى السودان نتيجة لتعرضهم لمعاملة قاسية. وتابع: “قرروا العودة مشياً على الأقدام”.