في الذكرى التاسعة والأربعين علي أول محاولة إنقلاب إسلامية في السودان
بكري الصائغ
مقدمة : منذ سنوات طويلة حتي اليوم والجدل الحاد والمناقشات مستمرة بلا توقف في الساحة العسكرية والسياسية والصحفية والإعلامية حول عدد الانقلابات والمحاولات الانقلابية العسكرية التي جرت في السودان خلال الفترة من عام ١٩٥٧م (عام أول محاولة انقلابية قام بها خالد الكد) وحتى اخر انقلاب قام به البرهان في أكتوبر عام ٢٠٢١م؟!! .
في ظل اختفاء المعلومات والوثائق التي تحجبها القوات المسلحة عن عمد وترفض باصرار شديد كشفها في العلن عن عدد الانقلابات التي وقعت خلال الـ(٦٨) عام الماضية ، عندها تضاربت الأرقام بشدة بين المواطنين حولها ، هناك من كتب في الصحف أن عدد الانقلابات وصلت الي (٣٢) محاولة انقلابية فاشلة و(٥) فقط كانت ناجحة كان أخرها انقلاب البرهان في أكتوبر ٢٠٢١م ، وكاتب آخر أكد علي سبيل التهكم والسخرية أن عدد الانقلابات (٦٨) بواقع انقلاب كل عام منذ الاستقلال حتي العام الحالي!! .
بعيدا عن عدد الانقلابات التي وقعت في السودان ولا يعرف أحد عددها ولو بالتقريب ، بل حتي القائد العام للقوات المسلحة البرهان نفسه قد يكون مغبي عنها ، اكتب اليوم عن أول محاولة انقلاب عسكري وقع في تاريخ القوات المسلحة حمل ملامح إسلامية ، فبالرغم من أن كل الانقلاب التي وقعت من قبل كانت الإختلافات بينها كثيرة وغير متشابهة في ملامحها وشعاراتها وظروفها وملابساتها وتواقيتها ، وان كل انقلاب قد أخذ شكل مغاير عن ما سبقه ، الا أن انقلاب المقدم/ حسن حسين الذي قام به في يوم الجمعة ٥/ سبتمبر عام ١٩٧٥م تعتبر بكل المقاييس العسكرية من أغرب وأغبى المحاولات الانقلابات العسكرية التي عرفتها البلاد.
اليوم الخميس ٥/ سبتمبر الحالي تجئ الذكرى التاسعة والاربعين عاما علي المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها المقدم/ حسن حسين وأطلق عليها وقتها أسم “أول محاولة انقلاب اسلامية في تاريخ السودان”.
الجنرالات والقادة العسكريين الذين عاصروا وقتها محاولة الإنقلاب ، صرحوا في مرات كثيرة واكدوا ان انقلاب المقدم/ حسن حسين يعتبر بكل المقاييس من أغرب واعجب الانقلابات التي وقعت في السودان منذ عام ١٩٥٥م (تمرد حامية توريت) وحتى انقلاب البرهان عام ٢٠٢١م ، بل وان وايضا الكثيرين من اهل السودان مازالوا حتي اليوم غير مصدقين بعد محاولة انقلاب حسن حسين ان تكون الانقلابات بهذه السهولة وممكن وقوعها بهذا الشكل (السبهللة) كما انقلاب حسن!! .
تقول احداث ووقائع الانقلاب تمامآ كما
وقعت في يوم 5 سبتمبر ١٩٥٧م :
١- (أ)- في صباح يوم الجمعة ٥ / سبتمبر عام ١٩٧٥م ، توجه المقدم/ حسن حسين عثمان وهو علي ظهر دبابة ومعه جندي واحد فقط بخلاف سائق الدبابة الي امدرمان قاصدا مبني الإذاعة ليلقي بيان انقلابه العسكري رقم واحد .. وعبرت الدبابة بدون اعتراض او تحريات عنها!! .
(ب)- دخل المقدم/ حسن حسين مبني الاذاعة بدبابته العتيقة عنوة ، وهناك طلب من المذيع/ كمال محمد الطيب أن يقدمه للمستمعين وألقي المقدم حسن بيانه العسكري رقم واحد .
(ج)- استيقظ المواطنين في صباح هذا اليوم علي موسيقي المارشات العسكرية ، وبعدها استمعوا الي بيان المقدم/ حسن حسين الذي أعلن فيه الاستيلاء علي السلطة!! .
(د)- كان أكثر ما شد انتباه المواطنين في البيان واستغرابهم من ما جاء فيه من قرارات كان من ضمنها قرار حل جهاز (توتو كورة) ، وهو نظام مراهنات علي مباريات كرة القدم تبنته وزارة الشباب والرياضة وقتها.
(هـ)- ظهر لاحقآ ، ان البيان الذي أذاعه المقدم/ حسن حسين لم يكن هو البيان الأصلي المعد في الخطة ، ففي غمرة الاستعجال وضيق الوقت نسي المقدم حسن ان يأخذ البيان وتركه في منزله ، وعندما وصل الي الاذاعة في امدرمان اكتشف الامر ، فأعد بيان اخر علي عجل أثناء وجوده في الاستوديو ، وهو ما سمعه الناس!! .
(و)- قيل وقتها ، ان البيان الرئيسي اشتمل علي قرارين مهمين ، أحدهما التشكيل الوزاري الجديد برئاسة الدكتور/ حسن الترابي ، والدكتور/ عون الشريف ، والأب/ فيليب غبوش وتعيين القانوني/ دفع الله الحاج يوسف وزيرا للخارجية.
أما القرار الثاني ، فقد تم فيه تغيير اسم جمهورية السودان الديمقراطية إلى (جمهورية السودان الاسلامية الديموقراطية الشعبية) ، وجاء في القرار الثاني ايضآ ، حل الاتحاد الاشتراكي ، وإغلاق البارات ، وتجميد عمل الاندية الرياضية.
(ز)- بعد ان قرأ حسن بيانه العسكري ، خرج من الإذاعة وتوجه الي القيادة العامة لجمع مزيد من الضباط والجنود تاركا خلفه الدبابة وسائقها والجندي ليحرسها الاذاعة!! .
(ح)- الضابط/ شامبي وومعه حماد الإحمير (وهما من رفقاء حسن حسين في الانقلاب) ومعهما ثلاثة جنود ، جاءوا بعده الي الاذاعة ، وأخذوا الدبابة الوحيدة من قلب فناء الاذاعة ، وذهبوا بها إلى سجن كوبر لإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين السياسيين ، وتمكنوا بالفعل من إطلاق سراح بعضهم.
(ط)- في وقت لاحق من نفس اليوم ، وبصورة عاجلة للغاية ، اعلن حسن حسين اطلاق الحريات العامة ، واكد على حرية الصحافة ، واستقلال القضاء ، وحرمة الجامعات.
(ي)- من غرائب المعلومات التي وردت عن محاولة الانقلاب ، ان الانقلابيين لم يلجئوا قبل القيام بانقلابهم القيام باجتماعات سرية مغلقة او في أماكن نائية حرصا علي سلامتهم وتأمين انقلابهم ، بعيدا عن اعين الاستخبارات العسكرية ، وإنما اجتمعوا جهارا نهارا في ميادين عامة … وبوجه خاص في الحديقة الواقعة جنوب القصر الجمهوري (ساحة الشهداء)!! .
(ك)- لم تكن المحاولة الانقلابية بحاجة الي جهد خارق افشالها من قبل ضباط وجنود القوات المسلحة وتطويق الانقلابيين وإخماد المحاولة بسهولة ، فقد أمكن سحقها بكل بساطة بعد ساعات قليلة من إذاعة البيان العسكري رقم واحد.
٢- دخل قائد الانقلاب المقدم/ حسن حسين قبل فشل انقلابه بساعات في مشاكل كبيرة مع ضباط القيادة العامة الذين التقي بهم واعربوا له صراحة عن رأيهم في الانقلاب وانه غير مقبول ولا يوافقون عليه ولا علي تصرفاته وعلي التهور الذي قام به ، وانه باي حال من الاحوال لن يشتركوا معه حتي وان نجح الانقلاب ، الجنرالات الكبار والقادة العسكريين سخروا بشدة من طريقة اعداد محاولة الانقلاب ووصفوها بـ(انقلاب اولاد الكشافة )!! ، واستهزاءوا بشدة جارحة من البيان العسكري الأول الهزيل .
في هذا اللقاء تطور النقاش الحاد بينهم وتعالت الأصوات والتهديدات المصحوبة بالتشنجات التي كادت ان تصل الي مرحلة التماسك بالايادي ، عندها وفي ظل هذا الجو المتوتر سحب الملازم/ كمال محمد أحمد مسدسه الحربي وصوبه نحو المقدم/ حسن حسين في محاولة لاغتياله ، أصابت الرصاصة حسن اصابة اصابة بالغة تم على إثرها اعتقال الجريح حسن حسين الي المستشفى للعلاج تحت حراسة مشددة.
بعدها تطورت الأحداث سريعا بصورة متلاحقة ، فقد اتجهت قوات من الضباط والجنود برئاسة الرائد/ ابوالقاسم محمد ابراهيم إلى الإذاعة ، ودخلها بدون مقاومة لانه اصلا لم تكن هناك أي قوة لتقاوم ، بعدها أذاع الرائد/ أبو القاسم بيانا أعلن فيه دحر الحركة الانقلابية وقبرها ، ومن طرائف الاحداث وقتها ، ان أن المذيع الراحل الدكتور/ أبوبكر عوض سارع بارتداء الزي العسكري وتسلح ببندقية لنصرة الانقلاب حسين ، وتم اعتقاله بدون مقاومة ، ويقال إن المذيع/ أبوبكر كان ضابط بالكلية الحربية وفصل منها.
اللواء/ جعفر النميري (وقتها) كان قد هرب سرآ من منزله لحظة سماعه خبر الانقلاب ولم يعرف احد له مكان حتي اقرب الناس اليه ، وفجأة سمع الناس صوته فيما بعد من إذاعة أمدرمان بعد فشل الانقلاب ، وراح يشيد بيقظة الشعب والجيش وقال :
“ان ماحدث يثير الدروس والعبر ، ويستوجب الوقوف عنده ، فقد هزمنا الطائفية في عقر دارها بالجزيرة آبا ، وهزمنا الشيوعية وإنقلاب ١٩/ يوليو ، ودحرنا احداث شعبان في جامعة الخرطوم”.
تم اعتقال الضباط والجنود الذين قاموا بالمحاولة بكل سهولة ويسر ، وقدموا للمحاكمة العسكرية العاجلة في مدينة عطبرة وصدرت الاحكام السريعة (كالعادة) باعدامهم.
بعد الانتهاء من المحاكمة أخذو إلى ساحة الموت في منطقة خلوية اسمها (وادي الحمار) ، الجميع تلقوا الموت بشجاعة وبسالة ، بل ان الملازم أول/ عبد الرحمن شامبي استطاع أن ينتزع بندقية أحد الجنود بالقوة في محاولة منه قتل جلاديه ، لكن البندقية كانت خالية من الذخيرة!! .
الذين تم إعدامهم هم : بالإضافة لحسن حسين :
الرائد/ حامد فتح الله ،
النقيب/ محمد محمود التوم ،
والملازم أول/ عبد الرحمن شامبي نواي ،
والملازم أول/ حماد الإحيمر ،
والملازم أول طيار/ القاسم محمد هارون.
السيد/ عباس برشم ، وكان من طلاب جامعة الخرطوم ومحركاً لأحداث شعبان ، بالإضافة إلى ستة عشر آخرين من الرتب الأخرى.
السيد/ عبد الرحمن إدريس ، كان شريكاً أصيلا مع حسن حسين في الإعداد والتخطيط ، ولكنه عندما أحس بفشل الانقلاب آثر الهرب ، وقد ظلت وسائل الإعلام تدعو الناس لاعتقاله ، القاضي الهارب أو هكذا أسموه ولم يعد ثانية إلى أرض الوطن إلاّ مع المصالحة الوطنية حيث عينه النميري أميناً مناوباً للاتحاد الاشتراكي.
٣- أسباب فشل الانقلاب يمكن تحديده فيما يلي :
(أ)- باستثناء المقدم/ حسن حسين ، والحكمدار الطيب أحمد حسين ، فإن كل العناصر التي شاركت في التنفيذ كانوا من صغار الضباط وصف الضباط الذين لا قبل لهم بالمهمة العسكرية الجسيمة التي تحركوا من أجلها.
(ب)- فشل بعض الجنود المكلفين في تنفيذ بعض المهام التي كلفوا بها.
(ج)- تحرك المنفذون كلٌّ بطريقته دون التقيد بالخطة الموضوعة.
(د)- كثير من المعلومات العسكرية عن المحاولة كانت قد وصلت الي مسامع الرئيس النميري الذي سارع الي ترك منزله وهرب سرآ واختبأ في منزل السيد/ بابتوت في الخرطوم بحري ، بابتوت هو أحد أصدقاء النميري من العسكريين القدامي ، وبالتالي فشل الانقلابيين في العثور عليه واعتقاله أو اعتقال أي من رموز النظام أو احتلال أي موقع إستراتيجي من المواقع الرئيسية في الخرطوم ، بل وفرطوا حتي في الإذاعة.
(هـ)- لم تكن هناك أي خطة للانسحاب او المقاومة في حالة فشل الانقلاب ، مما سهل إلقاء القبض عليهم بسهولة.
(و)- الأسلوب الذي تم به تنفيذ الانقلاب منذ بدايته كان بدائيا للغاية وممعن في الارتجالية وعدم الانضباط والتخطيط السليم ، كان حسن حسين ومن معه من الانقلابيين مسالمين للحد البعيد ولم يلجئوا للعنف او المقاومة حتي عند لحظة اعتقالهم استسلموا بكل هدوء ، كانت محاولة الانقلاب اشبه بلعبة مسلية وليس انقلاب عسكري.
(ز)- كل الانقلابيين العسكريين منهم والمدنيين الذين شاركوا في هذه المحاولة حصروا أنفسهم في جهوية واحدة هي غرب السودان (دارفور وكردفان) دون اشراك الضباط الاخرين معهم.
(ح)- قائد الانقلاب/ حسن حسين باشر المهمة بنفسه كل مراحل المحاولة برجولة وجسارة (زايدة حبتين) بدون مشاركة الاخرين او استشارتهم ، وكانت النتيجة أن أصيب واعتقل بعد ساعات قليلة من بيانه الأول والأخير ، وأصبحت المحاولة بلا رأس مدبر أو رئيس!! .
ما لم تقله بتزاكى تحسد عليه هو أن انقلاب حسن حسين عثمان خططه ونفذه حزب الامة وهذه الحقيقية يعلمها الشعب السوداني الذى تتزاكون عليه أكثر مما يجب. قال انقلاب اسلامى قال، حتى هذه الحقيقة المجردة تحاولون بالاشطارة تزيفها لتوظيفها لتحقيق اهدافكم الشريرة الغزرة . كما قلت كانت محاولة انقلابية ساذجة وانت أيضا بنفس هذه السزاجة وأكثر تحاول تزوير الحقائق بأن تحمل مسؤوليتها لغير حزب الامة الاب الشرعي للمحاولة. يا سندس ما تستعدل وتقيف دقرى كفاك عمالة وارتزاق باللعب على أطفال السودان.
الحبوب، محمد عبد الماجد.
تحية طيبة.
خطأ وألف خطأ المعلومة التي وردت في تعليقك عن المحاولة الانقلابية التي قام بها المقدم/ حسن حسين هي من صنع حزب الأمة!!.. هذا الحزب لا دخل له لا من قريب او بعيد بالمحاولة، وأقول هذا الكلام بحكم متابعتي الدقيقة و اللصيقة وقتها للانقلاب بحكم عملي في وزارة الثقافة والإعلام .
يا حبيب،
لو عندك وثائق او اثباتات تؤكد ضلوع حزب الامة في المحاولة الانقلابية قم بنشرها عوضا عن التعليق الخالي من الحقائق.
يا حبيب،
لم تتطرق في تعليقك لموضوع المقال واستعملت بدل عنها هجاء وذم وكلام لا يليق.. ليتك تكون في المرة القادمة اكثر نضجا وتعلق في جوهر المقالات وتترك ما لا يفيد.
نص البيان الأول لقائد النظام الجديد في
السودان المقدم/ حسن حسين عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين.. هو الأول والآخر والذي به وحده النصر، وهو وحده الآخر من قبل ومن بعد..
أيها المواطنون.. السلام عليكم ورحمة الله أجمعين
وبعد..
حين قامت ثورة مايو وعدت الناس بالحرية وبالعدل والوحدة الوطنية وبالاستقرار والبناء والرخاء، فكان نصيب الحريات في مهدها القهر والاضطهاد منذ البداية، فصادرت الحرية في مهدها، وحرية الفكر والتعليم، وأمّمت الصحف، وأغلقت الجامعة الإسلامية، وأغلقت منابر الحرية في جامعة الخرطوم في الوقت الذي أطلقت فيه أيدي الانتهازيين الفاسدين والعملاء والسفهاء، سقط المخلصون المجاهدون ضد الاستعمار في سبيل استقلال.. سقطوا جماعات جماعات، وظلت السجون وما زالت ممتلئة بأخيار الناس، وتحولت بذلك جمهورية السودان الديمقراطية إلى جواسيس بوليسية لا يفصح الناس عن شكواهم إلا بعد التلفت وفي أمن، كما صودرت حرية المواطنين السياسية، وصودرت كذلك أموالهم، وشردوا من أعمالهم حتى ملأوا الآفاق، وأزهقت أرواحهم، ودفنوا أمواتاً ووري التراب أحياناً عليهم، ولم تترك الثورة المشئومة دعامة للعدل إلا وهدمتها، واضطهدت وقهرت المواطنين في أنحاء السودان المختلفة، وأعلنت بذلك أنها حققت الوحدة الوطنية، وحين امتدت أيدي إخواننا الجنوبيين إلى الشمال لم تمد لهم الثورة المشئومة أيدي مرفوعة لتصافحها إلا أيدي قذرة مرتعشة ملطخة بالدماء، ثم أحالت تلك الثورة المشئومة ما كان يرجى من استقلال إلى فوضى واضطراب غرقت فيه أجهزة الحكم جميعاً، واكتسحت موجاته العاتية حرمة القضاء وتماسك البوليس وكرامة الخدمة المدنية، وغزت صفوف الجيش وأفقدته صفته اللازمة في ربطه وانضباطه، وأفسدت أجهزة العلم والتربية، ثم صادرت أموال الناس واغتصبتها، وجمعت الضرائب حتى من أفواه الجائعين، وبعثرت كل ذلك متعاً على موائد احتفالاتها وكياناتها، وحلّ الشقاء والغلاء محل وجود الرخاء، وصادقت قوانينها على ذلك في ضلال، وكنا لهم بالمرصاد، ولم يسمعوا لنصح واستكبروا استكباراً.
أيها الشعب السوداني الكريم نيابة عنكم آمر بالآتي:
أولاً: حل الاتحاد الاشتراكي.
ثانياً: حل مجلس الشعب.
ثالثاً: حل مجلس الوزراء.
رابعاً: حل جهاز الأمن القومي.
خامساً: حل توتو كورة.
ونيابة عنكم آمر بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في السجون.
أيها الشعب السوداني.. مبادئنا التي نقدمها يلتزموا بها وتلتفوا حولي هي:
أولاً: استقلال الجامعة.
ثانياً: استقلال القضاء.
ثالثاً: حرية الصحافة.
ربعاً: حماية البلاد من الفاشية.
خامساً: إقامة ديمقراطية سليمة.
استودعكم الله في رحاب الديمقراطية الوطنية.. والسلام عليكم ورحمة الله.
الحبيب ا.بكرى الصائغ … شكرا على المقال الجميل وعلى المعلومات التاريخية الفيهو.. وانا متاكد انو فى ناس كتيرة ماعندها معلومات كتيرة عن انقلاب حسن حسين.
سرطان الانقلبات العسكرية كتير فى السودان والمحصلة النهاية حقتا ظهرت حسى فى الحرب الدمرت السودان والشعب السودانى.
والواحد بحزن للناس الدافنة ريسنا فى الرملة والناس البنكروا الحقائق التاريخة .. الناس البقو زى القطيع سايقنم بالخلا زى مابقولو عليهم حسى …. والحصل حسى فى الحرب خير مثال ، حكاية قحت وربطها بالحرب اى حاجة حصلت قحت هى السب… واااك ووويك قحت هى السبب وعملاء السفارات!! متجاهلين حقيقة الجيش الكون الدعم وسلحو وووو ….الخ من الحقايق والدلايل الكنا نحن شايفنها بعيونا فى الخرطوم دى!!! .. وإنو دى الحقيقة والسبب الرئيسى فى البلا الحصل لينا ده!!!
للاسف القطيع ديل مشكلة كبيرة بالاضافة لمشكلة الجيش والدعم والحركات المسلحة وووو .. من الهردبيس المشكل الوضع المزرى النحن فيهو.. والمؤسف جزء كبير من الشعب السودانى بقوا فى خانة القطيع .
ديل السؤ حقهم مابقل عن سؤ الأطراف الشايلة حسى السلاح وبتتحارب … وحتى الحرب دى لو وقفت حيكون هناك تحدى كبير علشان تحاول تطلع ديل من مرحلة القطيع والغباء و الإستحمار العملوها الكيزان فيهم الى مرحلة ناس طبيعين بعرفوا معنى الانسان ربنا اداه عقل يفكر يبهو ويوزن ببهو الامور ويعرف الصاح من الغلط ويعرف حقوقو حوقو البلد عليهو شنو!!!
فابالجد يا ا.بكرى دى مصيبة كبيرة حسى بعانى منها السودان والشعب السودانى… وربنا بصلحا حالنا وحال الجميع،
الحبوب، Hans.
حياكم الله وأسعد أيامكم بالافراح الدائمة.
يقال – والعهدة علي ضباط في القوات المسلحة -، أن محاولة انقلاب المقدم/ حسن حسين إنها -وبكل المقاييس المتعارف عليها دوليا في مجال الانقلابات العسكرية المحلية والعالمية التي وقعت في أغلب دول العالم-، تعتبر أغبي محاولة انقلاب وقعت في التاريخ العسكري ولا يوجد في تاريخ الانقلابات مثل ما قام بها حسن حسين، الذي تحرك من القيادة العامة بالخرطوم بدبابة واحدة يقودها جندي وبرفقته جندي أخر- أي أن العدد ثلاثة أشخاص فقط – للقيام بمحاولة انقلاب علي نظام النميري!!، وصل الإذاعة ليذيع البيان العسكري رقم فاتضح انه نسي البيان في المنزل!!
هناك ايضا انقلاب اخر اشد غرابة من انقلاب حسن حسين، وهو انقلاب
البرهان الذي وقع في يوم ٢٥/ أكتوبر ٢٠٢١، انقلاب غريب للغاية بكل المقاييس، انقلاب لم تتحرك فيه اي وحدة عسكرية لاحتلال المقرات الحكومية واغلاق الكباري ونشر الضباط والجنود في الشوارع الرئيسية !!، ولا قام بمحاصرة بيوت السياسيين وكبار المسؤولين في الحكومة!!، انقلاب خلا من اذاعة البيان العسكري رقم واحد!!، انقلاب لم يسمع به الضباط والقياديين العسكريين به إلا بعد وقوعه بعيدا عنهم!!، بل بقية الجنرالات في مجلس السيادة ومعهم اعضاء المجلس لم يكونوا علي علم بنية البرهان الانقلابية!!، وقتها غضب “حميدتي” نائب رئيس مجلس السيادة غضب شديد من البرهان الذي لم يطلعه من قبل علي رغبته في تغيير الحال في البلاد!!، “حميدتي” كان وقتها في دارفور ولم يسمع بخبر الانقلاب الا بعد اربعة ساعات من وقوعه!! … الرئيس المصري/ عبدالفتاح السيسي هو الوحيد الذي كان علي علم بالانقلاب قبل وقوعه، وهو من أعطى البرهان الضوء الأخضر!!
اذا كان حميدتى كان فى دارفور ولم يسمع به ، لماذا اعتذر عن الانقلاب وبعد قرابة العام من وقوع الانقلاب؟ ولماذا لم يتبرأ منه وهو فى دارفور؟ لم كل هذا الكذب والتلفيق لمحاولة المستحيل لتحسين وجه حميدتى؟وهل لحميدتى وجه يقابل به شعب السودان ايها المرتزقة الماجورين من الدعم السريع و من من يدفعون للدعم السريع.
الحبوب، سعيد علي سعيد.
حياكم الله وأسعد أيامكم.
بهدوء شديد وبدون اللجوء للعنف والاساءة، هاك هذا الخبر الذي نشر في صحيفة “الراكوبة” بتاريخ يوم ١٩/ فبراير ٢٠٢٤ وجاء تحت عنوان:
(حميدتي: نادم على مشاركتي في انقلاب 25 أكتوبر
حميدتي: حان وقت التسوية السياسية بالسودان وعودة العسكر إلى الثكنات ).
قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليوم السبت إنه حان الوقت للوصول إلى تسوية بشأن حكومة مدنية في السودان وعودة العسكريين إلى الثكنات. وفي كلمة بشأن الأوضاع الراهنة في البلاد تلاها ظهراليوم بالخرطوم أمام الصحفيين، أكد دقلو التزامه بما نص عليه الاتفاق الإطاري الموقع أواخر العام الماضي بين الجيش وجزء من القوى المدنية في مقدمتها قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي). كما أكد التزامه بدمج قوات الدعم السريع (التي يقودها) في الجيش وفق جداول زمنية متفق عليها. وقال في هذا السياق إن قوات الدعم السريع جاءت كمساند ومساعد للقوات المسلحة، وينص قانونها على أنه جزء منها، مضيفا أنه لن يسمح لعناصر النظام البائد بالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع. وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أعلن أمس السبت أم المضي في الاتفاق الإطاري رهين بتنفيذ بند دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
أساس الحل:
وفي الكلمة التي ألقاها اليوم بالخرطوم، قال نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلوا إن الاتفاق السياسي الإطاري يمثل المخرج من الأزمة الراهنة والأساس الوحيد للحل السياسي المنصف، وفق تعبيره. وطالب حميدتي بضرورة إنهاء العملية السياسية والوصول لحل سياسي نهائي بصورة عاجلة وتشكيل سلطة مدنية انتقالية مع عودة المؤسسة العسكرية لثكناتها والتفرغ لمهامها في حماية حدود البلاد وأمنها وسيادتها. وشدد حميدتي أن انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 على الحكومة المدنية بقيادة عبد الله حمدوك كان كان خطأ وفتح الباب لعودة النظام البائد، بحسب قوله. كما قال إن البلاد تمر بمرحلة دقيقة لم تشهدها من قبل وتتطلب التجرد والتحلي بالصدق، قائلا إن المسار القديم للسودان لم يكن عادلا مما دفعه للانحياز للثورة الشعبية، في إشارة غلى الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.
المصدر : “الجزيرة”.
“حميدتي”:
انقلاب “25 أكتوبر” خطأ وهو بوابة لعودة النظام البائد.
المصدر- الخرطوم- “سودانية 24”- فبراير 19, 2023-
أقرّ نائب رئيس مجلس السيادة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بخطأ المشاركة في انقلاب “25 أكتوبر”، مؤكداً الالتزام التام بالاتفاق الإطاري وتسليم السلطة للمدنيين، مع الالتزام بدمج قوات الدعم السريع في الجيش والانخراط في عمليات الإصلاح الأمني والعسكري.
أعتقد أن وصفك للمحاولة بالغبية ليس في محله فبالرغم و المعلومة التي اوردتها يا استاذ ( ما قام بها حسن حسين، الذي تحرك من القيادة العامة بالخرطوم بدبابة واحدة يقودها جندي وبرفقته جندي أخر- ) لو كانت صحيحة فهي تعني ان خطة الجيش و نميري في ذلك الوقت هي المفترض أن توصف بالغباء و السذاجة
طبعا لو نجح الانقلاب لقالوا لك بأن هذه مؤامرة عاليمة تقف وراءها دول كثيرة !!! كعادتهم
يقال ان انقلاب حسن حسين فشل لأن قادة الوحدات العسكرية المؤثرة لم يرغبوا في تأييد انقلاب يقوده شخص من غرب السودان
كيف لضابط و معه شخصان فقط ان يحتل الاذاعة و يتحرك بعدها بكل اريحية و يذهب ليقابل جمعا من الضباط و يختفي اللواء رئيس الجمهورية هربا و خوفا !!!
و حسب كلامك فان كثيرا من المعلومات العسكرية عن المحاولة كانت قد وصلت الي مسامع الرئيس النميري و مع ذلك هرب نميري و لم يستطع كبح المحاولة و منع حدوثها
هذه الاخبار التي ذكرتها من الواضح انها محرفة و انها ليست الرواية الحقيقية
الرواية الحقيقية هي اما ان هناك خيانة من بعض الانقلابيين أو ألاحتمال الآخر و هو ضعيف أن النميري و نظامه كانوا يظنون ان وراء الانقلاب شخصيات مختفية و أرادوا الايقاع بها متلبسة و لكن هذا الاحتمال ضعيف لأنه لم تظهر اية شخصية من كبار التماسيح
اظن استاذنا بكري الصائغ إعتمد في روايته لأحدات انقلاب حسن حسين علي مصدر واحد وهم غرماء حسن حسين وهم من كتب تاريخ هذا الإنقلاب لأنهم خرجوا منه منتصرين وخرج حسن حسين ورفقائه علي الدروه مباشره ولم تتاح لهم الفرصه لرواية تاريخ إنقلابهم.
ظني ان انقلاب يقوده ضابط بهذه الرتبه المتواضعه وحفنة من الجنود وصغار الضباط وبدبابة واحده وينجح في الاستيلاء علي الإذاعة ,إذاعة بيان رقم (1) ويضطر رئيس الدولة وقائد الجيش للهرب والاختباء،لا يجب ان يوصف بالفاشل إلا من باب شح المعلومات او التحامل.شخصيا لو قيض لي ان اصنف الإنقلابات،لصنفت انقلاب حسن حسين بالإنقلاب الخارق وبالفعل هو خارق ولن ينجح حتي امثال الجنرال روميل في احراز ما احرزه حسن حسين بهذه الامكانيات المتواضعه.
يقيني ان انقلاب حسن حسين كان ولا يزال ينظر إليه كإنقلاب “غرابه” وهذه هي الكلمة السحريه لفشل أي انقلاب،فما ان يعلم ضباط وجنرالات الامتيازات التاريخيه واصحاب حق حكم السودان الحصري والذين يشكلون ما يفوق 90% من ضباط وجنرالات السودان، ان اي انقلاب يقف وراءه شخص من الهامش جنوبا او شرقا او غربا،الا ويصطفون جميعهم ضده بغض النظر عن بيانه الاول او جودة اعداده او اعداد مناصريه.
حسن حسين قتل ثلاث مرات! مره حين خذله زملاؤه ليس بالكيد فحسب وانما حتي بمحاولة اغتياله رميا بالرصاص مع انه جائهم ويده بيضاء ويظن بهم الخير، ومره عند إعدامه ومره عندما زوروا وشوهوا تاريخه وهو بين يدي الله!
إنقلاب حسن حسين يجب ان ينظر إليه علي أنه كشف مبكرا عنصرية النخبه الحاكمه في السودان واحتكارها للسلطه في جهوية وقبيله معينه وتفصيل كل شيئ في البلد علي مقاسهم حتي التاريخ!