مقالات وآراء

هل سمعتم بحكاية الموظف “وكوم الكمونية” يا أهل البرلمان!؟

خطرفات ذاتية
سايمون دينق
تداولت وسلائل اعلام محلية اواخر الشهر الفائت خبرا عن البرلمان القومي لجنوب السودان  جاء فيه أن البرلمان استدعى بعض الوزراء التنفيذيين ليمثلوا امامه بغية مساءلتهم حول الوضع الاقتصادي المتردي وذلك في اجتماع مغلق لم تظهر نتائجه الي الان.. وبعد مرور اسبوع على ذلك الاستدعاء العقيم الذي لم يفض الي شيء لغاية لحظة كتابة هذه السطور.. خرج علينا ذات البرلمان مرة اخرى مبشرا الشعب الجنوبي بما يشبه (بيع السمك في البحر) اذ قال رئيس لجنة الاعلام بالبرلمان القومي “اوليفر موري” بان لجنتهم قامت بتسوية المتأخرات ورواتب الموظفين الحكوميين التي لم يتم صرفها لمدة تسعة أشهر ووافقوا بان تسوية الصرف لهذه الرواتب ستتم على ثلاث دفعات اذا توفرت الموارد اللازمة للدولة.

هل لاحظتم معي جملة ( اذا توفرت الموارد اللازمة) ..!!؟؟، نعم.. اعتقد ذلك، الا انني هنا لست بصدد توجيه السؤال الذي يدور في اذهانكم ،لا، فهذا يدخل تحت اطار الاسئلة التعسفية ولا اريد احراج البرلمان الموقر بما لا طاقة له بها ، فقط دعنا نستبدل السؤال بمعادلة حسابية خالية من التعقيدات الفلسفية، وبالاحرى انا اطالب اي عضو برلماني يقرأ هذه الخطرفة، ان يمسك قلمه وورقة صغيرة، فالاوراق الفارغه كثيرة بما فيها (البنكنوت) أي عملتنا (الضحية) التي أصبحت أرخص اوراق الارض، ولكن احترماً لسيادة بلادنا لاتكتبوا عليها (شوفوا ليكم ورقه فاضية ساكت) ونحسب معا هذه الحسابات البسيطة، وقبل ان نبدأ علينا ان نشير الي ان الراتب المزعوم لموظف حكومي في الدرجة التاسعة لا يكفي لشراء (جوال الفحم 55 الف جنيه)، وهذا معلوم لعموم الناس، ولكن ماذا ان قلنا ايضا ان هذا الراتب لا يستطيع شراء (كوم كمونية!؟)… نعم … !! علما بان كوم الكمونية هذه الايام مع الغلاء الفاحش الذي ضرب سوق اللحم تعتبر وجبه دسمة تملأ البطن لحوالي اربعة من اصحاب الكروش الضامرة، أما جماعة الكروش الضخمه فهي تكفي لشخص واحد، ونشير هنا الي ان اي فرد من اصحاب الوصف الاخير لابد له ان يكون رفيع المستوى وعالي المقام ومحاط من كل الاتجاهات بالحاشية وتحت حراسة خاصة لان ( الكرش الكبيرة دائما تحتاج لعناية ورعاية وحماية). فاهمين حاجة!!!!!!!!!!!!!؟

ما علينا نرجع للموضوع .. خذ قلمك واحسب، وقل ان ذلك الموظف هو جندي في احدى القوات النظامية، ما يعني ان راتبه الصافي بدون خصومات يساوي “38 الف جنيه”، استلمه كاملا من “شباك الصراف” وعاد به الي حيث اتى، لنفترض انه قبل ان يصل وجهته، عرج قليلا الي احدى المطاعم في طريقه ليسد رمقه لان الصيام حرام يوم صرف المرتب واشترى لنفسه صحن فول عادي، هذا يعني ان (7 الف جنيه) من راتبه سيدفعها في المطعم، ليبقى معه ملبغ قدره “31 الف” جنيه، اعتبر أنه دفع مبلغ قدره “2” الف جنيه في المواصلات وعمل نايم وما دفع لاي شخص اخر، لا صاحب ولا قريبه سيتبقى له “29” الف جنيه. ولان كل اسرة تحلم بوجبة دسمة يوم المرتب، لنقل ان موظفنا هذا اشتترى لاسرته (كوم كمونية) من سوق الحي.. دع الارقام تتحدث، فالارقام لاتكذب، كوم الكمونيه بـ”8 ألف جنيه” ولطبخها نحتاج للاتي: ربع رطل زيت”3 ألف جنيه”، كيس فحم للطبخ “5 ألف جنيه”، ثلاثة بصلات “3 ألف جنيه، قطعة جذر ” الف جنيه”، جركانة موية الف جنيه ، الثوم “2 ألف جنيه”، ثلاث حبات طماطم “3 ألف جنيه”،كوم ليمون ” الف جنيه”، فلفل وشمار “2 الف جنيه، وبذا يكون المرتب حقا..! راح مرقه في شمار… عفوا، اقصد ان (الحلة) جاهزة للأكل”، وبما ان الكمونية ملاح لا يمكن شرابه، فان الذي لم نورد ذكره هو السؤال الوحيد الذي يجب ان يرد عليه الجماعة .. وين كيس الرغيف يا ناس البرلمان؟

ألقاكم

جوبا ـ صحيفة الموقف

‫3 تعليقات

    1. انا شايف الإنفصال جغرافياً لكن الحكومتين ما إنفصلوا وشغالين مع بعض ضد الشعب .
      يا سايمون عندكم (ندي جوبا ) زي ما عندنا (ندي ال قلعة ) !! لو قلت آيي بكرة دي حيجيبوها ليكم في التلفزيون تصبيرة وكده

      1. اهلا بيك ود الشريف
        في الاساس عندنا ٣ نسخة طبق الاصلية من الندويات .. حليلكم العندكم واحدة بس.. اما جنجويد الجنوب فانت ما تفسر وانا ما بقصر.
        فتك بعافية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..