بهدووووووء (بدون زعل) (12)

ب/ نبيل حامد حسن بشير
كما ذكرنا في الحلقات السابقة يتحدث الكل عن (من أطلق) رصاصة الحرب. تاركين الأمر الأهم وهو (لماذا اطلقت)؟ ولمصلحة من؟ هل من أطلقها كان يعلم بأن غيره سيسبقه اليها؟ ومتي؟ وكيف علم بذلك؟ وما هي أهداف كل منهما؟ يفهم من هذا أنني أعني (طرفين فقط) لاسباب تم شرحها في المقالات السابقة هما المؤتمر الوطني والدعم السريع الذي يمتلك قوة تستطيع غزو واكتساح بعض الدول المجاورة واستلامها بسهولة كما سنوضح قي ما بعد. ويكفينا هنا بالنسبة لدور الطرف الثاني تصريح القيادي بالمؤتمر الوطني البروفيسر ابراهيم غندور قبل ايام قليلة بأن المجموعة التي خططت كانت بقيادة علي كرتي وأسامة عبدالله وناجي عبدالله ود/ الحاج أدم بمعاونة بعض الضباط الاسلاميين بالجيش مع رفضه هو ومجموعة أحمد هارون لذلك. نخلص من كل ذلك أن كل من (الدعم السريع والمؤتمر الوطني) هما من اشعلا الحرب ضد الوطن والشعب والجيش مستغلين (ضعف مقدرات الجيش وعدم استعداده) لخوض أي حرب داخلية أو حدودية أو(حرب مدن) وتشتت حامياته ، خاصة المشاة، وتوقفه عن الاشتباكات الفعلية بعد انفصال الجنوب. أما وجود حميدتي وقواته قرب القصر ورفضه للقاء مناديب قحت فجر اليوم نفسه (15 ابريل) دليل واضح علي أنه (اتخذ القرار) بالتحرك الانقلابي وتعديل الموعد الي يوم 15 (نتيجة معلومات استخباراتية بنية الاسلاميين) بدلا عن يوم 18. عندما حدث اطلاق الرصاصة الأولي (15 ابريل) بواسطة منسوبي المؤتمر الوطني باعتراف غندور، كان حميدتي بالفعل ينتظر الاشارة أمام القصر الجمهوري من اتباعة (داخل القيادة العامة) بالقضاء علي البرهان والقيادات أو وقوعهم في الأسر مع وجود يوسف عزت بالاذاعة ومعه 7 بيانات. من المصاددر المهتمة كانت قوة الدعم عبارة عن 150 الف مقاتل داخل السودان و450 الف من المرتزقة يوجد منها ما يقارب 300 الف داخل ولاية الخرطوم بميزانية 300 مليار دولار ، منها 200 مليار قبل الحرب و100 مليار أثنائها ، اضافة الي 15 الف ثاتشر مسلحة ، 86 مدرعة صرصر و800 مدفع و 1200 مدفع رباعي ومثلها ثنائي و 6 لف دوشكا روسية اضافة الي 3 مليون طن زخيرة. هل يملك جبشنا أو أي من جيوش الدول المجاورة مثل هذه الامكانيات؟ لذا قلنا قبلا أن الجيش لم يفكر في هذا الأمر اصلا. وأن عرب الشتات بمثل هذه القوات كان يمكنهم احتلال العديد من دول غرب افريقيا حيث ينتمون ، لكن (الوعد) القديم لهم بارض النيل و(الحقد الدفين) من بعض القبائل السودانية اغرتهم بالتفكير في السودان واستغلال ضعفه والقيام بحرب تؤدي الي تغيير ديموجرافي ، وبالتالي سياسي ، ينتظره الكثيرون من حولنا وبالدول الأوروبية و غيرها وبدعم أمارتي صهيوني.
مازلنا نتحدث عن الأسباب الداخلية التي أدت الي ما نحن عليه الأن منذ الاستقلال حتي 15 أبريل 2023م. (كلنا شركاء) في ذلك الأمر مما أطمع الدعم والمؤتمر الوطني فينا. أما نحن (انا وانت وهم) ، فماذا كان رد فعلنا؟ وما هو المفترض أن نقوم به حينها ومنذ انطلاق الثورة وفض الاعتصام؟ هل كنا من ضمن العوامل التي أدت الي الفوضي وعدم التركيز والغيبوبة التي هيأت البيئة لحرب غير مسبوقة في تاريخ شعب يدعي أنه أصل البشرية؟
لدي بعض الأسئلة الملحة والتي لا أجدد لها اجابات ، ولكم مطلق الحرية وبهدوء وبدون زعل أن تجيبوا عليها بكل أمانة ،علي أن تستغلوا حكمتكم بصدق في ذلك وعلي الفاقد التربوي الابتعاد!!!! .
هل نحن كشعب نستحق هذا الوطن المعطاء؟ هل معشقة كما يعشق الاخرون دولهم؟ وماذا قدمنا له؟ ماذا فعلنا من اجله منذ الاستقلال حتي يومنا هذا؟ ماذا قدم من يدعون أنهم سياسيون منذ الاستقلال حتي تاريخه؟ هل ما نطلق عليها أحزاب سياسية هي أحزاب بالفعل طبقا للمعايير العالمية أو السياسية؟ هل لديها دساتير وبرامج؟ وهل هي أحزاب بالفعل ديموقراطية؟ ماذا قدمت الحكومات العسكرية الثلاث للوطن والمواطن والأجيال القادمة؟ نحن أول دولة افريقية نالت استقلالها منذ 68 عاما، فاين نحن من بقية الدول العربية والافريقية والأسيوية التي ساعدنا في استقلالها جميعا؟ نحن من أوائل الدول التي أسست التعليم العالي ، فلماذا لم نوجه برامجنا لتكون مبنية علي العلم والتكنولوجيا ونوفر لها الامكانيات حتي يبدع شعبنا؟ هل نحن شعب مبدع؟ هل نعرف كيف نحلم؟ هل نحن شعب منتج؟ منذ متي بدأ الفساد بيننا؟ ولماذا سكتنا عليه؟ ماذا استفدنا من التنوع الأثني والثقافي؟ لماذا خضعنا للضغوط العالمية ونحن نعرف أغراضها؟ ماذا فعلنا لتحييد هذه الضغوط؟ والسؤال الأهم بعد الثورة لماذا تخلي تجمع المهنيين عن مكانته وقيادته للثورة وسلمها للحرية والتغيير وهو يعلم دور واسلوب كل مكون انضم اليها؟ لماذا قبل بالوثيقة الدستورية المعيبة؟ لماذا وافق تجمع المهنين وقحت علي أن تكون الفترة الأولي لمجلس السيادة للعسكر ؟ اتفاقية جوبا بكل خطواتها واستمرارها لعام كامل وخارج الوطن ، هل هي شيء طبيعي؟ فض الاعتصام والمسؤول عنه معروف للكل ، لماذا السكوت عليه وتركة يتنامي بمتوالية هندسية اوصلتنا لهذه الحرب؟ عند انطلاق الرصاصة الأولي ، ماذا فعلنا كشعب ورجال مقاومة وأحزاب بخلاف الهروب من العاصمة وتركها لصناع الحروب؟ وماذا جنينا نتيجة ذلك؟ والي متي؟
قد اجاوب علي هذه التساؤلات في الحلقات القادمة أو علي بعضها أو قد لا اجيب علي أي منها طبقا لحالتي النفسية حينها. لكن أقول اللهم احفظ وطنا ومواطننا المسكين ونسالك اللطف بنا وبوطننا (أمين) .
الرصاصة الأولى أطلقت يوم …انقلاب الترابي / البشير
٣٠ يونيو ١٩٨٩…
وكل ما حدث بعدها …هي نتائج لهذا الانقلاب
يابوصلة ، بعد التحية ، الرصاصة الأولى أطلقت عند خروج آخر إداري وآخر جندي بريطاني من مستعمرة السودان. في ذلك اليوم المشؤوم بدأ إنحدار وطن تسلمناه من الإنجليز متكاملآ ، مليونآ من الأميال المربعة ، معافىً بشبكات ونظم إدارية دقيقة ، وبنية تحتية متعافية يندر مثلها يومها في الشرق العربي وفي أفريقيا ، ومنظومة دفاعية ، وأساس للتعليم والتعليم العالي ودور للتعليم ومؤسسات لتأهيل المعلمين ولوضع مناهج التعليم ، وخطوط جوية طليعية في الشرق الأوسط وأفريقيا ، وخطوط بحرية ، وسكك حديدية تربط البلاد من واو إلى وادي حلفا ومن كسلا وبورت سودان إلى المجلد وبابنوسه ونيالا وتربط كل المدن التي تقع بين هذه المدن وتلك. نعم أورثنا المستعمر الحنون الرؤوم كل ذلك في يوم فطامنا ويوم جلائهم المشؤوم ، كان ذلك اليوم هو اليوم الذي شهد إطلاق الرصاصة الأولى التي بدأت حرب دمار ضد البلد الجميل السودان ، والذي أطلق الرصاصة الأولى وأشعل حريق دمار السودان هو الشعب السوداني بكل فئآته وأحزابه وساسته وجهلته ومتعلميه ومثقفيه ورجال الدين فيه والكهنوت منه ، وكل الإقطاعيبن وكل الجشعين وكل العمال ، وكل التجار ، ومل العسكر ، وكل الذين يعبدون صنم القبيلة وكل الذين يسّبحون بحمد التفرقة العنصرية وكل الذين يتحاسدون في المناصب ويتباغصون ويحرقون الوطن ويحرقون بعضهم البعض من أجل تبوء مقاعد السُلطة ، وكل الذين يرون أن كل العالم جميلآ عدا السودان ، وكل الذين رضعوا من ثدي السودان وعلمهم السودان ثم آثروا بعد أن قويت أعوادهم وحانت أوقات عطاؤهم للسودان آثروا أن يكونوا الكفاءآت ويد العمالة التي بنت نهضة الإمارات والسعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان وإنجلترا ولاحقآ أمريكا وأستراليا. نحن ياسيدي من حرقنا هذا الوطن الجميل وجلسنا نتأمل -كما فعل نيرون- نتأمل النار وهي تحرق ربوعه. دجالون الدين ، الساسة الفاسدين المفسدون ، الجونتا والعسكر ، نظار القبائل ، عماد الطائفية ، آل سيدي فلان وآل سيدي علان وناظر القبيلة فلان وفارس القبيلة علان واب عاج فلان وضيعناك ياعلان وضعنا معاك يافلان وبالدم نفديك يافلان وبالروح ننصرك يا … وكانت الهوة بيننا وبين هذا الوطن الجميل المعطاء الثري تتسع كل يوم ، كان هذا الوطن الجميل الأم مثل شجرة مثمرة ظليلة ، وكنا نأكل منها وعبثآ نجرحها بأن ننحت أسماءنا الباهتة على جذعها ، وعبثآ نقطع فروعها لكي نبيعها لكل من أراد شراء الحطب ، ثم أصبحنا ذات يوم لنجد أن الشجرة الحنون ماتت بثمارها وفروعها وجاءها الغرباء يحرقون ماتبقى منها ويبيعونه فحمآ. نحن أطلقنا الرصاصة الأولى ضد صدر هذا الوطن لأننا شاء من شاء وأعترض من أعترض وبكى حيث لاينفع البكاء من بكى ، لأننا شعب من القرود والنسانيس ، ليس فينا مثقال ذرة من وطنية ، والفرق الشاسع بين الإنسان الذي يحب وطنه ويعمل بالوطنية المنغرسة في نفسه وبين القرود أن الذين يحبون أوطانهم يؤمنون بأن الوطن لا يُسأل عن ماذا يُعطِي مواطنيه بينما هم يُسألون ماذا قدموا للوطن ، ويعملون لأجله بإخلاص ، بينما القرود تتبول على فروع الأشجار التي تعطيها الثمار وتأويها. نحن باسيدي العدو الأخطر والأكبر لهذا السودان الجريح الذي يحتضر الذي كان لولا وجودنا فيه وحروبنا ضده ، كان قد يكون أرحم وأثرى وأرقى وطن. وليسأل كل منا نفسه بصدق ، ولنترك طبيعة الكذب الكذوب في دواخلنا للحظة ، وليسأل كل فرد منا نفسه ماذا قدّم من أجل هذا الوطن وماذا فعل من أجل هذا الوطن؟
عفوا عزيزي الفاضل ..
خالص اعتزازي…بتعقيبك …
لكن اغلب ما ورد في تعليقك ..يؤكد ان كل هذه الكوارث واخرها كارثة الحرب الماثلة الان ..ما هي إلا نتاج أخطاء وخطايا وتدمير ممنهج…كانت بمثابة نتائج وتبعات الطلقة الأولى…والتي لم تتوقف حتى الآن…
أبداً يا البوصلة……
الرصاصة الأولى أطلقت على السودان وأعلنت نهايته يوم ٧ يوليو ١٩٧٧ وهو يوم المصالحة (الوطنية) اليوم الذي بدأت منه الجماعة المسيلمية في خطة التمكين والتوسع. يعني الزيادة كماً وكيفاً.
في ذلك اليوم كان عدد الكيزان لا يتجاوز الخمسة ألف شخص بمن فيهم من تركوا الجماعة بعد مايو ١٩٦٩.
وضعت الجماعة المسيلمية إستراتيجية للتمكين النوعي مضاعفة عضويتها عشرة أضعاف، وكان مخططها أن تستلم السودان في ظرف عشرة سنوات.
ما قطع تنفيذ تلك الاستراتيجية هو قيام إنتفاضة أبريل ١٩٨٥.
خالص تحياتي و تقديري …الاخ الفاضل..ابو شنب..
من المؤكد ومن خلال كثير من المعلومات التي رشحت أن الجماعة كان لهم خطط… وخطوط …ومكرا كُبّارا… و تليد للاستيلاء والاستحواز على السلطة ..ولا يخفى عليك انني اقصد بالطلقة الأولى.هي عملية استعانتهم بالبندقية لفرض توجهاتهم السياسية السلطوية…
للأسف بدلا من الاعتراف بخطأهم الشنيع…..كانت المكابرة والتلفيق منذ ذلك اليوم..اذ ظلوا يحاجون لتبرير فعلتهم تلك بتصريحات واهية ومتهالكة …بأن حزب البعث كان يخطط لانقلاب …وبالتالي سبقوه في الاستيلاء على السلطة ..
واذا افترضنا صحة هذا العذر الذى هو اقبح من الذنب …يصح عليهم القول انهم نالوا شرف المجرم الذى سبق زميله في ارتكاب احدى الجرائم …ويا لها من جريمة أهلكت البلاد والعباد …وما زالت تنتج آثارها حتى هذه اللحظة …
كان بامكانهم وقتها تأليب الشعب واللجوء للمقاومة المدنية الشعبية الكاسحة للدفاع عن النظام الديمقراطي الوليد …كما حدث في تركيا قريبا .. وهي التي كانت موبوءة بالانقلابات العسكرية ..بمعدل انقلاب كل سنة أو سنتين …ولم ينهض لها شأن مهما كانت بعض التحفظات عليها الا بعد التعافي من قطاع الليل …لكن من الواضح ومنذ امتناعهم عن التوقيع على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية…كان لحاجة في نفس شيخهم …
الخلاصة أنه لولا انقلابهم وقطعهم الطريق على تطور نظام الحكم الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة …لكان السودان ليس أقل مرتبة من ماليزيا …ونمور دول اسيا وليس اقل تركيا ….تلك جنتهم الدنيوية التي يتنعمون بها بالرغم من علمانيتها
…تعليقاتك …تشكل إضافة قيمة في هذا الموقع …شكرا لك
هههههههههههه
كاتب المقال يحاول ان يبريء الجيش بأية طريقة من اشعال الحرب حيث يقول : نخلص من كل ذلك أن كل من (الدعم السريع والمؤتمر الوطني) هما من اشعلا الحرب ضد الوطن والشعب والجيش
ههههههههههههه
أمر مضحك جدا و بالذات من بروف !!!!
با استاذ انت ذكرت ( بمعاونة بعض الضباط الاسلاميين بالجيش ) طالما ان هؤلاء ضباط في قيادة الجيش و في أعلى مراتب القيادة فالجيش مشترك اشتراكا قياديا في هذه الحرب و لا يمكن أن يقوم مدير شركة او موظف كبير فيها بتوقيع عقد او اتفاقية ثم نقول بعد ذلك بان الشركة غير ملزمة لأن مديرها فقط هو الذي وقع
كل المنظومات الرسمية و التجارية و المجتمعية عبارة عن قيادات و اذا اتبعنا اسلوبك هذا فان كل الحقوق و المسؤوليات سوف تضيع و لن تستطيع اخذ حقك من اية منظومة
هههههههههههههه
أغلب بوفسيراتنا ماعندهم أخلاق كهذا الدعي و َنافع على نافع الشاز بروف وغندور بروف ديل دمروا الوطن بالكذب ولي عنق الحقيقة لأجل الجنيه والريال .
ولاننسى الشرفاءمن الأكاديميين من أمثال البروفيسور عبدالله الطيب
والبوفيسور محمد احمد محمود رغم انه ترك الإسلام وصار لاديني، وهذا يؤكد أن المسلمين قد يكون أفضل منهم غير المسلمين
يا دكتور نبيل مع احترامي تقديري,كان المفترض ان يكون السؤال ماهي مشكلتنا في السودان,وليس من اطلق الطلقة الاوليوشخصي الضعيف يري ان مشكلة السودان تتلخص في النقاط التالية:
١\ القبلية
٢\اجهوية
٣\العنصرية
٤:الطائفية
٥\المؤسسة العسكرية
٦اليمين,بكل اشكاله
٧\اليسار بكل اشكالة
ويرجع كل ذلك لعدم وجود رؤية الي كيف يحكم السودان بعقد اجتماعي وسياسي جديدين,ولك التحية
تعرف الاستاذ محمود محمد طه يابروف – لو تكرمت رد في كتاباتك القادمة