ملامح من الحياة في كندا (1)

حامد بشري
علي الرغم من مآسي الحرب الدائرة في مدن السودان وأريافه وتداعياتها المختلفة التي أنعكست علي الكل وشملت حتي الذين في الارحام ، ولم تستثني من تم قبرهم في الصحاري والفيافي ومن مات جوعاً وعطشاً ونزوحاً . هذه التراجيديا التي تجعل الكتابة والكلمات تعجز عن وصفها أدخلت العالم في محنة فصار التحدث عن أي شيئ لن يخاطب ويقف خلف الشعار الجامع لا للحرب نوعاً من اللامبالاة .
علي الرغم من هذه البديهية الأ أني أستشعرت بمسئولية إضافية علاوة علي المناداة والعمل لوقف الحرب أستعرضُ فيها ملامح عن أماكن أقمنا بها بعد أن أُجبرنا مكرهين علي مغادرة أرض الجدود. وهذا التوثيق للقارئ السوداني يكتسب أهميته بتوضيح بعض جوانب الحياة الأجتماعية لهذه المجتمعات . والسبب الثاني ما كُتب عن هذه المجتمعات التي هاجرنا اليها شحيحاً مقارنة بما كتب عن الحياة الأجتماعية في بلدان المستعمر مثلاً . سرد هذه الملامح ربما يحث القارئ علي أخذ الأيجابي من هذه التجارب عندما تقف هذه الحرب اللعينة ونبدأ في بناء وطن تعمه الحرية والسلام والعدالة . كذلك واقع الحرب وظروفنا كمهاجرين تركت بصماتها علينا وفرضت عبء إضافي يتمثل في الأسهام لتخفيف معاناة الذين يرزحون تحت نيران الأخوة الأعداء والعالقين وأولئك الذين عبروا الي دول الجوار . من هذا المنطلق رأيت من الواجب أن أعكس بعض الصور رداً للعرفان عن حياة من رحبوا بنا وأستقبلونا في أحلك الظروف حتي أن بعضنا أستوفي شروط المواطنة وأصبح يتمتع بحق الترشيح والأنتخاب .
سأتطرق في هذه الحلقات لأسلوب حياة الكنديين كما عاشرتهم .
الملاحظة التي تسترعي الأنتباه منذ اللحظة الأولي أن هؤلاء القوم يسعوا ما أستطاعوا لكي يعيشوا حياتهم علي أكمل وجه وأن يتوفاهم الله وهم أصحاء . في سعيهم الدؤوب للمحافظة علي الصحة ينتابك شعور وكأنهم يحاربون الموت ويقفون بعناد ضد مشيئة المولي (أنك ميت وأنهم ميتون) . إتحدوا حول شعار (نريد أن نموت ونحن أصحاء) مارسوه قولاً وفعلاً.
في الحقبتين الأخيريتين أو ما يزيد قليلاً أصاب الكنديين ظاهرة أشبه بالهوس تتمثل في الإنخراط في برامج الرياضة البدنية في أندية مخصصة لهذا الغرض . هذه الأماكن مجهزة بمعدات رياضية وأحواض سباحة وغرف حمام جاف وبعضها مزود بصالات للأطفال كرياض الأطفال تحت اشراف مدربة من المركز الرياضي تتولي مراقبتهم في الوقت الذي تمارس فيه الأمهات أنواع الرياضة المختلفة . هذه الأندية ترتادها كل الفئات العمرية صغار وكبار السن والشباب والعجزة والمعوقين . الكل يريد أن يمد في عمره أو علي الاقل في حالة الوفاة أن يتوفاه الله وهو بصحة جيدة تسمح له بأداء واجباته من دون تكلفة وعناء للعائلة والدولة (يموت واقف علي حيله) . الظاهرة الملفته للنظر ، هذه المراكز الرياضية كما ذكرت يرتادها الجميع الأ أن الغلبة فيها كما أعتقد للعنصر النسائي . النساء جميعهن جميلات الأ أن أجملهن هي ذات القوام الحسن . لذا يرتادون هذه الأندية بكثافة لتقويم ومحافظة علي البنية ومحاربة عوامل التعرية التي تطرأ علي البدن . الفوبيا الرياضية جعلت الوالدين يدفعون بأبنائهم وبناتهم في سن مبكرة للالتحاق بمدربين لانواع مختلفة من الرياضة ككرة القدم والسلة والتزحلق والجمباز والرقص وخلافه من البدع الرياضية . هؤلاء الأبطال والبطلات الذين نراهم في الأولمبياد والمنافسات الرياضية المختلفة مروا بمراحل للتجهيز في سن مبكرة ، رأيت بعضهم يدفع بأطفالهم في سن الثالثة . بعض الآباء والأمهات يرحلون من مدينة الي مدينة ويهاجرون الي أقطار أخري وفي أحيان يستبدلون مهنهم تلبية لرغبة وميول الطفل الرياضية . كذلك من الأسباب في أنغماس الكل في هذا المجال رأي تربوي يري في الحاق الأطفال في سن مبكرة بهذه الأندية تجذبهم للأنخراط فيها وتفاديهم شرور أكتساب عادات ضارة في سنين المراهقة .
المحافظة علي الصحة بخلاف الانتظام في الرياضة شملت جوانب أخري في الابتعاد عن تناول وتعاطي كل ما يضر بالصحة . من الحالات النادرة جداً أن تري شخصاً مخموراً في شوارع الأحياء أوتبدي عليه آثار تعاطي الكحول ، أما التدخين فحدث ولا حرج يندر أن تري شخصاً يحمل سيجارة . هنالك أجراءات أدارية علي سبيل المثال في دواوين الحكومة تحد من الأماكن المسموح بها للتدخين تبعد عشرات الأمتار من المدخل الرئيسي . كما أن بعض الأطباء يرفضون معاينة المدخنين الأ بعد أن يقلعوا عن هذه العادة ، وعلي هذا قس . حتي إستعمال العطور ومشتقاتها (خُمرة وحنه وخلافه) غير مسموح به في أماكن العمل والمستشفيات والعيادات والمركبات العامة نسبة لحساسية الجهاز التنفسي عند البعض في حالة أستنشاق هذه الروائح . هذا السلوك العام المتحضر ومراعاة شعور الآخرين أتي نتاجاً لدولة مدنية من دون تبني دستور مسيحي .
رغم الشتاء القارص الأ أن هذا القطر يتمتع بتربة زراعية خصبة حيث تزرع كميات كبيرة من أنواع الفواكه والخضروات . الملاحظ في فترات موسم الحصاد وأنت تقود سيارتك في الشوارع الفرعية تشاهد أن بعض المزارعين تركوا الخضروات والفواكه عرضه للماره بدون رقيب أو حسيب علي الشارع العام وهم جالسون في منازلهم التي تبعد من الشارع الرئيسي عدة كيلومترات . أمام هذه المعروضات تجد يافطة توضح السعر المطلوب لكل سلعة مع وجود حصالة لكي يضع فيها المشتري القيمة المطلوبة . منظر شبيه بما كان أثناء إعتصام القيادة العامة (عندك خت ما عندك شيل) . هذا النمط من السلوك والمعاملة والثقة في الجميع ترك بصماته علي أفراد المجتمع الكندي . وعلي المستوي العائلي في كثير من الأحيان ننسي بعض المشتريات من المستلزمات المنزلية أمام الباب الخارجي وفي صباح اليوم التالي نجدها كما هي . وأصبح شيئ في حكم العادة أن نترك السيارة أمام المنزل بدون تأمين الي اليوم التالي . في أحدي الأيام قبل الخروج من المنزل بحثنا طويلاً عن المفتاح لكي نغلق الباب الخارجي فما كان من أبنتنا الأ أن أقنعتنا بأن نكف عن البحث وحجتها في ذلك ، لا يوجد في هذه الدار ما يتوجب الخوف عليه من السرقة . كل الأشياء والأغراض المنزلية هي بالضرورة متوفرة عند كل سكان الحي فلا داعي للقلق علي عدم العثور علي المفتاح فكان لها ما أرادت (ناس عينهم مليانه) . أهم ما نملك في هذه الدار هي هواتفنا المحمولة والكومبيوترات .
الكنديين شعب جبُل علي التطوع وتقديم يد المساعدة للمحتاج . أكثر من مرة كنت أقود السيارة وأذا بأطار السيارة يتعطل ويصبح غير صالحاً للقيادة. وفي أثناء هذه الحيرة البالغة إذا بسيارة تقف خلف سيارتي وينزل سائقها ويستأذنني أن كنت محتاجاً لمساعدة وبعد ردي بالإيجاب ، يشرع هو في تغيير أطار السيارة وقبل أن اطلب منه رقم هاتفه لكي أرسل له رسالة شكر أراه يجلس في المقعد الامامي لسيارته ويقودها بسرعة . لا يطلبون جزاءً ولا شكورا .
لهم حب خاص للكلاب والقطط يصل حد الجنون. هذه الحيوانات تشاركهم السكن والسفر وتوجد أماكن خاصة لاقامتها في حالة ذهاب أصحابها في العطلات السنوية . البعض يستأجر طلبة المدارس والجامعات للقيام برعايتها في حالة غياب المالك وتشمل الرعاية النزهة والفسحة بالأضافة الا أن لها نظام تغذية خاص ومراتب وأسّرة خاصة وأطباء وأطباء أسنان يعتنون بسلامتها وصحتها وتدخل في نظام التأمين الصحي وبعضها يمتلك حق الميراث . في الطلبات الرسمية وبعد السؤال عن الأسم والعمر والسكن والحالة الأجتماعية : عازب متزوج ، أرمل تجد أحياناً سؤالاً ، هل تمتلك حيوانات اليفة؟ .
في هذا الوضع الذي لم أعتاد عليه ، أبتاعت أبنتي قطاً عاش معنا لفترة 13 عاماً ، جميع سكان المنزل صادقهم حتي شخصي الذي لم يخلق علاقة مع الحيوانات المنزلية . شآت الظروف أن تجتاح المدينة زوابع رعدية وعلي أثرها خرج القط من المنزل . في محاولة العثور علي هذا القط تم تعليق بياناته وصوره علي أماكن التجمعات العامة وفي الحدائق وملاعب الاطفال ومناشدة كل من يأتي بمعلومة عنه التبليغ لسكان المنزل وزود الاعلان بارقام هواتف تعمل علي مدار الساعة واليوم مما أستدعي تشكيل غرفة عمليات منزلية . حاله ذكرتني ب 19 يوليو وكيف كان المهوس نميري يبجث عن قيادات الحزب الشيوعي . وعلي الحين أتت مساهمة أهل الحي الذين لم تكن لنا سابقة معرفة بهم . شكلوا نفيراً مجهزاً ببطاريات أضاءة وطعام مخصص ليتناوله هذا القط في حالة أنه خرج وضل سبيلة . هذا النفير يتحرك حوالي الساعة الرابعة صباحاً ويعود قبل بدء يوم العمل وكذلك دورية مسائية لهذا الغرض . حاله شبيه حينما يخرج الناس في بلدنا بحثاً عن غريق أو مواطن أبتلعه تمساح عشاري . في أنتظارنا لعودة القط أو العثور عليه ، أستقبلنا عدة تلفونات في أوقات مختلفة من اليوم ومعها بعض الصور للقطط التي تمت رؤيتها وهي تتجول في أنحاء الحي وفي الغابة التي بالقرب منا . أستمر البحث علي هذا المنوال حوالي الشهر بزيادة وتيرته أيام العطلات وفي كل مرة نخرج من المنزل يتم سؤالنا من الجيران والمارة أذ عثرنا علي هذا الكنز الثمين . بكل أسف لم نعثر عليه . وأتهمت أبنتنا بأن هنالك ضبع قضي عليه .
عادةً ما أذهب للعمل بالمواصلات العامة لانها مريحة خاصة في فصل الشتاء علاوةً علي أن أستعمال المواصلات العامة يتيح فرصة للقرأة وتبادل الحديث مع أشخاص مختلفين وعن طريقها تحصلت علي عملي الذي أسترزق منه ، وهذه قصة أخري . يلاحظ المرء في الفترة الصباحية وفترة أنتهاء يوم العمل ركاب البصات هم الموظفين والطلبة والطالبات وغالباً ما يكون جوارك في المقعد طالبة أو طالب . هنالك ملاحظتين شدوا أنتباهي ، الملاحظة الاولي كيف يتحدثون هؤلاء الطالبات تلفونياً وهم في البص . في المقعد المجاور لي عادة ما تكون هنالك طالبة تتحدث أو تتلقي مكالمة عن طريق الهاتف (الهاتف في العادة يكون في الصامت) الشيئ المدهش يستحيل أن أسمع كلمة وهي تتحدث . أنهم يهمسون في التلفون ويتحدثون عن طريق تحريك الشفاه فقط وليس بفتح الفم والصوت العالي. الملاحظة الثانية في هذه المواصلات العامة ، تجدهم يتناولون أفطارهم في البص والي هنا المسألة عادية . أما ما يسترعي الأنتباه فأنهم لا يلتهمون الساندوتش أنما يتذوقونه ويفحصون كل جزئية منه وهذا الساندوتش أطال الله عمره رغم صغره يستمر مع صاحبته الي نهاية الرحلة وهي حوالي الساعة . تذكرت قومي وهم يأكلون من القدح وبعد أن يتنهي ما بالقدح تجد البخار لا زال يتصاعد منه في حلقات دائرية . تباً علي الجوع والمجاعة .
أبناءنا وبناتنا الذين تربوا في هذه البلاد نموا كل أحاسيسهم . تجد الواحد/ة منهم مشغول مع التلفون وفي نفس الوقت يسمع ما يدور من حديث حوله ويشاهد التلفزيون ويتناول الطعام . كل هذه الاحداث تجري في وقت واحد . ثقتهم بالعم قوقول فاقت حد العقيدة ، أصبح مرجعهم في كل شيئ بداءً من الخليقة وأنتهاء بيوم البعث . يلجأون اليه في السراء والضراء وإذا سألت الواحد منهم طلباً للمساعدة يأتيك الرد (قوقل إت) . عن طريق الانترنت يتزاوجون ويتطالقون ويقتتلون وعما قريب سينجحون في حفظ السائل المنوي وارساله بفضل ثورة المعلومات عن طريق الآمازون العابرة للقارات . وسيختارون نوع الجنين ومواصفاته . يطبقون قول المولي عز وجل (وما اؤتيتوا من العلم الا قليلا) الإسراء .
الامم والشعوب تقدمت كثيرا في شتي المجالات بينما نحن نعيش حياة اقل من حياة الإنسان البدأئي الذي لم يعرف الأنانية والظلم والتخلف وفي نفس الوقت نمجد أنفسنا ويا دنيا ما فيك الا انا ونحن ونحن ونحن عالم وهم كرور مازال يمجد شيخ الحلة والعمدة وسيدي والزعيم الفلاني ….هذه شعوب فكرة الزعامة عندهم تخطتها من زمنا بدري فالامم تبنيها القوانين والمؤسسات وليس الشعارات والقوميات بل ولا حتي الوطنية فالوطنية هي ان تلتزم بالقوانين وثم تجتهد في عملك فدول مثل النرويج وفنلندة والسويد والدنماراك وهولندا وكندا تربعت علي عرش الرقي والتحضر بينما أكاد أجزم ان شعوب السودان وتشاد ومالي والنيجر هي فب مؤخرة الركب….
من المفيد جدا ان نطلع علي تجارب الشعوب الاخري و كيف نهضت و كيف حافظت علي نهضتها و تبواءت مكانتها وسط شعوب العالم فهذا الشي يمكن ان يشفينا من داء تضخيم الذات و ان نعرف اننا لسنا وحدنا في هذا الكون بل لنا شركاء محتاجين ان نشاركهم في التقدم و الرقي و ان نحافظ علي امن و سلامة الفضاء الذي وعبه لنا رب الكون.
اقتباس:
هذا السلوك العام المتحضر ومراعاة شعور الآخرين أتي نتاجاً لدولة مدنية من دون تبني دستور مسيحي
إنتهى
يعنى قاصد فى السودان نعمل دولة مدنية دون تبنى دستور اسلامى عشان نصبح زى كندا؟
طيب اقنع اهلك وانت ود انصار رغم انك شويعى. لو نجحت فى إقناع ٥٠ من اهلك نعمل دولة مدنية فى السودان و نربى كدايس زى بتك .
اهنأ باعزيزى بالدولة الاسلامية التى اسسها الهالك المقبور حسن الترابى . وهى الدولة الوحيدة فى العالم التى تعاقب شعبها بالجلد بالسوط وتهين نسائها وتطاردهم بمراقبة ملابسهن بلوثة عقلية تسمى الشريعة . العبد بالعبد والحر بالحر والانثى بالانثى . فى زمن الاعلان العالمى لحقوق الانسان الذى ( حرم ) العبودية وملك اليمين والتسرى بالجوارى وبيع الناس وهم عرايا فى الاسواق وساوى بين اهل الذمة والموالى وقريش .ولذلك لن نستغرب ان يقوم شباب المجاهدين فى دولة الخلافة الاسلامية نفسها بهدمها وتدميرها وتشريد امة المسلمين منها وتركهم جوعى فى الاحراش والمخيمات وجعل الدولة ارض محروقة فى حرب اهلية مرعبة وهم يصرخون الله اكبر ويقتلون بعضهم بعضا . انه جنون الفشل وضياع الطريق وعدم القدرة على مجاراة الحضارة والانسجام فيها . ومع كل هذا الخراب لا زال هناك نصاب مع جماعته يدعى انه يملك الكتب الصفراء الاصلية والاختام والتوكيلات الموثقة والتواصل مع السماء وهو الاقدر على اقامة دولة القرن السابع القرشية فى القرن الحادى والعشرين .
ما هو الدستور الاسلامى؟ اليس هو مجرد اجتهاد بشرى مبنى على فهم واضعيه حسب تفسيرهم لما ورد فى الكتاب و السنة؟. هذا ليس راى وحد بل راى آخرين كما فى كتابات الترابي و الصادق عن الموضوع. تجربة ٣٠ عام من حكم الكيزان و اشياعهم ابلغ متال على عدم قدسية ما يسمى بالدستور الإسلامي. الدساتير الوضعية فى اغلب الدول العربية و الدول ذات الأغلبية المسلمة تعتبر الدين الإسلامي احد مصادر التشريع من دون تقديس الدستور نفسه. حتى الحزب الشيوعي السودانى يدعوا دائما للتشريع المبنى على الإسلام. كريم المعتقدات.
طبعا الرد دائما يكون الدستور الإسلامي واضح فى القرآن. السنة. طيب لماذا الاختلاف في ما يسمى دساتير اسلامية فى السعودية و إيران و باكستان و أفغانستان و حتى دولة داعش. الأمر ليس فى التطبيق كما هو شائع بل هو فى الفهم و التفسير الوضعى غير المقدس لما ورد فى الكتاب و السنة. و ذلك ببساطة لان تلك الدساتير وضعية لعدم وجود دستور اسلامى منزل بالفهم الحالى للدكتور. الرسول (ص) قال أنتم أعلم بشئون دنياكم. و الدستور الحديث شأن دنيوى حتى و لو بنى على اساس دينى.
الاولى تناول المشاكل التي تواجه القادمين الى تلك الدول وكيفية التعامل معها. الجوانب الايجابية معلومة للجميع ولا خلاف عليها، ما يفيد هو تناول الجوانب السلبية وكيفية مواجهتها خاصة المتعلقة بالتربية وذوبات الهوية. الجيل الثالث على الاكثر من المهاجرين لن يكون له ادنى صله بجذوره.
وماذا يريد بجذوره اذا كانت مريضة وغير صالحة للنمو؟
أحسنت السرد يا كاتب المقال، ما أشرت اليه من أخلاق وسلوكيات طيبة في المجتمع الكندي هي ما أمرنا به ديننا الإسلامي، ولكن أين هم المسلمون الحقيقيون الملتزمون بهذه الأخلاق والقيم الفاضلة اليوم؟ للأسف لا يوجد الا من رحم الله، لكن بعد أن تنتهي من سرد الإيجابيات لابد أن تتحفنا بالسلبيات، كلمنا عن الجانب المظلم للمجتمع الكندي كما هو الحال في أي مجتمع غربي، وما هي المخاطر والتحديات التي ستواجهها الأجيال الصغيرة (ذكور واناث) التي ستنشأ وتتربى هناك وتتشبع بالثقافة الغربية، هل ستفقد هويتها ودينها وعاداتها وتقاليدها أم ستصمد أمام تيار الثقافة الغربية الجارف؟