انهيار سد اربعات .. دروس وعبر

إسماعيل آدم محمد زين
معرفتنا لطبيعة الخيران أو الانهار الموسمية في المناطق الجافة،يمكن تحديد اعماقها وفقا للمعلومات المتاحة من مصادر مختلفة ، مثل : الابار الموجودة منذ أزمان بعيدة ، اذ يلجأ الناس الي الحفر وتعميقه مع انحسار المياه بعد انتهاء موسم الامطار وجفاف الصيف. توجد ادارة للوديان تتوفر لها بيانات ويشرف عليها فنيين مهرة كانت تتبع لهيئة توفير المياه الريفية. وقسم هندسي يقوم بتشييد الحفائر و السدود الصغيرة.
لذلك قد لا تزيد أعماق كثير من الخيران عن ال 30 مترا. وهو حجم الرسوبيات وهي من الرمال ، الحصي والطين .. وتتفاوت في نسبها.
يتميز خور اربعات بوجود تكوين صخري ، يعرف بالريدج Ridge يمر بين ضفتيه ، ويمكن متابعته علي الأرض ورؤيته بوضوح ، اما في داخل الخور فقد تعرض للتعرية ولا يري! . ويقوم ما تبقي منه بدور الخزان .. خزان تحت الأرض! Sub terrarian dam. يحول دون تسرب المياه ويحفظ لوقت يطول أو يقصر وفقا للاستهلاك ولحجم البخر ودرجات الحرارة .
نحتاج للتاكد من وجود هذا السد الطبيعي ، بطرق الجيوفيزياء المعروفة أو من قياسات مناسبب المياه الجوفية قبله وبعده! لذلك ان ثبتت صحة هذه الفرضية ، فقد لا تكون هنالك حاجة لتشييد خزانات تقليدية.
ومن الممكن ، تعزيزه وتمتينه باللجؤ الي طريقة الحفن المعروفة. لسد اي فجوات أو شقوق في هذا السد الطبيعي.
ايضا يمكن زيادة عدد السدود تحت الأرض وربما يكون من المجدي رفعها الي حوالي متر أو مترين فوق سطح الخور لتغذية التخزين الجوفي!..
عند الأقدام علي مشاريع بناء السدود ذات الأثر الكبير علي البيئة والبشر ، لابد من توخي الحذر والتحلي بقدر من المسؤلية كبير. في التخطيط لها وفي تنفيذها و مراقبة كافة المراحل ، منذ المقترح ، اعداد الخرائط ، التصميم ، العطاءات الاشراف ..الخ.
لدينا في السودان تجربة مهمة حول رفض المهندس صغيرون الزين استلام خزان خشم القربة ، عندما كان وكيلا لوزارة الري وتحرك من مقره في مدني لموقع الخزان وسار علي طول السد وفي اثناء سيره لاحظ حصي مع المياه! وعند تناوله بيده من المياه المتدفقة من الخزان! فادرك بفطنته وتحربته وتاهيله الرفيع ، (فقد تحصل علي درجة الماجستير من جامعة لندن في عام 1957م) , ادرك بان اساسات الخزان تتعرض للحفر والتاكل بفعل حركة المياه .. رفض استلام الخزان واوصي بضرورة ايقاف تدفق المياه والعمل فورا في بناء سد ترابي علي مسافة معقولة من الخزان و موازيا له علي طول البحيرة. ومت بعد فتح الخزان و تفريغ المياه للكشف علي الاساسات .. ولما لم بجد استجابة ابلغ الجهة الدولية المسؤولة عن الخزانات في العالم. اللجنة الدولية للسدود الكبرى** (International Commission on Large Dams – ….وهي تشبه هيئة الصحة العالمية ، في مجال الصحة و ال IMO المنظمة الدولية للارصاد الجوي ..الخ.
فجاء وفد من المنظمة وقام بذات التوصية. وعند تفريغ الخزان اكتشفوا وجود نخر أو حفر كبير عند الاساسات، فتمت معالجته. وقد اخبروا الشركة الايطالية بانهم مدينين للمهندس صغيرون ، لانه انقذهم من دمار سمعتهم لو انهار الخزان. فلن يجدوا بعدها عملا! وسيتم شطب اسمهم من سجل الشركات الدولية المعتمدة في مجال تشيبد السدود! فانظروا الي ما انتهت إليه وزارة الري! فقد جلس علي سدتها صبية اغرار.
وفي تقديري هذه جريمة كبري ، تستوجب التحقيق و معاقبة الذين تسببوا فيها. بدءا من دراسة الجدوي ، تصميم الخزان ، عملية العطاءات ، التنفيذ. وادارة الخزان ..الخ.
هذه الجريمة يجب إلا تمر بسهولة ، فهي نموذج للفشل الراهن الذي أدي الي دمار كافة المؤسسات العامة .. وما نعانيه حاليا من فشل امني مريع! .
نخلص الي الاتية :
1- ضرورة وضع سياسات جيدة للسدود ، تشييدا وادارة.
2- لا بد من وضع اجراءات محددة ، لا بد من اتباعها في بناء السدود وادارة الخزانات.
3- من الصروري وضع خطة احترازية عند حدوث كارثة انهيار السدود. علي الاقل وضع نظام للانذار المبكر. حتي باللجؤ الي تعيين مراقبين طوال اليوم وفي كل الاوقات لمراقية السدود وتزويدهم باجهزة الاتصالات لاخطار الحنان الرسمية واجعزة الاعلام ، مثل الراديو والتلفزيون بالولايات التي قد تتأثر. خاصة مع مهاجر انهيار سد النهضة أو السدود العاملة نتيجة لتداعيات الحرب.
4- احيانا ونتيجة لسني الجفاف المتطاولة ، يتم التصرف في المعدات الموضوعة المساعدة في درء الفيضانات وحماية السدود والجسور ، كما حدث في مشروع الجزيرة ، فقد تم أخذ مضخات المياه التي ترفع المياه من المصارف في منطقة مشروع الجزيرة الي الترعة الرئيسيه ومن ثم عبر الاسكيب بابوعشر الي النيل الأزرق.
وحدث ذات الأمر عند كارثة فيضان خور القاش وتدميره المدينة كسلا ، فبعد حوالي 10 سنوات من الهدوء ، تم أخذ البلدوزر الذي يستخدم في تقوية الجسور علي جانبي القاش! مما أدي الي دماره في عام 2003م تقريبا!وكانت كارثة وخيمة .
يتذكر العالم ان صالة مغادرة تمت اضافتها الى مطار ديجول فى فرنسا ولكنها انهارت ٢٠٠٤م وراح ضحيتها عدد من الناس واصيب اخرون بنسب متفاوتة لم تقف الحكومة الفىنسة متفرجة ولكنها تصرفت باعلى قدر من المسؤلية ووضعت كل من له يد من مقاولين ومنفذسن ومصممين واستشاريين وحتى الشركات المنتجة للمواد التى استخدمت فى تشييد الصالة خضعت جميعها للمساءلة والتحقيق والمعاقبة القانونية..لدينا تسقط طائرات وتحترف بواخر وتغرق سفن فلا عزاء ولا مساءلة حيث لا قيمة للانسان ولا احد يتحمل المسؤولية. المسؤول فى السودان حيث لم يحتره احد ولا تراقبه مؤسسة يتصرف كالاله ..والانقاذ فى هذا كانت تصنع الاعاجيب فلا موظف تمت ترقيته الا وارتبط بفساد وهناك من جئ به ليفسد لا لشئ اخر..وعليه ستنهار منشاتنا لعدم الصيانة وتتصدع مبانينا لفساد التصاميم او التنفيذ الخرطوم هى العاصمة الوحيدة التى تتشقق جدرانها ويفسر ذلك بسبب المياه المتسربة بينما راينا فى بلدان العالم مبانى كلها اقيمت على الماء ولم بحدث لها شئ..الان عرفنا كيف تاكل الجقور جسورنا
السد انهار بسبب الفساد ولاتوجد اسباب فنية لانهياره وكبير الفاسدينالمدعو ناجي ابوجضوم مدير عام هيئة مياه ولاية البحر الاحمر
نعم نحتاج الي الصيانة وقبلها لسياسات وخطط ،لا تغفل شيئا…
اليك اجابة برنامج الذكاء الصناعي حول بناء وتشغيل السدود.
بناء وتشغيل سد لتخزين المياه في وادٍ موسمي أو خور في منطقة جافة مثل السودان يتطلب دراسة شاملة للموقع، حتى في ظل غياب معلومات دقيقة أو تفصيلية عن المكان. إليك الخطوات الأساسية التي يمكن اتباعها لتنفيذ مثل هذا المشروع:
1. تقييم الموقع والدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية:
يتم البدء بدراسة جيولوجية وهيدرولوجية أساسية للموقع لتحديد التربة والخصائص الهيدرولوجية مثل تدفق المياه الموسمية.
يتم تقييم قوة الصخور أو التربة لتحمل السد ومقاومة التسرب.
دراسة جريان المياه في الوادي أو الخور خلال فترات الأمطار للتأكد من كمية المياه المتاحة لتخزينها.
2. اختيار موقع السد:
اختيار الموقع المثالي يتطلب مكانًا ضيقًا في الوادي أو الخور بحيث يمكن بناء سد بأقل تكلفة.
يجب أن يكون الموقع قادرًا على تجميع أكبر كمية ممكنة من المياه مع أقل معدل فقد بسبب التبخر أو التسرب.
3. تصميم السد:
الارتفاع والهيكل: يتم تصميم السد بحيث يكون ارتفاعه كافيًا لتخزين المياه المطلوبة، مع ضمان قوة البناء لمقاومة الفيضانات.
الأساسات: يتم وضع أساسات قوية للسد، إما على طبقات صخرية قوية أو من خلال تعزيز التربة في حالة كونها ضعيفة.
المواد المستخدمة: في حالة عدم توفر مواد حديثة، يمكن استخدام مواد محلية مثل الحجر أو الطين، مع التركيز على معالجة التسرب.
4. بناء السد:
بناء الهيكل يبدأ بالحفر للأساسات ووضع الحواجز الأساسية لمنع التسرب.
يتم بناء جسم السد بشكل تدريجي، ويتم التأكد من أن كل طبقة قوية وثابتة.
القنوات: إنشاء قنوات لتوجيه المياه إلى السد عند فيضان الوادي وضمان توزيع المياه بشكل متوازن داخل الخزان.
5. تشغيل السد وإدارة المياه:
بعد إكمال بناء السد، يتم إدارة تدفق المياه من خلال فتحات التحكم أو البوابات.
الصيانة الدورية: يجب القيام بصيانة دورية للسد للتحقق من عدم وجود تسرب أو تآكل في الهيكل، وإزالة الرواسب التي قد تتراكم مع مرور الوقت.
توزيع المياه: المياه المخزنة يمكن استخدامها لمختلف الأغراض مثل الري، الشرب، أو حتى تغذية الآبار المجاورة.
6. إدارة المخاطر:
حماية من الفيضانات: يتم تصميم السد بحيث يمكنه تحمل فيضانات مفاجئة، من خلال توفير مجاري في حالات الطوارئ لتصريف الفائض.
التبخر والتسرب: في المناطق الجافة، يجب الانتباه لمشكلة التبخر السريع، لذا يفضل تغطية بعض المناطق أو تقليل مساحة سطح المياه المكشوفة للحد من الفقد.
7. الإشراف المجتمعي وتوثيق البيانات:
في حالة عدم توفر المعلومات الكافية عن الموقع، يمكن جمع المعلومات بشكل مستمر بعد بناء السد وتوثيقها لأغراض تحسين الأداء في المستقبل.
إشراك المجتمع المحلي في المراقبة والإبلاغ عن أي تغيرات أو مشاكل يمكن أن تساعد في تحسين إدارة السد.
باستخدام هذه الخطوات، يمكن بناء وتشغيل سد لتخزين المياه في وادٍ موسمي حتى في ظل غياب معلومات تفصيلية مسبقة. يعتمد النجاح بشكل كبير على التخطيط الدقيق واستخدام