الأخطاء القاتلة

عصب الشارع
صفاء الفحل
ما زال طرفي الحرب يعملان في إستهداف وضرب المدنيين الأبرياء في كافة المناطق لمجرد (الشك) في أنهم يدعمون الطرف الآخر أو التدوين الخاطيء الذي لا يهم فيه من الذي يسقط فبعد المجزرة التي ارتكبها الدعم السريع بضرب (سوق الملجة) بسنار المكتظ بالمواطنين والتي راح ضحيتها العشرات من المواطنيين الأبرياء لمجرد محاولة تدوين خاطيء لضرب الحامية العسكرية والمحلية التي تقع في ذات الموقع قامت مجموعة من القوات المسلحة أول أمس أيضا بما يمكن تسميته بإعدام عدد من الأطباء والممرضين بمدينة (الحواتة) بولاية القضارف كانوا قادمين من مدينة الدندر بالتهمة المتكررة الإنتماء للدعم السريع حيث تم إطلاق النار عليهم مباشرة بسبب أداءهم لعملهم الإنساني في علاج جرحى منسوبي الدعم بمستشفي الدندر التعليمي ربما تحت السلاح إذا لم يكن تحت القسم الذي أدوه بإنقاذ كافة الأرواح مهما كانت والتي ترد إليهم.
ويبدو أن المجموعات الميدانية لطرفي النزاع قد دخلوا مرحلة (حرجة) من اللامبالاة وعشق القتل وسفك الدماء حيث أصبح الأمر لديهم (عادي) وصار قتل مواطن بدم بارد أسهل لديهم من قتل (دجاجة) وهما يعيشان وسط (الهلع) ساعدهم في ذلك انتشار الإفلات من العقاب والفوضى الدامية التي تعم الوطن مع صمت مريب من قيادة الطرفين بل ومساعدتهم والتغطية الواضحة على أفعالهم البربرية من خلال حرب فوضوية تشارك فيها جيوش من حركات وكتائب لا علاقة لها مباشرة ولا تأتمر لقيادة القوات المسلحة ومجموعات قبلية ومرتزقة لاضابط لها.
هذه المجموعات الكبيرة من المواطنين الأبرياء الذين راحوا ضحية هذا الصراع ربما لن ينالوا مجرد شرف (القصاص) من القتلة حتى ولو انتهت هذه الحرب فإن كان القتيل معروفا بحكم الاحصائيات التي لا تتوقف فإن القاتل يظل مجهولاً خاصة إذا ما تمت تسوية الأمر من خلال إتفاق بين طرفي النزاع والمطالبة بعدالة إنتقالية قوية وعادلة أمر لامناص منه بعد نهاية هذه الحرب الفوضوية.
قيادات طرفي النزاع من كتائب وحركات ومغامري اللجنة الأمنية وغيرهم من الذين ساهموا في عمليات هذه الإبادة بالإضافة الى قيادات الدعم السريع ستهرب الى الخارج بكل تأكيد بمجرد أن تلوح آفاق نهاية الحرب وحتى لا تتكرر عمليات الإفلات من العقاب ليس بالسودان وحده ولكن لكافة الحكومات الدكتاتورية حول العالم ، وعلى المحكمة الجنائية العمل علي تجهيز قوائم (طويلة) لكل من ساهم في إبادة هذا الشعب المسالم
وثورتنا من أجل إعادة الحق للوطن لن تتوقف ..
والقصاص آت مهما توالت المحن ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة