السوداني معاوية نور أبرز قادة نهضة النقد المسرحي العربي

القاهرة – اهتماما بدور النقد في الحركة المسرحية العربية قدم الباحث والمسرحي السوداني عصام أبوالقاسم دراسة تناول فيها مرحلة مؤسسة في تاريخ المسرح العربي مطلع القرن العشرين، جاءت بعنوان “النقد المسرحي العربي 1924 – 1934.. معاوية محمد نور نموذجا”.
وفي تقديمه لبحثه أورد أبوالقاسم أن دراسته تتناول حالة النقد المسرحي خلال الفترة 1924 – 1934، من حيث مرجعياتها وأدواتها وتأثيرها على المجال المسرحي وموقع معاوية محمد نور فيها، مشيرا إلى أن أهمية البحث تتمثل في تطرقه إلى فترة من تاريخ النقد المسرحي العربي مازالت بحاجة إلى المزيد من البحث والتحليل، وأنه يدرس ويحلل جهود الناقد السوداني معاوية محمد نور (1909 – 1941) في النقد المسرحي، ويستقصي مصادر معارفه، وأبرز توجهات خطابه النقدي، ومن ثم مكانته في إطار تلك المرحلة.
البحث الذي جاء وفق المنهج الوصفي – التحليلي، عالج في مدخله مفهوم النقد المسرحي، ومسار تطوره منذ بداياته، وصولا إلى القرن العشرين، ودرس أثر أرسطو في النقد العربي القديم، ثم حلل طبيعة النقد الذي رافق النشاط المسرحي في القاهرة أواخر القرن التاسع عشر، كما رصد ولادة النقد المسرحي العربي في بيروت، وتعرض للأثر الغربي في النقد المسرحي العربي إلى حدود القرن العشرين.
وركز البحث بصفة أساسية على إبراز العوامل التي أسهمت في تنشيط حركة النقد المسرحي خلال الفترة التي يغطيها البحث، إضافة إلى مرجعيات نقادها وأهم القضايا التي اجتذبت اهتمامهم، كما سلط الضوء على أبرز نقاد المرحلة وتياراتهم.
طرح أبوالقاسم صورة بانورامية عن تجربة معاوية نور، بداية من نشأته ومرورا بمساره الدراسي، وعلاقته بمعلمه في كلية غردون الأديب اللبناني – الإنجليزي إدوارد عطية (1903 – 1964)، ثم مرحلة دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت، وإسهامه في تأسيس “رابطة الأدب القومي” في القاهرة، وموقعه بين كتّاب جريدة “السياسة الأسبوعية”. كما تطرق إلى علاقة نور بمحمود عباس العقاد، وكيف أسهم هذا الأخير في ربط الناقد السوداني بالمنابر الصحفية لحزب الوفد، مثل “جريدة مصر” و”الجهاد” و”كوكب الشرق”.
واستعرضت الدراسة جانبا من وقائع إقامة معاوية نور في العاصمة المصرية، وموقفه من العلاقة بين الثقافتين الشرقية والغربية، وصولا إلى سنوات مرضه، ووفاته على نحو مأساوي. كما سلطت الدراسة الضوء على الكيفية التي فهم بها الناقد السوداني ماهيَّة المسرح، وكيف أسهم في تعزيز الوعي العربي بمميزات المسرح بوصفه نشاطا فنيا وثقافيا، وكيف كان حريصا على تعريف المجتمع الثقافي العربي بالمذاهب المسرحية الغربية.
ووقف الباحث على المنابع التي استقى منها نور ثقافته في النقد المسرحي، معرفا بمفهومه للنقد المسرحي، ومحدداته لشخصية الناقد، وموقفه من علمنة النقد، ورؤيته للنقد بين الفن والأدب، والمنهج النقدي الذي استخدمه في دراسة النصوص والعروض المسرحية. وقدم نموذجا للنقد المسرحي التطبيقي لدى معاوية نور، ليسلط الضوء على ثلاث مقالات حاور نور من خلالها مسرح أحمد شوقي.
وخلص الباحث إلى مجموعة من النتائج، من بينها: أن هناك أربعة عوامل أسهمت في بروز وتطور النقد المسرحي في السنوات العشر التي تناولها، وهي: الدعم الرسمي الذي قدمه القصر والحكومات الوطنية، وتطور الصحافة، وأنشطة دار الأوبرا الملكية، وحدّة التنافس بين الفرق المسرحية في القاهرة.
وتوصلت دراسة أبوالقاسم إلى أن أداء نقاد المسرح خلال هذه الفترة كان أكثر تطورا على مستوى أدواته ومفاهيمه ومرجعياته، مقارنة بالفترة التي سبقتها، وكان أكثر اتصالا وتفاعلا في علاقته بالعروض والقضايا المسرحية، وأن الجهود النقدية الموجهة إلى المسرح خلال تلك الفترة صدرت عن تيارين، التيار الأول جاء من مجال الأدب، ومن بين أبرز أعلامه طه حسين وميخائيل نعيمة ومحمود عباس العقاد وإبراهيم المازني، ويمثل معاوية نور جزءا من هذا التيار.
أما التيار الثاني فجاء من مجال المسرح ليسهم في نقد المسرح، ومن بين رموزه زكي طليمات وإبراهيم المصري ومحمد عبدالمجيد حلمي ومحمد علي حماد، وسواهم. كما أبرزت الدراسة التطور الملحوظ لأداء النقاد في تناول الجوانب السمعية والبصرية للعرض المسرحي في تلك المرحلة.
وكشف أبوالقاسم أن معاوية نور تأثر بدراسته للأدب الإنجليزي في الجامعة الأميركية في بيروت، كما كان على اطلاع مباشر ومتصل على الحركة الثقافية الغربية، ولاسيما في بريطانيا والولايات المتحدة، وهو ما ساعده على تشكيل ذخيرة واسعة من المعارف النقدية، مكنته من تقديم جهود نوعية في التعريف بأصول وأعلام ونظريات النقد المسرحي الغربي.
كما يمكن القول إنها جعلت منه المدخل الأول للنقد الأميركي في المشهد المسرحي آنذاك، إذ كان للناقد الأميركي براندر ماثيوز (1852 – 1929) -الذي يعد أول أستاذ متفرغ للمسرح في جامعة كولومبيا- الدور الأبرز في ترسيخ تناول الدراما أكاديميا، وكبير الأثر على رؤى ومعارف معاوية نور النقدية، إلى جانب الناقد الأميركي الآخر جورج جان ناثان، فضلا عن نقاد غربيين أسبق، مثل صامويل كولريدج ووليم هازلت وماثيو أرنولد.
ويذكر أن البحث قدم في إطار رسالة ماجستير ناقشها أبوالقاسم في مقر تجمع الفنانين السودانيين في القاهرة يوم الخميس الخامس من سبتمبر الجاري لكلية الدراسات العليا بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وقد أشرف عليها الدكتور شمس الدين يونس، وضمت لجنة المناقشة البروفيسور سعد يوسف عبيد ممتحنا داخليا، والدكتور خالد المبارك ممتحنا خارجيا، وذلك في حضور عدد من أساتذة كلية الدراما والموسيقى بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وممثلين لكلية الدراسات العليا، وقسم الشؤون العلمية بالجامعة.
العرب اللندنية
عربي مرة واحدة .احسن ليكم الانجليزي مبدعين في تذوق اللغات مرهفي الاحساس
السودان يقع في قلب افريقيا جيرانه عرب وافارقة من ناحية البحر والبر على الترتيب لذلك هو افريقي .
تؤثر به اللغات الأجنبية منذ القدم لكن أهله لديهم لغات خاصة بهم أكثر من مئة لغة أفريقية ولهجة .
نحن أفارقة .
African