مقالات وآراء سياسية

بين عملية الذراع الطويل والحرب العبثية الحالية!

أحمد الملك

 

في مايو العام 2008م كان جهاز الأمن الكيزاني (الحاكم الفعلي للدولة) يرصد تحرك قوات حركة العدل والمساواة بقيادة الشهيد خليل إبراهيم ، وهي تتقدم نحو العاصمة.

كان بإمكان قوات النظام التعامل والتصدي للقوة الغازية خارج العاصمة ، حفاظا على أرواح المواطنين وممتلكاتهم ، لكن الأوامر صدرت بترك تلك القوات تتقدم الى داخل العاصمة!.

قراءة تلك الواقعة تجعل المراقب المحايد يفهم كيف تدير الحركة الإسلامية الحرب العبثية الحالية ، وكيف ابتدرتها اصلا مع المليشيا التي قامت بإنشائها في حربها على شعبنا.

لم يكن من هدف للسماح لقوات خليل بدخول العاصمة ، سوى الخطة الشيطانية التي تريد اقحام القوة الغازية في معارك وانتهاكات ضد المدنيين ، بما يشيع مزيدا من الفتن بين أبناء الوطن الواحد ، ويساعد في التفاف بعض قطاعات شعبنا حول النظام باعتباره الحامي والمنقذ من مغامرات وغزوات المهمشين (الذين يريدون الاستئثار بالسلطة والثروة!)

كسرت قوات خليل (الدش) في يد جهاز الأمن الكيزاني حين تجنبت الاصطدام مع المدنيين وتعاملت بكل احترام معهم.

في فترة الحكم الانتقالي المدني بقيادة الدكتور حمدوك، عمل الكيزان بجد ومثابرة بالتواطؤ مع لجنة المخلوع الأمنية ، لإفشال الحكومة المدنية ، بدءا من المضاربة بالدولار واخفاء السلع وتخريب الخدمات واحداث انفلات أمني مصنوع ، وانتهاء بإغلاق الميناء تمهيدا للانقلاب حين بات واضحا ان الحكومة المدنية كانت عازمة وجادة في تصفية كل جيوب النظام القديم ، وكشف فساده الذي لم ير له التاريخ مثيلا، كما بانت جديتها في محاولات اصلاح الاقتصاد والبرامج التي توجهت لمساعدة الشرائح الأقل مقدرة على مواجهة موجات الغلاء وتبعات الإصلاحات الاقتصادية.

وحين فشل الانقلاب لجأت الحركة الإسلامية للخطة البديلة: الحرب ، التي هيأت الملعب لها طوال عقود من بث الفتن وإحياء نار القبلية والعصبيات ، وصنعت العدو وقوّت شوكته انتظارا للحظة الحاسمة.

رفض حكومة بورتسودان للتفاوض ولقبول قوات دولية لحماية المدنيين، يأتي من نفس هذا المنطلق ، استمرار الحرب وتوالي الانتهاكات على المدنيين هو الضمانة الوحيدة في تقديرهم ليس فقط للقضاء على الثورة التي لا تزال جذوتها نابضة في القلوب، بل أيضا لإضرام مزيد من نيران الفتن التي تقضي على كل آمال التعايش السلمي في هذه البلاد وتقود الى تفككها. ولن يكون ذلك بعيدا عن دعوات فصل أجزاء من البلاد وضمها الى الجار الشمالي كما تنادى بعض اقطاب الكيزان.

ما تعانيه بلادنا من حرب يدفع ثمن نتائجها المواطن من دمه وماله ومستقبل أبنائه ، هو نتاج مباشر لسيطرة التنظيم الاسلاموي النازي على هذه البلاد ، ونهبه لثرواتها والفتن والحروب التي شنها على أبناء هذا الوطن في كل أرجائه.

والغريب أنه بعد كل الجرائم التي ارتكبها التنظيم ، من قتل وفساد وحروب وتدمير للنسيج الاجتماعي وفصل للجنوب ومناداة بعض منسوبيه علنا بتقسيم ما تبقى من البلاد بل وضم بعض ولاياتها للجيران ، لا يزال هذا التنظيم ومنسوبيه من الفاسدين وطلاب السلطة ، يعتقد أنه الوحيد القادر على حكم هذه البلاد وحفظ أمنها ، وضمان رفاه شعبها ووحدة أراضيها! .

 

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. وللأسف الدعم السريع أيضا سلم البلد للكيزان تسليم مفتاح بانتهاكاتهم ضد المواطنين من سرقة المنازل والسيارات ونهب المواطن في الشارع العام وطردهم من بيوتهم بتهمة التعاون مع الكيزان والسماح للصوص المناطق الطرفية بسرقة منازل المواطنين مقابل دفع المال ولفد وقعوا في الفخ بغباء لا مثيل له …
    فقوات الدعم السريع عند اجتياحها لأي منطقة لم تقم بفرض الأمن وتطمين المواطن في مناطق سيطرتها وهذا ما خططت لها جماعة البرهان وأعتقد ان حتي انسحابهم من مدينة مدني كان بغرض جر الدعم السريع الي مزيدا من الانتهاكات من قبل قواتهم المتفلتة لتجريدهم من اي دعم شعبي وتلقانيا زيادة عدد المؤيدين لجماعة البرهان….

  2. انتهاكات جنجويد محمد بن زايد فى المناطق التى احتلتها اسؤ من انتهاكات التتار فى بغداد . وشكرا للكيزان الذين يدافعون عن حرائر السودان وكرامه السودانين. فى جنوب كردفان الجبال الغربيه راينا الكيزان من المواطنين فى الدلنج ولاسيما من قبائل الغلفان والحاميه يطردون جنجويد محمد بن زايد او الجناح المسلح لتقزم حتى فرشايه . واليوم هنالك اجتماع بين قبائل غرب الدلنج وقبائل الجبال الشرقيه لكنس الجنجويد من جنوب كردفان

  3. قحت المركزية هي المتسبب الرئيسي في فشل الفترة الانتقالية و ليس غيرهم حين ارتضوا الشراكة مع المكون العسكري و حين خرقوا بند في الوثيقة الدستورية يقول ( تكوين حكومة كفاءات مستقلة ) فأصبح خالد سلك و مدني عباس مدني و مريم الصادق المهدي و ولاء البوشي وزراء و كانت الطامة الكبري حين قاموا بإقصاء بقية المكونات المدنية الذي ادي إلي إضعاف المدنيين و اعتصام القصر الذي طالبوا فيه البرهان بالانقلاب تحت دواعي تصحيح الأوضاع هههههههه و البرهان ما صدق و حدث ما حدث…

  4. ابوعزو انت سازج وفهمك وتفكيري سطحي جدا فهل ترك المكون العسكري السلطة للمدنيين؟!! وهل كان في نيتهم تسليم السلطة للمدنيين؟!! وما الشئ الذي كان من المفترض أن تفعله الاحزاب لاجبار البرهان علي تسليم السلطة؟! انت كوز ومتخفي في شكل انسان وطني …يا حمار يا غبي الفترة الانتقالية تم وضع العراقيل لها من قبل اسيادك الكيزان هل نسيت العجوز المعفن ترك وما فعله في الشرق بقفل الميناء واقول ليك يا كوز الفترة الانتقالية لم تفشل اتحداك ان تزكر فشل واحد بالعكس الكيزان ضربهم الخوف من نجاح حمدوك….بعدين يا وهم حتي اذا فشل حمدوك فهذا لا يعطي أحقية لليرهان بالانقلاب يا كوز….اعتصام القصر اعتصام تحالف الكيزان والزغاوة….انقلع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..