تصريحات العطا الخطيرة

تداولت الصفحات الاخبارية فيديو للفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش امام مجموعة من العسكريين يقول فيه (ان القائد العام للجيش سيكون حاكما للبلاد في الفترة الانتقالية بعد الحرب وبعد الانتقالية لمدة دورتين انتخابيات او ثلاث).

لم يصدر الجيش اي بيان او تعليق ينفي فيه صحة هذا الفيديو أو يعتبره تصريحا شخصيا من الفريق العطا ، وعليه يكون موقف الجيش الرسمي مطابقا لحديث العطا.

هذا الفيديو خطير من نواحي عدة ، فهو اولا يؤكد ان نية الجيش الحقيقة هي ان يحكم السودان ، وهو ما يعني ان لا يكون هناك حكم مدني ولا تأسيس جديد للسودان ولا خروج للجيش عن السياسة وعودته لثكناته.

وهو دليل على ان الجيش سيقدم هذه الرؤية في منابر التفاوض كمساومة لايقاف الحرب ، والموافقة عليها تعني عمليا دخول السودان إلى حقبة دكتاتورية عسكرية جديدة فور ايقاف الحرب.

تصريح العطا لن يوافق به الا الانتهازيين وعبدة البوت من نوعية احزاب اعتصام الموز ، اما القوى المدنية الوطنية فسترفضه وتواجهه بكل السبل المشروعة ، والقهر والظلم والكبت ومصادرة الحريات التي سيفرزها حكم العطا والبرهان سيقود مجموعات عديدة من السودانيين لحمل السلاح ضده ، تماما كما حدث من الحركة الشعبية ضد نميري ، وحركات دارفور ضد البشير ، مما يعني استمرار الحرب وليس ايقافها.

عساكر الجيش حكموا هذا البلد لمدة ٥٨ سنة من عمر السودان المستقل البالغ ٦٨ سنة فأوصلوه لهذا الحضيض بعد ان كان السودان احد اكثر النماذج الواعدة في أفريقيا بعد الاستقلال ، وبدل ان يخجل السادة العساكر من تاريخهم هذا ، هاهو الفريق ياسر العطا يخرج على السودانيين قائلا بأنهم لم يشبعوا بعد!! .

رغم ان العساكر حكموا السودان الا ان الجيش السوداني ظل أسوأ واضعف الجيوش في المنطقة جيش لم يحسم ولا تمردا واحدا في البلد ، جيش في أقل من سنة استطاعت مليشيا غير نظامية ان تطرده من نصف السودان ، وجعلت حامياته في شريط حدودي طوله يساوي طول حدود دولة المانيا تهرب بكاملها إلى دول الجوار تشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان ، في فضيحة لم يشهد العالم مثلها قريبا  ومع فشله المريع في وظيفته الاساسية يصر هذا الجيش على إضافة وظيفة اخرى فاشلة لسجله وهي وظيفة حكم الشعب غصبا عنه.

الجيش الأمريكي هو أقوى جيش في العالم ، هل تعلم لماذا ياسعادة الفريق العطا؟ لانه جيش محترف موجود في ثكناته ، لا يهتم الا بوظيفته العسكرية ، لا يتدخل في السياسة ، ولا ينقلب على الحكم المدني ، اذا لم تكونوا ناجحين كالجيش الأمريكي ، فتشبهوا به يا سعادة الفريق ، فالتشبه بالناجحين فلاح.