مقالات وآراء سياسية

لماذا أدارت روسيا والصين ظهريها للبرهان ؟!

مناظير الجمعة

زهير السراج

* تحدثتُ امس عن تمديد مجلس الامن للقرار (1591) بحظر السلاح في دارفور (ضمن حزمة عقوبات)  وأشرت الى تصويت روسيا والصين لصالح قرار التمديد الذي جاء بالرقم (2750 ) لعام 2024م ، بينما امتنعتا عن التصويت في عام 2005م بمشاركة دولة الجزائر في مقابل 12 دولة صوتت لصالح القرار ، فلماذا صوتت الدولتان هذه المرة لصالح القرار في الوقت الذي كانت فيه حكومة البرهان (او حكومة الكيزان) تأمل في استخدام احدى او كلا الدولتين لحق النقض ومن ثم إلغاء الحظر ، أو على الأقل إمتناعهما عن التصويت وإظهار تأييدهما المعنوي لها رغم انه لن يؤثر في نتيجة التصويت ، ولكنهما ادارتا لها ظهريهما ، الأمر الذي أربك ممثل الكيزان في الامم المتحدة وجعله كالمخبول يشيد بالقرار تارةً وينتقده تارةً أخرى في الكلمة المرتبكة التي ألقاها أمام المجلس ، كما أوضحت أمس؟! .

* قبل الاجابة على السؤال ، دعونا اولا نستعرض بإيجاز شديد قرار حظر الاسلحة في دارفور الذي صدر للمرة الأولى في 30 يوليو عام 2004م تحت الرقم ( 1556) ، بدون ان يشمل الحظر حكومة السودان ، واقتصر فقط على الكيانات غير الحكومية وجميع الافراد العاملين في دارفور بما في ذلك (الجنجويد) ــ وردتْ كلمة الجنجويد بالنص.

* في التاسع والعشرين من مارس عام 2005م قام مجلس الامن بتعزيز نظام العقوبات المفروضة بموجب القرار (1556) وذلك باتخاذ القرار 1591م (2005م) ، الذي وسع نطاق حظر الأسلحة بحيث يشمل جميع الاطراف المتحاربة في دارفور بما في ذلك الحكومة السودانية ، بالاضافة الى حظر السفر وتجميد الاصول للافراد الذين يعرقلون السلام في دارفور ، والذي ظل يتجدد سنويا منذ ذلك التاريخ وحتى أحدث تجديد له أول أمس (الحادي عشر من سبتمبر العام ، 2024م بصدور القرار (2750 ) ، وكان السبب في تعزيز العقوبات وضم الحكومة السودانية (حكومة المخلوع عمر البشير) للقائمة ـ حسب القرار1591 ـ “عدم امتثال حكومة السودان والقوات المتمردة وسائر الجماعات المسلحة في دارفور بالمطالب السابقة للمجلس ، والاستمرار في انتهاك اتفاق إنجمينا لوقف اطلاق النار المبرم في 8 ابريل ، 2004م وبروتوكلى ابوجا المبرمين في 9 نوفمبر ، 2004م ، بما في ذلك عمليات القصف الجوي التي قامت بها حكومة السودان (اشار القرار الى تواريخ القصف) وهجمات المتمردين على قرى دارفور (اشار القرار الى التواريخ) ، وعدم قيام حكومة السودان بنزع سلاح افراد مليشيا الجنجويد والقبض على زعماء الجنجويد واعوانهم الذين ارتكبوا انتهاكات قانون الانسان والقانون الدولي الانساني واعمالا وحشية اخرى وتقديمهم للمحاكمة ..إلخ”.

* بالاضافة الى حظر السلاح ، فرضَ القرار قيودًا على من “يعرقلون عملية السلام” في دارفور ، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول ، ونص على انشاء لجنة لمتابعة الاجراءات وتسمية الاشخاص الخاضعين لتجميد الاصول وحظر السفر ، وانشاء فريق خبراء لمساعدة اللجنة في رصد وتنفيذ وتنسيق انشطتها والتعاون مع بعثة الاتحاد الافريقي في السودان.

* نأتي الآن للإجابة على السؤال .. لماذا صوتت روسيا والصين أول أمس لصالح تمديد القرار ، بينما أمتنعتا عام 2005م ، رغم علاقتهما الوثيقة مع حكومة السودان ودعمهما المستمر لها في المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن وهو ما كانت تأمل فيه الحكومة هذه المرة ، ولكنهما خذلتاها ؟! .

* في تقديري الشخصي ، وبما أن المصالح المباشرة تلعب الدور الأكبر في العلاقة بين الدول ، فإن روسيا تريد ان ترسل لحكومة السودان (او لحكومة البرهان او الكيزان) رسالة عن مواقفها المستقبلية إزاءها في حال لم ترضخ لطلبها بخصوص موضوع القاعدة الروسية البحرية على شواطئ السودان في البحر الاحمر وهو ما يمكن أن ان يضع حكومة البرهان في موقف معقد جدا إذا رضخت له ، فضلا عن غضب روسيا من استمرار العلاقة الأمنية والعسكرية بين قوات الجيش السوداني ودولة اوكرانيا رغم تعهد البرهان بقطع هذه العلاقة .           ثالثا، لم يعد لحكومة السودان ما تقدمه لروسيا (او للصين) ، خاصة مع تقلص انتاج الذهب بشكل كبير والذي يذهب بالكامل لدولة الأمارات التي تربطها علاقات إقتصادية وسياسية مزدهرة جدا مع كلتا الدولتين لا تريدان لها ان تتاثر لسبب غير جوهري، بالإضافة الى ذلك فإن السودان مَدين للصين بمبلغ يزيد عن 10 مليار دولار أمريكي ولم يعد لديه مع ظروف الحرب الدائرة الآن أية وسيلة للإيفاء بها ، كما أن للحرب تعقيداتها السياسية والاقتصادية المحلية والاقليمية والدولية تجعل الدولتين تتعاملان بحذر مع الشأن السوداني في الوقت الحالي في انتظار ما يسفر عنه المستقبل ! .

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. وحسب اجتهادات الياباني من اصول سودانية الفكي جبرين شكيدا ابراهيم قودو قودو :
    “الحرية والتغيير عطلت العلاقات السودانية الصينية” !؟؟

  2. روسيا والصين هم من افشل المخطط الذي ارادها الغرب
    لا تتوهم الاشياء وتصدق اوهامك

  3. روسيا والصين هم من افشل المخطط الذي ارادها الغرب
    لا تتوهم الاشياء وتصدق اوهامك … الصدمة كانت قويى عليكم

  4. تحليلك غير سليم من يسيطر على اقليم دافور هو الدعم الصريع يعني القرار معني به الدعم الصريع لو فعلا المجتمع الدولي التزم بعدم توريد اي سلاح لاقليم دارفور الدعم الصريع سوف يستسلم في غضون شهور كل السلاح الوارد للدعم الصريع عبر تشاد بدخل عن طريق دارفور الصين وروسيا يفهمان ذاك جيدا …….. لكن عن اي مجتمع دولي تتحدث يا مسكين لما يسمح المجتمع الدولي ببيع السلاح لاسرائيل لابادة الفلسطنيين ان كان
    المجتمع الدولي عادل ؟ المجتمع الدولي كذبة عظيمة قل مصالح الكبار او مصالح عتاة الظلمة ولا يصفق للظلمة الا جاهل او منتفع ………. انتهى

    1. ولكن الدعم السريع لا يسيطر علي دارفور وحدها وحسب منطقك هذا اذا كان القرار مقتصر علي الدعم السريع فقط لأنه هو المسيطر علي دارفور،فيمكن للدعم ادخال السلاح عبر كردفان او الجزيره او المنافذ مع جنوب السودان والنيل الازرق وحتي الخرطوم العاصمه نفسها وغيرها من اماكن سيطرته التي تجاوزت ثلاثة ارباع البلد!

  5. المجتمع الدولي ليس قاضيا حتي يحكم بالعدل !!!!!
    المجتمع الدولي توجهه المصالح !!!!
    ومصالح الكبار ( الخمسه زائد واحد ومجموعة العشرين) والاتحادات القارية !!!!!!
    المجتمع الدولي توجهه القوة الاقتصادي والعسكري والفكري والدبلوماسي .. ويسعي من اجله علي ان يظل القوي قويا على حساب الدول والشعوب الأخري !!!!!
    كن عادلا شفافا يرضي عنك شعبك تتقي شر التدخل الخارجي والا … سيكون حالك كما هو الان مونديال التدخل الخارجي في السودان !!!!!!!

  6. الحبوب الدكتور، زهير.
    تحية طيبة.
    هي بس روسيا والصين أدارت ظهرها للبرهان؟!، واقع الحال يقول أن نظام اصبح ما عنده صديق ولا عدو!!، نظام اصبح معزول عزله شديدة لا يقربه أحد لا من بعيد ولا من قريب، بل حتي القاهرة التي دعمت انقلاب ٢٥ أكتوبر وساندت البرهان نجدها اليوم قد رفعت يدها عنه وراحت تغازل الأحزاب والمنظمات السياسية السودانية.
    يا حبوب،
    لو قدحت ذناد افكارك وحاولت تتذكر من هي الدولة التي لها علاقة مع النظام العسكري في “العاصمة الجديدة” لن تخرج بأي نتيجة، وازيدك علما ان محنة السودان مع السيول والامطار ومع حجم الكارثة نجد أن لا احد فكر يشفق علي السودانيين بالمؤن والغذاء والدواء بسبب أن المعونات الدولية السابقة تم نهبها وتم عرضها جهارا نهارا بلا خجل في الاسواق!!

  7. قال الله سبحانه وتعالى في الظالمين والفاسدين ( انه لايفلح الظالمون) كذلك قال ( ان الله لايصلح عمل المفسدين) فقد بانت وظهرت ايات الله سبحانه وتعالي في الكيزان الظالمين الفاسدين ؛ الكيزان قوم فسده فجره بانت ايات الله عز وجل فيهم ، فلم تقف معهم روسيا والصين في مجلس الامن فظل مندوب الكيزان في اجتماع المجلس كالمخبول المذهول من جراء ما حدث له ولهم…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..