مقالات وآراء

أصداء الحرب السودانية : بين التفاؤل الحذر والتحديات المستمرة

د. عثمان الوجيه
في خضم الأحداث الدامية التي يشهدها السودان ، أطلقت تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة السوداني ، مالك عقار ، شرارة جدل واسع ، حينما قطع بأن الحرب ستنتهي بحلول شهر ديسمبر القادم جاءت هذه التصريحات في سياق مؤتمر عام عُقد لبحث القضايا الصحية الملحة التي تواجه البلاد ، حيث دعا عقار المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار ما دمرته الحرب ، وطالب السفراء بتوفير الدعم السياسي والتنموي للسودان ، مؤكدًا على الحاجة الماسة إلى الدواء والغذاء وليس السلاح. ، ولكن ، هل يمكن حقًا تحديد موعد نهائي للحرب في ظل استمرار المعارك الشرسة على كافة الجبهات؟ إن نهاية الحرب ، كما يرى العديد من المحللين ، مسألة معقدة تتأثر بعوامل متعددة ، أبرزها مدى استعداد مليشيا الدعم السريع المتمردة للدخول في مفاوضات جادة ، والضغوط الدولية التي قد تدفع الأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار ، إن تصريحات عقار التي حددت موعدًا محددًا لنهاية الحرب ، تبدو متسرعة وغير واقعية في ظل استمرار الوضع الميداني المتأزم ، فالتاريخ يشهد أن الحروب لا تنتهي بمجرد الرغبة ، بل تتطلب جهودًا مضنية وتنازلات متبادلة من قبل جميع الأطراف المعنية. ومما يزيد الطين بلة ، هو استهجان البعض لمطالبة عقار بتوفير الدعم السياسي والتنموي للسودان ، معتبرين أن هذا الأمر مشروط بوقف الحرب وإحلال السلام. فالسودان ، الذي يعاني من دمار هائل وتشريد واسع ، بحاجة ماسة إلى كل أشكال الدعم لإعادة بناء مؤسساته وتقديم الخدمات الأساسية لشعبه ، إن الحرب في السودان ، التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل عام 2023م ، خلفت وراءها دمارًا هائلاً في البنية التحتية، وتسببت في أزمة إنسانية حادة ، وشردت الملايين من الأبرياء ، وقد بات من الضروري على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لتقديم الدعم اللازم للسودان ، والضغط على الأطراف المتنازعة للجلوس إلى طاولة الحوار والتوصل إلى حل سياسي يضمن الاستقرار والسلام الدائمين .
ختامًا، تبقى قضية الحرب في السودان معقدة ومتشعبة ، وتتطلب حلولًا شاملة وطويلة الأمد ، ففي الوقت الذي نأمل فيه أن تشهد الأيام المقبلة تطورات إيجابية تؤدي إلى وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية ، يجب علينا أن ندرك أن تحقيق السلام الدائم يتطلب جهودًا مشتركة من قبل جميع الأطراف المعنية ، سواء كانت داخلية أو خارجية ، هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- ضحكتُ ملء شدقي حينما وصلني هذا الخبر العجيب من صديقي المقرب ، وسألت نفسي : ما الذي يدور في أذهان هؤلاء القادة العسكريين؟ مرة أخرى ، عاد الجنرال ياسر العطا إلى الواجهة ، حاملًا معه تصريحات مثيرة للجدل ، لقد صدمتُ حين سمعت بتحديه الصريح للمدنيين، وإعلانه بأن العسكريين سيظلون أسياد المشهد السياسي في السودان حتى بعد انتهاء الحرب ، وكأن الحرب ليست كافية، فهم يسعون الآن إلى ترسيخ سلطتهم وتمديد نفوذهم على حساب تطلعات الشعب السوداني. تخيلوا معي هذا المشهد : جنرال يقف أمام صفوف من الجنود ، يطلق وعودًا كاذبة بمستقبل عسكري للدولة. يتحدث عن صلاحيات سيادية خلال الفترات الانتخابية ، وكأن الانتخابات مجرد واجهة شكلية لا قيمة لها. أين الديمقراطية التي طالما تحدثوا عنها؟ أين وعدهم للشعب بإجراء انتخابات حرة ونزيهة؟ إن تصريحات العطا هذه ليست سوى مؤشر واضح على نوايا العسكر في السودان ، فهم يريدون الحفاظ على امتيازاتهم وسلطتهم بأي ثمن ، حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الوطن والشعب ، أخشى أن تكون هذه الحرب قد فتحت الباب على مصراعيه أمام طموحات عسكرية لا حدود لها ، فبينما يعاني الشعب السوداني من ويلات الحرب والدمار ، ينشغل هؤلاء القادة بتحصين سلطتهم وتوسيع نفوذهم ، إنني أشعر بالقلق على مستقبل بلادي ، فإذا ما استمر الوضع على هذا الحال ، فإننا سنشهد مزيدًا من الصراعات والاضطرابات ، وستظل أحلامنا في بناء دولة ديمقراطية قوية بعيدة المنال ، أدعو الله أن يلهم قادة بلادي الحكمة والعقلانية ، وأن يتذكروا أنهم مسؤولون أمام الله والشعب عن كل قطرة دم تسيل في هذا الوطن
I pray to God to inspire the leaders of my country with wisdom and rationality, and to remember that they are responsible before God and the people for every drop of blood shed in this country
وعلى قول جدتي:- “دقي يا مزيكا !!”.
خروج:- فداء بالأرواح أم بالأموال؟ مأساة اللاجئين السودانيين في تشاد.. ففي مشهد يدمي القلوب ، يجد اللاجئون السودانيون أنفسهم في مأزق مأساوي على الأراضي التشادية، فبعد أن فروا من ويلات الحرب في بلادهم ، ليجدوا أنفسهم أمام مطالب باهظة قد تفوق طاقتهم. فقد أمهلت قيادات أهلية تشادية اللاجئين السودانيين مهلة أسبوع واحد لدفع دية قدرها مئة وخمسون ألف دولار أمريكي ، وذلك بعد العثور على جثة مواطن تشادي بالقرب من مخيم إيوائهم ، هذا المطلب الباهظ جاء بعد أن ألقت السلطات التشادية القبض على قيادات من اللاجئين ، وطالبتهم بتسليم المتهمين في حادث القتل ، إن هذا الحدث المؤسف يسلط الضوء على المعاناة التي يعيشها اللاجئون السودانيون ، الذين فروا من الحرب والدمار بحثًا عن الأمان ، ليجدوا أنفسهم وسط صراع لا علاقة لهم به ، فكيف يمكن لمجموعة من اللاجئين الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة أن يدفعوا مثل هذا المبلغ الضخم؟ إن هذا المطلب ليس إلا مثالاً صارخًا على الظلم الذي يتعرض له اللاجئون في جميع أنحاء العالم ، فهم يفرون من الموت والدمار ، ليجدوا أنفسهم في مواجهة تحديات جديدة تهدد حياتهم وكرامتهم ، إننا ندعو المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ اللاجئين السودانيين من هذه المأساة ، وتوفير الحماية اللازمة لهم ، كما ندعو السلطات التشادية إلى التسامح مع هؤلاء اللاجئين الذين فروا من بلادهم بحثًا عن الأمان ، وأن تعاملهم بإنسانية وكرامة ، إن هذه القصة المؤلمة تذكرنا بأن اللاجئين ليسوا أرقامًا في إحصائيات ، بل هم بشر لهم حقوق يجب احترامها .. #أوقفوا – الحرب
ولن أزيد ،، والسلام ختام.
 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..