مقالات وآراء

الخيار الصعب لانقاذ السودان !

 

 

مناظير
زهير السراج

• بدءاً، قد يرى الكثيرون في هذا المقال تراجعا عن مواقفي وآرائي عن الحركة الاسلامية ونظام حكمها الفاسد في السودان ووقوفها وراء الحرب العبثية القذرة التي تدور في السودان الآن والسعى من ورائها للعودة الى الحكم، وهى مواقف وآراء لن تتغير ابدا، فرأيى الثابت في الحركة الاسلامية ( اللا اسلامية) انها التي دمرت السودان خلال فترة حكمها البائس (1989 – 2019)، واحطت من قدره وسرقت خيراته، ومرغت كرامة شعبه في التراب وقتلته وشردته في الأرض وحولته الى جوعى ومرضى وفقراء ونازحين ومشردين ومتسولين بسبب الحرب التي تديرها الآن. هذه مواقفي ولن تتغير أبدا، وسأظل طيلة عمري معارضا للحركة التجارية الاسلامية، وفسادها وعبثها بالدين الحنيف، وإتخاذه وسيلة لتحقيق مصالحها الرخيصة على المستويين الجماعي والفردى، باعتراف عرابها وزعيمها السابق الدكتور حسن الترابي، والكثير من أعضائها السابقين.

• غير ان الوضع القائم في السودان وتمزقه والمعاناة القاسية لشعبه، والمستقبل المظلم الذي ينتظره إذا لم تتوقف الحرب الآن ــ وأكرر الآن ــ والتي اعتقد جازماً انها لن تتوقف ابدا إذا لم تضمن الحركة الاسلامية وجودها ضمن المعادلة السياسية بعد انتهاء الحرب، ولديها من القدرة والاساليب والقوى الاقليمية التي تدعمها، على الاستمرار في الحرب أطول فترة ممكنة، الى ان يتم تدمير البلاد وشعبها بالكامل، مما يتطلب النظر بعقل وحكمة في الوسيلة التي يمكن ان توقف الحرب، وتحمي السودان وشعبه من الفناء!

• ورأيي في مليشيا الدعم السريع (الطرف الآخر في الحرب) لا يختلف عن رأيي في الحركة الإسلامية، ولقد افصحتُ عنه منذ تأسيسها بواسطة الحركة (عندما كان إسمها الجنجويد) والفظائع التي ارتكبتها ضد اهلنا في دارفور، وظللتُ معارضا لوجودها، ومطالبا بحلها وكتبتُ في ذلك عشرات المقالات، وهو نفس موقفي الآن، فلا يمكن لمليشيا (مهما كانت قدراتها) ان تحل محل الجيش الوطني (مهما كثرت علاته)، أو تنفرد بالحكم حتى لو انتصرتْ في الحرب، وتتسيد على شعبه بمعزل عن طوائفه الأخرى، وتصبح هى الآمر الناهي في شؤونه، فضلا عن ارتكابها من الجرائم والفظائع والأهوال ضد الشعب بما يصنفها كأحد أفظع وأسوا مجرمي الحرب في التاريخ المعاصر، ويجعل من سابع المستحيلات ان يتقبل السودانيون (والعالم) مجرد وجودها في المشهد، دعك من تسيده!

• ولكن وبما ان هذه المليشيا الوحشية ــ وأكرر هنا نفس ما قلته عن الحركة الاسلامية التي تحاربها بالتحالف مع الجيش ــ تستطيع بما لديها من القدرة والاساليب والقوى الاقليمية التي تدعمها، الاستمرار في الحرب أطول فترة ممكنة الى ان يتم تدمير البلاد وشبعها بالكامل، لا بد من النظر بعقل وحكمة في الوسيلة التي يمكن ان توقف الحرب قبل فوات الأوان، وحماية السودان وشعبه من الفناء .. وهو الهدف من اجل كتابة هذا المقال وتقديم مقترح او (حل) قد يجده الكثيرون صعب القبول والتطبيق، ولكنني ارجو ان ينظر اليه الجميع بعقلانية قبل معارضته او التعليق عليه، وهو في رأيي الشخصي الحل المتاح حاليا للتعامل مع المشكلة الوجودية التي يواجهها السودان وشعبه! …

• يتلخص المقترح في تقديم تنازلات من كافة الأطراف السياسية وغير السياسية – من ضمنها المراجعات والاعتراف بالأخطاء والاعتذار عنها – والسعي لحالة تصالحية مثل الكثير من الحالات التصالحية التي شهدها العالم من قبل تحت مسميات مختلفة كـ(الحقيقة والمصالحة) وغيرها، لحل نزاعات الماضي والاضطرابات الداخلية والحروب الاهلية ــ تسمح بوجود كافة الأطراف المتضادة في المشهد السوداني بعد توقف الحرب، بأسس ومعايير وشروط معينة تضعها الجهة او اللجنة المختصة بعملية التصالح بعد التشاور مع الأطراف والخبراء المختصين في هذه التصالحات !

• صحيح أن هنالك الكثير من الانتقادات التي توجه لهذا النوع من الحلول والتصالح عبر لجان الحقيقة والمصالحة، لأنها قد تسمح لمرتكبي الجرائم والانتهاكات بالإفلات من العقاب، باعتبار أنها جهة تصالحية وليست عقابية!

• ولكن وبما ان الخيار الآخر هو استمرار الاضطرابات والعنف والحروب وانهيار الدولة وتفككها وضياع الشعب، فإن الحقيقة والمصالحة، رغم أنها خيار صعب، تبقى هي الخيار الوحيد والأفضل بدون شك من الخيار الآخر، وهنالك الكثير من الأمثلة والنماذج للدول التي لجأت إليه ونجحت في التخلص من المشاكل المعقدة التي واجهتها مثل بوليفيا وجواتيمالا وجنوب افريقيا ورواندا !

• مرة أخرى، أرجو التريث والتفكير بهدوء والنظر بعقل وحكمة الى الموضوع قبل الرفض او التعليق !

[email protected]
الجريدة

 

‫16 تعليقات

  1. استاذ زهير هل سيوافق الكيزان علي المصالحة ومشاركة الجميع لهم في السلطة؟ لا أعتقد فإنهم اما ان تكون لهم السلطة لوحدهم او الطوفان حسب فهمهم لأنهم يرون انهم خلفاء الله في الأرض اما الجنجويد فلا اعتقد بانهم سوف يرضون بدمج قواتهم بعد أن تزوفوا طعم المال والسلطة والجاه حتي ولو بعد عشرون سنة فالمشكلة السودانية معقدة جدا لكن توحد القوي المدنية والوقوف بصلابة ضد مخططات الطرفين سوف تدفع الدول الكبري والمنظمات الاممية والدول الإقليمية بدعم القوي المدنية وحصار الطرفين المجرمين في ركن قصي وارغامهم ومرمطة انوفهم حتي ولو بالبند السابع لكن للأسف فالقوي المدنية مشتتة وضعيفه ولا تبالي بمصير الوطن الذي أصبح علي حافة الهاوية وقد قالها السفير الامريكي عند اندلاع الحرب “”ان القوي المدنية غير متحدة وهذه مشكلة””….

    1. اتفق معك تماما يا مسجون. هولاء القوم يعتقدون انهم خلفاء الله في الارض كما قلت. فهم يقتلون باسم الله ويجمعون المال باسم الله

  2. الكوز لم ولن يرضي بالحل الوسط الا إذا اتخذ من الغدر مستقبلا هدفا ، لا يعرف ثقافة المشاركة في السلطة والمال والقرار مع االاخرين ، تركيبته النفسية هو القيادة وصاحب القرار وهو الامر والناهي والمعطي والمانع ،… هو انسان مختلف عن الاخر في الحقوق والواجبات !!!!!
    الشخيص الخطا يؤدي إلى وصف دوائي خاطئي ويبقي المرض مزمنا ….. ولكن التدخل الجراحي مطلوب في حالة السودان هذه. … عسي ولعلي …. ولكن احتمال النجاح ضعيف جدا !!!!!!!!
    الكوز لا يجري كما تقول الخبرات السابقه (lessons learned) ??!!!!
    .

    .
    .

  3. الحرب يديرها كفيل من الخارج وهى الامارات ولن تسمح بعودة الاخوان مطلقا . ثانيا الجيش السودانى حارب اسرائيل فى حرب ٤٨ و٥٦ و٧٣ وبعد مجئ الاخوان للسلطة دعموا حماس بالمال والسلاح وقامت اسرائيل بقتل نويصر فى بورتسودان وهو المسؤول عن ادارة التهريب . ثم قامت بقصف مصنع اليرموك الذى تملكه حماس . واسرائيل دولة لا ترحم وتتباهى بانها تقتل اعداءها داخل غرف نومهم . وهاهى فرصتها الذهبية جاءتها للقضاء على السودان وجيشه بواسطة اوباش الجنجويد ( يعنى نحن جبناهو لنفسنا ) .. فحرب السودان فلتت ولم يعد بأمكان اهله ان يسيطروا عليها باعتذار وتنازل وحقيقة ومصالحة وجوديه وترضيات وقسمة سلطة وثروة لم تعد موجودة ..

  4. مراجعة الموافق من شيم الكرام وبالنظر إلى ما يجري من زواية العقل والحكمة أتفق معك في إيجاد مخرج قبل فوات الأوان وكلما أفكر في حال الأبرياء الذين يعانون من ويلات الحرب أتمنى أن تقدم كل الأطراف تنازلات مؤلمة لحقن الدماء وإيقاف تدمير الوطن… والعاقل من يفكر في حل المشكلة دون مصالح وليس من يفكر في الحل الذي يرضيه ويحقق مصالحه… لغة الإنتقام السائدة وحالة الاصطفاف القبلي والاستقطاب السياسي الذي وصل الى درجة الخيانة لمن يقول كفى لسفك الدماء او يؤيد الجيش بانه كوز وفلول وتقديم المصالح الحزبية والجهوية الضيقة والنظر الى مكاسب ما بعد الحرب كلها عوامل سالبة لا تخدم أحد ولا تحقق نصر. نحتاج إلى شجاعة من قادة الدعم السريع بأن ما يفعله جنودهم على الأرض من اذلال ونهب وقتل المدنيين غير مقبول ومحرم دينياً واخلاقياً ويتعارض مع كل القيم والقوانين وله عواقب وخيمة عاجلاً او آجلاً وتبقى تداعياته على نفسيات الناس أخطر من الحرب نفسها…
    وكذلك على قادة الجيش النظر إلى كل الأحزاب السياسية بمنظور واحد والابتعاد عن من يصب الزيت على النار وتقريب وجهات النظر بين الأحزاب وعدم معاملة المواطنين على حسب توجههم السياسي وانتمائهم القبلي… غالبية الشعب السوداني ليس له انتماء سياسي بل يريد أن يمارس حياته الطبيعية..يزرع وينتج ويأكل من عرق جبينه ويتعلم ويتعالج من حر ماله .. ولا يوجد إنسان عاقل يتمنى هزيمة جيشه الوطني على يد مليشيا وإن قال البعض لا للحرب فذلك نابع من خوفهم على وحدة وطنهم وسلامة أرضهم وعرضهم وخوفاً من اتساع الفوضى والخراب وتآكل الدولة وفقدان هبيتها… وسيطرة المليشيات الجهوية والايدولوجية المتطرفة على أجزاء من الوطن وحينها لن ينفع الندم… والله غالب

  5. هل تؤمن الحركة الإسلامية بالتعدد والديمقراطية وتداول السلطة وهي بعض شروط لازمة لتحقيق مقترحك للهبوط الناعم. خيارات الحركة الإسلامية صفرية ولو كانت غيز ذلك لما قامت الحرب وقبلها دولة الانقاذ اصلا.

  6. الوضع المثالي هو أن يترك الطرفين يتحاربان أطول مدة ممكنة حتى يفنيان. لكن سيتم تدمير السودان او فناءه وسيموت الملايين. لذا أرى أن اقتراحك معقول. السؤال هل ايا من الطرفين يمتلك الجرأة للقبول بنتائج التحقيق؟

  7. الحقائق على الأرض تقول لا حل بدون تقديم تنازلات. وأن الجيش والدعم السريع وبالرغم من كل الجرائم التي أرتكبوها هما الطرفين الأساسيين في اي مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار، ولا يمكنك أن تقول للجيش والدعم السريع “أوقفوا إطلاق النار، ضعوا السلاح جانبا وتعالوا كي نحاكمكم على الجرائم التي أقترفتوها ومن يدان منكم سيتم سجنه أو إعدامه” هكذا لن تقف الحرب أبدا … يجب تقديم تنازلات وضمانات للأطراف المتحاربة في مقابل قبولهم بالحكم المدني وإعادة هيكلة الجيش وابتعادهم عن ممارسة السياسة مستقبلا … عندما توفى فرانكو في أسبانيا بعد حوالي أربعة عقود في الحكم وقعت القوى السياسية الإسبانية، يمينا ويسارا، ما يعرف باتفاقية النسيان وهي أتفاقية كانت تعني فعليا العفو عما مضى والسير للأمام

  8. ما في مانع من التنازلات والعفو إذا كان ذلك سيوقف عملية تلاشي السودان الشغالة الآن
    بس في ملاحظة بسيطة
    في المصالحة القادمة ستأتي كل القوي المدنية وهو خالية الوفاض من السلاح أو ضباط وجنود في الحيش
    وستأتي الحركة الإسلامية للمصالحة هو مدحجة بالسلام والمليشيات وضباط الجيش المأدلحين كيزانيا
    مصالحة كهذه لن تصمد كثيرا
    ستستل الحركة الإسلامية سلاحها متي ما لم يعجبها قرار ما
    طيب الحل شنو
    يا إما تتخلي الحركة الإسلامية عن السلاح والضباط المؤدلجين
    أو تأتي باقي القوي السياسية للمصالحة وهو مدججة بالسلاح والمليشيات
    أها قلتو شنو؟؟؟؟؟

  9. شعب 90%منهم مقهور ومتخلف التفكير ولا يفقه منطق الجدال والحوار لحل المشكلات ، توجهه اغاني الحماسة والفخر ويعيش علي اغاني جدودنا زمان وصونا علي الوطن ودخلوها وصقيرا حام ، شعب بهذه العقلية توجهه 6*٪ من بلغوا الوعي بالحرية والعدالة وحكم المؤسسات مقابل ٤٪ من اصحاب القهر والتسلط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي يتنازعون بينهم وفق منطق القوة ولترق كل الدماء …. في ظل هذا الوضع مشاركة الفلول والاخوان خطر علي البلاد والعباد وليكن ولكن الحذر الحذر من الغدر من نفس الجماعة مرتين !!!!!!!

  10. الحقيقة والمصالحة! في ظاهرها تبدو عبارة مقبولة وتخاطب الواقع المزري الذي نعيشه يفعل الحرب بموضوعية بغية ايجاد الحل الأمثل والعملي بعيدا عن العواطف وروح التشفي والانتقام. ولكن، في تقديري، الحقيقة والمصالحة لا يمكن أن تحدث في واقع اجتماعي ثقافي وديني مثل الواقع السوداني. وواحد من المؤشرات على ذلك فان الكاتب استند على امثلة من دول وجماعات لها واقع ثقافي يختلف تماما عن واقعنا. انظر الى الامثلة التي اوردها كاتب المقال واحد المعلقين: جنوب افريقيا، روندا, بوليفيا، و اسبانيا في فترة بعد فرانكو. كل هذه الامثلة لها واقع ثقافي مستمد من فكرة التسامح والحب التي تذخر بها الديانة المسيحية . في حالة السودان فان ثقافة الانتقام والثأر المستمدة من الثقافة العربية الاسلامية يستحيل معها برنامج مثل الحقيقة والمصالحة. بامكان الشخص ان يتامل التاريخ الاسلامي والنزاعات فيه، او حتى جغرافية بؤر الصراعات المعاصرة، ليصل الى حقيقة استحالة مبدأ الحقيقة والمصالحة لحل النزاع الحالي وانهاء الحرب لننعم بالسلام.
    نحن جزء من عالم الثأر والانتقام، واي مبادرة او عمل فكري لا يعترف بهذه الحقيقة ويضعها في حسبانه، لا ولن يلامس الواقع وبالتالي يضحى تشخيص خاطئ للمرض والعلة. لذا فان العلاج الذي قدمه الدكتور -الحفيقة والمصالحة- علاج خاطئ.

  11. الجديد فى مقال د. زهير هو كلامه عن الحل واتمنى ان يكون هذا المقال المفيد بداية تحول فى الصحافة السودانية والانتقال من الحديث العبثى عن المشكلة إلا الحديث عن حل المشكلة فهذا هو المنهج الايجابى .اتفق معك د.زهير على المصالحة الوطنية لاعتقادى اليقينى أن هذه الحرب هى حرب الغبائن المتوحشة والضغائن المفرطة والكراهية المتطرفة ليس إلا، وهذه ليست لها حل غير المصالحة وصفاء النفوس من هذه الأمراض التى حرقت السودان ،فإما المصالحة أو الحرب حتى تقسيم السودان ليس هناك خيار ثالث.

  12. لا شك عندي في انك مثال المثقف العفيف و وطنيتك وسلامة مقصدك ليست موضع شك واهداف مقالك ساميه ولكن….
    في نظري ان مثل هذا الطرح مقارنة بما يحدث علي الارض وما نراه، بعيد تماما عن الواقع وربما يبدو طوباويا اكثر من اللازم و ويخلو من اهم اركان العلاج وهو تشخيص وتوصيف العلة التي ادت للحرب.
    الحرب رغم ان الكيزان هم من اشعلوها املا في ان تعيدهم للحكم ولكنها تتكيء علي اسباب وترسبات إجتماعيه ثقافيه دينيه ظلت تعشعش في اذهان الكثيرين وتستند ايضا (اي الحرب)‘ علي مظالم تاريخيه واجتماعيه عظيمه لا يمكن القفز عليها بمصالحات وطبطبات وترضيات او غيره.
    بسبب ظلم الدوله للاقاليم واهل الهامش عموما والمحسوبيه والاستخفاف بالدم و الدوس علي القوانين واحتكار المال والسلطات وغيرها من موبقات تفشت في عصر الانقاذ، اصبح الكثيرين اليوم ينظرون الي الحرب علي انها طريق الخلاص من جحيم المظالم وإنسداد الأفق ان و وسيلة ايضا لتحقيق نوع من العداله إستحال علي المغلوبين المقهورين رؤيتها تتحقق في جلاديهم طيلة عقود طويله.
    بإختصار ورغم نبل الغايات، لكن يظل منطق إيقاف الحرب والاحتفاظ بالمعادله القديمه المختله كما هي مرفوض ولابد من مخاطبة امر الدماء والمظالم العظيمه التي وقعت للناس وهدم صنم دولة التمكين الظالمه وبناء دولة المواطنه ومؤسساتها من جديد بما فيها الجيش وفق عقد اجتماعي جديد عماده الحريه والسلام والعداله والمساواه .
    ومما يجب ايضا هنا هو عدم التنازل عن مبدأ المحاسبه والعقاب المغلظ مهما كلف الأمر لأن الحرب نفسها هي واحده من افرازات جريمة الإفلات من العقاب التي برعنا فيها نحن السودانيون دونا عن العالمين. فعلي الرغم من الجرائم الكبري التي ارتكبت بحق المواطن و الوطن من خيانة عظمي وتآمر ضد الوطن ورهن قراره وسيادته لأعداءه والتنازل عن اراضيه وتهريب خيراته و التواطوء الصريح مع مصر من قبل الجنرالات لحكم السودان نيابة عنها , رغم كل ذلك لم نجرؤ علي محاكمة جنرال واحد علي هذه الجرائم الكبري. وحال أستمر تعاطينا بذات فهم عفي الله عما سلف العقيم هذا،ستتكرر ذات الجرائم وقد نصحو يوما علي لا وطن وما فائدة وطن لا يحفظ كرامة إنسانيتك وكرامتك وتهان فيه انت واطفالك وشيوخك وتداسون بالبوت صباح مساء دون رحمه وانتم جوعي ومرضي وتسألون الناس إلحافا مثل ما هو حالنا اليوم؟! ..
    لا نريد وطنا بمواصفات الكيزان ولو ظللنا نحاربهم لقرن قادم فالعيش تحت حكمهم اهون منه الموت.
    الكيزان يجب ان يدفعوا غاليا جدا ثمن ما فعلوه بنا وبوطننا مهما كلف الأمر وليس مصالحتهم وإحتضانهم من جديد وإعادتهم للحياة السياسيه ليفعلوا فينا مجددا مثلما يفعلون اليوم.

  13. لايمكن أن يحصل تصالح كما حصل في رواندا. المشكلة في الإسلام الخطأ حيث يعتقد الكيذان أن محمد نبي الإسلام قد امر اتباعه بالكذب على أعدائهم، هل نبي يدعوا للكذب؟ ويعتقد الكيزان وحسب وتفسيرهم وشيخهم الخنزير الترابي ان الدين يحتاج إلى تمكين والتمكين يتطلب جعل الجماعة فوق القانون تتمكن من السلتطة والمال بدون اي أخلاق وقوانين أرضية ولاسماوية
    نعم التقاطعات الإقليمية والدولية موجودة مؤثرة لكن أغلبها انحسرت لصالح الشعب ثورته
    زكرتني صديق ماذال يعيش بالبلد ويكتوي بنارها قال الكيذان ما كان يخلوهم يحكموا هم والدعم السريع انه مجرد رأي ولكن إذا رجعوا وخلاء لهم امر البلد فإنهم لادين ولا أخلاق لهم سوف يزبحون الناس في منازلهم انظر كذبهم في القوي ألمدنية التي يتهجمون عليها أكثر من تهجمهم على الدعم السريع

    النضال يااخي زهير من أهم شرط المناضل هي عدم الياس ولاخر لحظة يجب أن لانياس من هذيمة الكيزان والتي قطع فيها الشوط الأكبر وتبقى القليل جدا.

  14. الاخ زهير
    قرأت مقالك بشأن إمكانية التصالح بين الاسلاميين ومختلف الاطراف السياسية و غير السياسية و التوجه نحو هدف واحد هو التخلص من وحشية و جبروت هذه المليشيا المسماة بالدعم السريع .
    صحيح كلنا نعرف ان هذه الميشيا من صنع حكومة الاسلاميين و صنعوها لاجل توضيد سلطانهم في الهامش وذلك في خبث لم يفعله حتي المستعمر اذ لجاوا الي محابة اهل دارفور و جبال النوبة بمن يساكنوهم في المنطقة باستغلال النزاع بين الزراع و الرعاة ، و هم يقصدون من فعلهم هذا محاربة قبائل الهامش باقل تكلفة بدلا من ارسال الجيش و ان يكون اجر هؤلاء الوحوش هو أموال و ممتكات واعراض خصوم الحكومة في مناطق الهامش و قد ارتكبت كل هذه الفظائح برعاية حكومة الاسلاميين و مشاركة أتباعها، وان ما يحدث الان في ربوع السودان هو ذات السيناريو الذي حدث في دارفور و جبال النوبة، هذا فضلا عن الكثير من الاساليب الوحشية التي مارسته الحكومة ضد المواطنين في المركز و المناطق الاخري.
    ان الغفران لهؤلاء الذين وضعوا البلاد في مسار الهلاك مؤلم مؤلم و اصبح عداء السودانيين ضد الاسلاميين كانه عقدة لا خلاف سياسي حيث تختلط فيه الكراهية و العداوات الشخصية بالمواقف السياسية ضد الاسلاميين ، و بالفعل لقد مارس حكام الانقاذ سياسات لم يفعلها المستعمر و هم في توجههم العروبي الاسلامي كما يدعون لقد عمدوا الي اثارة الكراهية في البلاد و انه ليس سرا انهم في سبيل مشروعهم لقد عمدوا الي تحقير اهل الهامش و ازدراء ثقافاتهم و لغاتهم و معتقداتهم بل حتي ملامحهم و الوانهم التي تخالف صورة العربي المسلم الذي في اذهانهم .
    ان الاسلامين الان يتصدرون المشهد بحكم وجودهم السلطة التي تحمل الكثير من بقاياهم في الجيش و مؤسسات الحكم المدنية ، وهم حسب اتهامهم من البعض يعدون العدة لعودتهم الي الحكم و لكن ليس الا بانتصار علي التمرد و هذا غير ممكن في ظل خصومة مع كل مكونات المجتمع السوداني التي عرفهم بها السودان ، فهل سيغر هؤلاء جلودهم لاجل ان يقبل بهم السودانيين و السير تحت قيادتهم لاستعادة البلاد التي استباحها حلفائهم في الماضي.
    ان اغلب المقالات التي تتحدث عن هذه الحرب تكيل السباب لاهل الانقاذ و الاسلاميين و لكنهم بسبب الكراهية لا يتناولوا في مقالاتهم انتهاكات الدعم السريع و هم كمثل الشامتين في هؤلاء الذين تجبروا علي البلاد و العباد ثلاثين سنة احرقوا فيها و قتلوا الالاف من السودانيين ، و الان يرون هؤلاء ضحية صنيعتهم الذين دكوا سلطانهم و احتلوا حتي عاصمتهم و قذفوا بها الي طرف البلاد . إني اري ان الكراهية و الشماتة في اهل الانقاذ بسبب ما ارتكبوه سببا لعدم اصطفاف الشعب خلفهم من اجل هدف اسمي يتجاوز الخصومة السياسية ، و لكن الاسلاميين لم يتركوا مجالا لذلك فعهد السودانيين بهم انهم اهل فجور في الخصومة وقد عاملوا خصومهم السياسيين اسوا معاملة و هم ايضا لم يفرقوا بين الخصومة السياسية و الخصومة الشخصية بتعرضهم لامور شخصية في حياة خصومهم .
    ان تجاوز السودانين لخصومتهم مع الاسلاميين هذا مبدا لا يؤمن به اهل الانقاذ وقد جبلوا علي إقصاء الآخر في كل شيء ـ فهل يا تري هناك مجال لتاجيل خصومة السودانيين مع اهل الانقاذ و التحالف معهم من اجل الهدف الاسمي لتخليص البلاد من هذه الحرب و هم يرون الاسلاميين يعدون العدة للعودة المستحيلة الي الحكم بعد انتصارهم علي الدعم السريع و من ثم الاستئثار بحق المنتصر علي طريقة الغزاة .
    أرجو من الله ان يحدث ما ذهبت اليه بان يتناسي السودان خصومتهم من الاسلامين و يجمهم الهدف الاسمي من اجل البلاد و لكن تحت لواء من يلتفوا و حكومة الامر الواقع هي التي تنفرد بالمشهد و يصرح قادتها بتبشير السودانيين بمائة عام من الحرب .لقد زرع اهل الانقاذ كراهية الاخر مثل ما لم يفعلها أحد.
    و مع تحياتي مجددا
    الفاتح احمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..