لقاء حوار نيروبي الأخير في طريق المساعِي لوقف الحرب

نضال عبدالوهاب

لخص د.الشفيع خضر في مقال له بتاريخ الأمس ماتمّ ودار في الجلسة الحوارية التي حضرتها مجموعة من القيادات السياسِية والمُمثلين لقوي سياسِية حزبية ومدنية مُختلفة وحركات مُسلحة وشخصيات مُستقلة في منتصف الأسبوع  الثاني لهذا الشهر نقل د.الشفيع ما دار في اللقاء الحواري هذا ، وتم بحسب د.الشفيع لقاء آخر إسفيري مع الوساطة الدولية ، مُلخص ماخرج به المُشاركون هو محاولة الإتفاق علي رؤية سياسِية موحدة أشبه بإعلان المبادئ السياسِي ، والتنسيق بعده مع المجتمع الدولي والذي طالبه المُشاركون بلعب أدوار هامة في الضغط علي طرفي الحرب وتفعيل عقوبات للأطراف المُتعنتة في عدم التوصل لوقف لإطلاق النار ، وكذلك ، تفعيل آليات علي الأرض لحماية المدنيين والنساء والأطفال وتقديم الاغاثة وفتح مسارات آمنة لها وقام المُشاركون بإقتراحات مُحددة في هذا الإطار ، وقد تم أيضاً الإتفاق فيما بينهم علي ربط العملية السياسِية وعمليات السلام بوقف الحرب والتحدث مع الوساطة الدولية بشأن ذلك ومخاطبة جذور المُشكلات ، وتم الإتفاق مابين المُشاركين علي أن تتم مشاورات واسعة وأن تكون العملية السياسِية شاملة للجميّع عدا المؤتمر الوطني وواجهاته.
حقيقة ساحاول توصيل رائي فيما تمّ بنيروبي ، والذي بنيته بعد التنوير الذي أخذته مُباشرةً من مُشاركين بارزين في هذا اللقاء ، وقد يلتقي مع رائي هذا آخرون أو يختلفوا ، ولكن من المُهم إيصاله للجميّع.
أولاً ظللنا نُرحب بأي مساعي أو محاولات تؤدي لإيقاف الحرب أو تقريب وجهات النظر من أجل توحيد الجهود والمنابر وصولاً لجبهة واسعة وموحدة لوقف الحرب ، وحسناً فعل المُشاركون بقولهم أن الأساس للحلول لوقف الحرب من الضروري أن تكون سُودانية وتلعب فيها القوي السياسِية والمدنية الدور الرئيسي ، هنالك قوي كثيرة ظلت تدعوا وتعمل لوقف الحرب ومُبادرات مُتعددة وشخصيات مُستقلة أو غير مُنتمية تنظيمياً ، ومن أجيال مُختلفة ، كُل هؤلاء اراؤهم وأدوارهم مُهمة في أي مساعِي حقيقية للوصول لإعلان مبادئ سياسِي أو رؤية لعملية سياسِية تلي وقف إطلاق النار أو تتزامن معها ، ومن المعلوم أن هنالك إختلافات بيّنة بين كُل هؤلاء فيما يختص العملية السياسِية ، وقد قُمت بسؤال بعض الذين شاركوا في لقاء نيروبي وبعد إنتهائه عن الخطوات العملية لوقف الحرب طالما تم ربطها بعملية سياسِية ، لأن الأهم الآن لكُل الشعب السُوداني هو وقف إطلاق النار ومايتبعه من عمليات فنية علي الأرض تضمن ذلك ، مع تقديم كافة المُساعدات الإنسانية والتمهيّد لعودة السُودانيين لبيوتهم ومناطقهم ، وهذا يتطلب خط سياسِي مُحدّد ومسار يجمّع كُل هؤلاء المُختلفين سواء قوي سياسِية مدنية حزبية ومجتمع مدني إضافة للحركات وبقية الفصائل والكيانات السياسِية ، وجميّعهم لديهم رؤاهم ، لايكفي أن تقول رؤية سياسِية علي أهداف ثورة ديسمبر وتستعرض أهمّ ملامحها ، كخروج العسكرّين وطرفي الحرب من السُلطة وإزالة تمكين الكيزان والجيش المهني الموحد….الخ…
فهذا التعقيّد لمسار وقف إطلاق النار بربطه بعملية سياسِية تنتج عنها سُلطة هو الذي يوسع دائرة الإختلاف ويُفشّل أي جهود ظللنا نقوم بها جميّعاً لتوحيد علي الأقل تيار واسع من هذه القوي السياسِية والفصائل الرافضة للحرب ، لم تكن هنالك إجابات قاطعة عندما سألت من شاركوا عن الخطوات العملية لوقف الحرب إذا ما تمّ ربطها باي عملية أو مسار سياسِي مُحدد ، بينما كانت الإجابة أن هذه خُطوة إبتدائية وهنالك خُطوات أخري ستتم في هذا الإطار وللبناء عليه.
هنالك مسألة أخيرة تتعلق بتسليم توصيات هذا اللقاء الذي عُقد في نيروبي أو الجهة التي تُصادق عليه ، فإذا كان المقصود بأن مُخاطبة الوساطة الدولية وعقد لقاء إسفيري معها يعني أنها شريكة فيما يحدث ، نكون بذلك لم نتعلم من الأخطاء السابقة في التعويل علي الدور الخارجي وعدم الإنفكاك منه ، أو علي الأقل تجاوزنا الإتجاه الوطني الذي تتوقف به الحرب ، وأن الجهود التي كانت ولاتزال تُبذل مع هذا الخارج إذا تمّ بذل رُبعها داخلياً ولتوحيد القوي السياسِية علي مُشتركات الحد الأدني لنجحنا في إيقاف الحرب ، وليس من الحِكمة في رائي تكرار ذات القوام وذات الوجوه التي ظلت تُشارك علي الدوام في مثل هذه اللقاءات والإنغلاق عليه وتوقع شئ مُختلف؟؟ .
التحرُّك نحو مسار وطني حقيقي والتركيز والتعويل عليه هو الأفيّد في تقديري ، وعدم الإنشغال بعمليات سياسِية مُختلف عليها في المرحلة الحالية والقفز بها علي المراحل وفتح باب للصراع حول السُلطة ستضرّر منه قضية وقف الحرب والشعب السُوداني أكثر مما ستُفيده ، نحتاج للوقت وكسبه وعدم تكرار وتجريب المُجربات علي الأصدقاء والرفاق الذين شاركوا في لقاء نيروبي هذا قراءة ما كتبته هُنا بعقولهم ، ثُمّ الذهاب لمُشاركة ومُشترّكات حقيقية لوقف الحرب ومُعاناة كافة السُودانيين.

[email protected]