مقالات سياسية

شبح التقسيم يطل برأسه مجددا على خارطة السودان!

إبراهيم سليمان

عام 2005م بعد توقيع اتفاقية نيفاشا، التي ضمنت حق تقرير المصير للجنوبيين ، كتبنا مقالاً ، نشر بصحيفة الشرق الأوسط ، حذرنا فيه التنظيمات السياسية وقادتها (تجمع القاهرة) ، مركزين على السيد الصادق المهدي عليه الرحمة ومولانا محمد عثمان الميرغني ، من مغبة الاستسلام للاتفاقية ، والركون على المجتمع ، الدولي ، وأن الانفصال لا محالة واقع ، اذا توقعوا وانتظروا من المؤتمر الوطني أن يجعل الوحدة جاذبة للأخوة الجنوبيين.
رد علينا أحد من رموز التجمع الوطني الديمقراطي في نفس الصحيفة اسمه د. مختار عجوبة ، نظنه قد توفى ، عليه الرحمة ، مستبعدا الانفصال تماما، إلا أنّ الذي حذرنا منه باكراً قد حصل بالفعل بكل أسف.
واتضح أنه كان تحصيل حاصل، نتيجة مقايضة الإسلاميين فصل الجنوب ، بوعود دولية بتركهم الاستمرار في السلطة ودعمهم. وتبين أنّ اتفاق نيفاشا ما هو إلا ذر الرماد على العيون ، وإن الاستفتاء الذي أجرى بشأن تقرير المصير ، ما هي إلاّ مسرحية تضليلية.
• التنظيمات السياسية وعدم المبالاة بفصل الجنوب من خلال تجربة فصل الجنوب ، أتضح أن التنظيمات السياسية السودانية ، عاجزة عن الفعل في المعارضة ، ولا تدر ماذا تفعل عندما تحكم (حكومة ثورة ديسمبر الانتقالية). فقد خذلتها منظومتها الاستخباراتية إن وجدت ، من اختراق دهاليز المفاوضات المطولة في تنزانيا ، لمعرفة تفاصيل الصفقة القاتلة التي تمت في أروشا ونيفاشا ، وخانتها حسها السياسي وحصافتها من قراءة ما وراء سطور اتفاقية السلام الشامل ، حتى بعد مقتل د. جون قرنق بمؤامرة دولية ، هم على علم مسبق بتفاصيلها.
نعتقد أن التنظيمات السياسية ، كان بإمكانها ، استغلال إبعاد د. غازي صلاح الدين ، عن ملف ومسرح المفاوضات ، لمعرفة حقيقة ما يدور في أروقة أروشا ونيفاشا ، الأمر الذي يجعلنا نعتقد أن نخب دولة-56 متواطئة أو غير مبالية بفصل الجنوب ، ولن يبالوا بفصل أية أجزاء أخرى من السودان ، سيما دارفور ، مصدر الصداع للنخب المركزية.
لم تتمكن الأحزاب السياسية معارضة تقرير مصير الجنوب ، ذلك أن حزب المؤتمر بخبثه المعهود ، قد أسقط في أيدهم ، بطرح تقرير المصير ، والذي تواثقت عليه المعارضة السودانية في مقررات أسمرا للقضايا المصيرية ، بحسن نيية ، لكسب ود الحركة الشعبية لتحرير السودان مرحليا.
الأفضح من ذلك ، قد ملأوا أيدهم بنظام حسنى مبارك ، الذي ضحك عليهم ، وابرم صفقة مقايضة جريمة نظام الإسلاميين المتمثلة في محاولة اغتيال الرئيس المصري في أديس أبابا، بمثلث حلايب وشلاتين وأبا رماد ، ولم يفتح الله علي أي زعيم سياسي ببنت شفة عن الأمر. ولا زالت المعارضة السودانية ، سادرة في غيها ، وتعّول على الدور المصري في إيجاد حل لوقف الحرب في السودان ، والعمل على استقراره! .
وكما قيل قديماً ، الحرب أولها الكلام ، فإن الانفصال ، أوله المجاهرة بالنوايا “المدغمسة”، وهي ما باتت تتطل بقرنيه على الساحة السياسية الآن. فقد أتضح أن الذين ظنوا أن انفصال الجنوب ، قد حدث حين غفلة ، وهو آخر الأحزان ، ولن يتكرر ، انهم واهمون.
في مقال كتبه “البلبوسي” بكري المدني بعنوان : (الفاشر مقابل الخرطوم -حقيقة الرواية!!) أورد فيه “الرئيس البرهان قال عرضا في لقاء الصحفيين أن الأحاديث الدائرة حول مقايضة الفاشر بالخرطوم غير صحيحة ولم تعرض عليهم من أي جهة واكد -الى ذلك-رفض تقسيم السودان وقال ان حرب التحرير لن تتوقف إلا في الجنينة.” مضيفا بصورة تبريرية “الحقيقة الأولى أن محاذير فصل دارفور تصدر عن بعض القيادات الوطنية من ذات الإقليم /قالها مؤخرا دكتور تجاني سيسي في لقاء القوى السياسية وأمن عليها السيد ابوقردة وسبقهم عليها الحاكم مناوي القائل برواية مقايضة الفاشر بالخرطوم”
بالطبع أن “الفلنقايات” التائهة ، يرقصون خارج الزفة ، وليس لهم شأن بمصير دارفور وأهله ، فقد سقطوا في أسواق النخاسة السياسية ، وفقد ظلالهم باكرا.
الأهم ، أن مجرد تطرق قائد الجيش السوداني “المهزوم” والمأزوم الفريق البرهان إلى فكرة المقايضة في حد ذاتها، يعتبر أن أمر تفتيت البلاد قد بلغ الزبى، وأن نخب دولة ــ 56 بدوا يفكرون جهراً ، في سيناريو التخلص من دارفور ، للحفاظ على الامتيازات التاريخية المتوارثة ، متناسين أن ما بعد 15 أبريل ، لم تعد الأشياء هي الأشياء ، ومتجاهلين تساؤل من يفصل من؟ وأن حكومة بورتسودان النازحة ، هي ليست حكومة الإنقاذ في قمة عتوها وجبروتها ، اختطفت الدولة السودانية ، وطفت تبيع فيها وتشتري كما كانت تحلو لها.
• هل الفاشر بثقل الخرطوم؟
فإن كان ، كان لا محال من التقسيم ، فلا شك ، أن الواقع على أرض المعارك ، سيكون هو سيد الموقف ، أي أن دولة النهر والبحر ، قد تتقزم في دويلة النهر فقط ، إذا سلمت من تمدد الحرب.
إلى متى يظن الفريق البرهان أن تصمد مدينة الفاشر ، الخاضعة للحصار المحكم من قبل قوات الدعم السريع؟ وإذا صمدت ماذا يستفيد منها الجيش السوداني ، وبوضعها الراهن ، ناهيك عن احتمال فرض حظر الطيران الحربي فوق سماء دارفور؟ وهل تستحق مدينة الفاشر عملياتياً مقايضتها بالخرطوم التي لا يسيطر فيها الفريق البرهان إلا على محلية كرري ومطار وادي سيدنا الحربي؟
• هل تستبسل قوات الدعم السريع من أجل تفتيت البلاد والاكتفاء بدارفور؟
نعتقد من السذاجة السياسية ، الاعتقاد أن قوات الدعم السريع ، تضحي بأرواح عشرات الآلاف من مقاتليها الأشاوس ، من أجل الاكتفاء بحكم دارفور ، أو تقبل أن تكون هي طرف في تقسيم السودان ، هي أشواق متوهمة للحركة الإسلامية ، يحلمون ويتمنون أي خيار ، يمكنهم الإفلات من المحاسبة ، وتجريدهم من المنهوبات التي استولوا عليها من خزائن الدولة السودانية ، واكتنزوها خلال فترة حكمهم التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود. لكن سيخيب فألوهم لا محاولة ، وأن المطرودة ملحوقة ، ولو في خارج الحدود .

 

[email protected]

 

‫5 تعليقات

  1. قطار التقسيم تحرك ولن يتوقف ،يرفع لافتة مكتوب عليها، مافيش تاني دارفوري في بلاد النيلين…

    …اهلنا في أرض الحضارات لن يقبلوا بوجود ملاقيط الصحراء, اللصوص القتلة ،بين ظهرانيهم ابدا، الفكاك من دارفور قادم ،اشواق اهل السودان القديم تتوق ليوم الفكاك من دارفور..
    كل ولايات السودان لن تقبل او ترضي بوجود الدارفوريين بين ظهرانيهم.

    ،لا يغرنك احتلال الدعم السريع لولايات الوسط،وسبب ذلك كما تعلم وانت عسكرى تنتمي لدولة 56 ،،هو انهيار ذلك الخوار ،خيال المآتي ،الجيش الكيزاني المؤدلج الذي مكن الدعم السريع في أرض النيلين.

    ..لم تتحرك الكتلة الحرجه بعد في السودان القديم ،لان الكيزان لن يسمحوا بامتلاكهم للسلاح ،وذلك ،لانهم يدركون في قرارة نفسهم ان هذه الكتله لو انتفضت لن تكتفي بالقضاء علي الجنجويد فقط،بل ستقضي علي الكيزان انفسهم..

    .. حرب تحرير بلاد النيلين من دنس الجنجويد لم تبدأ بعد ،والتاريخ يعيد نفسه ،وما حاق بالفكي القاتل التعايشى ورهطه ،سيحيق ب نسله ،سيتم نحرهم ودحرهم وطرد ما تبقي منهم الي بلدانهم في دارفور وغرب إفريقيا.

    ..شعار الثورة سودان بدون كيزان وبدون دارفور ،هو سودان المستقبل..

    … مرحبا بالتقسيم…

  2. تقسيم السودان سيقزم دولة النهر والبحر المزعومه من عرابها عبد الرحمن عمسيب ، اقليم الشرق كما ذكر عبد الرحمن عمسيب سيتحد مع دولة النهر والبحر وذلك لاتحادهم في الاصل والثقافه المشاركه بينهم ، ارد وقول لعمسيب العمى سيوردك الى طريق المهالك ، الشرق ليس لديه اي تقارب مع الشمال والدليل فقد تم تهميشهم منذ الاستقلال وحتى الان والشمال لايحسسك بوجود صله بينه وبين الشرق ، والدليل الاخر بروز حركات الكفاح المسلح في الشرق اللي بتطالب بحقوق الشرق المهضومه كبقية المناطق المهمشه في السودان، والدليل الاخر استفزاز البزعي مدير اذاعة وتلفزيون السودان من بورسودان باحد المذيعات من بنات الشرق على زيها الشراقي وتقديم برماجها بلغة الهدندوه مما ادى لاستفزازها ومن ثم اقصائها من وظيفتها مما حدا بالقائد شيبه ان يقتحم مبنى الاذاعه والتلفزيون بقواته وتثبيت المذيعه في وظيفتها والمطالبه برفت البزعي من منصبه ، وهذا ان دل انما يدل على عدم التقارب بين ابناء الشمال النيلي والشراقه؛ ان منفستو دولة النهر والبحر منفستو فلاصو او false manifesto او بيان عام زائف بواسطه مؤسس الدوله الزائفه ؛ يمكن ان يؤسس المنفستو على دولة النهر وليست معها البحر ، حيث ان دولة النهر تتكون من الولايه الشماليه وولاية نهر النيل لما لهم من التقارب الاثني والثقافي وستتحجم هذه الدوله الى دويله صغيره لانهم سيخضعون عاجلا ام اجلا لاسيادهم من الدول العربيه وسستكالب عليهم هذه الدول وستسيطر على مواقع الثروات فيها مثل مواقع الدهب وستسيطر على الاراضي الزراعيه الخصبه والاخطر من ذلك يمكن ان تستعمر هذه الدويله من المستعمرين العرب وذلك عبر الحكام الضعاف اللي سيسمحوا بسلب سيادتهم او بالتدخل الممنهج عبر الشركات او الراسماليين اللي حايتوا عبر غطاء الاستثمار؛ ستكون هذه الدويله مهدده بالاستعمار العربي (قطر،الامارات، السعوديه)و التركي و الروسي و الايراني كما يحدث لنا الان ؛ الخلاصه يجب ان نذكر بالذين يريدون تقسيم السودان خصوصا ابناء النهر ان هذا التقسيم سيصير وبالا عليهم في المستقبل الغريب لان الدول الاستعماريه المذكوره اعلاه تتكالب على السودان وتحاول ان تقسمه وذلك لسهولة السيطره عليه وهولاء الذين يدعون الانفصال والتقسيم الا مجرد ابواق تنادي لصالح تلك الدول الاستعماريه اي انهم عملاء عديل يمررون اجندة هذه الدول الاستعماريه المذكوره اعلاه، بالتالي نطالب هولاء الابواق بالتوقف عن هذه المساعي السلبيه اللي ستوردهم موارد الهلاك ؛ ننادي بسودان فدرالي لامركزي اقليمي مدني ديمقراطي تكون فيه السلطه بالتدوال السلمي بين اقاليم السودان خلال دورات انتخابيه وفق الدستور الدائم للسودان اللي حيقام ويؤسس بعد ايقاف الحرب عبر التسويه السياسيه الجذريه للمعضله السياسيه السودانيه سافصلها لكم فيما بعد وفق معادله سياسيه كامله…

    1. ناس دولة النهر و البحر يعتمدون على آل الميرغني في تطويع أهل الشرق حيث للطريقة الختمية نفوذ هناك و لكن الأجيال الحالية ربما تختلف توجهاتها عن الجيل السابق و بالتالي سينطبق عليهم المثل ( وقف حمار الشيخ في العقبة )

  3. عند الاتفاق وتقاسم الثروة والسلطة بين علية القوم فى الصالات الفاخرة والسترات الانيقة وكاميرات وكالات الانباء العالمية . لن يلتفت احد لعشرات الالاف من القتلى بين جنود الدعم او جيش الاخوان . فقد ثبت فى كل الحروب ان ارواحهم ودماءهم بلا قيمة وهى فعلا كذلك . فالجاهل عدو نفسه واين قتلى وفطائس حرب الجنوب ؟؟ هل هناك من يذكرهم ؟؟ هل هناك من يقدم لاسرهم رغيفة خبز او كلمة تعاطف ؟؟ هل وصلتهم بعض اموال البترول التى تقاسمها الاخوان مع الحركة الشعبية وصاروا اغنى اثرياء الارض . التاريخ يعيد نفسه وقد شاهدت صورة احد الجنجويد مبتور الرجلين ولن يجد من يرمى له فرع شجرة ليتوكأ عليه فى حركته للتسول لسد جوعه . مستقبل مرعب .

  4. مااااااااااافي حل لكل المشاكل الحاصلة دى الا بفك الارتباط المصنوع بين الدول المكونة لهذه الخريطة المشوهة الاسمها السودان والمصنوعة بواسطة المستعمر الانجليزي والتى وضعهم المستعمر الانجليزى في هذه الدولة المصنوعة بالقوة الاسمها السودان،
    (معلومة مهمة جدا جدا وهي: هل تعلموا ان اول مرة يطلق علي دولتنا اسم السودان هذا الاسم العنصري القبيح هم الاتراك في يونيو ١٨٢١م عندما احتلوا مملكة سنار في ١٨٢٠م وحتى ذلك الوقت كانت دولة سنار هى دولة قائمة علي ارض كوش وتعتبر من احد الفترات الكوشية ولغاية ذاك الزمان لم تكن دارفور وجبال النوبة ودولة جنوب السودان الان هي جزء من دولة سنار التى تحول اسمها الى السودان التركي المصري في يونيو ١٨٢١م كما اسلفت).
    والله العظيم مااااااافي اى حل تااااني الا باعلان تقسيم هذه الدولة المصنوعة بالقوة الاسمها السودان الى مكوناتها ودولها الطبيعية الاصلية كما كنا منذ الازل كالاتي:
    ١. دولة كوش وهي دولة وحضارة عمرها اكثر من ٧٠٠٠سنة وهي الرافعة الحضارية التي يفتقدها ابناء الهامش العنصري.
    ٢. دولة دارفور وهي كانت سلطنة دارفور وهي دولة مستقلة كاملة الدسم وليس لها علاقة بدولة كوش ولها سفاراتها وتمثيلها الخارجي وضمها الانجليز لكوش في ١يناير ١٩١٧م.
    ٣. دولة جبال النوبة وضمها الانجليز لكوش في ١٩٠٠م بعد ان رسم الحدود بين كوش ودولة الجنوب حاليا.
    غير كدا ماااااافي حل تانى نهائيا
    قعدتو تحاربوا في الجنوب ٥٠ سنة كاااااااملة من اغسطس ١٩٥٥م الى يناير ٢٠٠٥م ومات ٢ مليون ونص انسان بري ودا كلووو بسبب الوحدة المصنوعة وفي الاخر انفصل.
    علي النخبة السياسية الفاشلة التى اوردت البلاد موارد التهلكة ان تترك التفكير العاطفي وثقافة العقل الرعوي وان تعمل علي انفصال سريع بين الدول الثلاث المختلفة وشعوبها المتباينة حتى تتوقف الحرب نهائيا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..