سيولد سودان جديد من بين الدماء والدموع

م. نزار خضر محمد
قضت هذه الحرب على كل ما بالبلاد من انسان وحيوان وحتى الجماد لم يسلم حيث أحالت هذه الحرب المروعة السودان الى حطام ودمار غير مسبوق واظهرت هذه الحرب ما كان مستترا من حب التشفي والانتقام والتعطش الى إراقة الدماء وترويع المواطنين واستباحة الاعراض والممتلكات في صورة قاتمة للسودان القديم الذى قضت عليه هذه الحرب تماما حيث لم يعد لذلك السودان من وجود حتى عاصمته حطمت وهجر ساكنيه في واحدة من ابشع صور الحرب في هذا العصر وبذلك تكون مشروعية السودان القديم قد حكم عليها بالزوال حيث مشروعية وجود أي دولة تستمدها من استقرارها ومستوى الأمان والرفاهية التي يعيش بها مواطنيها وفى رأى ان الظلم هو سبب زوال السودان بشكلة القديم ظلم الحاكم للمحكوم ظلم فئة لفئة أخرى ظلم المركز للهامش والأطراف ظلم توزيع السلطة والثروة بشكل عادل على كل مناطق السودان ظلم الانسان لآخية الانسان الظلم الذى يجعل فئة تحكم لحالها لمدة 30 عاما وتسخر كافة موارد الدولة لها وحدها دون باقي الشعب ، الحرب أظهرت بأننا لم نكن دولة بالمعنى المتعارف علية وليس لدينا مؤسسات فقد اختفت في اول يوم للحرب ولم يكن هناك نظام يحفظ للدولة وجودها ويحصنها ضد الاقتتال والتناحر فكل ما هنالك صراع ما بين افراد وفئات من اجل فتات السلطة والثروة وحب الفساد واكل المال الحرام هذه الحرب أظهرت عقلية الانتقام ومقدار الغل والحقد الكامن في النفوس المريضة لمن يتولون امر هذا البلد المنكوب .
هذه الحرب جعلتنا مشردين مهجرين بداخل وطننا وبقية اصقاع العالم جوعت أطفالنا بل وماتوا من الجوع في انحاء كثيرة بسبب هذه القلوب المتحجرة التي نزع الله تعالي الرحمة منها ولا زالت تتقاتل واسموها حرب الكرامة عن أي كرامة تتحدثون هذه حرب الوحوش البشرية التي تفرح لسفك الدماء وقتل الأبرياء .
الحرب ازالت القناع الذى كانت تدثر به دولة السودان القديمة وجعلتنا نعرف حقيقة الامر فليس هناك دولة وليس هناك ما يشير لوجودها اسم فقط يكتب اما الحقيقة لا توجد فكيف لدولة تشجع خطاب الكراهية وتفكك نسيجها الاجتماعي بنفسها وتسعى لضرب التعايش السلمى ما بين مكوناتها ، الحرب لم تأتى فجاءة فقد كانت كامنة بالنفوس المريضة وظهرت على الواقع فجعلته خرابا ، الحرب أتت على ما تبقى من السودان القديم وجعلته ركاما وانقاضا واثرا من بعد عين فهل سيولد سودان جديد من بين الركام والحطام سودان ليس به ظلم ولا حقد سودان خالي من العنصرية والتعالي سودان يكون عنوانا للعدل والتسامح والانصاف سودان التطور والرقى والنماء يكون الشباب المتطلع لغد افضل دورا في قيادته سودان بدون عسكر بدون كيزان سودان الغد المشرق بلا دماء ولا دموع بلا جوع ولا نزوح ولا تشرد سودان حب الانسان لأخيه الانسان سودان الفكر والثقافة والابداع ، سودان المستقبل بصيغة حكم مدني بنظام فدرالي لامركزي ينهى حقبة الظلم الذى اتسم به السودان القديم الذى مضى ولن يعود .
لا للحرب نعم للسلام .
يولد ام لم يولد فليذهب سودان ٥٦ إلى الجحيم
كلام جميل أخونا نزار خضر