مقالات وآراء

لماذا يكره الكيزان السودانيين ولا يحسون بمعاناتهم والامهم

صالح يوسف

قد يتسأل البعض عن عدم اكتراث الكيزان بمعاناة السودانيين خلال فترة حكم المخلوع البشير واثناء حربهم العبثية الحالية. حيث قاموا بقتل وسحل وتعذيب الالاف من المواطنين خلال فترة حكمهم ولم يالوا جهدا في التضييق عليهم وسن السياسات التي تجعل حياتهم جحيما وغيرها من الممارسات المعروفة للكيزان. كم يمكن ملاحظة تعطشهم لسفك دماء الأبرياء كلما سنحت لهم الفرصة وتشجيعهم اللامحدود لاستمرار هذه الحرب مقابل تجاهلهم التام لمعاناة ضحايا الحرب بل واستثمار تلك المعاناة لجني مزيد من الاموال من خلال زيادة رسوم وجبايات استخراج الأوراق الثبوتية ببورتكيزان وسفاراتها بالخارج وسرقة الإغاثات والاعانات التي ترسلها بعض المنظمات والدول.

للاجابة على سؤال المقال الرئيسي يجب الرجوع لافكار جماعة الاخوان المسلمين والتي استقى منها الكيزان الاطار الفكري العام لنهجهم حيث يقوم فكرهم على مفهومين اساسين طرحهما حسن البنا وقام بتطويرهما سيد قطب واضاف تفاصيل لهما بكتابه “معالم في الطريق” الا وهما مفهومي “العزلة الشعورية” و”تكفير المجتمع”.

لكي تحقق الجماعة الاصولية العزلة الشعورية تقوم بفرض سياج حديدي على أعضائها يعزلهم عن التأثيرات الفكرية والثقافية والسلوكية لمجتمعاتهم لضمان ولائهم والتزامهم بمفاهيم ومصطلحات الإسلام السياسي.

تعتمد “العزلة الشعورية” أساسًا على الشعور بالاستعلاء الإيماني والتمييز الديني ، حيث ترى الجماعة نفسها مختارة من قبل الله ، وتعتبر المجتمعات المحيطة بها مجتمعات جاهلية عدو “لجماعتهم المؤمنة”.

تستند أسس “العزلة الشعورية” إلى توظيف الخطاب الديني لعزل جماعة الاخوان عن مجتمعها وذلك بتصوير العلاقة وكانها صراع بين معسكر المؤمنين الذي تمثله جماعتهم ومعسكر مضاد يمثله مجتمعهم الكافر.

تهدف “العزلة الشعورية” لمقاطعة العادات والتقاليد والتوجهات الفكرية السائدة في المجتمع ، حيث يتم الطعن في هذه الممارسات وفي إيمان من يتبعها ، بهدف التكيف مع الجماعة التي تزعم انها تسعى لبناء مجتمعات بديلة (مثل ادعاء اعادة صياغة المجتمع السوداني).

تستخدم تيارات الإسلام السياسي “العزلة الشعورية” كأداة أساسية ووسيلة فعالة في المراحل الأولى من عمليات الاستقطاب الفكري والتجنيد التنظيمي للأفراد الجدد ، بعد إعدادهم نفسياً وفكرياً لعزلهم عن محيطهم الاجتماعي ودفعهم لمواجهته بالعنف والقوة لاحقًا. وقد اعتمدت بعض التيارات الأصولية على هذا المفهوم كأساس لبناء ما تسميه جيل التمكين. وهي مرحلة اولية تسبق مرحلة اعلان الجهاد على كل فئات المجتمع والتي تمظهرت جليا في استخدام العنف ضد كل أفراد المجتمع سواء كانوا طلابا بالجامعات او معارضين سياسيين اثناء حكم المخلوع وحملات اشانة السمعة والكذب والتضليل ضد مخالفيهم ممن يعارضون هذه الحرب.

وقد تبنت الكثير من الجماعات فكرة “العزلة الشعورية” والتي اصبحت جزءًا مهما في الفكر والحركة والتنظيم للجماعات الأصولية مثل جماعة “التكفير والهجرة” و”الجماعة الإسلامية” و تنظيمات “القاعدة” و”داعش”، و”الطليعة المقاتلة” في سوريا ، و”الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال” في الجزائر ، و”الجماعة الليبية المقاتلة”، وغيرها من التنظيمات المسلحة.

اما فيما يخص مفهوم التكفير عند سيد قطب فهو يعتبر أن المجتمعات المعاصرة عادت إلى حالة “الجاهلية” والتي جوزت الجماعات الأصولية الجهاد ضدها وقتالها. فوفقًا لقطب هذه المجتمعات لا تحكم بشريعة الله، وبالتالي فإنها خرجت عن الإسلام حتى لو كان أفرادها يعلنون إيمانهم ظاهريًا.
يري سيد قطب أن الحكم بغير ما أنزل الله، واتباع القوانين الوضعية بدلاً من الشريعة الإسلامية ، يمثل خروجًا عن الدين، وهذا يعني تكفير المجتمع ككل ، سواء حكامه أو حتى العامة إذا قبلوا بهذا النظام.

وبالتالي ، فإن مفهوم التكفير عند سيد قطب لا يقتصر على الأفراد فحسب ، بل يشمل أيضًا المؤسسات والحكومات التي لا تحكم بالشريعة ، وهو ما يراه مبررًا للانفصال عن هذه المجتمعات ومحاربتها بهدف إقامة “الحاكمية لله”، أي النظام الذي يحكم فقط بالشريعة الإسلامية.

بالنظر لهذين المفهومين يمكننا مثلا معرفة سبب دعوة عبدالحي يوسف للتبرع لغزة التي يعتبرونها تمثل جزء من الجماعة المؤمنة وتجاهله لمعاناة اهله بالسودان باعتبارهم من معسكر الكفر ويجب ان ترق دمائهم.
كما يمكن عند اخذ هذين المفهومين بالاعتبار فهم كل ممارسات حكومة المخلوع وكل ما يدور الآن من ممارسات سئية لجماعة الكيزان لا تمت للاسلام بصلة والتي يمارسونها كما قال عمار محمد آدم كجزء من “عبادتهم للتنظيم” بعد ان نسوا الله وانساهم انفسهم .

 

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. تم اختيار النادي الكاثلوكي ليكون المقر الداءم لحزب المؤتمر الوطني….ولايخفى على المثقفين والقادة السياسيين أن هذا النادي هو مقر المحفل الماسونى السوداني….هل تم الاختيار صدفة ؟…افيدونا افادكم الله

  2. تعليق جيد وجميل ازاح الستار عن المفاهيم القذره للاهوان المجرمين( الاخوان المسلمين) واضف لك شيىا مهم لم تذكره وهو اللي يحرك كوامن هولاء المجرمين ، عندما ذكر الاستاذ خالد الخرباوي مصري الجنسيه في مؤلفه حركة الاخوان المسلمين التاريخ والمستقبل وهو كان عضوا منهم فانشق منهم لهذا السبب اللي ذكره في مؤلفه المذكور اعلاه ؛ فذكر فقال ان حسن البنا جنده يهودي مجري ماسوني فكان ابوه اي البنا كان يعمل في احد مصانع هذا اليهودي ، فكان البنا ياتي بابنه حسن للمصنع بعض الاحيان فكان شديد الذكاء فراءه اليهودي المجري فقال لابيه البنا انا اعجبت بابنك فسارعاه حتى ينتهي من الجامعه لكن على شرط ياتيني بعد الدراسه فاجلس معه بعض الدقائق فاستجاب ابوه فصار يذهب به لهذا اليهودي فظل اليهودي يعمل له غسيل مخ بالافكار اليهوديه فهدده ان لا يكلم ابيه فاذا فعل ذلك سيرفد ابيه ويقطع من الدراسه ويقطع منه الرعايه، وبعد ان تخرج من الجامعه عمده هذا اليهودي باالافكار اليهوديه وامره ان يدخل هذه الافكار في اصول الدين الاسلامي بزريعة تجديد اصول الدين ، قال الله سبحانه وتعالى ( ليا بالسنتهم وطعنا في الدين) صدق الله العظيم فقد صدق الله عز وجل بان اظهر جماعة من الفاسقين من المسلمين يطعنون في اصول الدين بزريعة التجديد كما ذكر عرابهم الفاسق الترابي بان سيدنا عيسى توفاه الله ولن ينزل اخر الزمان ، ويجوز للمسلمه ان تتزوج نصراني، وعدم وجود عذابا للقبر ، ونكرانه لحديث الذبابه ، وجوازه امامة المراه للرجال في الصلاه والحكم . والتعميد هو جعل الشخص يعتنق منهج يوحنا المعمدان اللي يقوم على افكار العقيده اليهوديه القديمه اللي تبيح المحرمات وتنكر الحلال ، انظر لفقه الضروره اللي انتجه الترابي ومن بعده اتباعه في تحليل الربا و تحليل التحلل وهو دفع جزء من الاموال المنهوبه او المختلسه و الاعفاء من الحكم القضائي وتسمى بفقه الضروره …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..