مقالات وآراء

حماية المدنيين عن طريق ربوتات

خالد فضل

المسألة ليست على سبيل المزاح , بل فكرة على سبيل الجد , أو ليس من واجب جميع السودانيين طرح ما يرونه من حلول لمأساتهم الفظيعة , التي جعلت كل العالم بما في ذلك الرئيس الصيني يتداعى لها بالسهر والحمى وينشد حلحلتها , وبما أنّ قسطا من السودانيين خالص , عندهم حساسية جدا من التدخل الإنساني الدولي لإنقاذ الضحايا , وعندهم (وطنية) عالية عالية فوق السارية , بينما قسطا آخر يعلو عندهم الإنساني , ويرون في تدخل العالم حماية للمستضعفين في ولايات السودان , من شر بنادق ودانات وهجمات الجنجويد (ب) , وقنابل وبراميل المفخخة , وسكاكين وسواطير , وزنازين الجنجويد(أ) والترتيب ضروري لحفظ المقامات ؛ فالجنجويد (ب) هو الابن من رحم الجنجويد ( أ) بحسب شهادات رب الأسرة نفسه ومن شابه أباه فما ظلم , أم تراني غلطان ! بعض السودانيين _وشخصي منهم _ لديهم مستوى طبيعي وموزون من الوطنية ؛ بحيث تفترن الوطنية بالإنسانية , فيرفضون ويدينون ويقاومون الظلم والفساد ضد الإنسان غض الطرف عمن مارس العدوان ؛ وطني خالص أو أجنبي دخيل . وبالمثل يرحبون بمن يساعد على لجم العنف والقتل والدمار دون حساسية زائدة , هناك تواطؤ بشري اسمه الأمم المتحدة على هيئة حكومة عالمية , ليس بالضرورة أنها فعالة وشايفة شغلها 100% لكن مجرد الإنضمام لها يعني تنازلا عن جزء من السيادة الوطنية خالص .
وبما أن فرضيتي , أنني على صواب حتى يصححني مصحح , فأعتذر عن الخطأ بدون مكابرة زائفة , فإنني أقترح على الأمم المتحدة تكوين قوات لحماية المدنيين في السودان من بطش وجبروت المسلحين السودانيين , في أي فصيل كانوا , إذ طعم الموت واحد وغرغرة خراج الروح لا ترتبط بنوع الرصاصة أو من أين جاءت , أو أين خرجت الروح , في قرية العزازي حيث خرجت روح المحامي الشاب صلاح الطيب _بلدغة عقرب بشرية _ أو في ودالنورة المجاورة بثعابين دوشكات الأشاوس , أو في كسلا التي خرجت فيها روح الأمين يامال ! آسف الأمين محمد نور بشوية كتمة نفس أمنية !. ولمراعاة مشاعر وأحاسيس المصابين ب(هايبر وطنية) , يمكن أن تكون هذه القوات ربورتات , أي أناس آليين , يتم تزويد عقولهم بتوصيات البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في هذا الشأن , وما عليهم سوى تنفيذ التوصية بحذفارها بالطبع , ولأن التكنولوجيا المتطورة وفرت بدائل رائعة , فيمكن مثلا لهذه الربوتات أن تعمل من بعد عبر الأقمار الإصطناعية , وتكون مهمتها إبطال سلاح أي مسلح في أي مكان وبأي نوع من الأسلحة ولو كان سكين أو سيخة من النوع الذي يستخدمه الموظف العمومي في مهنة (مغتصب) , دون أن تقتل حامله بالطبع , فقط تجريده من أداة جبروته , وبعد ذلك يمكن أن تكون الشكلة (مصارعة) ساي , وهذه حجزها ساهل . مع مراعاة تفوق أهلنا الأعزاء النوبة في هذه الرياضة البدنية ! . وبذلك نكون قد وفقنا بين مطلب الحماية , ومطلب السيادة الوطنية بتاعة ندى الشريف مبسوط النيجيري .
تخيّل معي السودان من حلفا لكاودا ومن الجنينة لحد قرورة تحول كل (حديد) الآلات العسكرية فيه إلى خردة , شئ طيارات ودبابات وكلاشات وتاتشرات ودوشكات وسكاكين وسواطير وسيخات , فلم يبق فيه سوى الطيب سيخة بدون سيخة هذه المرة .. إلخ , مئات الآلاف من أطنان الحديد وبقية العناصر يتم بيعها في  مزاد علني فاخر كم ستكون الحصيلة بالدولار ؟ مليارات دون شك يتم بها إعادة بناء السودان من أول جديد , تعداد سكاني أساس الإحصاء , لمن هم في الداخل والخارج , خطة تعليمية وصحية شاملة لا تغادر أصغر التفاصيل حتى كمية (السيرنغ) وأرغفة الساندوتشات لفطور أصغر طفل في الروضة , وتكون هذه الخطط بالتساوي والعدالة بحيث ينالها ساكن كافوري وقاطن أم بنين , وهكذا في بقية القطاعات بما في ذلك الشرطة والأمن والمخابرات والجيش , هل ستكون هناك حاجة لمليشيات تولد من الأرحام الخصبة ماشالله ؟ مؤكد ستكون هناك حاجة لملاعب ومسارح وسينمات وحدائق وملاهي ومعارض للفنون لأن الشعب سيترقى وينتقل لخانة البشر بعد أن يكون قد غادر مرحلة الحيوانية إلى غير رجعة بعون الله .

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..