مقالات وآراء

الصناعات الدفاعية ماذا صنعت !!!

سيف الدين خواجة

إن كان للحرب من حسنات فلأنها لفتت وعينا القومي لأشياء كثيرة جدا ، من بين تلك الأشياء أن القوات المسلحة أكثر مؤسسة أصابها الوهن والضعف من عدم الاستقرار السياسي ، ومن كثرة الانقلابات ، وإن ضحابا هذا ربما يفوق ضحايا الحروب موتا ، وإحالة للمعاش في معظمها للأسف لأسباب لا تتعلق بالمهنية ، وربما يكون أكثرهم مهنية هم الضحايا الأكثر بينهم أمثال الذين اعترضوا على حميدتي ، ووجوده كجنرال برتبة عالية بينهم بغير كفاءة ، فذهبوا للمعاش ، واستمر حميدتي لفقرتا في فهم معني قيمة الدولة ، والنظر القصير الذي لا يتعدى أرنبة الأنف ، والأدهي والأمر من كل ذلك كشف سوء تسليح جيشنا ، والذي ما زال يعيش على أسلحة قديمة عفى عليها الزمن بمراحل ، ولا أذكر منذ أواخر الديمقراطية أن قرأت عن أسلحة جديدة للجيش ، على الرغم في جلسة أسرية علي عشاء منذ سنوات سمعت من مسؤول كبير في المالية أنهم صرفوا على تسليح الجيش ، وسمعت تسجيلا للعميد صلاح كرار يتكلم عن تسليح هيئة العمليات تسليحا متقدما جدا ، أشاد به سعادته ، لكننا حين نتكلم عن تسليح الجيش نتكلم بشكل قومي أفقي ورأسي أي يشمل كل فروع الأسلحة ، فمثلا في المدرعات لازلنا ، حسب ما لدي من معلومت الدبابة تي 55 مغ أن سلسلة التطور في الدبابات تجاوزت أرقام تي72 ، وعلى هذا قس في كل الأسلحة !!! .
هذا بالضرورة يقودنا إلى السؤال أين ما صنعته مؤسسة الصناعات الدفاعية؟ والتي يقال أن استثمارات الجيش تجاوزت عشرين مليار دولار ، حسب إفادة إبراهيم الشيخ وزير الصناعة السابق ، وإنه استقدم لتقييمها تقييما سليما مكتب تدقيق عالمي ، وهو مكتب (برايس ووتر هاوس الإنجليزي) ، وهو مكتب عملت مع فريقه في كنانة عام 1986م ، وهو من المكاتب العالمية المشهود لها بالكفاءة ، وذائع الصيت لكن يبدو أن الانقلاب في أكتوبر2021م ، وضع نهاية لأشياء كثيرة ، وأوقف حال البلد حتى أدخلنا للتنافس بين الجنرالين ، والشئ المحير لم نر في هذه الحرب كيف كانت حاجتنا للأسلحة والعتاد الحربي كبيرة بما لا يضاهى مع سلاح المليشيا ، مما جعل القائد يهرول يمينا ويسارا ، ومن بلد إلى بلد طلبا للسلاح ، والذخائر في حين الجانب الآخر ، كان يتسلح بوتيرة متسارعة وكبيرة ومتنوعة ، مما يثير تساؤلا مهما أين ما صنعته الصناعات الدفاعية من أسلحة في معارض الأسلحة الخارجية من طائرات ودبابات وأسلحة أخرى ، هل كانت مجرد عينات للعرض فقط؟ أم كان هناك إنتاج ضخم من الأسلحة المتنوعة ، فيبقي من المنطقي، لماذا لم يسلم الإنتاج لأفرع الجيش للتدرب عليها؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخري لمعرفة جودتها أو عيوبها عبر تقارير من تلك الوحدات لمزيد من الإتقان في السلاسل القادمة؟ أم أن الدعم السريع في هذه الحرب استولى علي كل شئ في الهيئة كاملا ، إذا علمنا أن قائدها الفريق ميرغني ادريس قد هرب من منزله حسب الروايات ، ولم يظهرحتي الآن ولا يعرف مصيره !!! .
وهناك أسئلة فرعية ، فحسابات الهيئة خارج موازنة الدولة على الأقل التي اطلعنا عليها ، وتذهب 82% منها للقوات المسلحة ، وكل بقية الدولة فيما تبقى ، بعد كل هذا نكتشف أن القوات المسلحة مكشوفة العدة والعتاد والقوة البشرية حيث اعتمدت على الدعم السريع كمشاة ، ولم يتم التجنيد للدعم السريع عبر آليات كما كان يتم للقوات بضوابط وكفاءة عالية ، تشمل كل شي عن المجند ، وليس على طريقة : “قلت لحميدتي عايز خمسة ألف جاب لينا ستة ألف رغم ظروف الخريف”، هل يمكن يكون مثل هذا الكلام صادرا عن رجل يقود دولة في هذا القرن ، ألم أقل لكم أن فكرنا القومي عن الوطن والدولة فقير جدا وبائس يؤس حالنا الآن ؟ ونعلم جميعا ان التجنيد عموما للقوات المسلحة توقف منذ عام 2006م !!! .
إذا كان هذا هو الحال فالسؤال المباشر والمحوري أين تذهب أموال الميزانية؟ وغني عن القول أن للجيش شركات لا أحد يستطيع أن يذكر عددها ، وفيم تعمل وأين ميزانياتها وهل حساباتها تراجع بواسطة الشؤون المالية للجيش؟ وهي مؤهلة لذلك إذ لا ذكر في الميزانية عن القوات المسلحة في ميزانية الدولة؟ وإذا كان هذا في بلد يعتبر كتابا مفتوحا للآخرين عدا أهله فهناك طرق كثيرة لإظهار ذلك دون الكشف عن المسميات؟ وأن ما تحصلنا عليه من النسب أعلاه من تصريحات المسؤلين فقط ولم نلحظه بالميزانية التي تختفي منها إيرادات وخسائر البنوك الوطنية !!! .
بعد انتهاء الحرب لابد أن يجري تحقيق شفاف شامل كل شئ في هذه المؤسسة العريقة ، حتي لو نستعين بخبرات كبيرة أحيلت للصالح العام بغير ذنب ، مما ساعد في هدم ركن من أركان دولة المواطنة ، الذي كان له أبلغ الاثر في تدهور الدولة في كل مناحي الحياة لدينا ، وأورثنا كثيرا من اللامبالاة في إهدار الوقت ، والعمل وإهدار قيمة الوطنية في ضميرنا نتيجة للضرر البليغ الذي لحق بالمجتمع وساهم في تفسخات أدت لانهيار القيم والأخلاق ، وأصبح سلوك العامة أقرب للسبهللية وعدم الانضباط في المظهر والجوهر ، فهل نعشم في مثل هذا التحقيق لوضع الأمور في نصابها وقد عودتنا هذه المؤسسة في كل الاحداث الجسيمة طيلة تاريخها الماضي ان تقوم بمثل هذا التحقيق في وحداتها العسكرية وترفع التحقيقات لهيئة الاركان لاتخاذ القرارات المناسبة بشفافية تامة أم أن الخوف من الثواب والعقاب والمحاسبة سيعطل كل شئ ، وبالتالي يكون ما بعد الحرب تماما كما قبلها؟ أم يكون قائد الجيش عند كلمته حين قال: لا عودة إلى ما قبل الحرب!!! .

 

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. امخاخ السودانيين شئ يحير!!! بالله في ناس كانوا مستنيين الحرب عشان يعرفوا إنو، خليك من الصناعات الحربية، إنو اي مؤسسة او كيان يتبع للدولة راعية الشعب، هو عبارة عن تجمعات للحرامية و السرقات. اول مرة في تاريخ البشرية دولة افرادها عن بكرة ابيها لصوص!! لو كانوا في شكل افندية او ظباط قوات نظامية اما البقية فهم غثاء يعيش كما تعيش الحشرات على فتات الطعام

  2. انت أهبل؟
    قائد ياتو جيش الذي تصدق كلامه أن لا عودة إلى ما قبل الحرب؟
    انت عايزنا نصدقك أو نصدقه يا كذوب؟
    الحل الوحيد هو في وضع السودان تحت الرعاية الدولية وفرض حصار على طرفي الحرب حتى إخضاعهما معاًَ لسلطان القانون الدولي.
    أي كلام غير كده يبقى عبث وتسويف يطيل من أمد الدم النازف الآن.

    نعم للبند السابع.
    نعم للتدخل الدولي المسلح المدعوم من مجلس الأمن.

  3. منظومة الصناعات الدفاعية شغالة في صادرات الحيوانات بما أننا نعيش في (مدينة البهائم) ولديها مسلخ في مصر بأبو سمبل، الحمد لله الحرب وقفت الصادرات دي لانقطاع سلسلة الإمداد من ولايات كردفان ودارفور والنيل الأبيض، باقي شغلهم الحطب والفحم والجلود والسمسم والفول والصمغ ووووو.

    دي صناعاتهم الدفاعية التي كان يدافع عنها الجيش ويقاتل الشعب السوداني من أجلها حتى لا يطالب بحكم مدني حتى خرجت المليشيا عن طوعهم و وجدوا أنفسهم بدون دفاعات ولا صناعات دفاعية!

  4. يقال إن الفقر لبس فقر مال أو موارد انا الفقر الخقيقى هو فقر الإرادة وضعف الإدارة معا فإذا ما وجدا فى مكان ما فى العالم فتيقن بانك فى بلاد الازمات كالسودان تحيط به الكوارث بفعل الفشل فى إدارة الدولة ..لن يدرك المرء ذلك إلا عندما تخطو قدماه خطوته الاولى خارج السودان فيجد أن همنا عالية تقود تلك البلاد وأن شعوبا تنحت على الصخر لتأخذ مكانها بين الامم نحن شعب خبانا الله بطول لسان ما نفتا نشكر أنفسنا ولكننا تقبع اسفل القائنة سبحان الله

  5. با استاذ خواجة كل الامول بلعها الجنرال فلل وقصور منيفة في الداخل والخارج وبزينس، وفساد ما بعده فساد هذا “كنكشهشتم”، هذا جيش الغزاة لا يرجي منه شيى.

  6. الصناعات الدفاعية صنعت ما نراه منذ الخامس عشر من ابريل الماضى من موت ودمار .. الدولة وجهت 82 % من (ميزانيتها )للصناعات الدفاعية ماخوذه من جيب المواطن وموارده لتقتله فى نهاية الأمر بها وتدمر ما تبقى له من موارد .. ماذا تنتظر من دولة يتفاخر رئيسها بان مخذونه الأستراتيجى لتقدمها وتطويرها مجموعة من محترفى القتل وعصابات النهب المسلح .. لا عودة الى ما قبل الحرب كلمة قالها قائد الجيش بتوجيه من على كرتى ويقصد بها لا عودة للمدنيين للحكم وهى اشارة منه لفلول النظام السابق ومرتزقة السياسة بنهاية ثورة ديسمبر المجيدة .. اى تحقيق واى عقاب تامله من قادة انغمسوا فى الفساد وصاروا العوبة فى ايدى جماعة الهوس واساطين الفساد .. الم تر بام عينيك وتستمع لأستجواب المخبول الناجى مصطفى لضابط عظيم برتبة عقيد فى الجيش يتهمه بالخيانة .. نعم كان لدينا جيش وطنى يحمى تراب الوطن ويقاتل من اجل وحدته وحماية اراضيه وانسانه وكانت له مؤسسة اقتصادية واحدة ومعروفة تتبع لوزارة المالية ويراجع اداءها من قبل ديوان المراجعة العام ولكن بعد تاريخ 30 يونيو 89 انحرفت هذه المؤسسة واختطفت من قبل تنظيم الأخوان واصبحت هى نفسها احد واجهاته التى تخدم اهدافه الشيطانية .. قدرنا ان يبتلى وطننا بوباء الكيزان الذى من المستحيل التعايش معه ولا حل الا فى القضاء التام عليه واستئصاله ومن ثم تصحيح المقولة لا عودة الى ما قبل 11 ابريل 2019 !!!!!

  7. مصير هئة الدفاع لحق بصير شجرة الجادروفا هل تزكرها ام نسيتها.
    سوف اذكرك شجرة الجادروفا نبتة سودانية منتجة للوقوف الحوي كانت وزارة الزراعة والبترول بصدد زراعة مليار شجرة منها كمرحلة أولى فاصاب الخليجين الهلع (اي والله الجماعة ابان عقال ) فقاموا بصرف الملايين على خونة السودان وما أكثرهم (نحن لم نتعلم الولاء للوطن !!! لم نعرف حب الوطن!!! نحن ابناء جاحدين وعاقين ما تعلمنا في المدارس كيف نحب الوطن..
    اهملنا المدرس وجعلناه يتسول رزقه فأهمل المدرسة واهمل التلميذ ولذلك سهل شراء زممنا وسل علينا بيع الوطن) وكذلك منظومة الدفاع والامن وقد كانت تضم أذكى العلماء والمهندسين ما دخلت معرض الا كانت في المقدمة ولذلك لفتت الانظار وسعت كل دول الإقليم لهدمها وردمها وللأسف نحن لساننا طويل ووفاءنا قليل الكل طامع فينا والكل يكيد إلينا.
    السودان يا استاذي علاجها الكي فلن تنفع معها أية ولا جرعة عسل بس الكي وبس.
    السودانيين عايزين البتر وقطع الرقبة لان البطان هم اهله.
    السودان عايز وطنيين وإنشاء الله قادمين.
    السودان عايز حجاج ..
    وعذرا للخروج عن زوق الحوار..

  8. لماذا ذكرت حميدتي فقط في كلامك ( أمثال الذين اعترضوا على حميدتي ، ووجوده كجنرال برتبة عالية بينهم بغير كفاءة ، فذهبوا للمعاش ،) و هذا مع أن حميدتي لم يكن فريقى في الجيش و لكن في الدعم السريع و هناك أمثلة قبل حميدتي أي قبل 2019 على من حصلوا على رتب عالية من دون اي نوع من الكفاءات مثل الفريق طه عثمان مدير مكاتب الرئيس قبل سنة 2019 و على الأقل أثبت حميدتي كفاءته في الميدان العسكري و أنجز و لكن مثلا على اي أساس تم حصول طه على تلك الرتبة الرفيعة و صلاح قوش ايضا ما هي انجازاته ؟؟ و هو الان يعيش في دولة أخرى و معه كل أسرار الدولة .

    أخيرا , لو كان الجيش يعمل بكفاءة لتمكن من عزل حميدتي و عبد الرحيم من قواعدهما في الدعم السريع بكل مهنية و لا تنس أن مرتبات منسوبي الدعم السريع كانت تصرف من وزارة المالية أي أن شريان التغذية كان من نفس الحكومة و نفس الاشخاص و نفس الزول و الغالبية العظمى من ضباط الدعم السريع كانوا من الجيش و كانوا فقط منتدبين في الدعم السريع و عادوا الى الجيش مع بداية هذه الحرب و كان من المفترض أن ينهار الدعم السريع لأنك عندما تعزل قوة عسكرية من 90% من ضباطها سوف تنهار و هذا يعني فقط أن ضباط الجيش لم يكن له أي مفعول أو تأثير

    هل عرفت لماذا استمرت الحرب و لم يستطع الجيش حسمها حتى الان

    السبب هو عدم كفاءة الجيش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..