لماذا يتردد البرهان في تشكيل حكومة انقلابية أو حكومة حرب؟

إبراهيم سليمان
منذ انصياعه لتعليمات نظام السيسي ، وتنفيذ انقلابه على حكومة د. حمدوك في 25 أكتوبر 2021م وحتى إشعال الحرب في 15 أبريل 2023م رشحت عدة تسريبات تبدو ذات مصداقية عن اعتزام قائد الجيش “الإنقلابي” الفريق البرهان تشكيل حكومة ، بديلة لحكومة ثورة ديسمبر الانتقالية ، والتي أصابها التشويه بسبب كثرة الترقيع المخجل ، وهي حكومة (كيري) وغير شرعية.
قبل اندلاع حرب 15 أبريل لا شك أن أيادي الفريق البرهان كانت مكّبلة من قبل نائبه قائد قوات الدعم السريع ، الفريق حميدتي ، الذي كان له بالمرصاد ، ووقف أمامه “ألف أحمر” ضد تشكيل حكومة ، تعيد السلطة ومقاليد الأمور لحزب المؤتمر الوطني المحلول ، الواجهة السياسية للحركة الإسلامية ، وهو الغرض الأساسي من تقويض حكومة د. حمدوك الانتقالية ، وهو أس الخلاف بين الجنرالين ، البرهان وحميدتي ، فقد خرج الفريق حميدتي من أجندة الإسلاميين ، ومن الطبيعي أن يعترض قائد قوات الدعم السريع ، على إعادة تمكين الإسلامين بسبب دور قواته المفصلي في إنجاح ثورة ديسمبر المجيدة ، وإنهاء حكم حزب المؤتمر الوطني بقيادة البشير ولو شكلياً ، إذ أن عودتهم تعني بديهياً وضع رقاب قوات الدعم السريع على المقصلة ابتداءً بقائدها بالطبع.
أما بعد إشعال الحرب ، وبعد التقاط الحكومة النازحة أنفاسها من الفرار على شواطئ البحر الأحمر، وبعد تمكن قائد الجيش ورئيس الحكومة “الإنقلابية” من الهروب من مخبئة في البدروم بالقيادة العامة ، أخذ بعض الوقت لمعرفة حلفائه من التنظيمات السياسية والحركات المسلحة ، إلى أن أفلح قبل عدة أشهر من استمالة أبرز حركتين مسلحتين هما حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة السودانية ، بقيادة د. جبريل إبراهيم ، رغم تعرضها لانشقاق مؤثر في صفوف قياداته. فقد غادرت الحركتان موقف الحياد من الحرب ، وانحازتا للقتال في صفوف الجيش ، في تحول مفاجئ أقرب إلى صفقة سياسية ومالية.
عقب هذه الخطوة راجت عدة تكهنات باقتراب موعد تشكيل حكومة تصريف أعمال ، صرح بها قيادات نافذة في تحالف بورتسودان ، إلاّ أنها تبخرت كسابقاتها. ويرى مراقبون أن سبب تردد الفريق البرهان في المضي قدماً في هذا الشأن ، أنه فعلياً لا يمتلك مثل هذا القرار ، وقد أصبح مشوشاً بسبب تأثير “لايفاتية” السوشل ميديا ، وهو ذات التردد في اتخاذ قرار الجلوس للتفاوض من أجل أنهاء الحرب ، فهو يقدم رجل ، ويؤخر أخرى.
خاض اللواء جمعة الوكيل، أحد القيادات البارزة في حركة أركو مناوي ، في شأن تشكيل حكومة تصريف أعمال مدنية ، خلال لقاء له مع أحدى القنوات التلفزيونية ، رفض هذا الأمر ، في ظل استمرار الحرب ، مشيراً إلى تكالب شخصيات مدنية وقيادات التنظيمات الأسرية التقليدية إلى الحكم ، وما يفهم من تصريحاته النارية الداعية إلى التريث في تشكيل حكومة تصريف أعمال ، استمراء السلطة العسكرية والنظم الشمولية.
أوضح اللواء جمعة الوكيل، أنه يقصد المدنيين أصحاب البدل المعطرين ، الذين ظلوا يزعجون السيد القائد العام للجيش على حد قوله ، موضحاً أن الحكومة يجب أن تشكل من الناس الذين يقاتلون ، أي أن تكون الحكومة عسكرية وليست مدنية ، مؤكدا عدم جدوى تشكيل حكومة مدنية زمن الحرب.
إذن ، هنالك تباين بين مكونات تحالف بورتسوادان حول ضرورة أو جدوى تشكيل حكومة تصريف أعمال مدينة في الوقت الراهن. كما أن هنالك مخاوف من ردة فعل قوات الدعم السريع ، تجاه هذه الخطوة ، وهي أيضاً لها حلفائها المعتبرين، بالإضافة إلى سيطرتها على معظم ولايات البلاد ، وليس وارداً أن تقف مكتوفة الأيدي ، حيال مثل هذه الخطوة ، ومن الوارد أن تشّكل قوات الدعم السريع حكومة موازية في الخرطوم ، وعلى الأرجح أنها تجد من يعترف بها ، ويتعامل معها، في ذلك خسراناً مبيناً لحكومة الفريق البرهان الحالية “المرقعة”. سيما في ظل خسارتها الفاضحة للمجتمع الدولي مؤخراً.
ويبدو أن الفريق البرهان ، قد صرف النظر عن تشكيل حكومة ، من أي نوع ، في الوقت الراهن ، سيما وأنه قد وضع البنك المركزي تحت تصرف المجلس السيادي برئاسته ، وحجّم صلاحيات وزير المالية ، إلى أقصى حد.
منذ توليه قيادة الجيش ، بديلاً للفريق أبن عوف ، وأصبح رئيساً للمجلس الانتقالي (المرحلة الأولي) اتسمت قيادة الفريق البرهان ، بالتردد وضعف الشخصية ، رغم التفافه على ثورة ديسمبر ، فقد نفذ انقلاب 25 أكتوبر ، واحتار فيما يفعل ، ووضع أمام الأمر الواقع لخوض الحرب التي أشعلتها كتائب الإسلاميين المتطرفة ، وهو يظهر رغبته في الجلوس للتفاوض ، ولا يجرؤ على ذلك ، وهو الآن يصر على استمرار الحرب ، رغم تصاعد وتيرة خسارة قواته ميدانياً ، وخسارة حكومته دبلوماسياً.
أذن ، الفريق البرهان يتردد في تشكيل حكومة تصريف أعمال مدنية أو عسكرية ، لأن التردد من طبعه ، ناهيك أنه ليس قائداً مطلقاً للجيش السوداني ، الجناح المسلح للحركة الإسلامية ، يأتمر بأمرها ، وما الفريق البرهان إلا لعبة في أيدي قادتها الدمويين.
الفريق البرهان ، متردد في كل شيء ، “وجنرال ما مالئ قاشو” فقد حنث بقسمه لدى الشعب السودان ، بأنه لن ينقلب على حكومة ثورة ديسمبر الانتقالية ، وكذب على قادة العالم ، بأنه سيسلم السلطة إلى الشق المدني في موعده ، كما حنث مثل غيره من قادة الجيش الفاسدين بقسمه بأنه يحمي دستور البلاد ، والحال كذلك ، طال الزمن أم قصر ، سيركله الشعب السوداني إلى مذبلة التاريخ ، كما ركل أسلافه الانقلابين من العسكر ، هذا إذا نجى من ملاحقة الأشاوس بالطبع ، الذين ظلوا يمدون له يد السلام ، حقناً لدماء أبناء الشعب السوداني ، وظل يرفضه ، معلناً استعداده للحرب مائة عام ، والصلح ، خير ، ومن يرفض الصلح ، سيحيق به الندامة لا محالة .
الجنرال البرهان ليس بطبعه متردد وخاضع لسيطرة الانقاذيين فضلا عن أنه يبحث عن شرعية يفتقدها فلا الدول ولا المنظمات الإقليمية أو الدولية تعترف به فهو مجرد أداة استخدمها الاسلامويين للإطاحة بحكومة الثورة . البرهان لا يدرك أنه خسر الشعب بانقلابه على الثورة كما أنه خسر القوات المسلحة ببقائه فى البدروم ثم الهروب لاحقا من الميدان كما يحسب عليه أنه لم يربح حتى معركة واحدة فى القتال ضذ الدعم السريع فيما زعم أنه معركة الكرامة. والبرهان خسر الإسلاميين ولم يعودوا يثقون فيه بل أكاد أقول بأنهم يريدون التخلص منه.الجنرال تائه فى علياء منفاه ببورتسودان وقد لا يدرك أن اى يوم يمضى محسوب عليه والشعب يراقب مصير بلاده مهددا يكون عليه استرداد وطنه واستعادة سيادته التى تخضع الان للنفوذ المصرى..ومصر تحاول جر السودان إلى معركتها ضد اثيوبيا .البرهان اخطاؤه قاتله لشخصه والبلاد فمثلا إعادة العلاقات مع إيران جعلت دول الخليج تنظر بريبة إلى السودان وليس أقل من ذلك احياء اتفاقية القاعدة البحرية للروس على ضفاف البحر الاحمر الغربية وهو ما لن تقبله لا مصر ولا السعودية واكيد طبعا الولايات المتحدة. البرهان يدرك الان بانع بلع طعم الانقاذيين وكعادتهم انسحبوا وتركوه وحيدا يترنح على غير هدى…..أما مواطنو دارفور فلن يثقوا ابدا حتى تحالف البرهان مع منى وجبريل والبرهان عاجز عن تسليم متهمين من قبل محكمة الجنايات الدولية وعلى رأسهم الخليع المخلوع الراقص وزمرة المطلوبين الآخرين..لاهل السودان مقوله مفادها أن فلانا من الناس كراعه حارة لمن يلازمه سوء الطالع وعدم التوفيق ويخالجنى سك بأن الجنرال البرهان من هذا النفر
١-
اقتباس:
لماذا يتردد البرهان في تشكيل حكومة انقلابية أو حكومة حرب؟!!
٢-
تعليق:
يا حبيب، البرهان في مشكلة عويصة اسمها “كيفية تقسيم كعكة السلطة”
ولا يعرف لها مخرج:
(أ)- هل تكون حكومة عسكرية ١٠٠%؟!!
(ب)- ام تكون حكومة لا جنرالات فيها ومدنية ١٠٠%
(ج)- ام عسكرية مناصفة مع مدنيين اكفاء بعيدين عن الحزبية؟!!
(د)- ام حكومة ٥٠% جنرالات و٥٠% اسلاميين؟!!
(هـ)- هل يكون نظام بلا حكومة، وهو سيد البلد بسلطات مطلقة؟!!
(و)- واخيرا:
هل البلد في حاجة الي حكومة؟!! ففي ظل الانظمة العسكرية السابقة والحالية كانت كل الحكومات تابعة راسا لرئاسة الجمهورية!!