حرب السودان حسب القانون الدولي الإنساني !

مناظير
زهير السراج
• كثفت مليشيا الجنجويد في الآونة الأخيرة قصف الأسواق وقتل وترويع المدنيين، حيث شهد السوق الكبير بمدينة الفاشر (سوق حجر قدو) مؤخرا قصفا مدفعيا متواصلا بواسطة قوات الدعم السريع تسبب في وقوع 27 قتيلا وعشرات المصابين، وقصفت مدافعها الغادرة يوم أمس سوق (صابرين) في ام درمان مما أدى لمقتل 13 شخصا وإصابة 33، فما الذي تهدف إليه المليشيا المتوحشة من وراء ذلك، ولماذا يظل المدنيون الابرياء الهدف الدائم للحرب بدون مراعاة لدين أو أخلاق أو قوانين .. وما الذي تجنيه الاطراف المتحاربة من قتل وترويع الاطفال والنساء وكبار السن والمدنيين العُزَّل، وارتكاب جرائم حرب حسب القانون الدولي الإنساني (وهو مجموعة من القواعد التي تسعى إلى الحد من آثار النزاع المسلح، وحماية الأشخاص الذين لا يشاركون أو كفوا عن المشاركة في الأعمال القتالية، وتضع قيودًا على وسائل الحرب وأساليبها)؟!
• وحتى لو افترضنا أن القصف حدث بشكل عشوائي، كما يردد بعض قادة الطرفين، فإنه لا يعفي الجاني من إرتكاب جريمة حرب حسب ( القاعدة 11 ) التي تحظر القصف العشوائي أو الهجمات العشوائية والتي تُعرِّفها ( القاعدة 12 ) بأنها التي لا تُوجَّه الى هدف عسكري محدد ( الفقرة 7 أ )، أو التي تَستخدِم طريقة أو وسيلة قتال لا يمكن توجيهها الى هدف عسكري محدد ( 7 ب )، او التي تستخدم طريقة أو وسيلة قتال لا يمكن تحديد آثارها على النحو الذي يقتضيه القانون، ومن شأنها في حالةٍ كهذه أن تصيب أهدافاً عسكرية ومدنيين أو أعياناً مدنيّة دون تمييز( 7 ج ).
• وبالتالي فإن تبرير قتل وترويع المدنيين بأن القصف حدث بشكل عشوائي لا يعفي من وقوع الجريمة، ولا بد من محاسبة الشخص المباشر الذي ارتكبها والذي اصدر الاوامر إليه، حسب ( القاعدة 152 ) التي تنص على أن ” القادة والأشخاص الآخرون الأرفع مقاماً مسؤولون جزائيا عن جرائم الحرب التي تُرتكب بناء على أوامرهم “.
• بل ذهبت القاعدة (153) الى أبعد من ذلك وقضت بتجريم القادة إذا عرفوا بوقوع الجريمة ولم يعاقبوا مرتكبها، أو كان لديهم علم بوقوعها ولم يتخذوا التدابير المعقولة لمنعها، وجاء في نص القاعدة: ” القادة والأشخاص الآخرون الأرفع مقاماً مسؤولون جزائياً عن جرائم الحرب التي يرتكبها مرؤوسوهم إذا عرفوا، أو كان بوسعهم معرفة أنّ مرؤوسيهم على وشك أن يرتكبوها أو كانوا يقومون بارتكاب مثل هذه الجرائم ولم يتخذوا كل التدابير اللازمة والمعقولة التي تخولها لهم سلطتهم لمنع ارتكابها أو معاقبة الأشخاص المسؤولين عنها “.
• كما تُلزم القاعدة ( 154 ) المقاتل بعدم إطاعة أمر غير قانوني: ” يجب ألاّ يطيع المقاتل أمراً من الواضح أنه غير قانوني “، ولا يحميه من المحاسبة الدفع بأنه ارتكب الفعل إطاعة لأوامر عليا إذا كان يعرف أن الفعل غير قانوني، حسب القاعدة 155 والتي تنص على: ” لا يُعفَي المرؤوس من المسؤولية الجزائية إطاعة أوامر عليا إذا عرف أن الفعل المأمور به كان غير قانوني، أو كان بوسعه أن يعرف ذلك بسبب الطبيعة غير القانونية الواضحة للفعل المأمور به.”
• لقد احتوى القانون الدولي الإنساني على كل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بالحد من النزاع المسلح وحماية المدنيين والبيئة التي يوجدون فيها واماكن إقامتهم وأعمالهم وحياتهم اليومية..إلخ، خلال النزاعات المسلحة الدولية أو غير الدولية، ولم يترك ثغرة واحدة ينفذ منها مرتكبو الجرائم والانتهاكات، من عدم توفير الحماية للمدنيين وتخريب البيئة وتدمير الاعيان المدنية ونهب وتخريب الأملاك والممتلكات الثقافية، والمعاملة المهينة والحط من الكرامة والترويع والتعذيب والتجويع واعاقة وصول الاغاثات والعنف الجنسي، والقتل، ومعاملة الأسرى والمعتقلين والجرحى والموتي، والنازحين، والأشخاص الذين يتمتعون بحماية خاصة (الاطفال، النساء، كبار السن المعوقون والعجزة)، والرعاية الطبية للجرحى والاشخاص الآخرين، والتعويض عن الخسائر، ونوع الاسلحة المستخدمة والألغام، وكل ما جاء في القانون الدولي من انتهاكات وجرائم، فضلا عن حديثه عن ضرورة توعية العسكريين بالقانون الدولي الإنساني ( القاعدة 142 )، وكذلك السكان المدنيين ( القاعدة 143 )، وعدم سقوط جرائم الحرب بالتقادم مهما مر عليها من سنوات، وكل شئ صغيرة وكبيرة تتعلق بالنزاعات المسلحة والحد منها وحماية المدنيين.
• الى متى يظل المدنيون الابرياء ضحايا لطرفى الحرب، وما الذي تجنيه الاطراف المتحاربة من استهداف المواطنين العزل، ومتى تتحرك القوى المدنية السودانية والسودانيون لانقاذ انفسهم ووطنهم ومستقبل اجيالهم القادمة من هذه المحرقة الجنجكوزية البشعة؟!
الجريدة
يازهير باشا ، الموضوع ماعايز درس عصر ولا مراجعة جدول الضرب ولا مذاكرة كشكول التلميذ والحساب الإملائي …. أرجعوا دائمآ إلى أساس الأمور. من جاء هؤلاء الدعامة الجنجويد؟ من رحم الكيزان. مابين ٢٠٠٣ وحتى تاريخه ماذا فعل الجنجويد تنفيذآ لأوامر الكيزان؟ القتل والدمار والحرق ونهب ثروات البلاد والتطهير العرقي. كل قادة ومستشاري ومؤيدي الجنجويد كيزان ، أرجعوا إلى تاريخ كل قائد من قادة الجنجويد بمن فيهم حميدتي نفسه ونظار قبائل الحواضن القبلية للجنجويد ، تجدوهم كلهم كيزان وشاركوا الكيزان في كل جرائمهم ضد الشعب السوداني. حين تصير الأفعى وردة ، سوف يعمل الكوز والجنجويد لمصلحة الشعب السوداني. الكيزان والجنجويد شيء واحد ونهج واحد. نقطة على السطر.
بسرعة البرق تحولت من الحقيقة والمصالحة والتنازلات إلى القانون الدولي الإنساني والمحاسبة والعقاب … أخافتك الاتهامات بأنك من أهل الهبوط الناعم والتسوية وعفى الله عما سلف … الكاتب صاحب الرأي لا يكتب لكي يرضي قراءه بل لكي يفيدهم ويفتح أمامهم آفاق جديدة ويقترح طرق مختلفة للتفكير والنظر للأمور … بؤس الحال والمقال ليس مصيبة الكيزان والجنجويد فقط بل علة الغالبية الغالبة من كتابنا وسياسيينا لهذا نحن فيما نحن فيه من كوارث
انا شايفك اليومين ديل يا زهير بوصلتك متجهة نحو “الجماعة” يكونوا غمطوا ليك غمطة، العيازو بالله من ناس ابو وجهين!
يا سادة :
استاذ زهير يتحدث عن المواطن السوداني ومعاناته
لعنكم الله
لا تحمون المواطن ولا ترضون حتي الحديث عن حماته !!!!!
وحوش بشرية !!!!!!!
همكم الصيد والافتراس!!!!!
يثور ضد الكلمة ويصفق الدانة والطاقة !!!!!
انها ثقافة العنف والقسوة والانتقام من الشعب!!!!!
و الله لو طبقت هذا القانون على عمايل جهاز الامن في وقت السلم و بالذات لقاعدة (154 ) و لقاعدة (155 ) ستجد الالاف من الانتهاكات و الجرائم التي تستحق المحاكمة و فقط تحت هاتين القاعدتين ,
فما بالك بعساكر في وقت الحرب و في دولة لم ترفع فيها قضيايا في مجازر تم فيها قتل و جرح المئات و اقربها فض الاعتصام و ما قام به الهمج في النيل الازرق
أقول ليك كلام لو طبقت هذا القانون على بعض القضاة حاليا الذين يحكمون بأحكام عشوائية يعرفون ضررها لوجدت حالات كثيرة
أعتقد أن سرد جرائم الدعم السريع ومخالفتها للقانون الدولي لا تجعل الدكتور زهير منحاز لطرفٍ ما بل هو جزء من سرد الوقائع وتوثيق الجرائم ضد الإنسانية من اي طرف كان ومخالفتها للقانون الدولي ولذلك يصب في طرحه للمصالحة والمحاسبة معاً وبيان آثار الحرب الكارثية على الأبرياء مما يتطلب البحث عن مخرج ثمنه أقل من ثمن الحرب وليس التحيز لجهة ما .. ولنكون صادقين مع أنفسنا بعيداً عن الانتماء والتحيز ما اركتبه الدعم السريع من قتل ونهب وترويع وتدمير لا يمكن مقارنته مع ما ارتكبه الجيش السوداني والدليل حالة المواطن في المواقع التي تحت حماية الجيش والمواقع التي تحت سيطرة الدعم السريع..والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة صادقة لماذا يهرب المدنيون من المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع إلى المناطق التي تحت سيطرة الجيش ؟؟؟ دعونا من التصنيف الذي يمارسه البعض من خلال قاعدة عنصرية او ايدولوجية او سياسية والتي تبنى على كل من ينتقد الجيش فهو قحاتي وتقدمي ودعامي وكل من ينتقد الدعم السريع ولو من خلال الحقائق فهو فلول وفلنقاي…. هذه التصنيفات لا تسهم في وقف الحرب وبناء وطن للجميع… للأسف الإعلام المسيس ومدفوع الثمن (الميديا السوداء) قسم السودانيين إلى جيشه ومناصريه ودعم سريع ومناصريه ولم يترك مساحة للحياد الإيجابي الذي يسعى لوقف الحرب والمحافظة على ما تبقى من الوطن موحداً وكذلك الحياد الحر الذي يرفض الأفعال والتعديات على حقوق المواطن مهما كان لونه وانتماؤه وعرقه وموقعه الجغرافي من اي طرف من أطراف الحرب… نحن كسودانيين في وصع حرج ولا بد من إيجاد مخرج قبل فوات الأوان بعيداً عن المصالح الحزبية والجهوية والايدولوجية الضيقة وبعيداً عن إملاء الرأي الشخصي والانتهازي الذي يصب الزيت على نار الحرب بهدف نصر ذاتي على حساب الجميع ولن يتحقق ذلك بعد ما حصل وما يحدث من انكشاف للاجندة الداخلية والخارجية للحرب…
أعتقد التذكير بجرائم الحرب وتوثيقها وتوقع عواقبها على من ارتكبها خطوة من خطوات الطريق الصحيح للمصالحة والمحاسبة والسلام والتسامح الدائم…
سرد جرائم الدعم السريع ومخالفتها للقانون الدولي ينبغي ان يكون في هذا السرد توازن و لا نقول مساواة
على سبيل المثال فقط فان اغلب جرائم الدعم السريع هي من وحدات من العساكر الذين هم بعيدون نسبيا من قيادتهم و قد حدث مثلها من الجيش كثيرا في حروب دارفور و مقدار أقل حاليا
بينما تجد جرائم الجيش في القصف بالطيران جرائم تصدر من ثيادات لأن عملية القصف تخضع لجمع معلومات استخبارية و تحديد احداثيات و اقل من يقوم بالقصف يكون ضابطا في سلاح الطيران و لا تنطلق اية طيارة من دون علم القيادة
لكن زهيرا عمل اضان الحامل طرشاء بالذات فيما يتعلق بجرائم القصف الجوي .
أخيرا : هناك فرق بين الواقعية و المفترض , مثلا لدينا قضايا مثل قتلى فض الاعتصام لم يتحرك فيها اي ملف حتى مع وضوح الامور و مرور حكومة مدنية و بعدها عسكرية و الان حالة حرب
عش واقعك و قارب و سدد