مقالات وآراء

هل تفعلها نيويورك؟!

 

مناظير
زهير السراج

* قبل أن أتحدث عن توقعاتي من زيارة البرهان لنيويورك، لا بد من توضيح بعض النقاط:

* أولا، الزيارة بروتوكولية بحتة لحضور إفتتاح الدورة (79) لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو أمر روتيني يتكرر سنويا للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث يأتي رئيس كل دولة أو من ينوب عنه ليدلي برأي دولته في بعض القضايا عبر خطاب موجه للجمعية العامة، وفي العادة يلتقي على هامش الزيارة بعض رؤساء الوفود أو المسؤولين الآخرين لمناقشة العلاقات الثنائية بين دولهم أو أية قضايا أخرى، ثم يعود الجميع إلى بلادهم تصحبهم لعنات الشعوب على إهدار المال العام فيما لا ينفع ولا يفيد!.

* ثانيا، جاء في بيان البرهان قبل بضعة أيام رداً على بيان الرئيس الأمريكي والذي طالب فيه بوقف الحرب في السودان مدينا انتهاكات وجرائم القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ضد المدنيين ..إلخ، “إنه على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين للتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة الشعب ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة”، وهي أكذوبة كبرى ظل يرددها البرهان من وقت لآخر بغرض المناورة وكسب الوقت فقط، حسب التعليمات التي تصدر إليه، وذلك بغرض تمكين (الحركة اللا إسلامية) وعودتها للحكم مرة أخرى، وإلا لما أهدر عشرات الفرص التي أتته بالتفاوض مع الطرف الآخر وإيقاف الحرب والتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة الشعب ويضع السودان على الطريق نحو الأمن …إلخ، كما يزعم!.

* الكيزان، كما ذكرت أكثر من مرة، لن يوافقوا على إنهاء الحرب إلا بعد أن يضمنوا وجودهم في المشهد السياسي السوداني بعد الحرب، أو ربما سيطرتهم عليه بشكل مطلق، إهتداءً، كما تسرب من بعض إجتماعاتهم في أسطنبول، بحركة طالبان في أفغانستان والحوثيين في اليمن الذين فرضوا أنفسهم كأمر واقع في بلادهم واعترفت بهم الكثير من الدول، ومَن لم تعترف بهم إضطرت للتعامل معهم، وهو أمر بعيد الحدوث في السودان لوجود فرق جوهري بين طالبان والحوثيين وبين الكيزان، وهو أن الكيزان حزب سياسي، كأي حزب آخر، يمكن أن يندثر في أي يوم من الأيام، بينما طالبان والحوثيون جزء لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي في بلادهم، لا يمكن استبعادهم من أية تسوية سياسية وإلا كانت تسوية ناقصة لن يكتب لها النجاح والاستمرار!.

* ثالثا، ذكر البرهان في بيانه بأنه “يتطلع لتعميق المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين خلال مشاركته في الجزء الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة” مما أوحى للكثيرين بأن زيارة البرهان ستشهد اجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين وبالتحديد وزير الخارجية الأمريكي (أنتوني بيلنكن)، وأشاع روحا من التفاؤل في المزاج العام السوداني المكتئب بإمكانية قبول البرهان (الكيزان) للتفاوض مع قوات الدعم السريع، بل جزم البعض وفيهم محللون سياسيون بأن المفاوضات قادمة لا محالة وبنوا عليها احتمالات وآمال كبيرة، غير أنني وبعد البحث المكثف، لم أجد في موقع وزارة الخارجية الأمريكية والمواقع الرسمية الأخرى والمواقع الإعلامية الأمريكية الكبرى أي حديث أو إشارة عابرة عن لقاء سيجمع البرهان ووزير الخارجية الأمريكي أو أي مسؤول أمريكي آخر، كما جرت العادة في الأوساط الرسمية الأمريكية بالإعلان المسبَّق عن جدول أعمالهم، إلا إذا كانت المناقشات التي ورد ذكرها في بيان البرهان ستدور مع مسؤولين أمريكيين من الوزن الخفيف جدا (وأستبعد ذلك أيضا لعدم اعتراف الولايات المتحدة بوجود حكومة شرعية في السودان بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، والدليل على ذلك تحاشي المبعوث الأمريكي المكلف توم بيرييلو، الإشارة إلى مجلس السيادة أو الحكومة السودانية في دعوات التفاوض التي ظل يوجهها إلى قائد الجيش، كما جرت جميع المحادثات الهاتفية السابقة بين وزير الخارجية الأمريكي والبرهان بصفته كقائد للجيش)، كما أن البيان الرسمي لمجلس السيادة السوداني عن جدول زيارة رئيسه لنيويورك لم يتضمن أي لقاء مع مسؤولين أمريكيين، وعليه فإنني لا أتوقع أن يلتقي البرهان مع أي مسؤول أمريكي وكسر حالة الجمود في الحالة السودانية، وغالبا ما يكون البرهان قد قصد من الحديث عن تطلعه لتعميق المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين الايحاء للناس باعتراف الأمريكان به، وإصباغ الشرعية على نفسه كرئيس للدولة السودانية!.

* الاجتماعات المعلنة والتي تمت (والتي لم تتم بعد) على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، شملت أو ستشمل الدول الأعضاء في مبادرة جنيف، ورؤساء الاتحادات الإقليمية وممثلي الأمم المتحدة وهي تتعلق بالقضايا الإنسانية وتوصيل الإغاثات فقط، أما موضوع التفاوض ووقف الحرب، فرغم أنني آمل مثل غيري أن يجد له مكانا في نيويورك، إلا أنني أستبعد ذلك!.

الجريدة

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. أعيد و اكرر وقف الحرب من خلال مفاوضات يعني إعادة الشراكة المشئومة بين القوات المسلحة و مرتزقة جرذان و كلاب عربان الشتات الافريقي و افندية قحت المركزية و ده إذا حصل يعني ( هدنة ) و ليس وقف دائم للحرب و وقف الحرب عبر مفاوضات يعني تقديم تنازلات و المتضرر الوحيد سوف يكون هو الشعب السوداني و الوطن…
    الحل واضح لكل صاحب بصر و بصيرة عدا للذين باعوا ضميرهم و وطنهم و المغيبين الماسكين في اسطوانة الكيزان مثل كاتب المقال

    1. وعاد الكوز المطرقع ابوعزو الشهير ب اب عفنة ليمارس الكذب والطلس والدجل لعنة الله عليك يا اب عفنة

    2. جون قرنق بعد واحد عشرين سنة تم الاتفاق معه على منصب نائب الرئيس و حق الانفصال اذا رغب

      انت شكلك يا أبو عزو يا غبي لا تفهم
      لا نريد تكرار نفس السيناريو يقتل الالف من الشباب و في النهاية تمارسون نفاقكم كالعادة و تقولوا عليهم ماتوا فطيس و ترقصوا على قبورهم و توقعوا اتفاث اذعان مع الطرف الاخر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..