مقالات وآراء

العرب لم ينجح أحد!

محمد حسن مصطفي

في الكرامة والنخوة والشجاعة تم اختبار “الكل” و الأكثريَّة سقطوا! فتم الإجتياح.
وبينما مازال البعض “منا” في ظنهم أنهم بعيدون عنها نيرانها الحرب ؛ نجدهم من الغفلة فيهم تشابه حالهم مع حالنا نحن الذين ظننا كذلك وإلى اليوم مازالنا في حربنا! .
*
أحد إعلامي طبالي الأنظمة استنكر بإسلوبه المعهود من “ردحي” أن يُقال “توقعاً” أن بلده هي “التالية” عليها الدور! وهاج وماج في التذكير أن جيشها وأصلها وفصلها! .
فهل ظن أن الكلام ونفخه كاف بإبعادها الحرب عنه؟! .
*

السودان سقط في مستنقعها الحرب وقبله مازالت ليبيا واليمن والعراق وسوريا غارقين في أوحالها ونيرانها! . ثم استبيحت غزة وفلسطين لتشتعل لبنان بعدهم! .
والتسلسل كنا جميعا حاضرين له شاهدين عليه نشاهده! .
والباحث في الأحداث وخلفها يجد أن الصهاينة لهم يد حتماً -و طويلة- فيها!
*
تفكيك الدول العربية والإستفراد بها واحدة تلو الأخرى مُخطط معروف قديم أُسِّسَت عليه دولة الإحتلال الصهيوني بمباركة وإشراف من الإنجليز والفرنسيين قبل أن يتولَّى حراسته وحمايته أمريكا! .
وما دولة النهر للنهر إلى طريقهم لرسم الهدف! .
*

نحن مجرد “ثيراناً” في نظرهم ويمكن حتى حشرات وجاءت ثورات الربيع العربي رغم النور والحق المصاحب لها إلا أنهم وجدوا فيها “فرصة” عن طريق أذرعهم من الخونة فينا بأن أصعدوهم فوق موج الثورات وأركبوهم عليها لينحرفوا بها إلى واقع كل تلك الأحداث المؤسفة والمروِّعة المؤسفة المبكية التي نحن نعيشها! .
*

و “مصر السيسي” في مقدمة دول العربية قد تم اختبارها وأكثر من مرة لكن نظام “سليمان السيسي” أثبت أمام الجميع أنه قد أسقط مصر التاريخ والعظمة والقوة والدولة! .

مصر اليوم تحاصرها ثلاثة حروب على حدود معها مباشرة عدوان الصهاينة على غزة واستباحتهم لها ولاتفاقياتهم الحدودية والأمنيّة مع مصر وقبلها حرب السودان بين قادة جيش السودان ونظام المخلوع ومليشياته المتمردة عليه ومن يقف خلفها من الساسة والتي تم الإعتداء وقبل انطلاقها على قوات مصريّة متواجدة في ضيافة وحماية الجيش! وقبلهم ليبيا والتناحر الدموي الهمجي بين الميليشي حفتر وساستها! .
وقبل كل تلك الحروب كان النيل والصراع البارد مع الأحباش ومن خلفهم إسرائيل حتى جاء وتم وأمام بصر وسمع السيسي إتمام بوابته الحابسة له سد النهضة! .

و خُتمت بتحكم إيران بذراعها حوثي-اليمن على مدخل البحر الأحمر باب المندب المضيق ومنه مباشرة تحييد قناة السويس وإخراجها من اقتصاد تمويل مصر وميزانيتها ومن الخدمة! .
*

حتى حزب الله واستقواءه بإيران وعمالته لها على حساب شعبه سقط وما ظل مُتمسِّكاً يتغنى بجملة “قواعد اللعبّة” ومع من؟ مع اليهود الإسرائليين المغتصبين القتلة الذين لا يرون لنا حرمة فكيف بقانون وقواعد ندَّعي ونتشدَّق بالإلتزام معهم بها! .

*
إلى أبواق وطبالي ورقاصي الأنظمة حيثما كانوا وحتى في السودان عندنا :
لقد سقطتم جميعاً في اختبار حمل الأمانة وشرف حفظ الكرامة وأمام شعوبكم وأنفسكم وقبل أن تتعرُّوا بنا أمام العالم والصهاينة! .
المؤمن ليس باللعَّان وكم أريد إرسالها من لعنة.
*

ونلحظ دولة -نظاماً أعني لا شعباً- منا تجدها قاسماً مشتركاً متواجدة بوضوح في كل مكان يشتعل أو سيشتعل فينا وبيننا خدمة للصهيونيّة وخطتها لتفتيتنا.
أبو ظبي ابن زايد. عليك من الله ما تستحقه.
*
وينادي البعض بيننا أن حق لهم العيش في سلام وآمان طالما أنهم في جغرافيتها الحرب بعيدين عنها وحتى في أسبابها لا دخل لهم فيها! ومعهم حق لكن وللحق ما ذنب الأطفال والنساء والشيوخ التي تقتل وتذبح وتروع وتغتصب وتهجر في باقي البلاد التي تنتمي إلينا! .
لماذا نظل نتفرَّج عليهم في راحة للضمائر أو “نومة” لأن الذنب نظل نُحمِّله لقادتهم وقيادتهم والحركات المُنتميَّة إليهم! .
حماس أشعلت الحرب على شعبها وحزب الله والحوثي وساسة السودان وقيادة جيشه والإخوة في ليبيا ومقاومة سوريا!! .
وتظل تموت بيننا الشعوب وتُقتّل وباقي الزعامات فينا -لا معظم الشعوب تحتها- لا تهتز فيها الرحمة أو خوف الله أو النخوة فتهتز لتتحرَّك.

يا عرب: سنموت كل في وحدته وهمه وحربه ؛ فلم ينجح أحد! .

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. أخي المصري لك التحيه… والله ما قامت به مصر تجاه الشعب السوداني شيئ عظيم… ربنا يحفظ مصر ارضا وشعبا

  2. اللهم احفظ مصر من كل شر ومن اراد بها سوا… شكرا لمصر لما قدمتم لنا.. شكرا لكل مصري وعزرا لكل من اساء او اراد ان يصطاد في الماء العكر وطبعا يوجد في اي مجتمع الصالح و الطالح..
    شكرا لكم وربنا يحفظكم من كل شر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..