مأساة الطفلة المصرية!

مناظير
زهير السراج
* أثار فيديو لصبية مصرية مبثوث على مواقع التواصل الاجتماعي غضباً عارما في الشارع المصري، وأشعل النيران في قلوب المصريين ضد السودانيين، وكان من الممكن أن تحدث كارثة بعد التفاعل الكبير معه من ملايين المصريين في معظم أنحاء العالم ومطالبتهم بطرد السودانيين المقيمين في مصر باعتبارهم مصدر تهديد للأمن والسلامة، وأعلن الكثيرون مقاطعة السودانيين وطالبوا بعدم التعامل معهم وإخراجهم من الشقق السكنية، وهدد البعض باستخدام العنف لحماية أنفسهم من الوحوش السودانية، وتكهربت الأجواء بشكل غير مسبوق في معظم المدن المصرية الكبرى ضد السودانيين، خاصة مع الفيديوهات التي بثها بعض المصريين وأشاعوا فيها وصول الكوليرا إلى مدينة أسوان مع السودانيين القادمين من السودان، رغم نفي السلطات المصرية لوجود كوليرا في مصر!.
* كغيري مِن الذين شاهدوا الفيديو، صدقتُ كل ما جاء فيه، للحبكة الممتازة والبراعة الكبيرة التي أدت بها الصبية الدور الذي كتبته ومثلته وأخرجته بنفسها، مستخدمةً كل أدوات الجذب واستجداء العطف من ملامح بريئة وآهات وصراخ ودموع تقطر كالسيل تزلزل كيان كل من يراها تتدفق على وجنتي الطفلة البريئة وكأنها ممثلة محترفة من الدرجة الأولى (وأتوقع لها نجاحا بارعًا في مجال التمثيل إذا إختارته ووجدتْ من يمهد لها الطريق للولوج إليه)، ووصل بي الأمر من شدة التأثر والعطف أنني خجلت من كوني (سوداني) أنتمي لنفس الجنسية التي ينتمي إليها المجرمون الخمسة الذين اعتدوا عليها في أحد شوارع محافظة الجيزة بالعاصمة المصرية القاهرة، وضربوها وهددوها بالمطاوي والسكاكين وحاولوا سرقتها، وتمنيتُ لو أعثر عليهم لأمزقهم إربا وألقي بجثثهم طعاما للكلاب، ولعنتُ في سري وجهري الزمن الذي جعلني أحيا لأرى سمعة بلدي ووطني وأهلي تنحدر إلى هذا القاع السحيق، وتتمرغ كرامة وشهامة السودانيين التي عرفوا فيها في الوحل والطين، وارتفعت حالة الإكتئاب التي أعاني منها منذ اندلاع الحرب العبثية القذرة في وطني العزيز ومعاناة أهله الطيبين الكرام إلى أعلى درجة!.
* تخيل .. خمسة رجال أشداء يهجمون كالوحوش الضارية على طفلة بريئة باللكم والصفع والمطاوي والسكاكين ــ حسب رواية الطفلة في الفيديو وهي تبكي وتتشنج ــ بدون أن يراعوا لطفولتها وبراءتها ودموعها وصرخاتها وتوسلاتها، أو للدولة التي آوتهم واستضافتهم ووفرت لهم الأمن والحماية وأنقذتهم من الحرب البشعة التي تحرق بلادهم وتشردهم وتحولهم إلى نازحين ولاجئين وجوعى ومرضى ومتسولين.. والله لا ألوم أي مواطن مصري انفعل لمأساة تلك الطفلة البريئة وقال فينا ما قال، وطالب بطردنا، إذا كان ذلك هو سلوكنا وتصرفنا تجاه الجميل الذي صنعوه لنا، ولو حدث ذلك من مواطنين مصريين لطفلة في السودان لما كان رد فعلنا أقل من رد فعل المصريين!.
* ظللت في حالة إكتئاب بضع ساعات كانت من أسوا الساعات التي مررت بها في حياتي وكنت شبه ميت، إلى أن أنقذتني وأعادتني إلى الحياة والاعتزاز بسودانيتي وأهلي الكرام، الشرطة المصرية بذكائها وتصرفها الذكي وتحسبها من حدوث فتنة واحتكاكات بين المصريين وضيوفهم السودانيين، ووصولها السريع إلى الطفلة لمعرفة تفاصيل الجريمة التي وقعت لها واتخاذ الإجراءات المناسبة، واكتشافها من التحقيقات وفحص الكاميرات في مكان وقوع الجريمة المزعومة، أن القصة ملفقة من أولها إلى آخرها، فأصدرت بيانا تنفي فيه وقوع الجريمة، لا من سودانيين ولا من غيرهم، واعترفت الطفلة بأنها فعلت ذلك لتجذب إهتمام أمها وأسرتها بها!.
* ولكنها في حقيقة الأمر فعلت ما فعلت ــ حسب الصحافة المصرية ــ لجذب الإنتباه والحصول على أكبر عدد من المشاهدات، ويصبح الفيديو الأكثر شيوعا على الإنترنت (تريند)، ويحقق للطفلة الشهرة التي تحلم بها، وتجني النقود الكثيرة التي تغري بها منصات التواصل الاجتماعي روادها لصناعة المحتويات والحصول على الملايين، لتكسب من ورائهم المليارات من شركات الإعلان، فصار الناس كالمجانين لا يكترثون لأي شيء (لا فضيلة، ولا حقيقة، ولا علم، ولا أخلاق ولا أي شيء)، الشيء الوحيد المهم هو المال الذي يجب أن يأتي عبر أية وسيلة وبأية طريقة (جريمة، عري، إشاعات، أكاذيب، تلفيق وإدعاءات كاذبة)، كما فعلت الطفلة المصرية التي تخلت عن براءتها وتحولت إلى متوحشة وكاذبة ومجرمة من أجل النقود السايبة، وهي مأساة الملايين بل الميارات في العصر الذي نعيشه، وليست مأساة الطفلة المصرية وحدها، ولا يدري أحد ماذا سيحدث غدا !.
الجريدة
واضح ان الفيديو مفبرك ولكن واقع الحال المعاش فى مصر يؤكد ان السودانيين مهدد للامن القومى ولاسيما ان اكثر شباب السودانيه شغالين رباطه وعاملين عصابات وشغالين تجاره مخدرات زدعاره واختطاف اطفال وبنات ———–غالب السودانيين فى القاهره عاملين لبش شديد جدا جدا جدا ——-وحتى الاتيكيت ما بيعرفوه فمثلا الاسنسيرات فى غالب احياء القاهره قديمه وعلى قدر الحال وينبهه بصعودها ثلاثه اشخاص مثلا –تجد السودانيين والسودانيات ماكنات وسمان يركبو اكثر من سته يقولو لك بيشيلنا بالبركه -واذا البواب اتكلم -يجلدوه رجالا ونساء ———-فى كعابيش بعض ابناء السودانيين يربطون بعد الساعه اثنين صباحا بالسواطير وكذلك فى الجسر بين المهندسين وارض اللواء وغيرها 00000000الشرطه المصريه عامله رايحه بسبب التدفقات الماليه التى سببها السودانيين وتحريك حركة السوق ————–بصراحه شديده اذا استمرت الحرب ——–ستصبح القاهره عباره عن مرتع وصراع عصابات سودانيه —————-الشعب المصرى شعب بسيط ومتقبل للاخر ليس متعالى مثل الخليجين وشعب عاوز يعيش ويعمل ولسانهم طويل فى الدعابه والهرج والمزاح —————–السودانيين خربو بلدهم وعاوزين يخربو مصر —————
اتق الله و بطل كذب
هل يعقل كلامك ( بعض ابناء السودانيين يربطون بعد الساعه اثنين صباحا بالسواطير وكذلك فى الجسر بين المهندسين وارض اللواء )
اذا كان المصريون هاجوا و ماجوا بسبب فيديو مفبرك فهل يعقل أن يسكتوا على السواطير
عندما تريد أن تكذب فتحرى المعقولية و لا تكن كذابا و ابله
طيب انتا ما كنت زيها أيام سخرت قلمك وشهرتك للنهش في وزير واحد في حكومة الثورة الأولى . نعم وزير واحد تخصصت فيه فقط لمجرد أن صديقك كان يكرهه. تخصصت في هذا الوزير الوحيد حتى تم إعفائه من مهامه وكتبت (وسقط هُبل) و إتضح في لاحق الأيام والسنوات وحربنا اليوم أنك كنت معول هدم لا بناء من أجل لا شي، وهنا أحسن منك الطفلة المصرية على الأقل أرادت الشهرة والمتابعة. حقو تخجل من نفسك للأبد
نعم توجد كثير من المظاهر السالبة . وبالعكس ليست هنالك اي اشارات للمظاهر الموجبة . ونحن لا نعلم الى متى سوف تطول إقامتنا في مصر فعلينا التعامل مع الواقع ودراسة الاحتمالات من كل الجوانب حتى نتفادى ما يمكن ان يحدث مثل ما حصل مع الطفلة المصرية وغيرها من الفيديوهات المفبركة.
كان من المفترض أن تقوم بهذا الدور السفارة ولكن لسوء الحظ فهي مشغولة بالجبايات . وايضا لا يوجد دور للجالية .
نحتاج للأعمال ( وليس الأقوال فقط) التي توضح أننا اناس مسالمون وخيرون وأن ما يحصل من البعض لا يعدو كونه شئ طبيعي وعادي كبقية خلق الله ولكن الخير فينا اكبر. وإن لم نفعل فسوف تخرج علينا مئات الطفلات وغيرها تسيئ الينا وسوف نتجرع الذل والمهانة في قادم الأيام .
لا بد من عمل محسوس نستطيع به درء المظاهر السالبة صحيحة كانت او مفبركة .
ليست طفلة حسب لغتنا , بل فتاة و المأساة ليست مأساتها هي
يا كاتب المقال , قل الفتاة , فهي ليست طفلة و الوصف بالطفلة هو وصف حسب القوانين الغربية و لكن حتى في الغرب يمكن ان تطلق عليها كلمة فتاة و هذا اللفظ ( فتاة ) لا يتنافى حتى مع القوانين الغربية
عندما قرأت العنوان لم أكن أظن أنه يتحدث عن هذه الفتاة بسبب كلمة مأساة المنسوبة الى الطفلة
في حقيقة الأمر المأساة هي للنازح أو اللاجيء السوداني و بالذات مستوري الحال ممن سافر الى مصر فقط هربا من االوضع المزري بسبب الحرب و القذائف الطائشة