
جعفر خضر
استبشرنا خيرا بمكبرات الصوت التي طافت سوق القضارف ومواقع اخرى تنادي المواطنين أن تعالوا بمستنداتكم ووثائقكم التي تثبت ملكيتكم لأراضٍ تم تخصيصها في وقت سابق خصوصا في عهد المدير التنفيذي الأسبق عباس ادريس. استبشرنا خيرا عشماً في استرداد اراضي بلدية القضارف المنهوبة ، القضارف التي نُهبت نهب غرائب الإبل ، حتى قيل أن ليس لها وجيع! .
في حين نجد ان شفشفة (= نهب) الجنجويد لموارد البلاد وممتلكات المواطنين تحدث بالقوة الفظة والعنف الصريح ، ويصاحبها القتل والاغتصاب؛ فان “الشفشفة” عبر دواوين بلدية القضارف هي شفشفة ناعمة يستخدم فيها سلاح القلم الأخضر غير الشريف ، وصفقات السماسرة مع المحاسيب ، و”الظرف السريع” للصحفيين الزيف.
كانت حقبة المدير التنفيذي عباس إدريس ، في عهد الوالي الفاسد محمد عبد الرحمن محجوب ، الأسوا على الإطلاق ، فقد ازكم فسادها الأنوف.
إذ تم في حقبته بيع ارض مدرسة القابلات باللف والدوران ، وقد نال بعض المهندسين نصيبا من الدكاكين. ولنا ان نتساءل من أعطاكم الحق؟ واين ذهب “زنكي” مبنى القابلات؟ ام عملتم بالقول الأسيف (دار ابوك كان خربت شيلك منها شليه)! .
وقد تم في عهد المدير التنفيذي الفاسد تخصيص حوالي 30 دكان من ارض المدرسة الفنية (الاتحاد سابقا) مقابل رسوم تتراوح ما بين 50 الى 100 الف جنيه فقط للدكان؛ أي أن الحكومة تحصلت من بيع 30 دكان في سوق القضارف اقل من 3 مليون جنيه، في حين أن ثمن الدكان الواحد ملايين الجنيهات ، إنها شفشفة القلم الأخضر الناعمة! .
ولأراضي موقف “الميدان روينا الملك” قصة أخرى ، إذ أن المدفوع 5 مليون ونصف المليون جنيه ، ولكن إيصال الدفع ب 4 مليون ونصف , فمن “شفشف” المليون؟! .
كما تم توزيع دكاكين لأصحاب رتب عسكرية ، فما علاقة الرتب بالتجارة؟
ولك ان تتخيل! تم بيع دكان في البلدية القديمة ، واستخرج له عقد رسمي موثق ومختوم في فترة عباس ليتضح لاحقا أن هنالك مالك آخر للدكان بشهادة بحث. إنها الفوضى تضرب بأطنابها ، واستباحة القلم الأخضر للمال العام! .
وانتشر الفساد ، انتشار النار في الهشيم ، ليشمل سوق المواشي والسوق الشعبي ، وموقف سلامة البي الجديد ، وأراضي المشتل مقابل كنيسة ديم النور ، وغيرها وغيرها وغيرها.
حاول صحفيو “الظرف السريع” الماجورون الذين يكتبون لصالح عصابات الفساد، مقابل المال الكاش ، او بالدفع مقدما عبر تحويلات بنكك. حاول هؤلاء الصحفيون – مجازا – تحريض الأجهزة الأمنية وحكومة الولاية ضد المدير التنفيذي الحالي ، فقط لأنه قرر مراجعة عمليات بيع اراضي البلدية. وتوعدوه بالإقالة إن واصل فتح هذا الملف.
ودعا صحفيو “الظرف السريع” المدير التنفيذي للاهتمام بمعركة الكرامة وإعداد الكتائب والمستنفرين بدلا من القضايا الانصرافية مثل مراجعة عقودات بيع الدكاكين على حد قولهم البئيس. ونسى هؤلاء المتاعيس ان المعركة ضد مليشيا الجنجويد هي معركة ضد النهب (الشفشفة) والاغتصاب والقتل الجزافي ؛ ولن يخوض هذه المعركة إلا الشرفاء الذين ترفض نفوسهم الأبية أكل المال السحت ، وبيع الدكاتين بالطرق الملتوية للمحاسب والمتنفذين وارسال “الظرف السريع” لصحفيي اخر الزمان.
إن الحرب ضد مليشيا الجنجنويد هي حرب أخلاقية في المقام الأول ، ولا يخوضها بحق الا ذوو الأخلاق. لذلك فإن استئصال الفاسدين بالبلدية والمحاسيب والمرتشين ، يندرج في صلب معركة الكرامة.
عساك تفهم يا مغفل أن المعركة بالأساس هي ضد المؤتمر البطني الفاسد وليس ضد إبن الجنجويد.
مصيبة هذه الحرب هي في تحول مناضل سابق إلى بلبوسي لأسباب قبلية.
تذكرت مقالة داؤود يحي بولاد لجون قرنق :
لقد إكتشفت إن رابطة الدم عند هؤلاء الناس أثقل من رابطة الدين.
بس الواضح انو اخونا الكاتب جعفر خضر يظن ان الإنقاذ انتهت!! طبيعي يكون الفساد في كل مناحي الحياة
شنو الهواء قلب شنو يا بلبوس؟
شكرا استاذ جعفر محاربة الفساد اولي من محاربة الجنجويد لا تنتصر الدولة الا بالعدل