قراءة اوليه في خطاب السودان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دروتها التاسعة والسبعون

السر العجمي
أن الخطاب الذي القي في الجمعية العامة للأمم المتحدة خطاب خجول وركيك في اللغة ، وتناول مفردات محليه وركيكيه. وعلي سبيل المثال عبارة سوق. مع التناقض الواضح في الخطاب . فضلا هن ذلك انه ينم عن الجهل بأسس الدبلوماسية وبميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي وكذلك القانون الدولي الانساني ، حيث ان الخطاب في حد ذاته يعتبر مهدد للسلم والامن الدوليين ، وسوف نتاول تحليل هذا الخطاب من خلال القراءة الأولية له.
• اكد الخطاب علي رفضه لكل المبادرات وكل الجهود الدولية والاقليمية التي بذلت من اجل ايقاف الحرب. وهذا يتنافى مع ميثاق الامم المتحدة الذي نص علي حل النزاعات بالصورة السلمية وذلك وفقا لما نص عليه البندة السادس من ميثاق الامم المتحدة في مادته السادسة والثلاثون. حيث جاء في الخطاب” ان سوق المبادرات وتجيير وتوجيه مقترحات الحلول لخدمة جهة معينه او لتلبية مصالح دول اصبحت هذه الاساليب غير مقبولة وليست ذات جدوي في الدول النامية”. فضلا عن ذلك اكد علي اصراره لمواصلة الحرب عندما ذكر” اننا ماضون في هزيمة ودحر هؤلاء المعتدون مهما وجدوا من دعم ومساعدة”.
• جاء في الخطاب “أن تنامي التصرفات الانفرادية خارج نطاق الامم المتحدة بما يتنافى مع الميثاق والقانون الدولي” وهو في ذلك يرفض التدخل الدولي دون تفويض الي مجلس الامن ، ويرسل رسالة الي امريكا والتحالف الدولي الذي شكل عقب مفاوضات جنيف الاخيرة ، خاصة ان هذا التحالف يدخل في سياق التدخلات غير القانونية دون تقويض من مجلس الامن. بمعني انه يمكن ان يقبل التدخل من قبل مجلس الامن ، الا انه تناسى ان التدخلات التي قامت بها امريكا وحلفائها بصورة فردية في بعض الدول ، شكلت سوابق واصبحت عرف دولي ، حيث ان العرف الدولي هو احد مصادر القانون الدولي. كما انتقد الخطاب اليات الاكراه السياسي والاقتصادي ، وربما تكون هذه رسالة الي العقوبات الفردية التي تنص عليها الولايات المتحدة الامريكية وغيرها من قوانيها مثل قانون جاستا ، الا انه تناسي ان لمجلس الامن لديه اليات اقتصادية وعقوبات فردية بموجب المادة (41) من ميثاق الامم المتحدة.
• الخطاب بغباء أكد وامن علي توصيات البعثة الدولية لتقصي الحقائق ، والتي جاء في توصياتها التدخل لحماية المدنيين ، وذلك عندما ذكر في الخطاب انا أتسال لماذا لم تتخذ المنظمة الدولية اجراء حاسما ورادعا حيال تلك المجموعة والعالم كله شاهد علي ارتكاب الجرائم ضد الانسانية” وتناسي ان المنظمة الدولية شكلت هذه البعثة بناء علي طلبه في دورته السابقة ، وعند اصدار تقريرها وتوصياتها ادانت بعثة تقصي الحقائق الطرفين. والان بهذا الخطاب يوافق علي توصيات بعثة تقصي الحقائق بالتدخل وبطلب منه وامام كل اعضاء الجمعية العامة بما فيهم الدول الدائمة العضوية ، وبالتالي اوقع بعض الدول التي كان يمكن ان تستخدم الفيتو في احراج طالما هو طلب ذلك.
• الخطاب بدلا من ان يركز علي حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية ، ركز اكثر علي ان يصنف الدعم السريع مليشيا ارهابية وتناسي عند توقيعه في اعلان جده بانه لم يعترض علي التوقيع باسم الدعم السريع.
نواصل غدا الحلقة الثانية من القراءة الأولية .