مواصلة القراءة في خطاب السودان امام الجمعية العامة للأمم بعنوان الدعوة الي التدخل الاممي في الخطاب

السر العجمي
• لقد ثمن الخطاب في البداية علي دعم المبادرات الراعية لا صلاح الامم المتحدة وتطوير اجهزتها ، يبدو ان السودان غير متابع للنتيجة التي وصلت اليها هذه المبادرات ، وفات عليه ان كل المبادرات للإصلاح نفذت ، وكان اخرها محاولة الاصلاح فيما يتعلق بالأمين العام ، بالرغم من انه شكلي ، وذلك من خلال التصور الذي طرح في الورقة المقدمة من الاخضر الابراهيمي وماري روبنسون في مقالتهم التي نشرت في يوليو 2016م بشأن الحاجة الي ما أطلقا عليه ” أمين عام قوي لقيادة الامم المتحدة” ، وقد سبق ذلك .أن الامم المتحدة منذ التسعينات شكلت لجان للإصلاح ، الا ان المشاريع التي قدمتها هذه اللجان ركزت علي زيادة عدد الدول الاعضاء في المجلس ، وواجهتها امتلاك خمسه منهم حق النقض. وفي الاخير توصلت اللجان الي انه من الارجح ان تستمر الامم المتحدة علي هذا النحو الي ان يحدث امر جلل في العالم يفرض تغييرا في فلسفة التنظيم الدولي.
• جاء في مقدمة الخطاب ” في ظل تزايد مهددات السلم والامن الدوليين هذه التي وضعت منظمتنا علي المحك ، وتضررت مبادئ الحرية والسلام والعدالة” وبالرغم من أن الخطاب لم يرد فيه أي ذكر لا كبر كارثة إنسانية في العالم ، وهي المجاعة التي تعرض لها الشعب السوداني بسبب الحرب ، وحصر ملايين من السودانيين الذين يعانون المجاعة وفقا لتقارير الامم المتحدة ، الا انه يبدو من خلال الخطاب ان مفهومه علي السلم والامن الدوليين مازال محصور في العمليات العسكرية والحروب ، وهذا ينم كما ذكرنا سابقا بالجهل وعدم المتابعة بقواعد القانون الدولي وتطوراته وكذلك القرارات الدولية. حيث ان مفهوم تهديد السلم المنصوص عليه في المادة (39) من ميثاق الامم المتحدة لم يعد قاصرا علي العمليات العسكرية والحروب ، وذلك وفقا للبيان الذي اصدره مجلس الامن في 21/يناير/1992م عندما انعقد علي مستوي القمة حيث ذكر البيان : (ان المصادر غير العسكرية باتت تشكل تهديدا فعليا للسلم والامن الدوليين وأن تلك المصادر باتت تشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين وان تلك المصادر تتمثل في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والانسانية والبيئية) وايضا ورد في تقرير الامم المتحدة للعام 1994م : (أن من السياق المتغير لعالم اليوم فان الامن لم يكن قاصرا علي مسائل السلاح والارض بل اصبح يشمل الرفاهية الاقتصادية والاستدامة البيئية وحماية حقوق الانسان). وبما ان العالم اجمع يعلم بالمجاعة في السودان ، وتدهور الاحوال الصحية والانسانية وعدم وجود حماية للمدنيين ، فهذه الفقرة في الخطاب وبغبائه ، جعلت التدخل اصبح امرا حتميا من قبل الامم المتحدة . علي ان تتدخل لحماية المدنيين والكارثة الانسانية التي المت بالشعب السوداني.
• جاء في الخطاب “ظلت هذه المجموعة الارهابية المملوكة لآل دقلوا تتحدي القوانين والالتزامات الدولية دون الاكتراث من العواقب ، ومارفضهم لمقررات اعلان جده ورفضهم لقرارات مجلس الامن بحظر توريد السلاح الي دارفور ، واخر تحدي لهذه القرارات القرار الاخير” .
بداهة أن قرارات مجلس الامن تصدر ضد الدول ، وبالرغم من ذلك يجوز لمجلس الامن اصدار عقوبات فردية مثل تجميد الاصول وحظر السفر بالنسبة للأشخاص بناء علي توصيات لجنة الجزاءات. فالقرار الاخير الذي اصدرة مجلس الامن في 12/9/2024 بالرقم (20750) هو تمديد للقرار(1591) لعام 2005م . ومن حق لجنة الجزاءات التابعة لمجلس الامن اصدار عقوبات فردية علي المليشيا، الا انه اذا استمر الحال كذلك فيمكن لمجلس الامن ان يتدخل بموجب البند السابع.
نواصل الحلقة القادمة في سوق المبادرات .