كلام الناس
نورالدين مدني
*أهداني الدبلوماسي الشاعر محمد المكي إبراهيم كتابه”أكتوبر .. نار الأمل ورماد الخيبة” الذي صدر عن دار مدارك للطباعة والنشر والخدمات وقدم له شقيق شهيد أكتوبر أحمد قرشي ، عبدالمتعال الذي قال أن الكتاب يحكي جانباً من مجريات ثورة الشعب في أكتوبر 1964م من أحد صناعها وشهودها.
* ونحن نعزي أنفسنا وأسرته وأهله وعموم السودانيين نستعرض هنا بعض الإفادات المهمة التي تضمنها الكتاب ، ونبدأ بشهادته حول تنازع الإسلاميين واليساريين على أبوة الثورة إلى أن يقول : بعد نجاح ثورة أكتوبر تسيد اليسار السوداني بصورة بدت منفرة للكثيرين مما ألب عليه عناصر الوسط واليمين.
*نتوقف أيضاً عند مقالاته السبعة بعنوان “أيام تدير الرأس” التي حكى فيها بعض وقائع ثورة أكتوبر كما عايشها بنفسه منذ قيام الندوة في داخل جامعة الخرطوم وحتي إنتصار الإرادة الشعبية.
*في المقال الثالث ل”أيام تدير الرأس” حكى ود الكي كيف جاءهم محمد أبو القاسم – الفتى الإتحادي الذي إنحاز إلى حزب الشعب الديمقراطي بزعامة الشيخ على عبدالرحمن – إلى مجلسهم بنادي الأساتذة وصاح فيهم : قاعدين في الضللة يا أفندية والشعب محاصر القصر.
*بين بعد ذلك كيف أنهم تحركوا نحو القصر ليلتحموا مع الجماهير التي بدأت تتقاطر نحو القصر ، وأن دبابة إعترضت طريق بعض المواطنين وحدثت مشادة بين قائدها وبينهم فأمر بإطلاق النار ، وكيف شاهد ود المكي الشاب الذي كان يقف إلى جانبة وهو ينزف دمه بغزارة.
*في المقال الخامس صور مشهد الفرحة الغامرة التي غمرت المواطنين فور سماعهم نبأ تسليم السلطة للمدنيين ، بعد خمسة أيام من التظاهر والعصيان المدني : كانوا يحملون أغصان النيم ويرقصون على إيقاع هتافهم المنغم “في خمسة أيام هزمناهم”.
*في مقال بعنوان “ماذا بقي من ثورة أكتوبر” يقول ود المكي : مرت مياه كثيرة تحت الجسور وتعاقبت على الحكم أنظمة مختلفة ، وتقلبت حظوظ البلاد من الحرية إلى الكبت ومن الغنى إلى الفقر.
*في الجزء الثالت من ذات المقال يقول : إن رصيد أكتوبر الديمقراطي المباشر لم يكن إسترداد الديمقراطية على طراز حركة أكينو في الفلبين ولكنها أبلغ نجاحاً وأقدم سابقة من أكينو وغيره من قادة حركات إسترداد الديمقراطية.
*في ص 78 من الكتاب يقول الدبلوماسي الشاعر محمد المكي إبراهيم إن ثورة أكتوبر 64 وإنتفاضة ابريل 85 علمتنا أن أهم شروط النجاح هو الإجماع الوطني بين القوى السياسية و الشعبية ، وفي ص 83 يذكرنا كيف أن الشيخ الدكتور حسن الترابي طالب في أكتوبر 64 بذهاب الحكم العسكري لحل مشاكل السودان ، وكيف أنه عاد وتامر على الديمقراطية وخرج على الدستور من أجل الإنقلاب على الحكم في يونيو 1989م.
تضمن هذا الكتاب التوثيقي مختارات من أشعار ود المكي المعروفة ب”الإكتوبريات” التي ما زالت تغذي وجدان الشعب السوداني بالأمل المتجدد في غد أفضل وسودان أرحب.
تقبل الله فقد السودان الشاعر القامة محمد المكي إبراهيم بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته .
انا لله وانا اليه راجعون