رشا عوض نبل وجسارة واستنارة
خالد فضل
يشرفني أنّ معرفتي وزمالتي للأستاذة الصحفية رشا عوض عبدالله قد بدأت واستمرت لزهاء ربع القرن , في عرصات صحيفة الصحافة على ما أذكر مطلع هذا القرن , كنت قد سبقتها بفترة قصيرة , ثم بعد ذلك تواصلت زمالتنا في أجراس الحرية , وأخيرا موقع التغيير حتى الآن ومن يومها الأول بدت لي تلك الشابة مختلفة , استقامة ونبل واستنارة , ولا غرو فهي سليلة بيت تربوي باذخ الثراء المعنوي في بساطة وعادية لا تتجاوز حد السترة المادية لذا نشأت وترعرعت و(عينا مليانة) , وهذا حصن حصين ودرع متين من الإنزلاق لمهاوي الريبة والشكوك والقابلية لبيع الذمة , وقد يصمد بعض المتعففين رغم حاجتهم إن أثروا أخلاقيا , وينهار أمام الإغراءات بعض ذوي الخوار الأخلاقي وإن سمقت عماراتهم ! والنماذج لكلا الوجهين من أوجه سلوك الناس مما لا يحتاج إلى برهان .
عرفت رشا عوض الزميلة المرموقة , والكاتبة المتميزة , والصحفية المهنية الحازمة حد الشكوى من فرط (التقريط) , والمحاورة الذكية بنبرة الصوت الواضحة والمميزة , مع نقاء وصدق وروح إنسانية شفيفة , وثقافة عالية تشحذها دوما بالقراءة المثمرة والمتنوعة , لذا فإن الإختلاف معها في الرأي مما يحقق فعلا قول (نصف رأيك عند أخيك) , وللأمانة لم أعرف لها إنتماء حزبي ضاج وصارخ غير الإنتماء للوطن وحرية شعبه سلامه وعدالته , رغم أنها محسوبة على حزب الأمة القومي بزعامة الراحل الصادق المهدي , وقد بكته عند وفاته بكاء الإبنة الوفية لوالد رحيم . وهذا طبع في أخلاقها الرفيعة , ورشا بنت الأسرة السودانية العريقة تحمل في جيناتها قيم النبل والوفاء , ولها معي شخصيا مواقف لا تنسى ما حييت , وأسرتي تحمل لها من آي الإعزاز والتقدير ما تستحق أضعافه المضاعفة , ولكني هنا أعبّر عن قليل .
قرأت كلمة مائزة للدكتور إسحق آدم على موقع الراكوبة , يعبّر فيها عن تقدير وإجلال لمساهمات الأستاذة رشا في مضمار بث الوعي والرشد والعقلانية بجسارة تؤهلها بحق لنيل جائزة الشجاعة الصحفية , وما تتعرض له جراء إلتزامها الصارم بخط الوعي والعقل هي الضريبة التي يتحملها أصحاب الرسالات العظيمة دوما , وهي بمضاداتها المعنوية الراسخة تستطيع امتصاص تلك الترهات البائسة , لأنها بوعيها وأفقها الرحيب تستوعب بل ترثى لحال بعض البشر الذين لم يتجاوزوا بعد مرحلة الحيوانية على مستوى العقل طبعا , وكما هو معلوم فإن البشرية أمضت في مرحلة الحيوانية قرونا أطول بكثير مما قضته في مرحلة الترقي , وإذ ما تزال مخلفات ذلك المكوث الطويل حاضرة , تتفاوت درجات التخلص منها بين الأفراد . ولعل لسان حالها يردد قول المتنبئ :
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر بعض الخلق جراها ويختصم
وجاهل مدّه في جهله ضحكي
حتى أتته يد فراسة وفم
و أهديها أبيات أبي تمام الشهيرة :
وإذا أراد الله نشر فضيلة ××× طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ××× ما كان يعرف طيب عرف العود
واكرم بالوعي من فضيلة .
ما دايرين ناس يكتبوا لينا عن رشا عوض
حقيقة لا نحتاج
عايزنها هي تكتب وتحلل
نحتاج رايها واسلوبها ووعيها
حفظها الله
رشا عوض بتاعة الاستعانة بصديق
هههههههههههههههههههه