دور الصحفيين في الحروب الأهلية والقيم الصحافية في مواجهة التهديدات
زهير عثمان حمد
نحن لن نغير موقفنا من المتحاربين ، لأننا نؤمن بأن الثورة والتحول الديمقراطي هما الضمانة الحقيقية لتحقيق السلام والأمن في بلادنا. وسنظل ننادي ونعمل على أن يكون دور العسكريين ، بعد انتهاء هذه الفتنة المسلحة، محصورًا في الأمن وحماية البلاد ، بعيدًا عن أي تدخل في السياسة أو الحكم. ومن هذا المنطلق ، يظل التزامنا كصحفيين هو نقل الحقيقة بكل شجاعة ، رغم المخاطر والتهديدات.
تعد الحروب الأهلية واحدة من أكثر النزاعات تعقيدًا وتدميرًا ، حيث تتداخل فيها المصالح السياسية والاجتماعية ، وتؤدي إلى تدمير المجتمعات وتشريد المدنيين. وفي هذا السياق يلعب الصحفيون دورًا حاسمًا في كشف الحقائق ونقل صورة ما يجري على الأرض ، ورصد الانتهاكات التي تحدث ضد المدنيين. لكن وسط هذه الفوضى ، تصبح مهمة الصحفيين محفوفة بالمخاطر ، إذ يواجهون محاولات تخويف من الأطراف المتحاربة وقيودًا من السلطات الأمنية تهدف إلى إسكات صوت الحقيقة.
دور الصحفيين في الحروب الأهلية
في الحروب الأهلية ، يلعب الصحفيون دورًا وسيطًا بين ما يحدث على الأرض والرأي العام المحلي والدولي. يلتزم الصحفي بتقديم تقارير دقيقة ومتوازنة تعكس حقيقة الأحداث الجارية ، سواء كانت تتعلق بالتحركات العسكرية أو الوضع الإنساني أو الانتهاكات التي ترتكبها الأطراف المتحاربة. دورهم الأساسي هو إبراز المعاناة الإنسانية وكشف التجاوزات ، دون تحيز لأي طرف. بهذا ، يُعتبر الصحفيون حراس الحقيقة يسعون إلى نقل الأحداث بنزاهة وشفافية.
القيم الصحافية في ظل الحروب الأهلية
تتطلب الصحافة خلال الحروب الأهلية التمسك بعدة قيم أساسية
المصداقية والحياد والصحفيون مطالبون بالحفاظ على الموضوعية ، والتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها ، في ظل انتشار الشائعات والمعلومات المضللة.
النزاهة والشجاعة ويتطلب هذا الأمر شجاعة فائقة لمواصلة العمل في بيئة معادية ، حيث يسعى الصحفيون إلى نقل الوقائع دون محاباة لأي طرف.
الإنسانية والاحترام علينا التركيز على القصص الإنسانية والمآسي التي يعانيها المدنيون هو واجب أخلاقي، ليكونوا صوت من لا صوت لهم.
الأمان والمسؤولية والحفاظ على السلامة الشخصية للصحفيين أمر بالغ الأهمية ، مع مواصلة تقديم الحقيقة للجمهور.
محاولات التخويف وقمع الصحفيين
في الحروب الأهلية ، تُبذل جهود متواصلة من قبل الأطراف المتحاربة لإسكات الصحفيين من خلال التهديد والترهيب. تهدف هذه المحاولات إلى السيطرة على السرد الإعلامي ومنع كشف الانتهاكات أو الحقائق غير المرغوبة.
التهديدات اللفظية والمضايقات غالبًا ما يتعرض الصحفيون للتهديدات بالقتل أو العنف إذا نشروا تقارير تنتقد أحد الأطراف. وتأتي هذه التهديدات ليس فقط من الجماعات المسلحة ، بل أيضًا من السلطات الأمنية.
الاعتقالات التعسفية والتعذيب هناك العديد من الأمثلة على صحفيين تم اعتقالهم وتعذيبهم لأنهم كشفوا حقائق لا ترضي الأطراف المتحاربة.
التشهير وشن حملات تشويه السمعة : يتم استغلال الإعلام الموالي لتشويه سمعة الصحفيين المستقلين ، واتهامهم بالانحياز أو العمالة ، مما يزيد من التهديدات التي يواجهونها.
نماذج من قمع الصحفيين
في سوريا واليمن وليبيا ، تعرّض الصحفيون للاختطاف والاعتقال من قبل أطراف النزاع. في سوريا ، تعرض العديد من الصحفيين للقتل بسبب تغطيتهم للاشتباكات والانتهاكات. في اليمن ، تم اعتقال عشرات الصحفيين وتعرضوا لضغوط مالية وسياسية لتغيير تغطيتهم، في حين أن ليبيا شهدت اغتيالات ممنهجة ضد الصحفيين المستقلين.
دفع الحقائق رغم المخاطر
على الرغم من هذه التحديات ، يستمر الصحفيون الشجعان في نقل الحقائق ، حتى عندما يواجهون تهديدات حقيقية لحياتهم. إن دورهم أساسي لكشف الوجه الحقيقي للحروب الأهلية وتسليط الضوء على معاناة المدنيين. يساهم هذا العمل في تحريك الرأي العام الدولي والضغط على الأطراف المتحاربة لاحترام حقوق الإنسان.
وأخير أقول ، يبقى دور الصحفيين في الحروب الأهلية ركيزة لا غنى عنها ، حيث أنهم الضامن لنقل الحقيقة وفضح التجاوزات مهما كانت محاولات إسكاتهم.