تحية لك وانت في صفوة الاتقياء، ترفل في نعيم ربك

دكتور محمد الأمين الشريف
تحية لك وانت في صفوة
الاتقياء، ترفل في نعيم ربك،
وقد حملتك الاملاك في جنة
الخلد، انعم برضاء الله وانت
الصادق، النقي٠
ومحمد المكي، كتب تاريخنا،
الثقافي، الاجتماعي، السياسي والعاطفي، كتب عن الزمان والمكان
والانسان٠
(قطار الغرب الشائخ) ، ما هو الا رسالة حب ولهفة، الا تراه فرحا
مشوقا ،يستكشف الناس وقد ضج
الفضاء بنداءات الباعه ، الجوالين
ومناكفاتهم وسعيهم، ثم ينقل لك
مشهدا، قد لا يطوف بخاطر انسان
على وجه هذا الكوكب البديع، زغاريد، واهات ، وتأوهات وكلمات
وداع مر، ثم زغاريد فرح وعرس٠
ارايت حالة الاشهار التي رسمها
ود المكي؟ اما قلت انه يكتب شيءا
من تاريخنا؟
كان يتامل باستغراق في الوجوه
السمر الطيبه، لكم احبهم، لكم ود
ان يعانقهم ، يبثهم تحايا اهليهم من
ارض الهشاب والجميز والتبلدي٠
_ من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر٠٠٠اجل سيددي، و( غيرنا) هذي، كانت الارهاص، كانت المبتدا وخبره، وانت تعد الحديقة الزهراء، تلقي في اديمها
بذور مقدسة، ازهرت ثم اثمرت
بطاقة وشارة وهوية٠
_ كان العقد السادس من القرن
الماضي يعج بالافكار الجديدة،
استنارة وتنويرا، عصفت
بمسلمات قديمه، كان (ربيع براغ)
وحركات التحرير، والمد الثقافي٠
ما كان السودان بعيدا عن هذا،
اطلت بقوة الجماعات الرائدة
ترسم الهوية لوطن رائد، كان
سباقا, والعالم في خدر وسبات
عميق٠انظر للاله (ابادماك) وكيف
عبر الاسلاف عن هويتهم، يتبدى
ذلك في تجسيد الاسد الرابض،
الانف الافطح ،والشعر الفلفل؛
ثم ورد في الاثر ( من شابه اباه
فما ظلم) وها هو ودالمكي، النور عثمان، محمد عبدالحي،علي عبد القيوم ، صلاح احمد ابراهيم وغبرهم، هاهم يذهبون في ما
ذهب اليه الاسلاف٠
_كان محمد المكي طاقة جبارة،
ينقل مرسمه حيثما حطت قافلة
الترحال، يتلبسه الاحساس النبيل
بانه ينتمي لهذا العالم ، العالم كله،
وفي( دار السلام) كانت اشعاره
تنتمي تماما للرومانسية الواقعية،
وهذا ما وصفت به اشعار بدر شاكر
السياب٠
ربما عصف بالشاعر بعض وهن
وفتر، بعد تجوال في فيافي
الكون واصقاعه، غير ان روح
الشعر الوثابة ما تركته، لا فكاك
ابدا، وهل يستطيع النهر تغيير مجراه؟
قلت ان الشاعر حل بالساحل الشرقي، خاصرة افريقيا الخلاسية
( دار السلام)، حدائق الحبهان والقرنفل وفوح العطر ، كتب منظومة ( الزنزباريات) ويالها
من اشعار تدفيء القلب٠
_ مغفرة، اطلت عليكم، وهذه
سياحة عابرة في حدائق ود
المكي، ما اردت فيها الحديث
عن القيم الفنية، وعظم الموضوع وترف اللغة ،وتعابيرها، وابتكاراتها
ثم غزارة المنتج، وتنوعه في غير وهن٠ هي اشارات عابرة، هينة،
كمس الوبر٠
_ لا يمكننا باي حال تجاوز محمد
المكي الصوفي المتبتل، وهو ابن
الاسماعيليه، سليل شيخها اسماعيل
الولي، وهل كان شعره الا بعض نفحات من عبير تلك الاضرحه؟
انظر للشاعر وهو يقف في الروضة
الشريفه، القبة الخضراء ومحمد(ص) ،محمد بن امنة بنت وهب، وغمامات بيض من عطور
تسح من جنان الخلد٠٠وقف الشاعر،
تراءت امام عينيه ليالي المولد، الاماديح والرايات ، الصيحات وطبول وبيارق وعبق الصندل٠٠
هي عروس الرمال، هي ساحة
الاسماعيلية ودراويشها، وولههم
وجنونهم ، هي القبة العتيقة٠
تنبه الشاعر اذا هو يسمع الحمام وهديله البكاء، انهالت عليه فيوض
من الاشعار ، ثم كانت ( مدينتك الهدى والنور)٠٠ وقفت مولاي في
المكان نفسه ، وقفت حيث وقف
،حسان بن ثابت ,كأن الزمان يعود القهقرى،
مولاي، وهل يجدي بكاء؟ رفعت
وصحبك الرايات طويلا، كان مهرها
علة وسقام، لم تسقط الراية ابدا،
انه الجهاد، ولنا في جعفر الطيار،
فتى بني هاشم اسوة٠
لن ننساك حبيبنا، صفي الروح،
اسعد في رحاب ربك وجنانه٠
نشهد بانك بلغت الرساله؛ طب نفسا٠
نسال الله للفقيد الشاعر الكبير محمد المكى ابراهيم المفغرة وارحمة والجنة الشاعر الكبير الذى شكل وجدان كثير من السودانيين ابن البلد الاصيل المرتع بالاصالة والنبل كان فريدا ومتفردا فى كل شىء كانت اشعاره ماركة مسجلة (Trade Mark) اول من تقرا القصيدة وحتى لم يكن عليها اسم شاعرها تعرفها انها لمحمد المكى ابراهيم شاعر الوطن النبيل يتدفق جمالاً فى كل شىء شخصه وشعره من اشعاره التى تغنى بها وردى اكتوبر الاخضر التى تغنى بها السودان كله حتى فى حفلات الاعراس ومنها :
اسمك الظافر ينمو
فى ضمير الشعب ايمانا وبشرى
وعلى الغابة والصحراء يمتد وشاحاً
وتسلحا باكتوبر ضياء وسلاحاً
الحقول اشتعلت قمحاً ووعدا وتمنى
والكنوز انفتحت فى باطن الارض تنادى
باسمك الشعب انتصر
حاجز السجن انكسر
والقيود انسدلت
جزلة عرس فى الايادى
كان اكتوبر فى فى امتنا منذ الازل
نسال الله للفقيد الكبير المفغرة والرحمة والجنة وان يبارك فى ابناءه ليكونوا خير خلف لخير سلف
بالله عليكم هل السودان البلد الوافر ضراعه المعطاء الكريم، الخلوق، يلد أمثال هؤلاء العاهات البرهان والكيزان وكضباشي وابراهيم جابر وكرتى وياسر كاسات والصارقيل بتاع الخراء بن هالك والجاهل منى اركو مناوى وفكى جبريل والحرامى شيبة ضرار والقذر ترك والكوز الكذاب الناجى عبدالله والناجى مصطفى، بالله عليكم حواء السودان تلد مثل الخرتيت مالك عقار وغيرهم من التبايع، قطعا رحم حواء السودانية التى ولدت المحجوب ومبارك زروق وجمال محمد احمد والازهرى وعبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وصلاح احمد ابراهيم وفاطمة السمحة والنذير دفع الله وعمر بليل ومحجوب عبيد وجكسا ومنزول وحامد بريمة، والكاشف وسرور وكرومة والعبادى وعبيد عبدالرحمن وبادى وعثمان حسين والكابلى والباشكاتب والفرعون ومحمد ميرغني، وصلاح مصطفى وأبو داؤود واللواء صديق الزيبق، ابوكدوك، حسن بشير نصر هل يعقل من ولدت هؤلاء العمالقة تلد أمثال البرهان لا أعتقد ولكن علي ما اعتقد البرهان والكيزان وبقية العفن والعاهات هم التبيعة بالدارجى والمشيمة بالعلمى، لذلك هؤلاء العاهات هم ماتبقي من المشيمة وهم حمل كاذب أنتج لنا هذه العاهات الله لاكسبكم.
عزيزي دكتور محمد الامين تحياتي الودودة
شكرا جزيلا على ما كتبت في شاعر الوطن الكردفاني الأصيل والإنسان النبيل والدبلوماسي صاحب النبع السلسبيل نسأل الله له الرحمة والمغفرة نحسبه والله حسيبة من الصالحين ولا نزكي على الله احدا
أما قولك الصوفي المتبتل واسماعيلتة فقد جانبك الصواب فهل ياترى أظننت انك تمدحه مالك وصوفيتة ومعتقداتك نسأل الله ان يتجاوز عنه الزلات والضلالات مالكم كيف تحكمون وانت يسبق اسمك درجة علمية فماذا يكون حال الأميين من ابناء البلد حيث لم ينجدهم ويلحقهم شيوخهم في حرب السودان العبثية استغفر له وعد إلى صوابك ايها الرجل