الباشا طبيق: الآن بدأت الحرب

من الواضح أن مليشيا آل دقلو بلغت مجدها وذروتها في الفترة الأولى بعد اندلاع الحرب نظراً إلى عنصر المباغتة والاستعداد المبكر للاستيلاء على السلطة والنية المبيتة للانقضاض على السلطة مع ادخال عشرات الآلاف من المرتزقة والتشوين العسكري منذ بدء الحرب على عكس الجيش الذي أُخذ على حين غرة وفقد مواقع هامة ومخزونات الأسلحة في وقت مبكر..

الآن تغير الوضع كليا لصالح الجيش بعد حصوله على الاسلحة مسنودا بدعم شعبي واسع ومدعوماً بالآلاف من شباب المقاومة الشعبية المسلحة ووقوف حركات الكفاح المسلح في صف الجيش فتوقف مد المليشيا وتعرضت لهزائم متتالية مؤخرا وانقصم ظهرها في الفاشر بعد عشرات المحاولات التي باءت بالفشل والهزائم النكراء ومقتل كبار قادة المليشيا ثم أخيرا هزائمها في الخرطوم وبحري والمالحة والصياح في شمال دارفور وكلبس في غرب دارفور ..

اعتقد ان الكفة تميل بشدة لصالح الجيش مع تضعضع المليشيا واختفاء صوتها نتيجة الهزائم المتلاحقة وفقدان أغلب قادتها مما اثر على معنويات جنودها، وتخلي كثيرين عن القتال وفرارهم بل وسعي ومطالبة البعض من كبارهم بالتواصل مع الجيش والمشتركة لوقف القتال وعمل مصالحات حفاظا على من تبقى من شبابهم.

عموما كنتيجة لجرائم ومذابح المليشيا في عشرات المدن ومئات القرى لن يقبل الشعب السوداني بغير اجتثاث المليشيا نهائيا من الوجود وتجريدها من كل ما حصلت عليه قبل الحرب حتى يتمكنو من العيش بسلام في سودان آمن يستطيع أن ينهض من جديد .. لأنه ليس هناك أسوأ مما مر به السودانيين وليس هناك ما يهددونهم به بعد هذه الحرب..