مقالات وآراء

لماذا الهجمة علي الحزب الشيّوعي السّوداني الآن؟

نضال عبدالوهاب
طالعتا حقيقةً العديد من الكتابات والمقالات في الآونة الأخيرة تُهاجم الحزب الشيّوعي السُوداني وتحاول النيّل منه ، مرةً بدافع الإصلاح والتصحيح لمساره لمن كتب عنه ، سلسلة من المقالات ، ومرات أخري بدافع النيّل من الحزب الشيّوعي السُوداني “اليسار” بشكل عام.
إبتداءاً فإن حق النقد والإختلاف أمر طبيعي ، بل ومطلوب ، والنقد الهادف والموضوعي والمُتزن يُطور ويُستفاد منه ، وهو من أساسيات العمل والفعل الديمُقراطي وركيزة أساسية فيه.
ليس بالمُستغرب أن تختلف مع أي آخر سياسياً أو في طريقة التفكير والإعتقاد ، والإختلاف يوجد حتي داخل الحزب الواحد والهئيات والحلقات الداخلية لاي مكون سياسِي ، وهذا كما ذكرت شئ طبيعي ومُتعارف عليه ، وليس كُل الموجودون داخل الأحزاب أو التنظيمات السياسِية علي درجة واحدة من الإلتزام بذات طريقة التفكير ، أو القول بنفس الرأي ، عدا الإلتزام العام بخط الحزب العام أو المجموعة السياسِية سياسِياً وتنظيمياً ، فتجد داخل الحزب الواحد تيارات مُختلفة ، ونقاشات مُحتدمة ، يتم حسمها عادةً بالأُسس الديمُقراطية والنظام الأساسِي والدستور واللائحة التي تُنظم عمل الحزب أياً كان ، ولكل حزب ضوابطه الخاصة ونظامه في النقاش الداخلي أو العام لعضويته وقواعده ، أو مايخص جماهيره الحزبية بشكل عام وكافة الجماهير علي إختلافاتهم.
ومع تطور وسائل الإتصال وثورة المعلومات ، دخلت أنماط عديدة من المساحات للتأثير ، ولم يعد كما في السابق أن يتم تشكيل رأي عام أو حتي خط سياسِي وفقاً للطرق التقليّدية القديمة في كتابة المقال السياسِي فقط في الصحافة الداخلية للأحزاب ، أو حتي في الصحافة التقليدية الورقية ، ولا بأسلوب البيانات المطبوعة والمنشورات ، ولا بالوثائق الموجودة ورقياً ويتم توزيعها بأساليب النشر الداخلية ، أو وفق حلقة للوثائق والمطبوعات ، وصارت هنالك مكاتب إعلامية لجميّع الأحزاب تقريباً ، وناطقين ومتحدثين رسميين بإسمه أو بإسم كُل الكيانات والمجموعات السياسِية ، وأصبح تشكيل الرأي العام وقياسه مُرتبطاً حتي بوسائل “السوشل ميديا” والوسائط الإلكترونية والغرف الإعلامية المُختلفة وتطبيقاتها ، وهذا الأمر ليس في السُودان فقط وإنما هو ظاهرة عالمية ، يتم التعامل وفقها ومعها بدرجات مُختلفة ، وبحسب طبيعة الأنظمة الحاكمة أو الموجودة ، وكُلما كانت تلك الأنظمة ديمُقراطية وتحترم حريات التعبير ، والحريات العامة زادت بالتالي مساحة الديمُقراطية والإلتزام بها ، والعكس صحيح ، فنري عندها نماذج التضييق وكبت الحريات ، بل والبطش بمختلف صوره لقمّع أي رأي مُخالف لأي مجموعات مُستبدة ، سواء أنظمة حاكمة ، أو حتي مُتحكمون في منظومات من المُفترض أنها ديمُقراطية بالأساس ، كالأحزاب والكيانات السياسِية.
بالعودة للذي جعلني أكتب هذا المقال ، من هجمة أراها واضحة علي الحزب الشيّوعي السُوداني واليسار بشكل عام ، وهي تتمثل عندي في أشياء مُحددة ، تتعلق أولاً في توقيتها ، وثانياً في محتوي ماتم تناوله من خلالها وطريقة تسويقه ونشره وتعميّمه.
أولاً ليس الحزب الشيّوعي السُوداني أو أي حزب سياسِي آخر فوق للنقد أو عليه سياج بمنع الحديث عنه ، سواء في خطه السياسِي ومواقفه الرسمية وقراراته ، أو في قياداته أو حتي تصريحات منسوبيه ، طالما تم إتباع الأساس الموضوعي لهذا النقد أو حتي النُصح والتوجيه ، أو إبراز العيوب أو السلبيات ، دعك من التقريظ أو الإشادة والمدّح أو توضيح الإيجابيات ، فكل هذه الأشياء مُجتمعة تعتبر ظاهرة صحيّة إذا ماتمت علي أساس موضوعي كما ذكرت ، وتشير لوجود التفاعُّل المطلوب مابين هذه المؤسسات والكيانات ومختلف الجماهير وأصحاب المصلحة في وجودها.
هذا بالطبع بعيداً كُل البُعد عن الإنتقاد الغير موضوعي ، والهادم والشخصّي ، والمايل للتخريب والتكسيّر والتجريّح ، وكافة الوسائل غير الديمُقراطية والبعيدة عن سلوكها ، وعن القواعد الأساسِية لها ، والذي للأسف هو ودون أدني تجني حال غالبية النقد المُمارس والسلوك العام في مُمارستنا للديمُقراطية وتعلّمها وتحويلها لفعل نتطور به كمجتمعات ومؤسسات ظلت تنادي وتُناضل من أجلها في السُودان لسنوات طويلة وعديدة ، مُنذ الإستقلال وحتي اللحظة ، مروراً بكل الحقب والأنظمة المُتعاقبة للحُكم في السُودان.
هنالك تاريخ طويل ومُمتد من المحاولات المُتعمّدة لتكسير الأحزاب ، ولغلق أي طريق يمكن أن يقود للديمُقراطية في السُودان ، كي تستقر أولاً وترسخ ، ولتتطور من خلال المُمارسة العملية ذاتها ومن التجربة ، وهذا التكسيّر عملت كافة الأنظمة الشمولية والقمعيّة في السُودان به ولأجله ، مُستهدفة تلك الأحزاب ، مع التفاوت ، وأستخدمت العديد من الأساليب لتنال هذا الهدف ، من الدعاية المُضادة ، إلي الإغلاق والمُطاردات والمُحاكمات الجائرة ، والتهُم الكيديّة ، إلي الإعتقال والتعذيب والتشريد لكوادرها ، وإجبارهم علي مُغادرة البلاد ، والتضييق عليهم حتي في خارج البلاد والتآمر علي حرياتهم ، وعلي حياتهم ، وخصوصياتهم ، وإستخدام كافة الأساليب القذرة في هذا ، وأساليب الإبتزاز السياسِي ، والرشاوي والإختراق ، والتغويص ، وغيرها من أساليب لهدم أي طريق مؤدي للديمُقراطية وترسيخها كما ذكرت ، ولعبت الأجهزة الأمنية والإستخبارية الداخلية للأنظمة الشمولية والديكتاتورية المختلفة ، وكذلك والأجهزة الأمنية والإستخباراتية الخارجية ذات المصلحة في بلادنا ، في العبث باياديهم أيضاً إلي لعب أدوار دنئية وسالبة في ذات الإتجاهات لقتل الديمُقراطية والثورة في السُودان ، أو أي طريق مؤدي للتغيير للأفضل في بلادنا.
ومارس نظام الإسلاميين والكيزان تحديداً وأجهزته الأمنية هذا الدور بإمتياز طوال فترة حكمهم وإلي اللحظة للنيّل من الأحزاب والكيانات السياسِية ، لإضعافها ، أو تكسيرها ، ولعل هذه إحدي الوسائل التي نجحوا بها في البقاء طويلاً فترة حكمهم الأطول في السُودان.
ومن مُلاحظاتي أن الهجمة الأخيرة ضد الحزب الشيّوعي السُوداني والذي ظل يُمثل العدو التاريخي والأول للإسلاميين بل ولكل الديكتاتوريات السابقة ، جاءت مُتزامنة مع هجماتهم ايضاً ضد قوي سياسِية أخري ، سواء في الحرية والتغيير وتقدم والتي وصلت لحد فتح بلاغات جنائية كيدية ، وكذلك للقتل خارج القانون والإعدامات التي طالت شباب مدنيين أُتهموا بالتعاون مع المليشيا في الأماكن التي تم تحريرها في مدينة الخرطوم في الأيام الفائتة وفي بحري الحلفايا وشمبات تحديداً ، وكانت ذات الطريقة في الهجوم ومحاولات التكسيّر والتقسيّم والإضعاف المُتعمّد قد مورست علي حزب الأمة القومي ، أكبر الأحزاب السُودانية ، وكل تلك المحاولات المُتسارعة والمُتلاحقة في تقديري هي سلسلة من قرارات الحلقة الأمنية داخل الحركة الإسلامية للعودة التامة للسُلطة والقضاء المُبرم والتام علي كافة خصومهم السياسِين ، وهذه أيضاً تزامنت معها تصريحات سواء لقيادات من الحركة الأسلامية وكوادرها ، أو من الجنرالات العسكريين داخل الجيش وكتائب الأسلاميين فيه.
إذاً الخلاصة عندي أن الهجوم علي الحزب الشيّوعي السُوداني تحديداً يمثل عندي آخر حلقات التآمر علي الديمُّقراطية والثورة في السّودان ، سنظل ندافع ونتصدي لأي هجوم غير مُبرر علي الحزب الشيّوعي السُوداني وكافة الأحزاب الوطنية المدنية الديمُقراطية والثورية في السُودان ، لقناعة راسخة لدّينا أن المُستهدف الرئيسي الآن هو الإنتقال للديمُقراطية والخط الثوري حتي إن كان بالقضاء علي البلد نفسها بالحرب أو نشر الفوضي أو الإحتلال أو التقسيّم.
شخصياً أختلف مع الحزب الشيّوعي السُوداني ومع قيادته الحالية وخطه السياسِي ، ومع هذا لا أقبل إضعافه أو إختراقه أو تكسيره وتقسيمه ، وذات الامر لأحزاب وطنية أخري اختلف معها كُل الإختلاف ، وأظل مع  أي إصلاح ديمُقراطي ومؤسسي لها جميّعاً وفق القواعد الديمُقراطية والنقد الهادف الموضوعي والتغيير الداخلي بها.
عاش نضال الحركة الجماهيرية
عاش نضال الحزب الشيّوعي السُوداني.
وعاش نضال الشعب السُوداني.

‫24 تعليقات

  1. إصلاح الخط الخاطئ يبدأ باعادة النظر وتصحيح قاموس المصطلحات:
    النقد لا تعني الهجوم
    الدعوة لتصحيح المواقف لا تعني الدعوة للانقسام
    نقد القيادة لا يعني نقد الحزب
    فالقيادة سكرتارية /مركزية لا تعني الحزب مؤتمر هياكل قاعدية
    النقاش العلني المفتوح لا يساوي التكتل والتآمر وتكوين فراكشنات
    الاصرار علي النهج الانعزالي هو الموقف الصار بالحزب وليس العكس
    الهجوم علي قحت ولاحقاً تقدم يساوي وبطريقة غير مباشرة الاصطفاف مع المعرقلين للمسار الديمقراطي
    الحرب بين معسكر اعداء الديمقراطية متمثلة في الحركة الاسلامية وربيبتها مليشيا الحنجاويد
    ومعسكر الدعوة والعمل من اجل وقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي
    الحرب هي بين بندقية مليشيا كرتي التي اختطفت الجيش و بندقية مليشيا حميدتي وهدفها هي دفن الثورة وخلق واقع جديد يأسس لسيطرة فوضي السلاح و دكتاتورية عسكرية إما متدثرة بالشعارت الاسلامية والهوس الديني او تدعي تمثيل المهمشين وكلاهما وجهين لعملة واحدة هي فرض نظام دكتاتوري عسكري فاشي يعتمد علي قوة السلاح ولا يرعوي من ارتكاب المجازر او تهديد وحدة البلاد وبيع مواردها ورهن مستقبلها او حكم البلاد بالوكالة لمصلحة قوي اقليمية.
    علي القوي المناهضة لاستمرار الحرب والداعية الي استعادة المسار الديمقراطي توحيد الجهد ووضع كافة الطاقات من اجل الانخراط في جبهة موحدة ضد اعداء الديمقراطية والحكم المدني واي محاولة لخلق جبهة ثالثة “جذرية” محكوم عليها بالفشل وتصب في مسار عرقلة التحول الديمقراطي …

    1. ايوة يا اخي منتصر اتفق معاك في أن الهجوم علي الحزب الشيّوعي السُوداني وبقية القوي الوطنية الديمُقراطية هو في الأساس حرب علي الديمُقراطية والإنتقال إليها ، وهذا هو جوهر دفاعي عن الحزب الشيّوعي السُوداني كحزب وطني وثوري عريق وله إسهاماته التي لاخلاف عليها..تحياتي.

  2. ما يتعرض له الحزب حاليا هو ليس بالجديد والحزن متعود على ذلك ولكن لن ينكسر كما يظنون
    في سنة ٦٥ تم حل الحزب وخرج أقوى
    وفي سنة ٧١ تم اعدلم قادته وخرج أقوى
    هو حزب راسخ في السودان باعتراف اعداءه

    1. هذا صحيح اخي ابوقرجة ، فالحزب متعود علي كدا وسيخرج منه قوياً بإذن الله..تحياتي.

  3. ما انتقاد وبس هذا الحزب يفتقد تماما لفن الممكن دنصورات محجره اما معنا كليا او ضدنا كليا هم سبب انهيار مبادي ثورة ديسمبر التي لم يكن لهم عودا فيها غير المناشير او الكتابه علي الجدران متفوقين علي حزب العبث كما سماهم النميري .

  4. “الخلاصة عندي أن الهجوم علي الحزب الشيّوعي السُوداني تحديداً يمثل عندي آخر حلقات التآمر علي الديمُّقراطية والثورة”
    في حالة أنك لم تضحك مؤخرا بسبب بؤس الأخبار والوطن

  5. استاذ نضال حياك الله
    أرى أنك وبعد المقدمه المطوله عن حريه الرأى والنقد قد أختزلت الإجابه عن (سؤالك عنوان المقال) فى سطر واحد ألا وهو ان هذه الهجمه على الحزب الشيوعى انما كانت بواعز من الحركه الاسلامويه وانها حلقه من حلقات التآمر على الديمقراطيه والثوره!!!!! ولا أود هنا إلى العوده بالقُراء الى تصريحات سناء حمد فى شأن موقف الحزب الشيوعى من الحرب ومن تقدم هذه المواقف التى تتماهى فى مضمونها مع الرؤيه السياسيه لحركة على كرتى، فهذه التصريحات تحمل فى مضمونها ما ينفى زعمك بأن الحمله ضد الحزب الشيوعى انما هى فى الاساس حرب من الإسلامويين ضد الحزب الشيوعى. عموماً ليس هذا بيت القصيد فالشعب السودانى يعى جيداً مواقف الحزب الشيوعى ويعرف ايضاً ان هذه المواقف لا علاقة لها بالثوره ولا بالديمقراطيه وانها مواقف تخدم مصالح القوه المضاده، كان هذا هو الأساس ألذى انطلقت منه تلك الاصوات والكتابات الغاضبه فى حملات نقديه بناءه تهدف إلى استعادة الفكر الثورى المنحاز دوماً إلى الجماهير الشعبيه كخط عام لسياسة الحزب الشيوعى منذ ايام عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ. لم استشف فى كل ما كتب من نقد فى شأن الحزب الشيوعى اى اتجاه يهدف إلى كسر شوكته أو ما يمكن ان يمثل ضرب للديمقراطيه والثوره بل بالعكس تماماً كانت اصوات مناديه بممارسة النقد والنقد الذاتى من داخل كيانات الحزب وعلى رأسها قيادات اللجنه المركزيه. وقد اعترفت بأنك على خلاف عقائدي مع الحزب الشيوعى وكنا نتمنى أن تكشف لنا اسباب هذا الخلاف ولا أريد ان اجزم ولكن اكاد اقول ان سبب خلافك مع الحزب لن يخرج من دائرة الاسباب التى دفعت بالعديد إلى توجيه سهام النقد البناء لعل أن يسمع اعضاء اللجنه المركزيه وينتبهوا للخطر الذى يواجهه الحزب قبل فوات الاوان.
    اخى نضال يا ريت لو تحدثنا عن سبب انشقاق الخاتم عدلان لأن فى هذا الحدث محطه تاريخيه تعتبر سقطه داويه فى مسيرة الحزب الثوريه، لو تمت دراستها بأدوات التحليل العلمى انذاك لكانت قد أنتجت من العبر والدروس ما من شأنه ان يجنب الحزب المزيد من السقطات.
    أخيراً ما زال قلبنا مع جماهير الحزب ومع الأسس الفكريه والمبادىء السياسيه والفلسفيه التى وضعها عبد الخالق محجوب وسار على هديها نقد وعز الدين على عامر والتزم بها العيدروس فى عطبره فاستطاع ان يوحد بها الحركه العمالية فى عطبره.
    مع فائق الاحترام والتقدير بغض النظر عن مدى الخلاف

    1. تحياتي اخي ودالباوقة ، شخصي كتب سابقاً وبعد الثورة مباشرةً ولاجزاء اربع علي ما اذكر عن ما اسميته الإصلاح الديمُقراطي داخل الحزب الشيّوعي السُوداني ، وكتبت كذلك في سلسلة اليسار الديمُقراطي الذي شخصي احد الداعين له وضمن من يفكرون ويعملون لاجله في السُودان ، ويمكن لك.مراجعتهما فهي منشورو ومبذولة للإطلاع عليها ، ومع هذا فخلافي
      الفكري والسياسِي مع الحزب الشيوعي السُوداني لايمنعني من الدفاع عنه والإستماتة في ذلك هو وكل القوي الوطنية والثورية ضد اي محاولات لإضعافها أو تكسيرها لصالح اجندة اعداء الثورة والديمقراطية والوطن..تحياتي وتقديري.

  6. الشيوعية كما العلمانية ليست شرا كما يروج أعداءها تجار الدين من خلال شعارهم المعروف الشيوعية كفر وإلحاد .. نحن اهل السودان عاطفيون حتى النخاع و للعاطفة تأثير كبيرعلى انتماءتنا وقراراتنا فى الحياة .. أخطأ الشيوعين بتبنى مقولة الدين افيون الشعوب واعتبروها جزء من مبادئهم فاستغلها تجار الدين وجعلوا منها حاجزا يصعب تجاوزه بين من ينادون بتبنى الفكر الشيوعى و بين عامة اهل السودان .. الحزب الشيوعى السودانى هو أحد الأحزاب التقدمية وله باع طويل فى العمل المؤسسى وجوهر فكره ومنظوره الإجتماعى الوقوف دوما مع الكادحين والمظلومين وله دور كبير ورائد فى نشر قيم الحداثة والتقدم والوعى الوطنى بالحقوق والواجبات .. خلال مسيرته الممتدة منذ اربعينيات القرن الماضى لم تسلم قيادات الحزب الشيوعى مثلها مثل غيرها من قيادات الأحزاب الطائفية والأيدلوجية الأخرى من النخبوية والنرجسية التى اصبحت حاجزا آخر يفصل بينها وبين القواعد … الشيوعية كفكر ومنهجية يدعو للتشارك والتكافل والعمل الجماعى حكومة وشعب من أجل الأرتقاء وتحقيق التنمية و الرفاه دون تمييز بين البشر وكلها سلوكيات انسانية متضمنة فى تعاليم ديننا الإسلامى والأديان السماوية الأخرى والأعراف .. اكبر أخطاء الحزب الشيوعى السودانى تآمره على الديمقراطية الثانية وأكثر أخطاؤه قسوة كونه احد اركان تفتيت وحدة قوى ثورة ديسمبر المجيدة اولا من خلال محاولاته المستمرة على فرض الوصاية على حكومة الفترة الأنتقالية الأولى وعلى رئيس وزراءها الدكتور عبدالله حمدوك وثانيا من خلال اعلانه الأنسحاب من قوى الحرية والتغيير وثالثا مسئوليته الكاملة عن الانقسام ومن ثم التصدع الذى حصل فى جسم تجمع المهنيين مشعل الثورة وحادى ركبها … نحن اهل السودان صوفيون حتى النخاع وكل صوفى شيوعى ومن منطلق هذا الوصف سيحقق الفكر الشيوعى نجاحا إذا ربط مبادئه ومنهجيته فى العمل باخلاقيات وسلوكيات اهل السودان و تخلى عن مبادىء الفكر المرتبط بالخارج !!!

    1. الخلاف السياسِي والتباين في الاراء شئ طبيعي اخي دفع الله ، فقط الأهم التركيز علي القضايا الوطنية التي تجمعنا لصالح البلد ولتفويت الفرصة علي اعداءها..تحياتي.

  7. أستاذ نضال لو أنت قاصد حلقات الاستاذ عاطف عبدالله في الراكوبة , كان في إمكانك الرد عليه اما حكاية هجمة ومرتده فدا ما حصل العكس إنو الحزب الشيّوعي هو الشاني هجوم من يوم حمدوك والحرية والتغيير إتفقوا مع العسكر , وزي ما إنت شايف استاذنا كمال كرار عضو اللجنة المركزية للحزب اصبح اليد اليمني للنائب العام وما باقي ليهو إلا يجيب لستة ( مطلوب القبض عليهم ) . بالمناسبة في ناس بتقول مافي فرق بين ( الكيزان والشيّوعين ) طبعاً دي ما حقيقة ولكن في شبه بين كمال كرار وأمين حسن عمر ونضيف معاهم سبدرات . غياتو

    1. الحزب الشيوعي والإخوان المسلمين علي نفس الدرجة من السوء والتامر والخيانة وهما وحهان لعملة واحدة من الأيديولوجيا المستوردة الفاسدة ويتبن في الاتي
      كلاهما فكر مستورد جاء الي السودان من مصر عبر المبتعثين من الطلاب للدراسة في مصر
      كلاهما فسل في التمدد جغرافيا وانحصر في دائرة ضيقة من المتعلمين ولم ينجح قط في الحصول علي اي تفويض شعبي في اي انتخابات ديمقراطية
      كلاهما نجح في الوصول للسلطة عبر الانقلاب العسكري ومارسا سياسة تمكين فاشلة
      كلاهما ادخلا العنف الطلابي في العمل السياسي داخل الجامعات
      لعب الشفيع احمد الشيخ نفس الدور القذر لابراهيم غندور في تزييف ارادة الحرة النقابية
      كلاهما تحالفا ضد حكومة الدكتور حمدوك وسعيا لاسقاطها

    2. ليس تلك الحلقات التي اشرت لها اخي ودالشريف ، فإن كنت متابعاً ستجد كتابات وتسجيلات صوتية في ذات التوقيت ، وفيما يخص ما كتبه الاخ عاطف فإن عضوية وقيادة الحزب الشيّوعي اجدر بالرد عليها لان بها مسائل فكرية وتنظيمية تخصهم ، وما يعنيني منها هو الجانب الذي يستغله اعداء الحزب والديمقراطية للنيل من الحزب وهي عندي بذلك الوصف تندرج تحت بند الهجوم علي الحزب ، خاصة ان كاتبها يقول انه عضو بالحزب ومن المؤكد اذا كان كذلك يعلم ضوابط ولائحة الحزب عندهم وكيفية إيصال رايه ومسار اتهاماته وشكوكه داخلياً وفق قنواتهم التنظيمية ، بل وإني اري أن علي قيادة الحزب الرد عليها او مسؤله الاعلامي..تحياتي.

  8. يكفي الحزب الشيوعي تصريحات عضو اللجنة المركزية كمال كرار في جريدة “الكرامة”.
    نهاية مأساوية للحزب الشيوعي ؟ مافي فايدة في هكذا حزب

    1. يا اخي عنبر جودة ، كمال كرار ليس الناطق الرسمي باسم الحزب ، ونجد في كل القوي السياسية وقياداتها من يصرح بخلاف راي الحزب او المؤسسة الرسمي ، وللحزب الشيوعي سوابق في هذا الإتجاه والقول ان مثل تلك التصريحات تُمثل قائلها وليس الحزب رسمياً.تحياتي..

  9. الحزب حاليا في حالة تماهٍ في مواقفه مع الحركة الاسلامية، ولا يمثل خطراُ عليها. النقد الذي يوجه للحزب بسبب مواقفه من القوي السياسية الداعمة للثورة، وهي مواقف لا يمكن تسويقها او وصفها بالموضوعية، بل على العكس ساهمت مع عوامل أخرى في وصولنا الى محطة الحرب الحالية وتعطيل مسار الثورة.
    أرى أنك كتبت رداُ على مقالات عاطف، وهي مقالات فيها كثير من الموضوعية وتناولت ما يدور في اذهان الكثيرين عن مواقف الحزب والتراجع الكبير في مستوى القيادات والعضوية من ناحية الكم والكيف مقارنة بأجيال سابقة.
    هناك عادة ذميمة عند السودانيين، وهي ان ينبري احدهم للتقليل من مساهمة الاخرين ورميها بكل نقيصة وترصد صاحبها فقط بسبب الحسد والغيرة.

    1. معليش اخي man اذا كنت تقصدني بهذا الحديث فقد جانبك الصواب ، اولا لا معرفة لي لا من قريب او بعيد بالاخ او الاستاذ عاطف ، ولست في موضع تنافسية او تناحرية او عداء مع احد ونحترم جميع الاراء الا من بقلبه مرض فديل ربنا يشفيهم ، ولم اتناول في مقالي الرد علي مقالاته وموضوعها لانه الانسب للرد عليها كما ذكرت هو الحزب الشيوعي قيادة وعضوية ، خاصة انه كتب باعتباره عضواً فيه وشخصي ليس كذلك ، الهجوم جاء من عدد من الكتابات والتسجيلات الصوتية ، ومقالات الاخ عاطف تداولها البعض لترسيخ نفس الهجوم ، وان كان الاخ عاطف حريصا علي الحزب كما يقول وللتصحيح فيه فله من الوسائل والسُبل الكثير مع اختيار التوقيت الانسب لذلك ، هذا مع تحياتي لك وله وللجميع…

  10. كدي ورونا
    كيف يكون نقد الحزب هو هجمة والهجمة علي الحزب هجمة علي الديمقراطية والحزب ذاتو ما شغال بالديمقراطية الشغلة ؟؟؟؟؟
    أي نقد أتكتب علي الحزب كان موضوعي جدا ومفيد للحزب لو يعلم
    ولكن الحزب الشيوعي واقف في خندق مع الكيزان ضد قيادة ثورة ديسمبر المتملة في تقدم
    وطارح بديل فاشل لتقدم إسمه التغيير الجذري
    يعني بيقدم بديل للديمقراطية الليرالية لأنها ما شغالة معاهو
    التغيير الجذري وكما قال السر بابو ياهو ذاتو برنامج الثورة الوطنية الديمقرايطة
    وهو بديل ما جاب دخل
    وجخل الحزب في هناي وزة
    أها وطارحين جبهة عريضة تانية ممكن تضم الحلو وعبد الواحد لكن ما فيها حزب الأمة ولا المؤتمر السودانيّّ!!!!

  11. للمرة الحادية عشر اعيد علي الجذري نضال جذري امريكا الاسئلة التى طرحتها ردا علي مقاله المهبب في ١٥ اغسطس ٢٠٢٤م بعنوان نزع الشرعية من طرفي الحرب في السودان، وكنت سالته عن كيفية نزع الشرعية من طرفي الحرب في السودان ومتي يتم ذلك ووين وعندما يتم نزع الشرعية لمن تعطى وكيف ووين وكيف يتم اعتبار طرفي الحرب مجرمين ؟؟ و و
    لكن الجذري نضال جذري امريكا زاغ من هذه الاسئلة وعمل رايح لانو ماقادر يجاوب عليها لانو جذري ساى مجبول علي التنظير والكلام الكتير وشق الصفوف.
    معلوم عن الجذريين انهم هبادين وكلامهم في الهواء ساى.

    الى الجذري نضال جذري امريكا جاوب علي مجموعة الاسئلة فوالله لن تتوقف هذه الكسرة الا اذا جاوبت عليها او اهلك انا دونها.
    رد وما تعمل رايح موش انت جذري وبتفهم في اى حاجة
    غير شق الصفوف وخدمة عصابة الكيزان الارهابية بغبائكم ومثاليتكم وتنظيركم وهبدكم ماعندكم حاجة.
    رد
    رد
    رد
    ومازالت الكسرة مستمرة ان شاء الله.

  12. “لماذا الهجمة علي الحزب الشيّوعي السّوداني الآن؟”
    لأن الحزب ضاع ليه الدرب في المويه وما عارف نصيره من عدوه. ويا حليل الرؤى الصادقة لقادته الأوائل الذين كانوا يستقرأون الحدث قبل وقوعه.
    انتصار كتائب البرائين المسماة بالجيش السوداني على الدعم السريع تعني انشاء دولة طلبانية في السودان يدعمها كل شذاذ آفاق العالم من المهوسين دينيا بحجة محاربة امريكا، وهذا في اعتقادي ما يروق لقادة الحزب الشيوعي الذين ما زالوا يعيشون حالة الحرب الباردة.

    1. النقد متاح اخي ميمان للحزب ولغيره من القوي السياسية الوطنية ، ونحن مع اصلاحها وتقويتها لصالح البلد ومستقبل الديمقراطية فيه ، وليس تكسيرها وهدمها لصالح اجندة الاقصائين والعسكر والجنجويد ومن معهم.تحياتي..

  13. مش الشيوعيين عاملين فيها محايدين وضد تقدم وقحت
    برضو أول ناس حتتم تصفيتهم علي أيدي كتائب البراء بن مالك
    ووقتها الحقلبة ما بتنفع لأنكم وقفتم مع الكيزان ضد الثورة
    مشتهي أشوف تبريرات عبد الله علي ابراهيم شيوعي من منازلهم
    علي ما تم في الحلفايا
    لسه مصر علي فوبيا الكيزان ؟؟؟

    1. صاحبك الشيوعي الموهوم دا بيعمل مجهود كبير عشان الناس تنسى قحت وتقدم وتتصالح مع الكيزان المخانيث عشان كدا ما ترجى خير من شيوعي سوداني خاصة لو كان شيوعي سوداني عايش في امريكا

  14. انا شخصياً من انصار شطب هذا الحزب من قائمة الأحزاب الهرمة لأنه حزب دائما وأبدا يعزف خارج السرب والسبب ببساطة أنه حزب ضايع له الطريق ولا يعرف وجهته. هذا الحزب من اليوم الأول لنجاح الثورة شق الصف وتحجز في موقفه الجذري ولم يقدم أي حل للمشلكة وهو اضعف الأحزاب على الإطلاق لكونه لا يستطيع ان يغير شولة في كتاب حزب الشيطان الآخر، واعني به حزب الكيزان.. ما قدم الحزب الشيويعي للكيزان لم تقدمه كبريات الدول التي تقف في صفهم وتساندهم الآن. الحزب الشيوعي والكيزان وجهين لعملة واحدة لأن كلاهما يسعى لتدمير السودان وتوهان شعبه بين الأمم. يكفي ان رئيسه ظل طيلة حكم الإنقاذ مختفي مثل الجرذان تحت الأرض، والآن منذ ان نجحت الثورة ايضا تحجر هذا الحزب في موقفه الخايب، فهل يا ترى كل هذه التصرفات مصادفة ام حركة مقصود منها تخفيف ضغط المعارضة على الكيزان؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..