مقالات وآراء

تفسيرات شيطانية (٥) : الإحكام والإنزال والتشابه

محمد الصادق

 

من اكثر التفسيرات مجانبة للحق وقربا من اتباع الشيطان تفسيرهم لقوله تعالي: {وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ} بأن الآيات المتشابهات أنها “غير واضحة الدلالة” !!! .
والمصيبة أن هذا هو المنتشر في المختصرات والميسّرات الرائجة هذه الأيام !!! .
إدعاء عدم وضوح القرآن هو طعن فيه سوّغ للبعض تجاوز الايات القرآنية واعتماد نواسخ للقرآن من خارجه ، مما ادي بهم الي اعتبار القران في مرتبة ادني من الحديث !!! .

جاء في التفاسير :
“{كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيََّ}: ..َالْمَثَانِي هُوَ الْكَلَامُ فِي شَيْئَيْنِ مُتَقَابِلَيْنِ”
>>> أي أن كل آية لها نظيرتها :
مثال :
● {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَا [مَلِكَیۡن]ِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَـٰلِدِینَ}
○ {قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ و[َمُلۡك]ࣲ لَّا یَبۡلَىٰ}
>>> ولذلك فإن قراءة {ملكين} بفتح اللام غير صحيحة ، كما أوضحنا في مقالنا : (تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف(١).
>>> فالآيات تتكرر في المعني ؛
فعدة آيات قد تكون متشابهة في موضوعاتها وأحكامها ،
لكن بعض هذه الآيات المتناظرة تلغي بعضها (تنسخها)
فتكون الآية الملغاة [متشابهة] واما التي الغتها فتكون [محكمة] (وقد يكون الإلغاء كليا أو جزئيا) ؛ ولذلك فالأكثر دقة أن نعرّف الآية المتشابهة بأنها (المحكومة) ، بمعني أن آية أخري نزلت بعدها تحكمها.
{..مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ}
جاء في التفاسير :
“وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُهُ: (الْمُحْكَمَاتُ النَّاسِخَاتُ ،
وَالْمُتَشَابِهَاتُ الْمَنْسُوخَاتُ)
وَقَالَهُ قَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ وَالضَّحَّاك”
>>> ولنأخذ مثالا :
● {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ

غَيْرَ إِخْراجٍ}
○ {وَٱلَّذِینَ یُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَیَذَرُونَ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا یَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَعَشۡرࣰاۖ}
فالآيتان متشابهتان من حيث الموضوع
لكن الثانية حاكمة على الأولي ؛
وبعبارة أخري:
أن الثانية أنزلت علي الأولي
فقد جاء [الإنزال] نظير [الإحكام] فبالمقارنة مثلا بين سورة القدر وسورة الدخان :
{انزلناه في ليلة القدر} مقابل
{أنزلناه في ليلة مبا ركة} :
نفس المعني؛ ولذلك تجد :
(بإذن ربهم من [كل امر])
مقابل :
{فيها يفرق [كل امر] حكيم}.
وفي {حكيم} اشارة الي (الإحكام).
اذن {انزلناه} بمعني : (احكمناه) ؛
فبالمقارنة بين فصلت والنور :
(احكمت اياته ثم فصلت)
مقابل :
(انزلناها وفرضناها) ،
فهنا ايضا نجد :
{انزلناها} بمعني (احكمناها)
و{انزلناه في ليلة القدر} تعني: (احكمناه) في ليلة القدر
ففي ليلة القدر (انزل) القرآن :
بمعني ان آيات كثيرة انزلت (في مكان) ايات اخري ، اي حلت مكانها.
بما يعني تبديل في الاحكام باخري اقتضتها حكمة الله : (فيها يفرق كل امر حكيم) ؛
ولذا اشار العلماء الي ان أحكام سورة النور نهائية لقوله : (سورة انزلناها) أي احكمناها علي غيرها -أو جعلناها حاكمة على غيرها.

>>> مما يسبب اللخبطة والإيهام في مسألة المحكم والمتشابه هو أن نقول عن الآية:
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ}.. أنها منسوخة بدلا من القول أنها متشابهة ،
لأن النسخ ورد في القرآن بمعني المحو والإزالة والحذف :
{فينسخ الله ما يلقي الشيطان
ثم يحكم الله آياته}
فالنسخ هنا الحذف
وبالتالي فإن الآيات المنسوخة
لا وجود لها الآن في المصحف ؛
فسورة الأحزاب مثلا
ذكر الصحابة انها كانت في مثل طول سورة البقرة.
فما هي تلك الآيات التي نسخت؟
بالتأكيد لا أحد يذكر
ولو رجع اي منهم الي القرطاس
الذي كانت مكتوبة فيه فسيجد المكان خال من الكتابة او لا يجده اصلا! لأن الله (نسخها) أي محاها
ولن يتذكرها أحد ، لأن الله (أنساها) لهم ؛
فهذا معني: {ما ننسخ من آية أو ننسها} أي نمحوها أو ننسيها.
لأن الله اراد ان يبدلها باية اخري:
(واذا بدلنا اية مكان اية..).
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نرجو من كل من فهم المعلومة
أن يساهم بنشرها وبشرحها ،
حتي تعم الفائدة ،
ولكي نزيل الدخيل
من المفاهيم الساذجة والخبيثة ..
فهذه إذن نصيحة ،
والدين النصيحة -كما في الحديث :
(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)
□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة<<<

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
-قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك:
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. أخي الكريم كاتب المقال لا أعرف لماذا تخوض في تفسير القرآن بنقل اراء قد تهدف الى التشكيك في بعض آيات
    القرآن الكربم دون أن تدري وتنسب بعض التفاسير الى الشيطان… أما الاية ٩ من سورة آل عمران فقد اخذتها منها ما ينسبك وتركت
    تكملتها ولو قرأتها بتمعن وتدبر لما كتبت هذا المقال .. فالآية واضحة وآخرها يبين أن الآيات المتشابهات لا يتبعها الا الذين في قلوبهم زيغ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) .. لاحظ قوله تعالى في نفس الآية وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا … الخ الآية. وكما ذكر إبن كثير أن قوله تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ ) اي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل (فيتبعون ما تشابه منه ) اي إنما يأخذون منه المتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها… الخ (ابتغاء الفتنة) اي الاضلال لاتباعهم..
    أما تفسير المتشابهات أرجو أن ترجع للاحاديث النبوية وكتب التفاسير وأقوال العلماء الثقاة فسوف تجد تفسيرها وحكمها… قبل أن تخوض في بحر ربما لا تعرف ساحله فتغرق.. واوصيك ونفسي بأن تؤمن بآيات القراءن العظيم المحكمة والمتشابهة.. وتكون في زمرة الراسخون في العلم الذين يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا.
    سؤال هل انت من علماء اللغة والتفسير او ناقل لاراء آخرين؟؟؟؟
    هدانا الله وإياك

  2. للأسف يفسر كاتب المقال كلام الله تعالى على هواه المحض من غير هدى أو بينات او شيء من العلم
    1. المقصود بقوله تعالى : ” مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ” هو أن الايات المحكمات هن الايات الواضحات الدلالة بحيث أنه لا يمكن لاثنين ان يختلفا في فهمهما لهذه الايات أما المتشابهات فهن الايات التي يمكن ان يختلف اثنان في فهم دلالتهما و من ذلك قولهم (: اشتبه الأمر عليه أي اعتراه شيء من عدم الوضوح في فهم المراد , فالتشابه في هو في الاختلاف في الفهم
    و من أحسن ما قيل في ذلك ما نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار ، رحمه الله ، حيث قال : ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب ) فيهن حجة الرب ، وعصمة العباد ، ودفع الخصوم والباطل ، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه .
    قال : والمتشابهات في الصدق ، لهن تصريف وتحريف وتأويل ، ابتلى الله فيهن العباد ،

    من امثلة المحكمات قوله تعالى ” اياك نعبد و اياك نستعين ” و قوله تعالى : ” حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ … ” الاية

    2. أما الناسخ و المنسوخ فلا علاقة لهما بعدم الوضوح لأن النسخ يكون في الاحكام و الاحكام في الغالب لا تحتاج الى تأويل او اختلاف في الفهم و لا يكون في تقريرها فتنة انما في الفتنة في الافكار و العقائد
    قال الحق تعالى : ” فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ” و هذا الأمر ( يقولون امنا به كل من عند ربنا ) لا يمكن أن يكون في الاحكام اي ( الناسخ و المنسوخ ) و انما يكون في الغيبيات و العقائد
    3. فيما يتعلق بقوله تعالى : ” وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ”
    معنى تمنى هو قرأ أو تلا و بالتالي فان ما يلقيه الشيطان هنا هو في الكلام او السماع و ليس في الكتابة و بالتالي فان النسخ هنا لا يمكن أن يحمل على معنى المحو اي محو الكتابة كما ذهب كاتب المقال و المراد بالنسخ هنا هو ابطال ما أراده الشيطان من ( التشويش ) او الارباك او التضليل في التلاوة او القراءة
    4. فيما يتعلق بقوله تعالى {انزلناه في ليلة القدر} و قوله تعالى {أنزلناه في ليلة مبا ركة} , لا يوجد هنا اي احتمال لناسخ و منسوخ و لا حتى تشابه أو عدم وضوح ففي الآية الاولي سورة القدر حدد ليلة بدء الوحي و في الآية الاخرى وصفها بأنها ليلة مباركة , فما الحاجة هنا لادعاء النسخ ؟؟؟؟
    على سبيل المثال اذا قلنا فلان طيب و قلنا ايضا انه كريم , هل هناك تناقض ؟ بالطبع لا

  3. “رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الرَّاسِخِينَ مَعْطُوفٌ عَلَى اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنَّهُمْ دَاخِلُونَ فِي عِلْمِ الْمُتَشَابِهِ، وَأَنَّهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِهِ يَقُولُونَ آمَنَّا به، وقاله الرَّبِيعُ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُمْ. وَ “يَقُولُونَ” عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ نُصِبَ عَلَى الْحَالِ مِنَ الرَّاسِخِينَ، كَمَا قَالَ:
    الرِّيحُ تَبْكِي شَجْوَهَا … وَالْبَرْقُ يَلْمَعُ فِي الْغَمَامَهْ
    وَهَذَا الْبَيْتُ يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ “وَالْبَرْقُ” مُبْتَدَأٌ، وَالْخَبَرُ “يَلْمَعُ” عَلَى التَّأْوِيلِ الْأَوَّلِ، فَيَكُونُ مَقْطُوعًا مِمَّا قَبْلَهُ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى الرِّيحِ، وَ “يَلْمَعُ” فِي مَوْضِعِ الْحَالِ عَلَى التَّأْوِيلِ الثَّانِي أَيْ لَامِعًا. وَاحْتَجَّ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَةِ أَيْضًا بِأَنَّ اللَّهَ سبحانه مدحهم بِالرُّسُوخِ فِي الْعِلْمِ، فَكَيْفَ يَمْدَحُهُمْ وَهُمْ جُهَّالٌ! وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَا مِمَّنْ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ. وَقَرَأَ مُجَاهِدٌ هَذِهِ الْآيَةَ وَقَالَ: أَنَا مِمَّنْ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ، حَكَاهُ عَنْهُ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي”

    تفسير القرطبي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..