مقالات وآراء سياسية

خطر العنصرية القبلية يهدد السودان مستقبلا

الطيب جاده

في هذه الأيام تعالت نبرة التعالي والتفاخر بالقبيلة بين الشعب السوداني ، هذه العنصرية القبلية مهدة العديد من الأوجاع ، سأتناولها لخطورتها ولطول فترة حضانته في جسم الوطن حتي خيل لغير الأطباء وقتها أن الوطن سليم معافى لا يشكوا من غير هذا الصداع الخفيف وهو في الحقيقة يعاني من تلوث دقيق في خلايا تكوينه مما ساعدة في الإصابة بالسرطان القبلي الذي أبتلي به وطننا . القبيلة تنظيم ورابطة اجتماعية تحترم ولكنها بلا عقل وبلا منطق ولا تصلح أداةً لصنع التطور والتقدم والحضارة القبلية أنانية وعنجهية الأحقاد وتدفن الكفاءات والقدرات لو حصرنا القبلية وأعرافها في النواحي الاجتماعية فقط وغلبنا المجتمع المدني وسيادة القانون لكان الحال غير الحال ولما تطاول الأقزام لو قدمنا الكفاءة والخبرة على الولاء والانتماء لاستحى وتراجع الهرج والمرج . للأسف الشديد مازالت العصبية القبلية تعصف بنا يمين وشمال وانها مازالت موجودة فينا جميعا فمتى تزول من أذهاننا هذه الظاهرة الخطيرة التي لا تحمد عقباها وليس خطأ أن يحفظ الإنسان نسبه وحسبه ولكن الخطأ أن يعتقد أن ذلك هو معيار التفاضل بين البشر أو يتخذ ذلك سبباً للتعالي والتكبر على الآخرين أو التفريق بين عباد الله وتصنيفهم إلى طبقات وفئات تفصل بينهم حواجز النسب وعوازل الحسب. ليس محموداً للإنسان أن يفخر على غيره بما كان من كسب يده فما بالك بما ليس من كسبه ومالا جهد له فيه ؟! ما معرفة الشخص لنسبه إلا نعمة خالصة من الله فهو سبحانه شاء لك أن تولد ابن فلان الفلاني ولوشاء سبحانه أن تولد ابن فلان من الناس لنَفَذَتْ مشيئة الله ، إذاً فالنسب نعمة تستحق الشكر لا الفخر ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث قال: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ) (أخرجه ابن ماجه) ، وقبل ذلك قول الله تعالى: {يأيها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} فالله سبحانه يقول (لتعارفوا) وليس لتفاخروا وتعاظموا .
العنصرية والتمييز القبلي هو التخلف الذي يشهده السودان اليوم ، ولو تحررنا من هذا الداء البغيض لكنا كأقرائنا عشاق التقدم والتميز والحضارة ، التقليل من شأن الاخرين او فرض نوع من المعاملة الخاصة للبعض على حساب الاخر هذا الموروث القبلي الزائف لابد ان نتخلص منه ، القبلية هي التي ولدت العنف والاختلال في سكون وهدوء الشعب ، وبالرغم لمحدودية الفكر عند البعض فانه يعامل نفسه بصفة فريدة على انه ينتمي لقبيلة او مدينة معينة غير آخذ في الحسبان ما يتميز به غيره عنه سواء علميا او ثقافيا ، يهدد السودان اليوم سرطان العنصرية القبلية التي أصبحت تُثار بشكل بشع ، وهذه العنصرية سببها أصحاب اللايفات الذين يتحدثون باسم القبيلة كأن لهم تفويض من تلك القبيلة ويساندهم بعض العنصريين من الذين ينظرون أن السودان لهم وحدهم ، فأصبحنا نُمطر صباحا ومساءا بالشتائم والالفاظ الغير أخلاقية بالنزاعات ، هناك قبائل تم تمجيدها ورفعها فوق كافت الشعب وكأنها هي صاحبة السودان وبقيت القبائل لا يحق لهم العيش في السودان ، لماذا هذه الصرخات القبلية والعصبية الجاهلية ؟ لماذا تُثار الآن ؟ لصرف الشعب السوداني عن فكرة تحقيق أحلامه في العيش بسلام ووحدة وتشتيتهم ليسهل التحكم عليهم لفترة زمنية اطول ، أن مشكله هذا الشعب سلم أمره لبعض الجهلة السفهاء . أنقذوا البلاد من سرطان العنصرية القبلية ومن ريح العنصرية الجاهلية ، من أعظم المنكر أن نسعى في هدم السودان بسبب هذه العنصرية القبلية ، عيب علينا أن لم نحث الشعب بالخطر القادم للسودان بسبب العنصرية القبلية ، إن الفاسد في حياته والمحبط في نفسه والذي يشعر بمركَّب النقص هو الذي يكون عنصرياً.

 

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. مافي قبلية في السودان أصلا الا في مناطق نائية من دارفور القبلية بالسودان أتى بها سيء الزكر الترابي وكان حسب جهله يعتقد انه عن طريق القبليَة والرشاوي للزعامات القبلية سوف تمكنه من السودان بأكمله ولكن خاب مسعاه فعندما تفاصل قادة الكيزان من أبناء الشمال بقيادة على عثمان خلف الكواليس وعمر البشير بالواجهة ضد الترابي ترجحت كفة عمر البشير واودع الترابي السجن الي أن فقد عقلة وصار يهضرب.

  2. القبلية ليست مهددة الا اذا استخدمت فى السياق المؤسسة للدولة فإذا نظرنا إلى هياكل الدولة نجد أن مؤسسات بأكملها أخضع لنفوذ القبيلة انظر مثلا وزارة الخارجية ومؤسسات كالقوات المسلحة وقد ظهرت لنا عيوبها خلال الأزمة الراهنة إذ هرب آلاف الضباط من ساحات الوغى لأن استيعابهم كان على اساس قبلى وليس على الكفاءة والقدرات..القبيلة ميان موجود ولكن تتم معالجة خطرها ببرامج التربية والتعليم وأبعادها عن الساحة السياسية فالدولة تتضاءل أمام تعاظم سطوة القبيلة…أن مؤسسات بأكملها تسيطر عليها القبيلة كقطاع البنوك مثلا بل إن مؤسساتنا التعليمية لم تسلم منها كجامعة الخرطوم ولكل من أساتذتها خارج المجموعة القبلية المعروفة قصة يرويها كيف تم استيعابه فيها بعد لأى..ولعلنا نورد نارواه شيخ المجموعة الانقاذية مقاله عن الخليع المخلوع الراقص عن رواية للغرباوية والتى لم تنل اى حد من النقد وكذلك عبد الرحيم حمدى رغم أنه لا ينتمى لأية قبيلة ولكنه تبنى خطابا مقيتا وشكر الله الدكتور صديق امبدة الذى تصدى له وصك عبارة مثلث حمدى فى سياق تصديه لذلك المجرم البغيض. القبيلة استخدمتها الإنقاذ الى يوم الناس هذا فنرى أن قبيلة بايعت وأخرى عاهدت وسعت وللحقيقة فاولئك المتحدثون بأسماء القبائل لم يستمر منهم أية قبيلة كما لم تفوضه فى مسعاه واخيرا ظهر أحد النظار يدعم تمردا ضد الدولة التى يعيش فيها..أما المتمردون فقد انشقوا إلى قبائل وافخاء واشهد الله أن عبد الواحد لم يستمر قبيلة الفور ولكنه سرق اسمها واشعل التمرد الذى كان وبالا عليها وللدهشة لم يستمر حميدتى كذلك الرزيقات وإذا بهم ياتى باللصوص باسم القبيلة يعيثون فسادا فى سابقة لم يعرفها التاريخ السودانى….ما نخلص اليه أن القبيلة واتفق معك أنها كيان اجتماعى وربما تاريخى ولكنها ليست أداة سياسية ولن تكون ..

  3. كيف يعني في نظرك ممكن تنقذ البلاد من سرطان العنصرية القبلية ومن ريح العنصرية الجاهلية كيف يا الطيبوي كيف؟؟ اذا قلت في الحكومة نضع الكفاه فكانوا كلهم شماليين طبعا مشكل وعنصرية لانو ناس الغرب والغرباوي لايقبل ولكن يقبل يكونوا كلهم من الغرب مثل حكومة البرهان الان فهذه ما عنصرية مش هل محاربة العنصرية انو تمنع الناس يقولو انهم من ياتوا قبيله مثلا لالالا مافي اي عنصرية المشكلة الاساسية حتة النقص في قلوب الناس وانو القبيلة تلك احسن مننا والحرقة والحسادة والغيرة بدون سبب ومع انو مافي فرق بين القبائل والمكان التي تعيش فيه مثلا الشمالي يعيش في كوشة وتخلف في الشمال ولكن الدارفوري رغم دا عندو حقد ضد الشمالي بدون سبب بس عقدة نفسية ومثال لذلك حميدتي واولاد الغرب جاءوا الخرطوم وعاشوا في قصور واتملكوا الاموال واصبحوا اغنياء ولكن برضو العقدة النفسية مازالت معاهم وهم بيرددوا (الخرطوم دي حقت ابو منووو) وماظن في عنصرية واي شئ من ذلك القبيل والناس مفروض تفتخر بي قبلتها وتقول بي الفم الملئ انا من تلك القبيلة وربنا ماخلق الاصابع كلها متساوي وفي السمح وفي الشين وفي البخيل وفي الكريم وفي الغني وفي الفقير والناس مفروض تتقبل الحاجة دي والعندوا نقص او عقدة نفسية من قبيلة ما احسن يلحق نفسو ويمشئ يعالجها وذي ماقالوا الفي قلبو حرقص بره بيرقص ولي ما كدا والعقدة النفسية والغيرة هي سبب الحرب دي دمرت وحرقت لينا البلد واحسن الناس تمشي للعلاج احسن وماتقول القبيلية هي سبب العنصرية ساكت لا مافي اي شئ يربط بينهم

  4. الموضوع يستحق النقاش إلا ان المقال به كثير من لمشاكل. أولى هذه، الاخطاء الإملائية و النحوية التي تمنع القارئ من فهم ما يريد الكاتب قوله.في اكثر من موضع استخدم الكات التاء المربوطة عندما قد المفتوحة و كثيرا استخدم الشولة في مكان النقطة. من المعروف ان النقطة تدل على نهاية فكرة او بعض فكرة والشوبك دور آخر. اعتقد صحيفة مثل الراكوبة يجب ان يكون لديها محررين أكفاء يراجعون كل المقالات قبل نشرها. الكتابة لها أصول و فنون لم تتم مراعتها على الإطلاق هنا. كان يمكن للكاتب مثلا ان يعتبر القبلية مرضا فيفصل مقاله الفقرات تناقش اسباب المرض، علاماته و العلاجات الممكنة و من بعد ذالك سبل منع تكراره.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..