مقالات وآراء

لا حياد في المعركة الأخلاقية الكبرى.!!

إسماعيل عبد الله

 

لقد قالها رائد النضال من أجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج : إنّ أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الواقفين على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية الكبرى) ، أما وقد تعنتت مليشيا الاخوان المسلمين وحزمت أمرها لاستمرار المواجهة الخاسرة أمام حرّاس الدولة الوطنية – قوات الدعم السريع ، وبعد ان افردت عضلاتها عند ذبحها لعدد عزيز من أبناء الوطن البررة في حي الحلفايا بالخرطوم بحري ، من الذين لا ذنب ارتكبوه غير صمودهم رغم ويلات الحرب وتقديمهم الخدمات للمواطنين ، الباقين بالمدينة التي خيم عليها شبح الحرب والموت وزخات الرصاص المميت ، بذا تكون المليشيا المجرمة المتدثرة برداء الدين قد قدمت أنموذجاً واضحاً وصريحاً ، لشكل الدويلة الداعشية القادمة لأرض السودان ، وعليه وجب على كل شريف ووطني غيور الوقوف صفاً واحداً مع الأشاوس ، الخائضين لغمار جمر ولهيب الحرب التي أشعلها مصاصو الدماء ، وإلّا ستدوس أرض الأجداد الأقدام الملوثة بدماء الأبرياء والعجزة والمسنين والنساء والأطفال ، فالبندقية التي رفعها شباب “الجاهزية” دفاعاً عن أنفسهم والشعب المكلوم ، منتصف أبريل قبل الماضي ، جاء الوقت الواجب فيه تنظيف هذه البندقية وتزييتها لخوض حرب العبور الأخير ، القاصم لظهر العصابة الإخوانية الفاسدة في نفسها والمفسدة لغيرها ، لقد شدت الأحزمة وربطت البطون ويمم الشباب الغر الميامين وجوههم شطر تجمعات كتائب الموت ، التي تفاخر بقسوتها عرّاب النظام البائد قبل الطوفان بأيام ، ولأن دورها قد تم فلابد أن ينقلب وينقص بزناد صبيان البنات ، الذين لقنوا تجار الدين دروساً بليغة في الرجولة والثبات والعزيمة والإيمان بالقضية العادلة ، الرامية إلى تأسيس الوطن الحديث الخالي من شوائب الهوس والتطرف.

على جماهير الشعب السوداني الخروج والنهوض من حضيض التقوقع المحايد ، والانخراط في صف “الجاهزية” حاملة راية حل القضية ، فلا وقت للتذبذب والحيرة ، ولا مجال للتردد والعجز والكسل ، فالطريق أمست بائنة لكل ذي بصيرة ، فالذين يريدون جر بلادنا وإغراقها في برك دم التطرف والإرهاب الإقليمي والعالمي ، لن يفلحوا مهما أحرقوا الانسان والحيوان ببراميل اللهب الساقطة من السماء، وجميع شرائح سكان هذا البلد قد علمت أن خلاصها في استئصال مليشيا الحركة الشيطانية ، وهذا اليقين المزروع في أنفس السودانيين جاء كمحصلة طبيعية للحصاد المر من السنين العجاف لدويلة الفساد والاستبداد ، التي جثمت على صدر الطيبين والطيبات من أبناء وبنات هذا التراب النفيس ، فلا يمكن أن نساوي بين المعتدي الغاشم الأثيم وبين المدافع عن كيانه الوطني ، والصائن لجسده الآدمي من الإبادة والإعدام خارج إطار القانون ، تارة باسم قوانين الوجوه الغريبة وتارة أخرى تحت رايات داعش الزرقاء – تصفيات جسدية غاية في البشاعة في الساحات العامة ، وانتهاك حق الانسان المدني الأعزل في الحياة قتلاً في الميادين ، فيا أمة الأمجاد استفيقي من سباتك العظيم ، وامتشقي السلاح في وجه الدواعش قاطعي الرؤوس وباقري البطون ، من القاصفين لبيت الله الحرام بالصواريخ البالستية ، والهاربين من ضربات نتنياهو اللوجستية ، الذين يريدون أن يجعلوا من أرض السودان مستقراً ومقاما ، ليحرقوا ما تبقى منها كما أحرقوا بلادهم ثم ولوا مدبرين ، ليأتوا ليدنسوا أرض أخرى غير أرضهم التي تركوها لإسرائيل ، إن معركة السودانيين هي معركة أخلاقية كبري ، لا يستوي فيها أهل الحق من المدنيين المطالبين بحقوقهم الدستورية ، وأهل الباطل الفاسدين الذين نهبوا ثروات البلاد ومقدراتها ، وبنوا بعرق البسطاء شاهق البنيان وناطحات السحب في تركيا وماليزيا.

بعد أن أعلن قادة مليشيات الاخوان عن تصعيدهم الأخير ، وبالمقابل أغلق باب الحوار الوطنيون الأحرار دعاة السلام من  أشاوس قوات الدعم السريع ، يكون الخيار أوحداً لا ثان له ، ألا وهو المضي قدماً في تحرير جميع الأراضي السودانية من دنس الإرهاب والتطرف ، فلابد من كنس مليشيات الإرهابي على كرتي ومسح بقايا كتائب المجرم صلاح قوش ، ودحر عصابات النهب المسلح التابعة لكل من جبريل ومناوي ، ولكي تخلو البلاد من هذه المافيا المهددة لأمنها ووحدتها وتماسكها ، أصبح الاصطفاف مع قوات الدعم السريع فرض عين على كل سوداني بالغ الحلم ، ولا عزاء للكيانات السياسية المتخفية في خدورها ، والتي يكسو وجهها الحياء والخجل من قول كلمة الحق ، في وجه مليشيات الاخوان المختطفة للدولة ومؤسساتها منذ فجر الانقلاب الخطيئة ، الذي شرّد السودانيين وقذف بهم في أصقاع الكرة الأرضية ، منهم قضى تحت جليد القطب الشمالي وآخرين دفنوا تحت رمال صحارى دول مجلس التعاون الخليجي ، لقد أزفت ساعة اقتلاع الطاغوت من جذره بفضل سواعد هؤلاء الشباب ، الذين لم تلههم الحياة الباذخة مثل أقرانهم الذين آثروا الهروب والانزواء خلف أقبية الأزقة والحواري بعواصم الشرق الأوسط ، فجيل هؤلاء المحجلين المكحلين بالشطة المرعبين للعدو ، هو صمام أمان الطريق الموصلة لتأسيس الوطن الحديث ، المغلق لأبواب القوانين المذلة للشعب من شاكلة قوانين الوجوه الغريبة ، والقوانين المقيّدة لحرية الانسان التي خدمت النظام البائد في استمراره طيلة العقود الثلاثة ، لقد دقت ساعة العمل وضرب النحاس وأسرجت الخيول ، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة الأخلاقية الكبرى ، التي لا حياد فيها ، فإما أن تقف مع الحق الأبلج أو أن تتماهى مع باطل لجلج علم بطلانه القاصي والداني.

 

[email protected]

‫9 تعليقات

  1. يا لك من كاذب مزود للحقائق التي لا ينكرها الا حقود مثلك …….( مليشيا الاخوان المسلمين وحزمت أمرها لاستمرار المواجهة الخاسرة أمام حرّاس الدولة الوطنية – قوات الدعم السريع ،) والصحيح هو بعد تعنت مليشيا اهل دقلو الارهابية والعنصريين من امثالك عليه قرر الشعب الذي تعرض للانتهاكات التي يعلمها القاصي والداني قرر هذا الشعب القضاء المبرم على هذه المليشيا العنصرية الحاقدة واعوانها داخل السودان قضاء سوف يسمع به القاصي والداني بيننا ايام او شهور قلائل يا جبان … لو انت رجل حقا او من على شاكلتك فعد الى السودان في اي وقت ……… انتهى دور الخونة للابد …. ابحث لك عن وطن بعد هذه الخيانة والعنصرية المقيته ………

  2. وكان وين حميدتي الدعامة والشباب يُقتل أثناء ثورة ديسمبر ويذَّبحوا ويحرقوا ويُلقى باجسادهم الطاهرة إلى قاع النيل؟

    أين كان هؤلاء الكلاب يوم إنقلابهم على حكومة حمدوك في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢؟

    الآن بعد ما اختلفتم مع صانعيكم صرتم تتحدثون عن الثورة والديسمبريين؟

    لا خير فيكم ولا في صانعيكم.

    لا للحرب.

  3. ما زلت زغاريدك ورقصاتك على هذه الصحيفة كل ما دخلت المليشيا لاالارهابية منطقة تنهب وتقتل وتغتصب وتهجر الناس من بيوتهم وقلت عند دخولهم مدني ارض الجزيرة اهتزت وربت وانبتت
    وكنت اظنك تنزوي بعد دحر المليشيا المستمر بواسطة الشعب وجيشه او الجيش وشعبه لا فرق
    ولكنك اليوم تتحدث عن الاخلاق !!! اخلاق في عينك
    سنة ونصف الاسنة لم تستطيعوا ان تقنعوا الشعب ان لكم قضية لان ممارساتكم تكشف هدفكم ايها الاوغاد الرمم الجزم

  4. لا اعتقد ان الدعم السريع هو حامي الدولة الوطنية. هذه مليشيا قبلية عنصرية لا شك في ذالك و تقاتل مليشيا اخرى وهي الجيش (مليشيا الحركة الاسلامية). اتفق معك ان دولة داعش يمكن رويتها في الأفق

  5. يا للبؤس
    يا للبؤس.
    حميتي البطل الأصم
    قتل الشباب في ثورة ٢٠١٣
    فض الاعتصام شارك في الانقلاب
    فتل من اهل دارفور ما قتل.
    علبه اللعنة والمضحك انه عايز يجيب الديمقراطية عليك الله لو بتقرا التعليقات كدي ورينا حميتي لعرف معنى كلمة الديمقراطية
    للدين سؤال لو كنت تعرف الإجابة
    أين ولد حميتي.

    نعم ليس هناك حياد في هذه الحرب نعم لإيقاف الحرب ولكن من الأهمية ان يحاكم حميتي بتهمة الخيانة العظمي.
    يحاكم حميتي على جرايم دارفور وفض الاعتصام ومذابح ثورة ١٣ منو القال ليك في ناس في الحياد في الشمال
    وتاني بقول ليك السودان القديم ما بشيلنا تاني مع الجنجويد والغرابة يللا لملوا عفشكم واتخارجوا

  6. إن لم تستحي فأصنع ما شئت… ( اهلك ) من جرذان و كلاب عربان الشتات الافريقي حين يدخلون المدن والقرى ينزح الأهالي الي مناطق سيطرة الجيش و هذا دليل واضح لإدانة أهلك من المرتزقة الذين تزعم أنهم حامين للوطنية… لا مكان لآل دقلو و كل من دعمهم من سياسيين و إعلاميين و أتحداك انت و امثالك من الحثالة أن تعودوا الي أرض الوطن… ستعيشون و تموتون في المنافي علي موائد اللئام من كلاب عيال زايد…

  7. هل يصلح الحياد في مثل هذه الحرب وهل (لا للحرب) سوف توقف الحرب أم تزيدها اشعالاً ام نعمل بمبداء عدوا عدوي صديقي، لو عملنا بمبدأ عدوا عدوي صديقي نكون قد نفخنا على نار الحرب وستكون اشد ضراوة ولا تنتهي حين يكون نصف الشعب مع الكيزان والنصف الاخر مع الدعم السريع وتكون فشيت غبيتك بالوقوف مع اي من الطرفين ودمرت مدينتك وبلدك والحل الوحيد هو الطرف الثالث المدني والالتفاف حوله لايقاف الحرب (لا للحرب)

  8. الجنجويد لا اخلاق لهم بتاتا لان الكيزان صنعوهم لقتل اهلنا في دارفور وكردفان و النيل الأزرق خارج نطاق القانون والأخلاق. كما يجب ان لا ننسى قتل الجنجويد للشباب في هبة ٢.١٣ ثم فض الاعتصام امام القيادة و نهبهم وسلبهم للمواطنين اثناء هذه الحرب الحالية. طبعا الكيزان بالتاكيد ليس افضل اخلاقا من الجنجويد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..