مقالات وآراء

الذي لا يتحرم نفسه لا يٌحترم

عز الدين آدم النور

يؤسفني أن أصف شعب بأكمله بأنه غير محترم لنفسه وأنا كاتب المقال من ضمنهم ، هذا من باب ذكر الكل وإرادة الجزء مثل قوله عز وجل (وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوٓاْ أَصَٰبِعَهُمْ فِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَارًا) سورة نوح ذُكر الأصابع وأريد بها أطرافها وأنا أريد من هذا القول أي غير المحترمين من الشعب السوداني أولئلك الذين حكموا السودان وتقلدوا المناصب الرفيعة من بعد الإستقلال وحتي ثورة ديسمبر 2023م وحقاً الذي لا يحترم نفسه ولا يعرف لنفسه قدراً لا يحترم وحتي الخالق عز وجل قال في حق الذين إنحنوا وعبدوا بشراً أمثالهم لا يملكون لهم من أمر الدينا والأخرة شيئاً قال في أمثالهم (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)(فلما لم يعرفوا قدر الله الذي خلقهم من العدم حق قدره والحال قد منحهم العقل وأرسل عليهم الرُسُل مبشرين ومنذرين جعل النار مثواهم وبئس المصير. ونحن السودانيون تكالبت علينا الأمم في محنتنا هذه لأننا لم نحترم أنفسنا ونعرف قدرها وقد أغدق علينا الخالق كل النعم وأسباب القوة من بلدٍ واسع مترامي الأطراف متنوع في مناخاته ومتنوع في شعبه كأرضه ، الغني براً وبحراً وتحت الثري متنوع في لغاته وأيضاً تنوعٌ في العادات والثقافات وتنوع في ألوان البشرة هذا أبيض وهذا أسود داكن وآخرُ كأديم الأرض في سمرته فلم نستفيد من كل هذا التنوع والذي يعتبر سبباً من أسباب القوة بل جعلناهـ عنصراً للتناحر والإختلاف فذهب ريحنا بإنفصال الجنوب بشعبه وأرضه غير معسوف علينا وأصبحنا أضحوكة لكل العالم يحتقرنا القريب والبيعد بل من كنا سبباً في تعليمه ونهضته أفيقوا يا قادتنا ما الذي يجعل دولة مثل السودان أرضاً وموارداً وشعباً يتسول ويسأل القود من دويللات لا تساوي حجمها حجم ولاية واحدة من السودان أشيروا عليَ أيها القوم ماذا يعني غير الإحتقار البيانات المستهجنة والمستنكرة من دول كنا نعتبرها صديقة لقذف بيت سفير دولة الأمارات .كم يساوي مساحة بيت السفر من أرض السودان وكم يساوي قاطني هذا البيت من سكان دولة السودان الذي حُرق أرضه كاملاً وقتل من قتل من بنيه وشُرد من تبقي منه حياً بين نازج ولاجئ بمال وأعتاد وسلاح وتدبير صاحب البيت الذي يدافع عنه أصحاب البصائر المغلقة لا يعرفون من الدنيا الإ اللهس وراء الدرهم والدينار هؤلاء إعتبروا الشعب السوداني غبارٌ بشري لا يستحق الحياة إلإ ولماذا الوقوف مع الظالم الذي لا يداري ظلمه ، والعالم اليوم مع القوي يضحكون لضحكاته ويبكون لبكائه. صدق من قال
رأيت الناس قد مالوا ، إلى من عنده مـــالٌ
ومن لا عنده مـــــالُ ، فعنه الناس قد مـالوا
رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهـبٌ
ومن لا عنده ذهــب ُ فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس منفضة إلى من عنده فضة
ومن لا عنده فضة فعنه الناس منـــفضة
وحتي تُحترم أعرف قدر نفسك — ولا تنساق وراء من لا يجعل لك قيمة نحن شعب نحترم الأجنبي ونُجله أكثر من صاحب البلد وخاصة لو كان أبيض اللون ومن العربان فكان حدودنا مفتحة لناطقي الضاض يدخلونها من الباب أو من الشباك كيفما شاؤوا ونحن شعب أيضاً ليس كجسد الواحد الذي إذا أصُب عضواً سهر باقي الاعضاء ألماً لألمه بل لا نحس بالظلم إلا إذا مسنا مساً ، أما الشعب السوداني في مجوعه دائماً محتقر من أصحاب السلطة والصولجان فإذا طالب بحقه فهو متمرد يجب أن يؤدب وإذا رضي بحاله يعيش ذليلاً بائس الحال يري العنصرية والجهوية والظلم بكل أنواعه فلا يستطيع أن يغير في شئ لأن للظالم أعوان وزبانية.
ولكن رُب مصيبة خير (من باب عسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) وهذه المصيبة ربما يجعل الشعب الاسوداني في مركب واحد الحاكم والمحكوم فالإنسان السوداني الأصيل فوق رأس كل واحد عزيز في وطنه عزيز بين قومه من أقصي الشمال إلي أقصي الغرب ومن أقصي الجنوب إلي منتهي حدوده في الشمال وإن إختلفوا في الألوان واللهجات فهذا الأرض لنا يجب ان ندق الحجر حتي يخرج لنا ماءً وخضرة وأخيراً أعرف قدر نفسك تُحترم إلا فيأكلك بغاث الطير.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لعل كاتب المقال قد فقد خدارته و بات يصوّب الاتهام لغباشته جزافا مجترحا كل تعاليم تقاليدنا السودانوية الاصيلة الوحدية الفريدة المتجزرة العريقة السامقة الباسقة الغاسقة النائية الدانية البعيدة التى تتمثل فى الختان و البطان و الجرتق ودق الريحة ورش اللبن الاسلامى السمح.
    ولا يكون هكذا انفصام وتشكيك فى الهوية السودانية الا بالبعد عن أدواتها , كعدم تناول الشعيفة و بقبق و الويكاب أو ارتداء الازياء الضيقة التى تناهض العراريق الشفافة السمحة و الجلاليب السكروتة و الشالات التى تنسدل جدلاتها الصوفية على الجبهة فى تحنان وجاذبية و اغراء صوفى سمح.
    ينسحب هذا أيضا على التأثير الثقافى للفنون و الموسيقى الغربية البغيضة و مشاهدة القنوات الاباحية مقارنة بالاستمتاع بايقاع السيرة و التمتم و غيرهم مما عكسه أدباءنا الاماجد طوال التاريخ السودانى أنتهاءا بندى الغلعة حاملة راية التراث السودانى الاخدر الاصيل السمح.
    وربما قد تناهى هذا التجديف لدى الكاتب نسبة لأحتكاكه بشعوب العالم القذرة بعد فترة النزوح الحالية.
    ولكن هيهات , فالاشواق السودانية نزاعة للشوىّ , وقبلك كان المغتربين السودانيين الذى لم يستطيعوا أن يمتزجوا مع شعوب العالم الاخرى و سرعان ما عادوا الى الجرتق و احضان قوقو و شيوخنا الاجلاء و ادبائنا الاماجد , يتخاطفهم أيقاع التمتم بسقطاته اللامتناهية التى تعكس أيقاع الحياة السودانى الاخدر الاصيل السمح.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..