حميدتي وخطاب الهزيمة

عوض كفي

الحق أحق ان يقال، بعد الهزيمة النكراء التي منيت بها قواته في موقعة جبل موية، لم يظهر قائد قوات الدعم السريع منتشيا كعادته، بل ظهر هذه المرة حسيرا منكسر الخاطر ، القاصي والداني يمكن ان يفهم لغة جسده، وصوته المبحوح.
(حتى لو كان بالذكاء الإصطناعي) لقد ظهر الرجل مخاطبا جنوده عبر الميديا ليشحذ هممهم، وليريقوا المزيد من الدماء ، لم يجد مخرجا ليطمئن به قواته التي اندحرت هناك الا باللجوء الى المثل الشعبي ( الكترة بتغلب الشجاعة )! .
وباتهام الشقيقة مصر وأمريكا بانهما دخلتا في أتون المعركة، متهما الاولى بانها ضربت قواته جوا مستخدمة اسلحة الثانية.
أفلا يعقل حميدتي بأن المعركة وأن طال أمدها فلن يكون له نصر؟ وإن كان هناك انتصارا، فانه بلا شك للجيش.
وبالعودة الى تاريخ الحروب، بدءا بالحرب العالمية الاولى وانتهاءا بالثانية ، فقد تعلمنا بأن لا منتصر في الحروب انتصارا نهائيا. فقط ما يحدث أن جيشا ينهك الآخر بغرض أعلاء سقفه عند الجلوس في التفاوض.
لا تنتهي الحروب لو كان هناك جندي واحد يحملالسلاح على الارض.
انتصارات الجيش السوداني ستجر الطرفين الى مائدة التفاوض، ليملي الطرف المنتصر وهو الجيش، طلباته على المنهك وهو الدعم السريع. ولا يوجد بد للمنهك (بفتح الهاء) ،الا أن يستجيب لشروط المنهك ( بكسر الهاء) ،ويسحب قواته من ساحات الوغى مدحورا مهزوما.
نتمنى أن نرى ذلك قريبا، لينعم وطننا بالامن والأمان والطمأنينة.

[email protected]