
شوقي بدري
قرأت سمعت وشاهدت في الفيديوهات كيف استباح الجنجويد توتي التي كانت رمز التكافل الترابط الاحترام والسلم . لم يكن في توتي في زمننا جرائم لدرجة انه لم يكن في كل توتي رجل بوليس واحد . وقعت في غرام توتي وانا طفل . في بداية شبابي ارتبطت بتوتي وتعلمت الكثير من اهل توتي . لقد صرت تواتيا بالانتساب.
ما جعلني احترم توتي واهلها اسباب كثيرة منها لجنة الزواج في توتي . لمحاربة العزوبية في توتي. تقرر ان يدفع من يريد الزواج 30 جنيها الى اللجنة التي تنظم الزواج بغض النظر عن ثروة العريس منصبه او وضعه الاجتماعي . وكان ممنوعا اقامة الحفلات الصاخبة ولمدة عدة شهور يحق للعريس فقط استقبال عدد محدد من الزوار اظن انه خمسة اشخاص . اظن انه كان مسوحا للعريس ان يقيم الحفلات بعد 6 اشهر . وطبعا لا يتوفع ان تقام الحفلات بعد ستة اشهر وعودة الحياة الزوجية الى الروتين العادي . الغرض كان تسهيل الزواج بدلا عن الفشخرة مما يجعل الزواج صعبا او مستحيلا لمن لا يمتلك المال.
تأثرت كثيرا باهل توتي لدرجة انني لم اقم حفلا اواشتري شيلة او ذهبا عند الارتباط . شرطي كان ارتباط بدون دلاقين دهب وهيلمانات . يكذب من يقول انه قد شاهد حفل زواج لشوقي. لم يخرج الحفل عن حفنة من اقرب الاقربين . تعلمت كذلك من الرجل العظيم الدكتور عبد الحليم محمد الذي لا يحتاج لتقديم فهو اديب ن كاتب احد اساطين الرياضة الادارة والسياسة .الدكتور عبد الحليم تبرع بكل ميزانية زواجه لغرض نبيل واكتفى بحفل صغير . كتبت عدة مواضيع عن توتي واهل توتي . قبل اكثر من عشرين سنة .احدها جامعة توتي .
في كتاب حكاوي امدرمان خصصت فصلاً ، تحت عنوان جامعة توتي . لأنني تعلمت الكثير من أهل توتي . وأحببت توتي وأهلها . وصرت لا اطيق ان ابتعد عنها لفترة تزيد عن السنتين . وهي الفترة بين السابعة عشر من عمري والتاسعة عشر . قبل ذهابي الى أوربا . لأنني بدأت الدراسة وانا في الخامسة من عمري ولقد انتهيت من المدرسة الثانوية وقد تعديت السابعة عشر . وأدين لتوتي بتعلمي الكثير . وبسبب توتي صرت نواتيا وحواتياً وتربالاً . وتلك اسعد فترة في حياتي .
بعد حضورنا من جنوب السودان سكنّا في حيّ الملازمين . وكنّا جيراناً للمربي الكبير محمد احمد عبد القادر . احد اعلام توتي . وهو من اعلام التعليم في السودان . وكان مثل المربي النصري حمزة ، أول من ورثوا النظار البريطانيين ، الذين اداروا مدارس السودان الثانوية الثلاثة . براون في حنتوب ، هانق في وادي سيدنا ، وجاض في خور طقت خارج الأبيض . والعم محمد احمد عبد القادر كان قد استلم خور طقت من البريطاني فيما بعد . وبعد تقاعده لم يرضى بالجلوس ساكناً . وأدار مكتبة في الخرطوم .
عابدين محمد احمد عبد القادر ، رحمة الله على الجميع ، كان يكبرني قليلاً . وكان جارنا . وكان ممتلئاً حيوية . وكان شقيقه النور هادئاً مؤدباً . لا يتحدث إلّا قليلاً . و حتى عندما قابلته بعد عشرين سنة من تلك الايام ، في جامعة روستوك في شرق المانيا ، كان لا يزال هادئاً مؤدباً لطيفاً . منزل العم عبد القادر محمد احمد عبد القادر في حي الملازمين كان يتكون من جزئين وهو في شكل ( L ) وكان المنزل مفتوحاً وله حديقة ومسطبة عالية . وبرندة كبيرة بأعمدة بيضاء ، واشجار عالية . وكان مكاناً رائعاً للهو الاطفال . وعلى عكس بعض منازل حي الملازمين التي كان أهلها لا يسمحون بلعب الأطفال ، كانت الخالة نفيسة ترحب بنا . ونقضي ساعات طويلة للعب وتسلق الاشجار ونحس ان المنزل منزلنا . وكثيراً ما كان يمتلئ المنزل بالضيوف من توتي . وبما اننا كنا نستأجر منزل الياس دفع الله ، لقد طلب العم محمد احمد عبد القادر من والدي استئجار داره للمحافظة عليها . صارت الدار دارنا وولد فيها اثنين من اشقائي . هما عبد السلام وبابكر بدري . وآخر مرة اشاهد بابكر بدري الكبير كان قبل موته بفترة قصيرة ، وهذا لكي يؤذن في اذن حفيده بابكر بدري . وكان يعرف الدار وصاحبها .
في ايام العطلة المدرسية ، كان يتواجد مع عابدين والنور بعض الاطفال من أقربائهم من توتي وتعرفنا بهم . وأذكر اننا قد كوّنا فريقاً لكرة القدم . وكان رئيسة زين العابدين ، الذي كانت له روح قيادية خلّاقة . كما كان يقوم ببعض الحركات البهلوانية بالدراجة . وكان لا يخاف السقوط . وكان شقيقي الشنقيطي يشاركة في تلك الحركات البهلوانية وهما على ظهر الدراجة . إلّا انه يتراجع في بعض الحركات الصعبة ويقول لعابدين : (انا اهلي ما قنعانين مني) . ويضحك عابدين ويقول : (يعني انا اهلي قنعانين مني ؟؟) ويواصل حركاته .
كعادة امدرمان قديماً ان يهب النساء لمساعدة البعض . وأذكر انه عندما تزوج الاستاذ عثمان بالاخت اسماء محمد احمد عبد القادر . ذهبت والدتي وخالاتي للمساعدة والخدمة . وفي الثمانينات حضرت زواج ابنة عثمان في الخرطوم . وعندما قابلتها في لندن في منزل احمد قاسم مخير ، قبلتها على رأسها و قلت لها : (انتي أول سيدة احضر زواجها وزواج امها) . فلقد فرقت الظروف والسياسة بيننا وبين زين العابدين . ولكن عندما اتذكر الآن اقول ان تلك العائلة صاروا بمثابة الأهل بالنسبة لنا . وقديماً كان الجوار يعني الكثير . وكانت حكاوي عابدين والنور عن توتي منذ الطفولة الباكرة تحببني إلى توتي وتجعلني مشتاقاً لمشاهدتها . وعندما صرنا صبية كان يندر ان يمر العيد بدون ان نزور جزيرة توتي . وكان لتوتي ولأهل توتي سحر غريب يشد الانسان .
عرفت فيما بعد من الكبار الذين عاشروا الاستاذ محمد احمد عبد القادر أنه كان عالماً . كما كان لطيف المعشر على عكس الصورة الصارمة التي كنّا نراها. وكان ساخراً ويجيد النكتة . ومن القصص التي تتداول في السودان أن احد المسئولين سلم على الاستاذ محمد احمد عبد القادر بحرارة قائلاً : (انت درستني يا استاذ) . ثم قدم زميله للاستاذ قائلا: (دا استاذنا محمد احمد عبد القادر) . فقال المسئول الاخر بدون اهتمام : (دا ابو زين العابدين). فقال الاستاذ محمد احمد عبد القادر ساخراً : (مؤكد يا ابني انا درستك . لكن دا انا ما درستو).
من الشخصيات التي تركت انطباعاً عظيماً على تصرفات ووجدان طلابها كان الاستاذ غاندي . وهو استاذنا في مدارس الاحفاد سيد احمد عبد الرحمن. لم يحدث ابداً ابداً ان عاقب استاذنا غاندي ايّاً من تلاميذه . وكان له اسلوب مميز وكان رجلاً من نسيج خاص . وكنّا نستغرب أن يوسف بدري كان يحتد في بعض الاحيان مع الاساتذة . ومنهم بيليفوكس الاسكتلندي الذي درسنا الجغرافيا . وهال مدرس الادب الانجليزي وهنوينق المستشرق ومجموعة من الفلسطينيين واللبنانيين واساتذه عظام مثل موسى المبارك وعبد الله البشير والطيب ميرغني شكاك و حسن التاج وأمين الزين . ولكن لم يكن ابداً يقابل الاستاذ سيد احمد الا بالبشاشة والاحترام .
وكان الاستاذ غاندي فوق القانون ويحترمه كل الطلبة و المدرسون . ولا يجرؤ اي انسان ان يحاسبه . غاندي كان مدرس فنون . وكان فنانا بحق وحقيقة . وكان له ملكات كثيرة . ومنها ملكة المسرح . وعندما ألف الاستاذ خالد ابو الروس ابو المسرح السوداني مسرحيته خراب سوبا ، كان يبحث عن دعم او طريقة لأخراجها . فعرضها على العميد بابكر بدري . وساعد بابكر بدري في تقديم المسرحية . وشارك غاندي في الجزء الفني وأعداد المسرح ورفع الستار والاخراج . وعرضت المسرحية في عدة اماكن في السودان . كنت استغرب من الاحترام الذي يلقاه الاستاذ غاندي . وعرفت أن بابكر بدري يكن له حباً شديداً . ولا يسأله حتى اذا تأخر .
عرفت فيما بعد أن غاندي كان كل الوقت البرنجي في المدرسة. وهذه كلمة تركية تعني الأول . ولهذا سميّ السجائر بالبرنجي . وكان في فصل العميد يوسف بدري في مدرسة امدرمان الاميرية . ومن تلك الدفعة الامام الصديق المهدي . الذي درس في رفاعة . قبل الانتقال مع يوسف بدري الى الخرطوم . الشباب في فترة الثلاثينات تأثر بفكرة التحرر الوطني والانعتاق من السيطرة البريطانية . وكما تأثر الكثير منهم بالزعيم الهندي غاندي . وكان اكثرهم وعياً سياسياً وتأثراً ، الاستاذ سيد احمد وكان يدعو الى تلك الافكار . ولهذا عرف بغاندي . وكان من مجموعتهم الامير نقد الله ، فارس حزب الامة . الذي تأثر كذلك بأفكار حزب المؤتمر الهندي والهادي كان زميل موسى بدري الطيار في مدرسة رفاعة . الامير نقد الله كان يقاطع المنتجات البريطانية كما دعى غاندي الزعيم الهندي . وكان يلبسون البسيط من الملابس . ويلبسون الدمور والمراكيب السودانية . وبعضهم مثل الامير نقد الله كان لا يشرب السكر . لأن على السكر ضرائب تذهب الى خزينة الدولة . ولقد حكم على البطل على عبد اللطيف بالسجن سنة لانه كتب موضوعاً بخصوص احتكار الحكومة للسكر .
وكان هنالك الاضراب الشهير في كلية غردون . عندما توقف الطلاب عن الدراسة . وأتى السيد عبد الرحمن المهدي يطلب من التلاميذ الرجوع الى مقاعد الدراسة . وكما أورد الاستاذ محمد خير البدوي في رثائه ليوسف بدري ، وأورد يوسف بدري في كتابه (قدر جيل) . بانه قد قفز في الطاولة العريضة التي وضع فيها الكرسي للسيد عبد الرحمن و قال له : (الانجليز جابوك عشان نفك الاضراب . وأي كلام حا تقولو لينا حا يخش بهنا ويطلع بهنا. انحن عاوزين ندرس حاجات تنفعنا وتنفع البلد . وما حا نقبل بسياسة الانجليز) .
ذهب يوسف بدري للدراسة في الجامعة الامريكية في بيروت . لأن والده بابكر بدري رهن ذهب زوجته وأرسله الى الجامعة الامريكية في بيروت . وذهب معه زميلهم ومن نفس مجموعتهم البروفيسور ابراهيم قاسم مخير . صديقهم المشترك الذي سمى يوسف بدري عليه ابنه عميد جامعة الاحفاد الحالي قاسم بدري . وصار ابراهيم قاسم مخير أول عميد لكلية الصيدلة في جامعة الخرطوم . كثيراً ما كنت افكر ماذا سيكون مصير استاذنا غاندي اذا كان قد توفر لوالديه في الثلاثينات المال الذي يسمح له بأن يتبع صديقه الى الجامعة الامريكية . وهو الذي كان اميزهم في التعليم . ولكن كنت اعزي نفسي واقول لو حدث هذا ، لم يمكن ان نسعد بوجوده معنا في مدارس الاحفاد .
ابن عمتي حمزة محمد مالك الذي يتواجد في السويد . ذكر لي انه في احد اجازاته ذهب مدفوعاً بحبه الى استاذه غاندي في توتي . وبحث عن منزله في توتي الى ان وجده . وحمزة كان يحكي لي عن فرحة الاستاذ بلقاء تلميذه بعد السنين الطويلة من الغياب . وقدمه لبنته واسرته . عندما يبحث التلميذ عن الاستاذ بعد سنين طويلة هذا يؤكد ان الاستاذ من نوع خاص . وهكذا كان استاذنا سيد احمد عبدالرحمن .
من الاشياء اللطيفة التي يذكرها حمزة مالك عن استاذه انه عندما تعب من مشاكسة حمزة ، قام الاستاذ بنزع حمالات البنطلون ووضع الكلبسات بحقة الصعود . قبض على حمزة مالك ووضع الكلبسات في انفه . وصار حمزة مالك يعطس ويهتز والفصل يضحك . ولم يجرؤ حمزة بعدها بازعاج الفصل مرة اخرى . والاستاذ غاندي كان يتصرف كان حمزة ابنه او ابن اخيه . فلقد كان الاستاذ فناناً حتى في العقاب.
في كتاب الاستاذ الطيب ميرغني شكاك (الاحفاد) كتب كثيراً عن استاذه غاندي . الذي درسه في الاربعينات ، وصار زميله في الخمسينات بعد رجوعه من الجامعة الامريكية . ومن قصصه أن احد اساتذة الدين واللغة العربية كان متشدداً و صعباُ في التعامل . ولم يكن راضياً من الوضع الخاص الذي كان يحظى به الاستاذ سيد احمد في مدرسة الاحفاد وبابكر بدري له . وعندما كثر كلام الرجل وتتطاول على استاذنا ، قام استاذنا غاندي بضربه روسية وطرحه ارضاً . وواصل الرجل تقعره واصراره الحديث باللغة العربية الفصحى : (اتطأطئ راسك يا استاذ سيد احمد و تنطحني ؟) . فقال له الاستاذ غاندي : (وانطح …. زاتو) . استغرب الاستاذ لأن بابكر بدري لم ينصره . و لم يكن يعرف ان الاستاذ غاندي كان فوق القانون . وبعدها بمدة قصيرة طلب الارتريون مدرسين من السودان . فقام بابكر بدري بأرسال استاذ اللغة العربية والاستاذ غاندي الى ارتريا سوياً . وعندما عادا من ارتريا كان الاستاذ قد تغير وصار مفرفشاً بشوشاً لا يطيق فراق سيد احمد . فرسالة الاستاذ سيد احمد رسالة فن وبهجة وتواصل مع الآخرين . بابكر بدري كان مربياً موهوباً. ولهذا ارسلهم سوياً . ولكم ان تتصوروا سبب التغير الذي حدث للاستاذ المتشدد .
في الخمسينات ألف الاستاذ الطيب ميرغني شكاك مسرحية حصار الخرطوم . وكان يطوفون بها كل السودان . وكان زميلنا فاروق حاج الامين شقيق الشاعر عبدالمجيد حاج الامين يمثل شخصية غردون لأنه كان فاتح اللون ويجيد التمثيل . وكان يسافر معهم لكل انحاء السودان الاستاذ غاندي . وكان يتواصل مع الطلاب بطريقة تجعلهم يحبونه ويستمتعون برحلاتهم الطويلة بالقطار، مثل رحلتهم الى الابيض . وكان يشرف على التمثيل والأخراج . وكانت لوحاته تزين خلفية المسرح وتتغير حسب المشهد .
عندما ارادوا تقديم المسرحية في قبة المهدي ، رفض الانصار ان يقوم اي انسان بتمثيل شخصية المهدي لأن هذا حرام . فغضب الاستاذ الطيب ميرغني و ذهب الى السيد عبدالرحمن الذي قال له : (انا فاهم يا ابني ، لكن الانصار ديل ما بقتنعوا) . رجع الطيب ميرغني غاضباً . وطلب تفكيك المسرح . ولكن الاستاذ غاندي توصل لحل وهو أن يقرأ الطالب الذي يمثل دور المهدي من خلف الستارة وحلت المشكلة .
عندما التصقت بتوتي كنت اتواجد بشكل يومي في توتي . وامكث مع استاذي رحمة الله عليه مبارك بسطاوي الذي كان يزرع الرأس الطيني في الجزيرة الهلالية التي تمتد بمسافة كيلومتيرين وتفصل توتي من أمدرمان. وتعرفت بشرف الذي كان مزارعاً كذلك في تلك الجزيرة . وعرفت انه شقيق زوجة الاستاذ غاندي . وتوطدت صداقتنا بسرعة . و كان فاتح اللون . وكان قوياً بصورة ظاهرة ، إلا انه حقاني ودمث الاخلاق . وفي احد الايام سألني : (غاندي دا في مدارسكم دي بتدوه ماهية كم ؟ قبل الاجازة مشينا استلم قروش كتيرة خلاص . شئ ما بتحسب . وزع لأهلنا ديل كلهم النسوان و الصغار و الكبار) . هكذا كان غاندي . كريماً بشوشاً مساعداً . وهكذا كان اغلب اهل توتي متكافلين متواضعين لا يفرق بينهم علم أو ثروة. الجميع سواسية والكل اخوة . كم اتمنى ان تلك الروح لم تختفتي .
رحم الله استاذنا غاندي . لقد ترك بصماته وأثر في حياة ووجدان آلاف مؤلفة من التلاميذ و الطلاب الذين حملوا روح غاندي معهم الى كل اصقاع السودان . كم اتمنى ان شباب توتي يذكرونه وكم اتمنى ان يطلق اسمه على أي مؤسسة أو مدرسة أو فصلاً في مدرسة . الآلاف من الطلاب الذين صاروا من مشاهير السودان والذين لم تطأ اقدامهم جزيرة توتي ، عرفوها لانها كان بلد استاذنا سيد احمد عبدالرحمن (غاندي) . كان فناناً عميقاً و سياسياً . ولو حكم امثال الاستاذ غاندي السودان لكنّا في نعيم .
في اثناء تواجدي في توتي كنت اشاهد استاذ غاندي وهو يصطاد سمك في الصباح الباكر وكان يأتي الى الجزيرة . وفي بعض الاحيان ياتي بشبكة (طراحة) . وكنت اكتفي بتحيته . لأنني كنت الاحظ انه يكون في حالة تأمل واقرب الى الشرود . فهو رجل فيلسوف . يغرق في حالات تفكير . مثلما كان يحب الناس كان يحب الاختلاء بنفسه في بعض الاحيان .
سمعت من الأبن الرائع عمر بسطاوي الذي ترافقه الملائكة هذه الايام فهو عريس ، عندما كان يحضر دراسات عليا في السويد ، أن احد الائمة في توتي تحدث في خطبة الجمعة عن الذين لم يكن يأتون الى الجامع من قبل ، والذين هداهم الله ، والذين والذين … وعندما طال الكلام قال استاذنا الحبيب (طيب ما تقول ليهم غاندي عديل) .
لتوتي ايقاع وطريقة حياة تمتاز بها . لها قوانينها واعرافها . بعض أهل امدرمان الذين احبوا توتي كان الاخ عبد القادر الجزولي . وهو احد ظرفاء امدرمان . وهو عم عازف الكمان والمخرج التلفزيوني في براغ و الخليج ابراهيم الجزولي . كان صاحب مزاج وكان له مركب صغير من الحراز (سرتق) . وللمركب الوان زاهية وشراع نظيف . كان يأتي في المساء قبل الغروب وله منقد صغير و يقوم بشراء الحليب من اهل (الضمي) وهم البدو الذين يأتون بقطعانهم لشرب من النيل. والكلمة تأتي من الظمأ . عبد القادر الجزولي كان يحضر مع صديقة اللصيق (الكي) . وكانا يصنعون شاياً بدون ماء فقط باللبن . وكانا يعزمان علينا بالشاي . وبأنني لم اكن اشرب الشاي قديماً والى الآن ، فكان مبارك بسطاوي رحمة الله عليه يشاركهم شرب الشاي ونجلس للتسامر . خاصة بعد ان نكون خلصنا من قطف البامية او السلج او البازنجان والعجور والكوسة . فمبارك بسطاوي كان يزرع ما يقارب الثلاثين حبلاً من الخضروات في منطقة ام كيعان ، وهذا اسم احد السواقي القديمة . والحبال هي سباعية او ثمانية بمعنى سبعة اذرع (الضراع يساوي 58 سنتمتر) . ولهذا يقول العبقري خليل فرح في قصيدتة (قدلة يا موالاي حافي حالق) يقول فيها شمبات حبال ويقصد هذه الحبال.
عبد القادر الجزولي كان يقوم عادة بعد العمل كترزي في سوق الموردة ، يسترخي بالحضور الى توتي في المساء ، ويشرب كوب او كوبين من الشاي . ثم يرجع بعد الاسترخاء . وكان يتحدث كثيراً عن حبة لتوتي والراحة النفسية التي يحس بها عندما يكون متواجداً هناك . في احد الايام حضرت مبكراً في الصباح شاهدت مركب عبدالقادر الجزولي عند المشرع واستغربت . لأنه عادة يربط المركب بكتلة ضخمة من الاسمنت و بطبلة يغطيها بالشحم حتى لا تصدأ . ولكن تلك الكتلة كانت على صدر المركب . وبما انني عندما كنت اساعد الريس ميرغني في ادارة المعدية في الايام التي يكون فيها مبارك في السوق صباحا لبيع الخضار . وكنا نقطف الخضار كل يومين . وعندما رجعت مع المركب كان (الكي) في انتظارنا في الموردة . وأخبرتهم بأن مركبهم في توتي . ولم يكن غاضباً . وعرفت انه لم تكن المرة الأولى التي يستعير بعض شباب توتي مركبهم . فأرجعته الى توتي وقطرنا المركب الى الموردة بواسطة المعدية . وعندما قابلت عبدالقادر فيما بعد لم يكن غاضباً . بل كان يقول لي : (الحمد لله الاولاد ديل ما غرقوا او جاتهم مصيبة) وواصل ضاحكاً . (انا ما عارف ليه ما بشيلوا مراكب النقادة ؟؟؟ ولا عشان المركب الملونة دي فاكرينها رفاس) .
قديماً لم يكن هنالك سوى البنطون الذي يتوقف في حوالي الساعة التاسعة مساء . ومعدية امدرمان تتوقف مع المغرب . وبعض شباب توتي تتقطع بهم السبل في امدرمان أو الخرطوم . ولقد غرق البعض عندما اراد ان يأتي عائماً في الليل. وكنت انا في بعض الاحيان عندما افوت المعدية. كنت اذهب عائماً الى امدرمان.
كانت هنالك سيدة تأتي في العصر . وهي تحمل على رأسها قفة ثقيلة مغطية . وكانت تجلس في مؤخرة المركب كالعادة . ولا تتحدث مع أي شخص . حسب اوامر الريس ميرغني لا أطلب منها نقوداً . وكانت تنتظر الى ان يذهب الجميع وكان هنالك رجل طويل القامة يقف في القيف . ثم يأتي بحمار ابرق الى الساري ويأخذ القفة ويذهب لحاله . وعرفت أن الجميع يغمضون أعينهم لأن البعض كان يحب ان يشرب العرقي من الشباب . وبدلاً من تعريض حياتهم للموت فليتوفر العرقي بمقدار معقول في توتي . أنها كنوع من فقة الضرورة والحفاظ على أرواح الشباب . فلتوتي ايقاعها الخاص. وتلك القفة كانت تحمل اربعة جوالين . والسيدة كانت قصيرة القامة قوية .
نحن في طريقنا من امدرمان الى توتي هبت ريح عاتية وكانت تمضغ الشراع بشراسة . وعندما يرتفع المركب ويهبط تدخل المياه الى داخل المركب . وكما يقول النواتة (الموج فات الدير) والدير هو حافة المركب . كان الريس ميرغني يقبض على حبل الراجع بيدية الاثنين والدفة تحت ابطه . وعندما ينتر الريح الشراع كان الريس يرخي الراجع ، ثم يسحبه من جديد . والراجع هو الحبل الذي يشد الجزء الاسفل من الشراع حيث يشكل زاوية قائمة . وبجانب العيايير والتي هي الحبال التي تشد القرية او السارية وهذه ثابتة ودائمة لا تتحرك . وهنالك حبل المقدمة وهو قصير يشد نهاية حامل الشراع . وهذا يحول حسب اتجاه المركب ذاهباً او راجعاً . وهنالك اطول حبل في المركب وهو الذي يشد على الشراع ويربط في عود الكونية . وهي العواميد التي تمتد بطريقة افقية وتقسم المركب الى كونيات او عنابر . وهذا الحبل الطويل يعرف بالمرسيم .
في كل مرة كان الريح ينتر الشراع ، نحس وكأنه سينقطع . فقال لي الريس ميرغني (موت يا شوقي على المرسيم). فلففت ساقي حول عمود الكونية وقبضت على المرسيم بيدي الاثنين . أرخي وأشد الحبل مع حركة الموج . حتى لا ينقطع المرسيم فجأة ويؤدي هذا لانكفاء المركب . تحدث أحد الشيوخ قائلاً بثبات وطلب من بعض الشباب ان يكون قريباً من بعض النساء لمساعدتهن . وكثير من نساء توتي يعرفن السباحة . وكان يقول (ما تقعوا الموية مرة واحدة . الحمير ممكن تتطلع الزول . ما تحملوا عليها بس ختوا ايدكم ساكت بتطلعكم . ادو الموج ضهركم عشان ما يشرقكم) . وكان يبدو كجنرال . و لم تبدي نساء توتي اي جزع او خوف . ووصلنا بسلام . وكنت افكر في معاناة اهل توتي . وأقول لنفسي ان هذه المصائب والمشاق هي التي كانت تؤلف بين الناس .
أذكر وانا في تسلفاكيا انني قد سمعت بأن مركب قد غرق بين توتي وحلة حمد ، منطقة قصر الصداقة الحالي . فأهل توتي يدفنون موتاهم في بحري. والمركب كان يحمل جنازة وبعض المعزين . وغرقت الجنازة وغرق بعض المعزين . وتلك احد مصائب أهل توتي. وكم سعدت عندما شاهدت الكبري الجديد. طوبى لأهل توتي . ولهم عظيم الشكر. فقد أثروا حياتي . وكانت توتي جامعة دخلتها لأكثر من سنتين . وكما اوردت من قبل ان اكثر ما افتخرت به في حياتي هو ان الرئيس ميرغني كان يترك لي المركب لاديره وحدي . وكان هذا شرف لا يعادله اي شرف اخر في حياتي . فلقد كنت وقتها في الثامن عشر من عمري . التحية لأهل توتي وتوتي .
بعد حضورنا من جنوب السودان سكنّا في حيّ الملازمين . وكنّا جيراناً للمربي الكبير محمد احمد عبد القادر . احد اعلام توتي . وهو من اعلام التعليم في السودان . وكان مثل المربي النصري حمزة ، أول من ورثوا النظار البريطانيين ، الذين اداروا مدارس السودان الثانوية الثلاثة . براون في حنتوب ، هانق في وادي سيدنا ، وجاض في خور طقت خارج الأبيض . والعم محمد احمد عبد القادر كان قد استلم خور طقت من البريطاني فيما بعد . وبعد تقاعده لم يرضى بالجلوس ساكناً . وأدار مكتبة في الخرطوم .
عابدين محمد احمد عبد القادر ، رحمة الله على الجميع ، كان يكبرني قليلاً . وكان جارنا . وكان ممتلئاً حيوية . وكان شقيقه النور هادئاً مؤدباً . لا يتحدث إلّا قليلاً . و حتى عندما قابلته بعد عشرين سنة من تلك الايام ، في جامعة روستوك في شرق المانيا ، كان لا يزال هادئاً مؤدباً لطيفاً . منزل العم عبد القادر محمد احمد عبد القادر في حي الملازمين كان يتكون من جزئين وهو في شكل ( L ) وكان المنزل مفتوحاً وله حديقة ومسطبة عالية . وبرندة كبيرة بأعمدة بيضاء ، واشجار عالية . وكان مكاناً رائعاً للهو الاطفال . وعلى عكس بعض منازل حي الملازمين التي كان أهلها لا يسمحون بلعب الأطفال ، كانت الخالة نفيسة ترحب بنا . ونقضي ساعات طويلة للعب وتسلق الاشجار ونحس ان المنزل منزلنا . وكثيراً ما كان يمتلئ المنزل بالضيوف من توتي . وبما اننا كنا نستأجر منزل الياس دفع الله ، لقد طلب العم محمد احمد عبد القادر من والدي استئجار داره للمحافظة عليها . صارت الدار دارنا وولد فيها اثنين من اشقائي . هما عبد السلام وبابكر بدري . وآخر مرة اشاهد بابكر بدري الكبير كان قبل موته بفترة قصيرة ، وهذا لكي يؤذن في اذن حفيده بابكر بدري . وكان يعرف الدار وصاحبها .
في ايام العطلة المدرسية ، كان يتواجد مع عابدين والنور بعض الاطفال من أقربائهم من توتي وتعرفنا بهم . وأذكر اننا قد كوّنا فريقاً لكرة القدم . وكان رئيسة زين العابدين ، الذي كانت له روح قيادية خلّاقة . كما كان يقوم ببعض الحركات البهلوانية بالدراجة . وكان لا يخاف السقوط . وكان شقيقي الشنقيطي يشاركة في تلك الحركات البهلوانية وهما على ظهر الدراجة . إلّا انه يتراجع في بعض الحركات الصعبة ويقول لعابدين : (انا اهلي ما قنعانين مني) . ويضحك عابدين ويقول : (يعني انا اهلي قنعانين مني ؟؟) ويواصل حركاته .
كعادة امدرمان قديماً ان يهب النساء لمساعدة البعض . وأذكر انه عندما تزوج الاستاذ عثمان بالاخت اسماء محمد احمد عبد القادر . ذهبت والدتي وخالاتي للمساعدة والخدمة . وفي الثمانينات حضرت زواج ابنة عثمان في الخرطوم . وعندما قابلتها في لندن في منزل احمد قاسم مخير ، قبلتها على رأسها و قلت لها : (انتي أول سيدة احضر زواجها وزواج امها) . فلقد فرقت الظروف والسياسة بيننا وبين زين العابدين . ولكن عندما اتذكر الآن اقول ان تلك العائلة صاروا بمثابة الأهل بالنسبة لنا . وقديماً كان الجوار يعني الكثير . وكانت حكاوي عابدين والنور عن توتي منذ الطفولة الباكرة تحببني إلى توتي وتجعلني مشتاقاً لمشاهدتها . وعندما صرنا صبية كان يندر ان يمر العيد بدون ان نزور جزيرة توتي . وكان لتوتي ولأهل توتي سحر غريب يشد الانسان .
عرفت فيما بعد من الكبار الذين عاشروا الاستاذ محمد احمد عبد القادر أنه كان عالماً . كما كان لطيف المعشر على عكس الصورة الصارمة التي كنّا نراها. وكان ساخراً ويجيد النكتة . ومن القصص التي تتداول في السودان أن احد المسئولين سلم على الاستاذ محمد احمد عبد القادر بحرارة قائلاً : (انت درستني يا استاذ) . ثم قدم زميله للاستاذ قائلا: (دا استاذنا محمد احمد عبد القادر) . فقال المسئول الاخر بدون اهتمام : (دا ابو زين العابدين). فقال الاستاذ محمد احمد عبد القادر ساخراً : (مؤكد يا ابني انا درستك . لكن دا انا ما درستو).
من الشخصيات التي تركت انطباعاً عظيماً على تصرفات ووجدان طلابها كان الاستاذ غاندي . وهو استاذنا في مدارس الاحفاد سيد احمد عبد الرحمن. لم يحدث ابداً ابداً ان عاقب استاذنا غاندي ايّاً من تلاميذه . وكان له اسلوب مميز وكان رجلاً من نسيج خاص . وكنّا نستغرب أن يوسف بدري كان يحتد في بعض الاحيان مع الاساتذة . ومنهم بيليفوكس الاسكتلندي الذي درسنا الجغرافيا . وهال مدرس الادب الانجليزي وهنوينق المستشرق ومجموعة من الفلسطينيين واللبنانيين واساتذه عظام مثل موسى المبارك وعبد الله البشير والطيب ميرغني شكاك و حسن التاج وأمين الزين . ولكن لم يكن ابداً يقابل الاستاذ سيد احمد الا بالبشاشة والاحترام .
وكان الاستاذ غاندي فوق القانون ويحترمه كل الطلبة و المدرسون . ولا يجرؤ اي انسان ان يحاسبه . غاندي كان مدرس فنون . وكان فنانا بحق وحقيقة . وكان له ملكات كثيرة . ومنها ملكة المسرح . وعندما ألف الاستاذ خالد ابو الروس ابو المسرح السوداني مسرحيته خراب سوبا ، كان يبحث عن دعم او طريقة لأخراجها . فعرضها على العميد بابكر بدري . وساعد بابكر بدري في تقديم المسرحية . وشارك غاندي في الجزء الفني وأعداد المسرح ورفع الستار والاخراج . وعرضت المسرحية في عدة اماكن في السودان . كنت استغرب من الاحترام الذي يلقاه الاستاذ غاندي . وعرفت أن بابكر بدري يكن له حباً شديداً . ولا يسأله حتى اذا تأخر .
عرفت فيما بعد أن غاندي كان كل الوقت البرنجي في المدرسة. وهذه كلمة تركية تعني الأول . ولهذا سميّ السجائر بالبرنجي . وكان في فصل العميد يوسف بدري في مدرسة امدرمان الاميرية . ومن تلك الدفعة الامام الصديق المهدي . الذي درس في رفاعة . قبل الانتقال مع يوسف بدري الى الخرطوم . الشباب في فترة الثلاثينات تأثر بفكرة التحرر الوطني والانعتاق من السيطرة البريطانية . وكما تأثر الكثير منهم بالزعيم الهندي غاندي . وكان اكثرهم وعياً سياسياً وتأثراً ، الاستاذ سيد احمد وكان يدعو الى تلك الافكار . ولهذا عرف بغاندي . وكان من مجموعتهم الامير نقد الله ، فارس حزب الامة . الذي تأثر كذلك بأفكار حزب المؤتمر الهندي والهادي كان زميل موسى بدري الطيار في مدرسة رفاعة . الامير نقد الله كان يقاطع المنتجات البريطانية كما دعى غاندي الزعيم الهندي . وكان يلبسون البسيط من الملابس . ويلبسون الدمور والمراكيب السودانية . وبعضهم مثل الامير نقد الله كان لا يشرب السكر . لأن على السكر ضرائب تذهب الى خزينة الدولة . ولقد حكم على البطل على عبد اللطيف بالسجن سنة لانه كتب موضوعاً بخصوص احتكار الحكومة للسكر .
وكان هنالك الاضراب الشهير في كلية غردون . عندما توقف الطلاب عن الدراسة . وأتى السيد عبد الرحمن المهدي يطلب من التلاميذ الرجوع الى مقاعد الدراسة . وكما أورد الاستاذ محمد خير البدوي في رثائه ليوسف بدري ، وأورد يوسف بدري في كتابه (قدر جيل) . بانه قد قفز في الطاولة العريضة التي وضع فيها الكرسي للسيد عبد الرحمن و قال له : (الانجليز جابوك عشان نفك الاضراب . وأي كلام حا تقولو لينا حا يخش بهنا ويطلع بهنا. انحن عاوزين ندرس حاجات تنفعنا وتنفع البلد . وما حا نقبل بسياسة الانجليز) .
ذهب يوسف بدري للدراسة في الجامعة الامريكية في بيروت . لأن والده بابكر بدري رهن ذهب زوجته وأرسله الى الجامعة الامريكية في بيروت . وذهب معه زميلهم ومن نفس مجموعتهم البروفيسور ابراهيم قاسم مخير . صديقهم المشترك الذي سمى يوسف بدري عليه ابنه عميد جامعة الاحفاد الحالي قاسم بدري . وصار ابراهيم قاسم مخير أول عميد لكلية الصيدلة في جامعة الخرطوم . كثيراً ما كنت افكر ماذا سيكون مصير استاذنا غاندي اذا كان قد توفر لوالديه في الثلاثينات المال الذي يسمح له بأن يتبع صديقه الى الجامعة الامريكية . وهو الذي كان اميزهم في التعليم . ولكن كنت اعزي نفسي واقول لو حدث هذا ، لم يمكن ان نسعد بوجوده معنا في مدارس الاحفاد .
ابن عمتي حمزة محمد مالك الذي يتواجد في السويد . ذكر لي انه في احد اجازاته ذهب مدفوعاً بحبه الى استاذه غاندي في توتي . وبحث عن منزله في توتي الى ان وجده . وحمزة كان يحكي لي عن فرحة الاستاذ بلقاء تلميذه بعد السنين الطويلة من الغياب . وقدمه لبنته واسرته . عندما يبحث التلميذ عن الاستاذ بعد سنين طويلة هذا يؤكد ان الاستاذ من نوع خاص . وهكذا كان استاذنا سيد احمد عبدالرحمن .
من الاشياء اللطيفة التي يذكرها حمزة مالك عن استاذه انه عندما تعب من مشاكسة حمزة ، قام الاستاذ بنزع حمالات البنطلون ووضع الكلبسات بحقة الصعود . قبض على حمزة مالك ووضع الكلبسات في انفه . وصار حمزة مالك يعطس ويهتز والفصل يضحك . ولم يجرؤ حمزة بعدها بازعاج الفصل مرة اخرى . والاستاذ غاندي كان يتصرف كان حمزة ابنه او ابن اخيه . فلقد كان الاستاذ فناناً حتى في العقاب.
في كتاب الاستاذ الطيب ميرغني شكاك (الاحفاد) كتب كثيراً عن استاذه غاندي . الذي درسه في الاربعينات ، وصار زميله في الخمسينات بعد رجوعه من الجامعة الامريكية . ومن قصصه أن احد اساتذة الدين واللغة العربية كان متشدداً و صعباُ في التعامل . ولم يكن راضياً من الوضع الخاص الذي كان يحظى به الاستاذ سيد احمد في مدرسة الاحفاد وبابكر بدري له . وعندما كثر كلام الرجل وتتطاول على استاذنا ، قام استاذنا غاندي بضربه روسية وطرحه ارضاً . وواصل الرجل تقعره واصراره الحديث باللغة العربية الفصحى : (اتطأطئ راسك يا استاذ سيد احمد و تنطحني ؟) . فقال له الاستاذ غاندي : (وانطح …. زاتو) . استغرب الاستاذ لأن بابكر بدري لم ينصره . و لم يكن يعرف ان الاستاذ غاندي كان فوق القانون . وبعدها بمدة قصيرة طلب الارتريون مدرسين من السودان . فقام بابكر بدري بأرسال استاذ اللغة العربية والاستاذ غاندي الى ارتريا سوياً . وعندما عادا من ارتريا كان الاستاذ قد تغير وصار مفرفشاً بشوشاً لا يطيق فراق سيد احمد . فرسالة الاستاذ سيد احمد رسالة فن وبهجة وتواصل مع الآخرين . بابكر بدري كان مربياً موهوباً. ولهذا ارسلهم سوياً . ولكم ان تتصوروا سبب التغير الذي حدث للاستاذ المتشدد .
في الخمسينات ألف الاستاذ الطيب ميرغني شكاك مسرحية حصار الخرطوم . وكان يطوفون بها كل السودان . وكان زميلنا فاروق حاج الامين شقيق الشاعر عبدالمجيد حاج الامين يمثل شخصية غردون لأنه كان فاتح اللون ويجيد التمثيل . وكان يسافر معهم لكل انحاء السودان الاستاذ غاندي . وكان يتواصل مع الطلاب بطريقة تجعلهم يحبونه ويستمتعون برحلاتهم الطويلة بالقطار، مثل رحلتهم الى الابيض . وكان يشرف على التمثيل والأخراج . وكانت لوحاته تزين خلفية المسرح وتتغير حسب المشهد .
عندما ارادوا تقديم المسرحية في قبة المهدي ، رفض الانصار ان يقوم اي انسان بتمثيل شخصية المهدي لأن هذا حرام . فغضب الاستاذ الطيب ميرغني و ذهب الى السيد عبدالرحمن الذي قال له : (انا فاهم يا ابني ، لكن الانصار ديل ما بقتنعوا) . رجع الطيب ميرغني غاضباً . وطلب تفكيك المسرح . ولكن الاستاذ غاندي توصل لحل وهو أن يقرأ الطالب الذي يمثل دور المهدي من خلف الستارة وحلت المشكلة .
عندما التصقت بتوتي كنت اتواجد بشكل يومي في توتي . وامكث مع استاذي رحمة الله عليه مبارك بسطاوي الذي كان يزرع الرأس الطيني في الجزيرة الهلالية التي تمتد بمسافة كيلومتيرين وتفصل توتي من أمدرمان. وتعرفت بشرف الذي كان مزارعاً كذلك في تلك الجزيرة . وعرفت انه شقيق زوجة الاستاذ غاندي . وتوطدت صداقتنا بسرعة . و كان فاتح اللون . وكان قوياً بصورة ظاهرة ، إلا انه حقاني ودمث الاخلاق . وفي احد الايام سألني : (غاندي دا في مدارسكم دي بتدوه ماهية كم ؟ قبل الاجازة مشينا استلم قروش كتيرة خلاص . شئ ما بتحسب . وزع لأهلنا ديل كلهم النسوان و الصغار و الكبار) . هكذا كان غاندي . كريماً بشوشاً مساعداً . وهكذا كان اغلب اهل توتي متكافلين متواضعين لا يفرق بينهم علم أو ثروة. الجميع سواسية والكل اخوة . كم اتمنى ان تلك الروح لم تختفتي .
رحم الله استاذنا غاندي . لقد ترك بصماته وأثر في حياة ووجدان آلاف مؤلفة من التلاميذ و الطلاب الذين حملوا روح غاندي معهم الى كل اصقاع السودان . كم اتمنى ان شباب توتي يذكرونه وكم اتمنى ان يطلق اسمه على أي مؤسسة أو مدرسة أو فصلاً في مدرسة . الآلاف من الطلاب الذين صاروا من مشاهير السودان والذين لم تطأ اقدامهم جزيرة توتي ، عرفوها لانها كان بلد استاذنا سيد احمد عبدالرحمن (غاندي) . كان فناناً عميقاً و سياسياً . ولو حكم امثال الاستاذ غاندي السودان لكنّا في نعيم .
في اثناء تواجدي في توتي كنت اشاهد استاذ غاندي وهو يصطاد سمك في الصباح الباكر وكان يأتي الى الجزيرة . وفي بعض الاحيان ياتي بشبكة (طراحة) . وكنت اكتفي بتحيته . لأنني كنت الاحظ انه يكون في حالة تأمل واقرب الى الشرود . فهو رجل فيلسوف . يغرق في حالات تفكير . مثلما كان يحب الناس كان يحب الاختلاء بنفسه في بعض الاحيان .
سمعت من الأبن الرائع عمر بسطاوي الذي ترافقه الملائكة هذه الايام فهو عريس ، عندما كان يحضر دراسات عليا في السويد ، أن احد الائمة في توتي تحدث في خطبة الجمعة عن الذين لم يكن يأتون الى الجامع من قبل ، والذين هداهم الله ، والذين والذين … وعندما طال الكلام قال استاذنا الحبيب (طيب ما تقول ليهم غاندي عديل) .
لتوتي ايقاع وطريقة حياة تمتاز بها . لها قوانينها واعرافها . بعض أهل امدرمان الذين احبوا توتي كان الاخ عبد القادر الجزولي . وهو احد ظرفاء امدرمان . وهو عم عازف الكمان والمخرج التلفزيوني في براغ و الخليج ابراهيم الجزولي . كان صاحب مزاج وكان له مركب صغير من الحراز (سرتق) . وللمركب الوان زاهية وشراع نظيف . كان يأتي في المساء قبل الغروب وله منقد صغير و يقوم بشراء الحليب من اهل (الضمي) وهم البدو الذين يأتون بقطعانهم لشرب من النيل. والكلمة تأتي من الظمأ . عبد القادر الجزولي كان يحضر مع صديقة اللصيق (الكي) . وكانا يصنعون شاياً بدون ماء فقط باللبن . وكانا يعزمان علينا بالشاي . وبأنني لم اكن اشرب الشاي قديماً والى الآن ، فكان مبارك بسطاوي رحمة الله عليه يشاركهم شرب الشاي ونجلس للتسامر . خاصة بعد ان نكون خلصنا من قطف البامية او السلج او البازنجان والعجور والكوسة . فمبارك بسطاوي كان يزرع ما يقارب الثلاثين حبلاً من الخضروات في منطقة ام كيعان ، وهذا اسم احد السواقي القديمة . والحبال هي سباعية او ثمانية بمعنى سبعة اذرع (الضراع يساوي 58 سنتمتر) . ولهذا يقول العبقري خليل فرح في قصيدتة (قدلة يا موالاي حافي حالق) يقول فيها شمبات حبال ويقصد هذه الحبال.
عبد القادر الجزولي كان يقوم عادة بعد العمل كترزي في سوق الموردة ، يسترخي بالحضور الى توتي في المساء ، ويشرب كوب او كوبين من الشاي . ثم يرجع بعد الاسترخاء . وكان يتحدث كثيراً عن حبة لتوتي والراحة النفسية التي يحس بها عندما يكون متواجداً هناك . في احد الايام حضرت مبكراً في الصباح شاهدت مركب عبدالقادر الجزولي عند المشرع واستغربت . لأنه عادة يربط المركب بكتلة ضخمة من الاسمنت و بطبلة يغطيها بالشحم حتى لا تصدأ . ولكن تلك الكتلة كانت على صدر المركب . وبما انني عندما كنت اساعد الريس ميرغني في ادارة المعدية في الايام التي يكون فيها مبارك في السوق صباحا لبيع الخضار . وكنا نقطف الخضار كل يومين . وعندما رجعت مع المركب كان (الكي) في انتظارنا في الموردة . وأخبرتهم بأن مركبهم في توتي . ولم يكن غاضباً . وعرفت انه لم تكن المرة الأولى التي يستعير بعض شباب توتي مركبهم . فأرجعته الى توتي وقطرنا المركب الى الموردة بواسطة المعدية . وعندما قابلت عبدالقادر فيما بعد لم يكن غاضباً . بل كان يقول لي : (الحمد لله الاولاد ديل ما غرقوا او جاتهم مصيبة) وواصل ضاحكاً . (انا ما عارف ليه ما بشيلوا مراكب النقادة ؟؟؟ ولا عشان المركب الملونة دي فاكرينها رفاس) .
قديماً لم يكن هنالك سوى البنطون الذي يتوقف في حوالي الساعة التاسعة مساء . ومعدية امدرمان تتوقف مع المغرب . وبعض شباب توتي تتقطع بهم السبل في امدرمان أو الخرطوم . ولقد غرق البعض عندما اراد ان يأتي عائماً في الليل. وكنت انا في بعض الاحيان عندما افوت المعدية. كنت اذهب عائماً الى امدرمان.
كانت هنالك سيدة تأتي في العصر . وهي تحمل على رأسها قفة ثقيلة مغطية . وكانت تجلس في مؤخرة المركب كالعادة . ولا تتحدث مع أي شخص . حسب اوامر الريس ميرغني لا أطلب منها نقوداً . وكانت تنتظر الى ان يذهب الجميع وكان هنالك رجل طويل القامة يقف في القيف . ثم يأتي بحمار ابرق الى الساري ويأخذ القفة ويذهب لحاله . وعرفت أن الجميع يغمضون أعينهم لأن البعض كان يحب ان يشرب العرقي من الشباب . وبدلاً من تعريض حياتهم للموت فليتوفر العرقي بمقدار معقول في توتي . أنها كنوع من فقة الضرورة والحفاظ على أرواح الشباب . فلتوتي ايقاعها الخاص. وتلك القفة كانت تحمل اربعة جوالين . والسيدة كانت قصيرة القامة قوية .
نحن في طريقنا من امدرمان الى توتي هبت ريح عاتية وكانت تمضغ الشراع بشراسة . وعندما يرتفع المركب ويهبط تدخل المياه الى داخل المركب . وكما يقول النواتة (الموج فات الدير) والدير هو حافة المركب . كان الريس ميرغني يقبض على حبل الراجع بيدية الاثنين والدفة تحت ابطه . وعندما ينتر الريح الشراع كان الريس يرخي الراجع ، ثم يسحبه من جديد . والراجع هو الحبل الذي يشد الجزء الاسفل من الشراع حيث يشكل زاوية قائمة . وبجانب العيايير والتي هي الحبال التي تشد القرية او السارية وهذه ثابتة ودائمة لا تتحرك . وهنالك حبل المقدمة وهو قصير يشد نهاية حامل الشراع . وهذا يحول حسب اتجاه المركب ذاهباً او راجعاً . وهنالك اطول حبل في المركب وهو الذي يشد على الشراع ويربط في عود الكونية . وهي العواميد التي تمتد بطريقة افقية وتقسم المركب الى كونيات او عنابر . وهذا الحبل الطويل يعرف بالمرسيم .
في كل مرة كان الريح ينتر الشراع ، نحس وكأنه سينقطع . فقال لي الريس ميرغني (موت يا شوقي على المرسيم). فلففت ساقي حول عمود الكونية وقبضت على المرسيم بيدي الاثنين . أرخي وأشد الحبل مع حركة الموج . حتى لا ينقطع المرسيم فجأة ويؤدي هذا لانكفاء المركب . تحدث أحد الشيوخ قائلاً بثبات وطلب من بعض الشباب ان يكون قريباً من بعض النساء لمساعدتهن . وكثير من نساء توتي يعرفن السباحة . وكان يقول (ما تقعوا الموية مرة واحدة . الحمير ممكن تتطلع الزول . ما تحملوا عليها بس ختوا ايدكم ساكت بتطلعكم . ادو الموج ضهركم عشان ما يشرقكم) . وكان يبدو كجنرال . و لم تبدي نساء توتي اي جزع او خوف . ووصلنا بسلام . وكنت افكر في معاناة اهل توتي . وأقول لنفسي ان هذه المصائب والمشاق هي التي كانت تؤلف بين الناس .
أذكر وانا في تسلفاكيا انني قد سمعت بأن مركب قد غرق بين توتي وحلة حمد ، منطقة قصر الصداقة الحالي . فأهل توتي يدفنون موتاهم في بحري. والمركب كان يحمل جنازة وبعض المعزين . وغرقت الجنازة وغرق بعض المعزين . وتلك احد مصائب أهل توتي. وكم سعدت عندما شاهدت الكبري الجديد. طوبى لأهل توتي . ولهم عظيم الشكر. فقد أثروا حياتي . وكانت توتي جامعة دخلتها لأكثر من سنتين . وكما اوردت من قبل ان اكثر ما افتخرت به في حياتي هو ان الرئيس ميرغني كان يترك لي المركب لاديره وحدي . وكان هذا شرف لا يعادله اي شرف اخر في حياتي . فلقد كنت وقتها في الثامن عشر من عمري . التحية لأهل توتي وتوتي .
ندعوا المولى عزوجل ان تقف هذه الحرب و أن ينال كل معتدي جزاءه العادل و باذن الله نحن ضد الظلم و مع كل مظلوم و ضد كل معتدي
لماذا لا ينادي العقلاء من ابناء هذا الوطن بحلف الفضول لنصرة كل المظلومين و الوقوف ضد كل الظلمة من النخبة تلفاشلة الفاسدة
أخوك مختار بدري بدلا من الدعوة الى الصلح قاعد يلفق فتاوى بأن قتال الجيش ضد الدعم السريع هو جهاد في سبيل الله و نقول له لماذا لم يجاهد هذا الجيش ضد فولكر أو ضد من فتحوا البارات و شردوا عبدالحي يوشف الى تركيا خوفا من أن تتم محاكمته بقوانينهم التي سنوها اعتمادا على الوثيقة الدستورية ز لماذا لم يفني مختار بدري بشأن الوثيقة الدستورية و وجدي صالح الذي صادر ممتلكات منظمة دعوية و حول دار للقرءان الكريم الى ممارسة أمور محرمة شرعا
المظلوم هو الشعب السوداني والظالم الاكبر هم الكيزان الذين اتو بهلال كوشيب في البداية ثم حميدتي ووحوشه لقتل الشعب السوداني نهبه واغتصاب الحرائر . أ،نت كنت وين وده ما نفاق .وعبد الحى لص ومنافق بشهادة البو البشير . بأى حق يستلم عبد الحي خمسة مليون من مال المسلمين وزيادة .ليه انت ما اتكلمت عن هذه الجريمة . واذا انت مش منافق ليه ما بتكتب اسمك بالكامل . انت عرفت اني اخو مختار لاننا بنكتب اسامينا انت اخو منو ….. ابليس ولا الشيطان الرجيم ؟؟مختاربدري لايمتلك منزلا ولا مالا لانه لا ينافق ولا يمكن شراءه . انا لا اتفق مع كل افكاره وهو رلايتفق مع كل افكاري . لكن الاتنين لا بنخاف لا بنمسح جوخ ولا يمكن شراءنا …. وقع ليك .. قبل سنتين بعد أن استلام مبلغا من ميراثه في منزل الاسرة في امدرمان ، كان يفكر ان يشتري ارضا وان يبني منزلا . له ولاولاده واحفاده .
بالمناسبة ان شوقي مش مختار . وانا بكتب عن توتي ما عن نفسي . البتسوي فيه ده هو النفاق بعينه .
أيها الكذاب الاشر تأدب اولاً بالبعد عن الكذب. وجدي صالح لم يكن يعمل وحده بل جزء من لجنة وصف أعضاءها ياسر العطا بالوطنية والنزاهة. تمت مصادرة ممتلكات منظمة الدعوة لانخراطها في السياسة واستغلالها من جانب الحركة الإسلامية حتىزان بيان انقلاب 1989 تم تسجيله في مكانتي المنظمة. أنا دار القرءان الذي تحول إلى مكان تمارس فيه ممارسات محرمة، أتحداك وكل الافاكين من امثالك ان تثبت ذلك. أنا عبد الحي يوسف ألذى أثنى على قتل الثوار في رمضان وشكر القتلة، فهو اتفه من الحديث عنه.
الثورة عايدة ومنتصرة وسيكتشف الشعب الحقيقة قريبا ويعلم أنها حرب الحركة الإسلامية ضد الثورة ومن اجل العودة إلى الحكم والسرقة والفساد.
يا MAN انت كذابو منافق و وجدي صالح تم القبض عليه في قضايا جنائية و خرج من الحبس التحفظي بأوامر من برهان و هذا ليس سرا . اها خلينا نشوف مين المنافق و مين الكذاب ؟
اين الاموال التي صادرتها لجنة وجدي و قد فضحهم جبريل ابراهيم و اثبت بأنهم لم يوردوا تلك الاموال للمالية و لا لغيرها و حاول حمدوك حماية وجدي صالح حينما اقترح انه يمكن انشاء شركة لتشغيل و استثمار الاموال المصادرة بواسطة لجنة التمكين مما يؤكد أن لجنة وجدي بلعت أموال السحت الحرام
انت تدافع عن مختلس و مجرم في حق الشعب فأنت منافق و أرزثي يا MAN
ما زال المنافق يكذب ويتحرى الكذب. ١- إذا قبض على وجدي صالح في قضايا جنائية كما تكذب، كيف يقول عنه ياسر العطا انه وبقية أعضاء اللجنة من انزه الناس وأكثرهم وطنية؟ والفضل ما شهدت به الاعداء.
٢- الأموال المصادرة تم توريدها للمالية ولم يستطع ألد أعداء لجنة التمكين ان يثبت عليهم اي تهمةً خلال كل الفترة التي اعقبت الانقلاب حتى قيام الحرب.
٣- كيف تصف شخص بالاختلاس والإجرام وقد سلم نفسه طوعا للشرطة ولم يستطع قضاء الكيران الفاسد ان يثبت عليه اي جريمه.وكل متهم بريء حتى تثبت ادانته.
استراتيجية الحركة الإسلامية هي الاستماتة في الكذب وتزوير الحقائق بغرض تضليل الشعب والتشويش عليهم، وأدوات تنفيذ هذه الاستراتيجية هم من شاكلة هذا الذي يجتمع فيه الكذب والجهل.
1.أنت كذاب يا MAN و أتحداك أن تثبت بأن الاموال المصادرة تم توريدها الى المالية او اية وزارة اخرى
2. هناك أعداد هائلة من الاصول من العربات و المعدات لا يعلم أحد مصيرها و لم يتم حتى تقييدها أو حصرها رسميا
3. هل أنت عبيط , وجدي صالح اختفى في البداية و عندما عرف أن لا وسيلة له للهروب خارج البلاد سلم نفسه و هذا الامر حدي قبل اقل من ثلاثة سنوات و الكذب الان أصبح صعبا مع ثورة الاتصالات
4. أنا لست من حركة كرتي و تعليقاتي تثبت ذلك
5. انت قحاتي حرامي محترف
الأموال المصادرة بواسطة لجنة إزالة التمكين تم الاستيلاء عليها من قبل الجيش لذلك لم يستطع البرهان وزمرته من مواصلة الادعاء بأن وجدي واللجنة قاموا بسرقة الأموال واضطروا لقفل الموضوع بل وشهد ياسر العطا بنزاهتهم.
ما يمكن ان يلام وجدي وبقية اعضاء اللجنة عليه هو صمتهم عن تصرفات الجيش وسرقتهم للاموال بدلا تن إعادتها للشعب.
1.أنت كذاب يا MAN و أتحداك أن تثبت بأن الاموال المصادرة تم توريدها الى المالية او اية وزارة اخرى
الرد: البينة على من أدعى، تم تسليم الاموال وذكر وجدي صالح ذلك في التلفزيون. لماذا لم تتم محاكمة اعضاء اللجنة بعد انقلاب الكيزان في 25 اكتوبر 2021؟
2. هناك أعداد هائلة من الاصول من العربات و المعدات لا يعلم أحد مصيرها و لم يتم حتى تقييدها أو حصرها رسميا.
الرد: كلام والسلام، ما هو دليلك على ذلك؟ ولماذا لم تتم محاكمة اعضاء اللجنة بعد انقلاب الكيزان في 25 اكتوبر 2021؟ معلوم ان الكيزان والعسكر اشد اعداء الثورة وكل ما جاءت به، ولو كانت هناك مجرد شبهة لتمت محاكمة اللجنة واعضاءها.
3. هل أنت عبيط , وجدي صالح اختفى في البداية و عندما عرف أن لا وسيلة له للهروب خارج البلاد سلم نفسه و هذا الامر حدي قبل اقل من ثلاثة سنوات و الكذب الان أصبح صعبا مع ثورة الاتصالات
الرد: لماذا لم تتم محاكمة وجدي وبقية اعضاء اللجنة بعد انقلاب الكيزان في 25 اكتوبر 2021؟
4. أنا لست من حركة كرتي و تعليقاتي تثبت ذلك
الرد: الكوزنة سلوك قبل ان تكون انتماء تنظيمي. الانقاذ وقد طال مكثها بين الناس، وسمتهم بوسمها، وكان نتيجة ذلك ما يمكن ان نسميه انسان الحركة الاسلامية، وهو مزيج من النقائص من كذب وجهل وانقياد للاهواء، وانت مثال لانسان الحركة الاسلامية.
5. انت قحاتي حرامي محترف.
الرد: ما هو دليلك اني قحاتي حرامي محترف؟ كما ذكرت اعلاه هو نمط سلوك انسان الحركة الاسلامية، الذي يجتمع فيه الجهل والكذب والعجز عن التفكير الموضوعي المستقل، وكل الرذائل.
/وان تحدثوا كأنهم خشب مسندة/ مشاركتك دائما وما تفوه به مطابق لما ورد في الآية الكريمة إذن وفق النص شرعا انت منافق لذلك تطلق على نفسك مؤدددب المنافقين أو دب المنافقين لفصلك مؤ عن الباء بتكرار حرف د ولا يعرف خفايا النفاق غير المنافق وبما انك اتخذت لنفسك دور المؤدب هذا يعني أنك ملم بالنفاق وبالتالي بات ثابتا من ناحية الشرع انك منافق ومن الناحية العملية اتخاذك التأديب مهنة دليل على انك منافق تابع نفاقك يا وقح
كلامك لا يستحق الرد و خليك في ضلال الانس بتاعك
بغض النظر عن إجرام مليشيا الدعم السريع إلا أن توتي هذه رمز للتخلف وعبارة عن قرية بائسة في قلب الخرطوم وبدل أن تكون جوهرة للسياحة والاستثمار في السودان بل في إفريقيا كلها أصبحت قرية متخلفة تنتج القليل من الجرجير وبعض التبش … لو كانت توتي هذه في أي دولة متحضرة لتم إخلاءها من السكان المتخلفين، بعد تعويضهم ، وتحويلها لقبلة للاستثمار، والأسوأ أن توتي هذه أصبحت مركز للكيزان والفلول.
الدنقلاوي لك التحية . انت انسان فاهم كما المس من مداخلاتك ، لماذا لا تلتزم بالمادة وهى دخول الجنجويد توتي . هل تعرف انت توتي ومتى كنت في توتي ؟؟ الكيزان موجودون في كل السودان اكبر من فقس ورعى صغار الكيزان عمى البروفسر مالك بدري الذي لا اكن له الكثير من الاحترام لانه اجرم في غسيل امخاخ اطفال في سن العاشرة . ولقد كتبت عنه وهو لايزال يتمتع بالحياة .لايعني ان بتوتي الكيزان او الفلول ليدخلها اسوأ البشروالذين هو اسوا من الكيزان الجنجويد .
وقفتا مع المناصير بسبب اجبارهم لترك موطن الجدود . كرهنا النميري وغيره لطرد اهلنا النوير لصالح شركات البترول امقا شركة نوردين السويدية . وخرجنا في مظاهرات ضد ترحيل اهل حلفا . هل تعرف أن الاغاريق والايطال الارمن قد اشتور اراضي في توتي واجبرهم الانجليز لارجاعها لاهل توتي . بابكرر بدري اشترى اراضي في الجزيرة المروية رفض الانجليز تسجيلها له وللكثيرين لانهم ليسوا من اهل الجزيرة المروية ز لم يسمح لاجنبي في السودان أن يمتلك سوى ارض منزله في الاماكن المخططة .عندما اتى التكسير في بيت المال واختفى منزل جدي وجدتى الدناقلة تم الامر بالتراضي وتعويضات سخية . بدلا عن المنزل الجالوص استلمنا 6 قطع في تعويضات بيت المال . اين ستعوض اهل توتي .هذا لصالح بقية اهلنا في بيت المال وتوسعت الشوارع واختفت الزقاقات .
انت الآن تريد ان تطرد اهل توتي لصالح شركات الكيزان . لا تنسى انه كان لكرتي 99 قطعة ارض . بالمناسبة يا دنقلاوي انت كوز ؟؟وليه ما بتكتبوا باسماءكم الضبحو وادوكم ليها ؟؟
أستاذ شوقي … يبدو أن متابعتك للحاصل شوية متأخرة وأنت تكتب عن توتي ما قبل الكيزان … هل تعلم أن توتي هي الآن أحد المواضيع المحببة للكيزان في دعايتهم ضد صنيعتهم مليشيا الدعم السريع ..الآن كل مواقع الكيزان على النت وكل الاجسام الوهمية التي فبركوها مثل نداء الوسط والمركز السناري لحقوق الإنسان تردد ببغاوية جرائم الدعم السريع في توتي … أنا لا أفرق بين الدعم السريع والمؤتمر الوطني ومليشيا البرهان … الخلاف والحرب بينهم هي حول من هو الأولى بنهب وقتل وإهانة الشعب السوداني … هذه حرب سببها الخلاف بين اللصوص وللأسف اتجاه الأمور يسير بتوازن قوى بين اللصوص ينتهي باتفاق بينهم يتيح لهم مواصلة نهب وإهانة وتقتيل الشعب السوداني … أما توتي فلو وجدت حكومة وطنية صادقة ومنصفة لتم نزع أراضيها للمصلحة العامة وتم تعويض سكانها بصورة عادلة مثلما يحدث في كل العالم، بالمناسبة في التسعينات حضرت مناسبة زواج في توتي وللحظة خيل لي إنني في قرية نائية وليس على بعد مئات الأمتار من القصر الجمهوري والبرلمان وقصر الشباب والأطفال … أما الدنقلاوي فهو اسم العائلة مثل الحمري والكردفاني والكاهلي ولا ذنب لي فيه والاسم الكامل صلاح ميرغني أحمد الدنقلاوي
جراب الرأي ويعقوب الزمان الثائر المجدد شوقي بدري؛ حينما يتحدث عن البلدة فهو لا يعني رقعة الارض وإنما يعني الناس الطيبة حسن المعشر ؛ الوحوش عند شوقي هم القتلة الظالمين المغتصبين الإنزال شوقي يريد من القارئ ان ينظر بعيدا عن ارنبة أنفه
من كتاب الشرح الوافي لمقالات شوقي بدري لمرزوق الفاضلابي
نواصل تباعا .
برضو ننتظر رد الوليد مادبو على الترهات
الطيران المصرى بقصف فى المواطنين فى السودان وإنت عامل رايح يا ود بدرى ومصدع راسنا بعداءك للمصاروة ههههههه
المصاروة هم من حارب الثورة وقالوا حمدوك لانه قال لن نصدرخامات بعد الآن، لازم يروح . منذ البداية الطيران المصري هو الذي يتفنن في قصف المصانع البنية التحتية والمؤسسات لارجاء السودان الى ما قبل الاستقلال . السودان لا يملك الطيارين والطيارت التي تقصف كل شئ . انهم المصريون . اذا لم نخرج من سيطرة مصر فلن يتقدم السودان .
انتى يا حسين ما سمعتا انه الجيش المصري قد اكتسح حلايب وقتل ظابط البوليس محمود وفرقته ؟ انت يا ولد عبد الله كنت نايم ولا موافق على قتل عساكرك واختلال التراب السيوداني ؟؟
شوقي بدري ذكر كثيرا أن جامعة الاحفاد مسجلة باسم الشعب السوداني و عندما طالبته بنشر صورة للوثيقة التي تثبت ذلك لم أجد ردا و بعد كل هذا يتهمني بالنفاق ؟؟؟
ههههههههههههههههههه
شر البلية ما يضحك
اذا طالبتني بوثيقة عن ملكية منزلنا في السودان فانا لا املكها . ما هو دخلي بجامعة الاحفاد ومن يديرها هل لان اسمي بدري ؟؟ هل من المفروض أن احتفظ بشهادة بحث لجامعة وانا في السويد ؟؟ البينة على من ادعى. لماذا لا تأتي انت بشهادة بحث تثبت ان الاحفاد ملكية لآل بدري , اذا كانت الاحفاد ملكية لآل بدري لطالب بعضهم بنصيبهم في الكيكة لانهم من الورثة وهذا حقهم ولا شنو ؟؟ من آل بدري من لم يمتلك مترا في السودان . لماذا لم يطالبوا بورثتهم ؟؟ انصحك بأن تبحث عن حياة لانه يبدو ان عندك فراغ وستصير اضحوكة للناس .
يا حبيبي مالك زعلان هديء أعصابك . أولاد العباسية عندهم سعة صدر و طولة بال و أنت عبسنجي .
يا أخي لم أتحدث عن آل بدري و لهم عظيم الاحترام كأسرة أمدرمانية عريقة
أنت الذي قلت ان الجامعة ملك للشعب السوداني و لست أنا و بالتالي البينة عليك أنت , فأنت المدعي
عموما حدثنا عن الذكريات الامدرمانية فهي جميلة و كما قال الامام علي رشي الله عنه : قيمة كل امريء ما يتقن
تصحيح : الامام علي رضي الله عنه
يا معشر الأنصار هلم هلم وهبو الي الدفاع عن شوقيكم فإن السنة سنان تبسط الان اليه بالسوء ..فاليعلم جحافل السفهاء ان شوقي ليس نحلة في مهب الريح وانه ليس مقطوع من شجرة يحمل من اغصانها قلم وحيد وإنما هو ضمير حي يصدح بما يؤمر فخلفه طائفة وعزوة ؛ انه خطنا الأحمر الذي لن نتسامح في التطاول عليه .
احترسو أيها السابلة