
نضال عبدالوهاب
في طفولتنا وقبل مرحلة الوعيّ وقبل أن تسوقنا خطواتنا لذات المكان بعدها بسنوات في بدايات أعوام الشباب الباكِر ، كنا عندما تأتي سيّرة “الشيّوعيين” والحزب الشيّوعي السُوداني ، يقترن ذلك مُباشرة بسيرة ” الكُفر والإلحاد” ، والفاسقين والجماعات “المحظورة” ، ولعل تركيبة المُجتمع السُوداني الذي لعبت الجماعات الدينية ، وتمدّد الأثر “الصوفي” فيها ، ونشاط جماعات الإخوان المُسلمين ، والدعايات المُضادة التي تركها المُستعمر في مُحاربته للفكر الشيّوعي وماكان يُعرّف “بالنشاط الهدّام” ، كُل ذلك توارثته الذاكراة المُجتمعية في السُودان وضربت بذلك سياجاً يحجُب رؤية أن هذا الحزب هو مُجرد “حزب سياسِي” وطني سُوداني ، صحيح يستمّد في تفكيره للفكر الماركِسي الإشتراكي من حيث التحليل وأدواته ، ويعتمّد في التنظيم كذلك علي هذا الطابع ، ولكنه مع هذا فهو حزب سياسي سُوداني ينتمي لليسار ، وتكون في ظروف سياسِية مُحددة مؤدياً دوره الوطني ماقبل الإستقلال ومُنذ عهد الإستعمار ، ومابعده ، وإحتفظ بتميّزه السُوداني.
نشأنا ومُعظم الأجيال السُودانية في العموم علي هذا النمط للنظرة للشيّوعين ، بل وحتي الديمُّقراطيّون كان يُنظر لهم بذات هذه النظرّة.
إلا أنني ولظروف النشأة الأُسرية نفسها فقد ساعدتني لتعديّل طريقة التفكير لاحقاً نحو “الشيّوعيين” ، فقد كان والدّي عليه الرحمة “ديمُّقراطياً” ، وله العدّيد من الأصدّقاء “الشيّوعيّون” ، ومن المعروف أن التحالف مابيّن الشيّوعيين السُودانيّون والديمُّقراطيين فيه كان متيناً ، ولعل الذي كان يُعطي الحزب الشيّوعي السُوداني هذا التأثير هو إرتباط حلقات الديمُّقراطيين به ، وكان هذا موجوداً في حركتي الشباب والنساء في السُودان بصفة خاصة ، إضافة لفئيات الطلبة ، والمُزارعين والعُمال وصغار الموظفين ، كانت تلك هي الدائرة التي يتحرك فيها الحزب ، وكان والدي أحد كوادر الديمُّقراطيين هؤلاء الذين إرتبطوا بأحد روافد الحزب في حركة الشباب ضمّن “إتحاد الشباب السُوداني” ، وعمل وسط كوكبة من أصدقائه الشيّوعيين في ذلك الوقت ، في عصره الذهبي ومجده داخلياً وخارجياً ، وكان أحد أقرب أصدقائه الأثيرين فيه هو “خليل الياس” ، كُنا نراه وبعد خروجه من فترة إعتقاله الطويل والتي إمتدّت لسبع سنوات متواصلة في عهد نظام “مايو” ، مابعد إنقلاب ١٩ يوليو ٧١ ، وقد كان يأتي بمعدل شبه يومي لزيارة والدّي ومنزل الأُسرة والعائلة ، فتعلقنا به وإخوتي ونحن أطفالاً ، فقد كانت له طريقة جاذبة في التعامل الأبوي المُختلف ، تُساعده روحه المرحة وطريقته الساخرة في الكلام والتعليق علي الأشياء ، ثم لم يلبث كثيراً وغادر إلي “المجر” وأُوروبا الشرقية ، يؤدي دوره الحزبي في حركة الشباب وإتحاده ، حتي صار نائباً لرئيس الإتحاد العالمي ، وكان كذلك رئيساً لإتحاد الشباب السُوداني لعدة دورات ، ساعد في إبتعاث العديد جداً من الطلبة للدراسة بالخارج ، في مختلف التخصصات ، وبعد أن عاد من المجر ، عمل في بنك السُودان وتدرج وتنقل فيه ، سكن “المزاد” بحري ثم أستقرّ به المقام بمنزله في “الصافية” ، وظلّت الصداقة القوية التي جمعته بوالدّي مُستمرة ، فقد إبنه الأصغر “طارق” وهو في “السابعة عشر” من عمره ، في حادث حركة “مرّوع” ، وبقدر ما كان هذا الحادث مؤلماً ، ليس لأنه فقد إبنه ، ولكن لأن “طارق” كان مشرّوع شخصيّة مُتميزة جداً ، وموهوب لدرجة غير طبيعية في كثير من الأشياء ، وسابق لسنه كثيراً ، ومحبوب من الجميّع ، لم أري في حياتي شخصيّة “جلِّدة” وصبورة في المواقف “الصّعبة” كشخصية “عم خليل الياس” ، كانت له فلسفته الخاصة في “الموت” ورحيل “الأحباب” ، شهدت معه لاحقاً موت الكثير من العزيزين جداً له من “أسرته” وأصدقائه وزملائه في “الحزب” وخارجه ، وكان يقابل كُل ذلك برباطة جأش وتحمّل “عجيب”.
تم التضييق عليه كغيره من الشيّوعيين سواء بالإعتقال أو النداءات المُتكررة للتحقيق في مكاتب “أجهزة الأمن” لنظام “الكيزان” ، إضافة للإحالة للصالح العام والمعاش المُبكر ، فقرر الهجرة إلي الولايات المُتحدة التي مكث فيها عدد من السنوات ، ولكنه قطع المدة دون أن يتحصل علي جنسيتها ، وأذكر وفي يوم عودته بعد “٤” سنوات قضاها بأمريكا تقريباً ، وفي ذات ليلة عودته ، وفرح زوجته وابنائه بعودته ، إنتقلت رفيقة دربه “خالتي إقبال” في ذات تلك الليلة ، مُخلّفة المزيّد من الحزن لهذا “المُناضل” الجسّور ، ثم إنتقل للعيش بعدها مع إبنتيه ” مني ومها” في السعودية ، مع زيارات للإمارات لإبنه “عادل” وإبنته “منال”…
كُل تلك الرحلة كان مواصلاً لعمله الداخلي في الحزب الشيّوعي السُوداني ، وبعد عودته للإستقرار الأخيّر بالسُودان ، كنت حينها قد تخرجت من الجامعة ، وأصبحت مُلازماً لعم “خليل الياس” بصورة شبه مُستمرة ، ولا يكاد يمر يوم دون أن نلتقي أو نتحدث هاتفياً مطمئناً عليه بمثل ما كنت أفعل مع والدّي ، فقد كان بمثابة “أبي الثاني” فكنت بذلك محظوظاً جداً في وجود أكثر من “أب” في حياتي ، تربيت علي يديهم ، وكان صديقاً مُقرباً جداً لي برغم فارق العُمر بيننا والتجربة ، ولكنه لايشعرك بهذا الفرق ، كانت بيننا ثقة وإحترام ومودة ومحبة عظيّمة وقُرب ، يجعلني أبوح له بأشيائي الخاصة جداً وأنا “الكتوم” بطبعي ، تعرفت من خلال عمّ خليل علي كثير من “الشيّوعيين” ، الذين من المُحتمل لم تكن تسمح لي ظروف العمل الحزبي في ذلك الوقت للتعرف عليهم ، وظروف العمل السري وإختلاف الهئيات والمسؤليات ، وكمثال الأعمام “عبدالحميد علي ، حسن شمت ، فاروق زكريا ، يوسف حسين ، عبدالجليل ، صديق يوسف ، التجاني الطيب ، عبدالقادر الرفاعي ، محجوب عثمان ، محجوب شريف ، طه سيد احمد ، محجوب خالد ، علي الكنين ، صدقي كبلو ، صلاح العالم ، مصطفي الشيخ ، الشيخ عووضة وغيرهم ، دخلت بيوت العديد من الشيوعيين والشيوعيات معه ، فقد كان مداوماً ومُلتزماً بالزيارات الإجتماعية معهم وتفقدهم ، كان كثيراً ما يوصيني لحمل “أمانة” لهؤلاء الرفاق وأسرهم ، وحتي أُسر الذين أنتقلوا ورحلوا ، وكان يتميّز عن الكثير من الشيّوعيين في أنه يفرق بيّن العلاقات الإنسانية ، والإختلاف السياسِي ، فقد ظلت علاقته كمثال بعبدالله عبيد والخاتم عدلان مُستمرة ومع أسرتيهم برغم خروجهم في توقيتات مختلفة عن الحزب وكذلك آخرين ، كعبدالقادر عباس وأبوبكر الأمين وغيرهم ، يحكي لك عن تاريخ الحزب ونسائه ورجاله وتضحياتهم العظيمة ، وكلما كنا نسمع عن احد الأسماء التي لم نعاصرها كالجزولي سعيد ، وكرومة وعباس علي ، والسخي وجيل المُبكرين ناس عمر مصطفي المكي والوسيلة والشفيع وعبدالخالق ، يخبرك تفاصيلاً عنهم كأنك قد عشت معهم زمانهم ، كان محبوباً جداً وسط الشيّوعيين والشيّوعيات ، وكان له إهتمام خاص بالكوادر الشبابية والنسائية منهم ، ويعرف كيف يتعامل معهم ، وشهدت له شخصياً الكثير من النقاشات والمواقف مع شيّوعيين “أفذاذ” ومُناضلين “حقيقين” وكيف كان يُدافع عن جيل الشباب ، ولعلي كنت “أحدهم” قبل مُفارقتنا لتلك “الضفة” والمكان ، فقد كان يعلم أننا نحمّل “أفكاراً” “مُتمردّة” وطريقة “مُختلفة” للتعبير عنها.
خليل الياس كان مثالاً للشيّوعي الصالح المُلتزم ، رجل ذو أخلاق عالية جداً وطبع نادر الوجود ، لم تكن علاقته فقط بالشيوعيين والديمّقراطيين ، ولكنه كان من الذين يعيشون وسط الناس “البسيطة” ، عمل لفترة بعد المعاش المبكر في بنك السودان مديراً لأحد مطاحن الغلال في المنطقة الصناعية بحري ، وكنت كثيراَ ما ازوره فيها ، فرأيت تعامله مع العُمال والناس البسيطين من حوله ، كثيرون وحتي رحيل عم خليل الياس كانوا يزورونه ، ويقضي حوائج الكثيرين منهم ، كان إذا سافر خارج السُودان يأتي مُحمّلاً بالهدايا للعديد من أصدقائه ، الشيوعيين وغيرهم ، لايدخل للمركز العام ودار الحزب إلا وفي يده شئياً يسد جوع من لم يفطر من الرفاق حينها أو يتناول طعاماً ، وظل مداوماً علي هذا حتي في زياراته لمقر صحيفة الميدان ، مُساعداً لهم في تصحيح موادها بمعية رفيق دربه العم “حسن شمّت” ، له مواهب خاصة في كتابة الشعر ، وذو صوت غنائي بديع ، وهو دفعة عثمان الشفيع في مدينة شندي التي ولد ونشأ بها ، وكان يقول لي أنه لولا مُمانعة أسرته كان ليكون فناناً ومطرباً منافساً لعثمان الشفيع ومُطربي تلك الحقبة لما يتمتع به من صوت جميل ، عم خليل الياس كان شخصاً لاتمل الجلوس إليه والإستماع ، له روح مختلفة ، ساخر ومرّح ، “مناضل” وطني حقيقي ومُحب للسُودان والنيل والحياة…
كم نشتاق إليك يا “عم خليل” ، تأتي ذكري رحيلك الثالثة اليوم (١٢ أكتوبر) ، وقد تغيرت أشياء كثيرة من بعد رحيلك في بلادنا ، والثورة التي كنت قد شهدتها وكنت مزهواً بها وبثوارها وشبابها أُختطفت وقُطع عنها الطريق ، وعاد العسكر وعمّت الحرب والغوغاء بلادنا وتفرق الناس…
ختاماً سأخبرك شئيين ، الأول فأسرتك وابناؤك وأهلك بخير ونحن علي تواصل مُستمر بحمدلله ، أم الأمر الآخر فهو أنني لاأزال كما عهِدتني في “صف الجماهير” لم نتغيّر و إن فارقنا المكان الذي جمعنا والرفاق القُدامي ، وبرغم مُحاربة الكثيرين وسوء ودنئي ما عندهم ، لكن سنظل أوفياء لمبادئنا وما تعلمناه ، نُدافع عن الكادّحيّن ونعمّل لأجل المظلوميّن ولبلاد حلمنا معاَ كثيراً لأجلها وهتفنا وغنيّنا وقاومنا وفكرّنا وعمِّلنا ، لن نستسلم لليأس في أن تعود لنا أنضّر وأجمّل وأبهي بإذن الله تعالي ، نُم هنالك قرير العين في مرقدك الأخير مُطمئناً ، والسلام عليك أيها الرجُل الشيّوعي الصالّح والتحايا الزاهيّات الزاكيات الطيبات…
الشيء بالشي يذكر:
المصدر- صحيفة “الديمقراطي”- أكتوبر 12, 2022-
في ذكرى خليل إلياس .. أحد أنبياء الإنسانية غير المُرسلين
الكاتب: نضال عبد الوهاب.
https://www.democratsudan.com/%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D8%A3%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86/
*خليل الياس*
المصدر- “سودانيز اون لاين”- 12-28-2010-
الكاتب: محجوب عثمان- تقديم: الراحل/ فيصل محمد خليل:
(…- مؤلف كتاب «كوبر هاجن» الأُستاذ خليل الياس من الرعيل الاشتراكي المميز الذي عاصر كل الانشقاقات والاختلافات
داخل الحزب الشيوعي السوداني، وكان رئىساً لإتحاد شباب السودان، أقوى تنظيم شبابي سوداني في الستينيات؛ ثم إختلف مع «مايو» إثر إنقلاب يوليو 71 .. فاعتقل لفترات طويلة بكوبر وتنقل في معظم سجون السودان إلى أن هاجر الى الخارج وعاش في عدة بلدان منها السعودية في الفترة الأخيرة.. وهو في هذا الكتاب ينقل العديد من الحكايات والذكريات السياسية خلال حقبة «مايو» وما قبلها، خاصة الفترة التي أمضاها في سجن كوبر والتي اسماها في الكتاب «كوبر هاجن».. الكتاب طُبع بالقاهرة وقدم له القطب الشيوعي المعروف محجوب عثمان، وقد خص
الأُستاذ خليل الياس «الوطن» بنشر هذا الكتاب على حلقات لربط الأجيال وتقديم معلومات حول فترة «مايو» وما قبلها وبعدها.
تقديم:
*****
سخر المعتقلون السياسيون وفي أول القائمة الشيوعيون والديمقراطيون.. سخروا من ما كانوا عليه فأطلقوا على سجن كوبر (كوبرهاجن) على وزن كوبنهاجن العاصمة الأوربية المعروفة بنضارتها ورقيها وجمالها.. ومن هنا جاء اسم هذا الكتاب وعنوانه. والكتاب الذي يسعدني ويشرفني أن أقدم له هو مجموعات من مذكرات للكاتب فيها صدق وفيها طرافة وفيها مُلحةٌ ثم هي كشف وإيضاح لحقائق عاشها وعايشها الشيوعيون والديمقراطيون السودانيون، وكل ناشط في النضال في مواجهة الأنظمة العسكرية الأول منها والثاني. وعندي أن جوهر ما في هذه المذكرات أيضاح أساليب الصمود التي كانت سمةً أساسية في كيف واجه التقدميون السودانيون ذلك القهر، واجهوه بالصمود والإيمان بقضيتهم وبالصبر الثوري والقدرات الخارقة في إبتداع مجموعة من الخطوات والسياسات أبطلت مفعول (السجن) كما أراده السجان، فجعل من تلك المعتقلات مرافئ للدراسة ومحطات للترفيه ومواصلة للنضال من وراء الجدران. وكان مؤلف هذا الكتاب واحد من فرسان ذلك الجهد وذاك التحول.
الأستاذ الأخ الزميل خليل الياس، أحد قادة إتحاد الشباب السوداني الذي أسس في الخمسينيات من القرن الماضي، وما كان له أن يتقلد ذلك المنصب الرفيع لولا أن نضاله أحاله لذلك، فكانت ثقة جموع الشباب والشابات السودانيات فيه بتسليمه القيادة. وفي عام 1955م صار إتحاد الشباب السوداني، بعد أن قوى بنيانه وتنامى وتوسع تقديره صار عضواً في اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (العضوية اكثر من 100 اتحاد شباب على نطاق العالم). وكان ابلغ احترام لإتحاد الشباب السوداني ان أسندت له وظيفة نائب رئيس للإتحاد العالمي. وما كان هناك من خيار افضل من الأستاذ خليل الذي ظل يشغل هذا المنصب العالمي ليتحمل مسئولياته للفترة من 1982- 1985م. وأنطلق الخليل ليؤسس علاقات مثمرة مع كل شباب العالم الديمقراطي ستظل رصيداً للحركة الثورية السودانية رغم تعاقب السنوات.
إن الأنظمة الدكتاتورية ما كانت تحتمل بقاء تنظيم ديمقراطي للشباب السوداني فتعرض هذا الصرح لأكثر من إعتداء عليه كان أبرزها حله وتحريمه عام 1971م على يد السفاح نميري ثم مرة أخرى على يد نظام (الإنقاذ) الذي حاول ومازال أن يشكل تنظيماً للشباب يكون طوع بنانه، ولكن مع الديمقراطية الجديدة الأن فإن إتحاد الشباب السوداني يستعيد حيويته ويبشر بأنه سيكون عملاقاً يسهم في الدفع الجماهيري نحو تحقيق نظام ديمقراطي مبرأ من كل عيب.
أما كتابنا هذا فقد جاء في إسلوبه شيقاً بسيطاً أقرب إلى ما يسمى بالسهل الممتنع. وغطى كثيراً من الأحداث والوقائع في سجن كوبر وسجن شالا وفي غيرهما من سجون الأنظمة المعزولة من شعبها. وعبرت كلمات الكتاب بحق عن شخصة الكاتب ثقةً فقد كان وهذه شهادة من رأى بعينيه زهرة المعتقلات تنشر المرح حيث كان وتنثر الطرفة والنكتة يمنةً ويسرةً ويرفه عن زملائه المعتقلين ولا يكون السجن سجناً كما أسلفت وتلك ملكات وقدرات لا تتوفر عند كثيرين مهما كانت عندهم من طاقات ثورية.
زملائه المعتقلين ولا يكون السجن سجناً كما أسلفت وتلك ملكات وقدرات لا تتوفر عند كثيرين مهما كانت عندهم من طاقات ثورية. الكاتب فوق طاقات الصمود عنده شاعر وفنان وملحن ممتاز وإن كان ذاك باب لم يتفرغ له. والخليل صاحب صوت رخيم جميل ولكنه ضنين بالعطاء في هذا المجال إلا في حالات نادرة، ولكن تلك الملكات كان إنعكاسها فيما كتب ولو بين السطور.
القارئ العزيز.. إن كان لي أن أضيف إلى ما أسلفت فهو أنني لم أعط هذا الكتاب (كوبرهاجن والذكريات في سجون جعفر نميري) ما يستحق من وصف وتقديم، ولكن نصيحتي للقارئ أن يقتني هذا السفر الشيق ويقيني أنه لو بداء في الإطلاع عليه فلن يتركه قبل نهاية الصفحة الأخيرة.
وللكاتب الصديق تهاني بهذا الإنجاز وليته يكون مقدمة لمزيد من الإنتاج.
محجوب عثمان
22/3/2006م
للمزيد لمن يريد ويرغب في معرفة تاريخ الشيوعي الجسور الراحل/ “خليّل الياس”، ارجو أن يطالع الرابط ادناه – مع خالص شكري لموقع” سودانيز اون لاين” الذي تكرم بسخاء شديد ومدنا بتاريخ ونضال الراحل/ “خليّل الياس”.
كـوبـر هـاجـن ــ الاسـتـاذ خـليـل اليـاس
https://sudaneseonline.com/msg/board/320/msg/1293561268/rn/1.html
شكرا اخي أ.بكري الصائغ ، فعلاً لمن لايعرف “خليل الياس” وجزء مهم من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني فليقرأ كتاب “كوبرهاجن” ، وذكرياته في المعتقل ، الكتاب طُبع بالقاهرة عن طريق عمنا الكادر الشيوعي “الشيخ عووضة” متعه الله بالصحة والعافية ، ايضاً للعم خليل الياس الكثير من المقالات والتوثيق في صحيفة الخرطوم التي كانت تصدر من القاهرة ، اضافة لصحيفة الحزب الميدان ، كثير من اجيال اليوم لايعرفون قدر المناضلين الوطنيين امثال “خليل الياس” وما قدموه للبلد في تجرّد ونكران ذات ، وحق علينا تذكرهم وتعريف الناس بهم ومن يجهلونهم…تحياتي..
الجذري الوهم نضال جذري امريكا الموهوم كبقية الجذريين شقاقين الصفوف مخربي الثورات معطلي الحكومات الديمقراطية،
مازالت الكسرة ثاااابتة ياجذري…
لماذا لاتريد ان ترد علي مجموعة الاسئلة بخصوص مقالك المهبب المنشور في ١٥ اغسطس ٢٠٢٤م بعنوان نزع الشرعية من طرفي الحرب في السودان؟؟؟
رد
رد وماتعمل رايح
رد وماتزوغ
رد فانه هذه الكسرة لن تتوقف الا اذا رديت او هلكت انا دونها،
رد يا جذري
رد يا شيوعي
رد موش انت كجذري بتعرف كل حاجة وغير الكلام الكتير وشق الصفوف ماعندكم شى
الجذري نضال جذري امريكا طالب بالجلوس مع عصابة الكيزان الارهابية في حين انهم كجذريين رافضين الجلوس مع تقدم وحتى مع الدكتور المؤدب المحترم حمدوك!! موش قلت ليكم الجذريين والشيوعيين فعلا ناس مواهيم عايشين في الوهم والخيال المريض وناس مثاليين اكتر من اللازم.
ايضا طالب الجذري نضال جذري امريكا بتكوين تحالف سياسي جديد لنج يبدا من الصفر في وجود تنسيقية تقدم !!!! عليكم الله موش دى محن والله محن محن محن
الجذري نضال كعادة الجذريين غير الكلام الكتير والتنظير الكتير وشق الصفوف والمطالبات الكتيرة ماعندهم عمار.
مرة مع نزع الشرعية من طرفي الحرب في السودان ومرة مع التفاوض مع عصابة الكيزان الارهابية المسلحة ومرة مع تكوين تحالف سياسي جديد ومرة … الخ موش قلت ليكم الجذريين والشيوعيين ناس هباديين ورغايين وبس.
كدى رد علي الاسئلة وماتعمل رايح؟؟؟
بإمكانك كشيوعي جذري سوداني موهوم أن تخبره في مناجاتك لروحه – الله يرحمه- بأنه لم يعد هنالك شيوعيين ولا ديمقراطيين، فكلهم صاروا عروص للكيزان والعسكر
هل وجود الصلاح شيء شاذ بين الشيوعيين ليوصم به احدهم؟
تحياتي اخي عبدالسلام ، الإجابة كثيرون صالحون وكثيرون طالحون ، يحدث هذا في اي مجتمع او كيان وقوام وليس حصراً علي الحزب الشيوعي او الشيوعيون ، وهنا اتحدث عن حالة لفرد فيهم وليس المعني بالضرورة أن البقية طالحون بالمجموع ولا صالحون بالمجموع!