أهم الأخبار والمقالات

خطاب “خطير” ثم بيان شديد اللهجة.. ما سر غضب حميدتي من مصر؟

وجهت قوات الدعم السريع في السودان تحذيرا شديد اللهجة لمصر، وكشفت لأول مرة عن وجود “أسرى مصريين” لديها حاليا، قالت إنهم شاركوا إلى جانب الجيش السوداني في الحرب الحالية.

وتكررت اتهامات الدعم السريع لمصر بالتدخل في الحرب لمساندة الجيش السوداني في أكثر من مناسبة، وزادت حدتها في الفترة الأخيرة، ما أثار تساؤلات بشأن الأسباب وراء تصاعد التوتر بين الطرفين.

خطورة خطاب حميدتي

وقال الخبير السياسي السوداني، محمد الصالح، لموقع “الحرة” إن الخطاب الأخير لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، مساء الأربعاء، لاقى اهتماما محليا ودوليا لما يحمله من رسائل شديدة الأهمية في وقت حرج من الحرب، مع تحقيق الجيش السوداني، بقيادة عبدالفتاح برهان، انتصارات مهمة، كما تم تفسيره وتحليله بطرق مختلفة.

وأضاف أنه “رغم تكبد قوات الدعم السريع هزائم في الفترة الأخيرة، لكن خطاب حميدتي يعتبر الأخطر على الإطلاق منذ بداية الحرب، وليس كما يعتقد البعض أنه إعلان استسلام، لأنه تحدث بطريقة مختلفة عن المعتاد، واعترف بهزيمة قواته في منطقة جبل موية الاستراتيجية”.

وقال بيان للدعم السريع، مساء الجمعة إن “سلاح الجو المصري شارك في القتال إلى جانب الجيش السوداني في قصف معسكرات قوات الدعم السريع”. وهو الأمر الذي نفته مصر.

وقال “ظلت مصر تدعم الجيش بكل الإمكانيات العسكرية، وسهلت عبر حدودها دخول إمدادات السلاح والذخائر والطائرات والطائرات المسيرة، إذ قدمت خلال شهر أغسطس الماضي (8) طائرات k8  للجيش وصلت القاعدة الجوية في بورتسودان، وتشارك الآن في القتال، وآخرها في معركة جبل موية”.

وأضاف ” كما ساهم الطيران المصري في قتل مئات المدنيين الأبرياء في دارفور والخرطوم والجزيرة وسنار، ومليط، والكومة، ونيالا، والضعين. وكذلك وفرت مصر للجيش إمدادات بقنابل 250 كيلو أميركية الصنع كانت سبباً في تدمير المنازل والأسواق والمنشآت المدنية”.

وتطرق البيان إلى “أسر عدد من المقاتلين المصريين”، قائلا “لم يكن خافياً أسر قواتنا ضباط وجنود مصريين في قاعدة مروي العسكرية، وسلمتهم لاحقاً للحكومة المصرية عبر الصليب الأحمر الدولي”.

وأضاف البيان، المنشور على حسابات الدعم السريع مواقع التواصل الاجتماعي، “ضبطت قواتنا مرتزقة مصريين شاركوا إلى جانب الجيش في الحرب الحالية، وهم أسرى الآن لدى قواتنا”.

دعم مصر للجيش فجر غضب حميدتي

وبشأن أسباب هجوم حميدتي على القاهرة مؤخرا، يرى المحلل السوداني أن “قائد الدعم السريع تجنب العداء المباشر مع مصر طوال الأشر الماضية لأنه ليس من مصلحته ذلك نظرا لأهميتها وقوتها في المنطقة، ولذلك فإن هذا الانتقاد الحاد يحمل دلالات مهمة، أبرزها غضبه الشديد مما يحدث في أرض المعركة خاصة مع تدخل مصر لصالح لجيش، وكذلك استعداده للدخول في معارك قادمة أكثر شراسة وعنفا”.

وتابع أنه “رغم النفي المصري، إلا أن حميدتي أكد أن الطائرات المصرية ظلت عشر ساعات تضرب قواته في جبل موية، وهي مجموعة قرى صغيرة بولاية سنار الاستراتيجية”.

وأكد أن “الجميع في السودان يعلم مساندة الجيش المصري للبرهان”، مشيرا إلى أنه “في بداية الحرب، تم اكتشاف وجود قوات مصرية في قاعدة مروي العسكرية، وبعد أن هاجمتهم الدعم السريع، تم أسر الجنود المصريين، ثم تسليمهم للقاهرة، ومع ذلك حاول حميدتي عدم معاداة مصر بشكل مباشر”.

لكن الصالح يرى أنه “بجانب التدخل العسكري، فإن التحالفات الدبلوماسية الجديدة التي تقودها القاهرة مع الدول الأفريقية تثير غضب حميدتي، مع ظهور محور إقليمي جديد يضم مصر وإريتريا والصومال”.

وأشار إلى أن “خطاب حميدتي الأخير حمل تهديدات واضحة ومباشرة قد تكون لها تبعات خطيرة في الفترة المقبلة، محليا وإقليميا، ومن المتوقع أن يشهد السودان تصعيدات عسكرية كبيرة من الدعم السريع والجيش”.

“ورد الفعل العنيف الذي يخطط له حميدتي يحاول استباقه بقلب الرأي العام المحلي والدولي على الجيش بإظهاره بمظهر الضعيف والعميل الذي يستعين بدول أجنبية، مثل مصر”، بحسب الصالح.

ونفت القاهرة مزاعم قائد قوات الدعم السريع السودانية بضلوعها في الحرب الدائرة بالسودان، في رد على تصريحات، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) التي اتهم فيها مصر بالمشاركة في ضربات جوية على قواته.

وتدعم مصر الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح برهان. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي انعقد في مصر، يوليو الماضي، في سبيل إنهاء الصراع الدامي الممتد منذ أكثر من سنة، إن أي حل سياسي “لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، دون ضغوط خارجية”، مشدداً على أهمية ” وحدة الجيش ودوره” في حماية البلاد.

ونفى الجيش السوداني، في سبتمبر الماضي، حصوله على طائرات من نوع K-8 من مصر، مؤكدا امتلاكه أسرابا من هذا الطراز من الطائرات منذ أكثر من 20 عاما.

ويشهد السودان، منذ 15 أبريل من العام الماضي، معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل آلاف الأشخاص وتشريد الملايين داخل وخارج والبلاد.

دبلوماسية القاهرة تؤثر على حلفاء حميدتي

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، كريم أبو المجد، والمتخصص في الشأن الأفريقي، لموقع “الحرة” إن “حميدتي توقع من خلال التقرب من رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ومحاولته التودد إلى رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، أن يتمكن من الانتصار محليا وكسب القبول الإقليمي والدولي، لكن الأمور لم تسر لصالحه”.

وأضاف أن “حميدتي كان يتمنى أن يعامل كرجل دولة، وأن يتم الاعتراف به إقليميا ودوليا، وأن يتخلص من لقب قائد ميلشيات، لكن هذا لم يحدث، وهو ما أثار غضبه تحديدا تجاه مصر بسبب تحركاتها الأخيرة سياسيا ودبلوماسيا في منطقة القرن الإفريقي، والتي أثرت بدورها عليه بشكل سلبي”.

وأوضح أنه “بالنسبة للإمارات، فزيارة (الرئيس محمد) بن زايد، الأسبوع الماضي، لمصر، وحضوره حفل تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية، تهدف لإرسال رسالة تتمثل في أن العلاقات بين مصر والإمارات لم تتأثر رغم الاختلافات في بعض الملفات، ومنها السودان”.

وأشار إلى أنه “لحماية مصالحها في السودان، حاولت الإمارات مساعدة حميدتي بالأسلحة والأموال، لكن يبدو في الفترة الأخيرة أنها تراجعت عن دعمه بعد الخسائر التي لحقت بميليشياته، مقابل تعهد مصر والجيش السوداني حماية مصالحها في السودان، وهو ما أثار غضب حميدتي تجاه القاهرة”.

والجيش السوداني يتهم أبوظبي بتقديم دعم عسكري ولوجستي ومالي لقوات الدعم السريع، الأمر الذي يسمح لها بمواصلة الحرب، كما أن الإمارات تمارس نفوذها على عدد من دول الجوار، وفي مقدمتها تشاد وإفريقيا الوسطى وخليفة حفتر في ليبيا، من أجل أن تفتح أراضيها لإيصال الدعم لقوات الدعم السريع.

وتنفي الإمارات هذه الاتهامات، وقال مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، إن بلاده مهتمة بوقف الحرب في السودان والعودة إلى المسار السياسي.

ورفض قرقاش، في تدوينة على حسابه على منصة إكس، في 19 يونيو الماضي، اتهامات مندوب الخرطوم، لدى الأمم المتحدة، لبلاده بالمسؤولية عن استمرار الحرب في السودان.

وكتب قرقاش: “في الوقت الذي تسعى الإمارات إلى تخفيف معاناة الأشقاء السودانيين يصر أحد أطراف الصراع على خلق خلافات جانبية وتفادي المفاوضات وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية …اهتمامنا ينصب على وقف الحرب والعودة للمسار السياسي. اهتمامهم يشدد على تشويه موقفنا عوضا عن وقف الحرب”.

وكان سجال كلامي قد وقع، في 18 يونيو الماضي، بين مندوب الإمارات، محمد أبو شهاب، ونظيره السوداني، الحارث إدريس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، خصص لبحث الوضع في السودان. وفي الجلسة جدد المندوب السوداني اتهام بلاده للإمارات بدعم ميلشيات الدعم السريع بالسلاح قائلا إن بلاده تملك أدلة على ذلك.

أما بالنسبة لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الذي يدعم حميدتي، فيرى أبو المجد أن “التحركات المصرية الأخيرة في القرن الأفريقي تضعه في موقف حرج وتزيد عزلته عن الدول المجاورة، كما تبعده عن الاستمرار في مساندة ودعم حميدتي في السودان”.

واتضح التقارب بين آبي أحمد وحميدتي، في سبتمبر 2023، عندما توجه حميدتي، في ثاني جولة إقليمية له منذ اندلاع الحرب بين قواته والجيش السوداني، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على رأس وفد يضم عدداً من مساعديه. واستُقبل استقبالاً رسمياً من قبل نائب رئيس الوزراء، دمقي مكونن، وآبي أحمد.

وتطرق الخبير السياسي أبو المجد إلى التحركات المصرية الأخيرة والتي أثرت سلبا على آبي أحمد نفسه، قائلا إن “السيسي توجه، منذ يومين، لزيارة عاصمة إريتريا، أسمرة، بدعوة خاصة من الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، والذي كان سابقا من أقرب حلفاء وداعمي آبي أحمد. واتفق الزعيمان مع الصومال على تعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية في منطقة القرن الأفريقي، وهذا سيشمل تمكين الجيش الصومالي من التصدي للإرهاب، وحماية حدودها البرية، وطرد القوات الأثيوبية من أرض الصومال”.

وفي زيارة لافتة بتوقيتها، توجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في ١٠ أكتوبر، إلى العاصمة الإريترية أسمرة، حيث كان الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، على رأس مستقبليه، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

وفي قمة ثلاثية انعقدت في أسمرة، التقى رؤساء مصر وإيتريا والصومال على خلفية التوترات المتزايدة في المنطقة القرن الأفريقي. ويأتي تصاعد التوتر في المنطقة بعد أن وقعت الجارة إثيوبيا في يناير اتفاقا مع جمهورية أرض الصومال الانفصالية يمنح الدولة المغلقة منفذا بحريا.

وأثار الاتفاق البحري غضب مقديشيو وسلط الضوء على الخصومات الإقليمية مع توتر العلاقات بين إثيوبيا والصومال المجاورة وكذلك مصر.

وجاءت زيارة السيسي لإريتريا بعد أسابيع قليلة من زيارة أجراها كل من رئيس المخابرات المصرية،  اللواء عباس كامل ووزير الخارجية، بدر عبد العاطي، إلى أريتريا لبحث استعادة الملاحة عبر باب المندب وتطورات الأوضاع في الصومال.

ويذكر أن العلاقات المتوترة تاريخيا بين الصومال وإثيوبيا تدهورت منذ الإعلان في الأول من يناير عن توقيع مذكرة تفاهم بين أديس أبابا وأرض الصومال الانفصالية، نددت بها مقديشو ووصفتها بأنها “اعتداء” على سيادتها.

وتنص المذكرة على تأجير 20 كيلومترا من ساحل أرض الصومال لإثيوبيا غير الساحلية لمدة 50 عاما. وكان إقليم أرض الصومال أعلن استقلاله من جانب واحد عام 1991.

وردت الصومال بتعزيز علاقاتها مع مصر.

ومنذ يناير، عزّزت مقديشو علاقاتها مع القاهرة، منافسة إثيوبيا التي تعارض خصوصا سد النهضة الكهرومائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل.

واتخذ التعاون منحى عسكريا مع توقيع في 14 أغسطس اتفاق دفاع، لم يتم الكشف عن محتواه.

وتحدث أستاذ العلوم السياسية عن أهمية هذه الخطوة بالنسبة لإثيوبيا وكذلك السودان ومصر، قائلا إن “أديس أبابا أرسلت سابقا عدة قوات للصومال، وتحديدا أقاليم، جيدو، وجوبا لاند، وأرض الصومال، الذي يخضعون لحكومات مستقلة ويريدون الانفصال”.

وأضاف أنه “في يناير القادم ستنتهي صلاحية اتفاقية تعاون بين أديس أبابا ومقديشيو، وفي حال رفض آبي أحمد إخراج قواته من أراض الصومال، فمن المتوقع أن تندلع حربا كبرى مباشرة بين إثيوبيا والصومال، التي بدورها ستسلح المتمردين الإثيوبيين مثل ميلشيات فانو الأمهرية، التي نجحت مؤخرا في السيطرة على مناطق حدودية بين إرتريا والسودان، أي ستندلع حربا إقليمية في القرن الإفريقي”.

وتابع أن “قوات فانو، التابعة للأمهرة بأثيوبيا، أعلنت منذ قليل سيطرتها على بلدة بلشي شيو، الإستراتيجية، اللي تبعد 38 ميل عن العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش ببلدات على مدخل العاصمة الأثيوبية، بمناطق مختلفة، تبعد عن العاصمة بمسافات مختلفة بين400 كم، و200 كم، و100 كم”.

وأشار أبو المجد إلى أن “تصريحات حميدتي بقيام الطائرات المصرية بضرب قواته لساعات طويلة في سنوار والتي بالمناسبة تبعد عن سد النهضة في إثيوبيا حوالي 250 كم أو 300 كم، أربك حسابات آبي أحمد، لأن ذلك يعني أن الطيران المصري يمكنه الوصول إلى سد النهضة بسهولة”.

وبشكل عام، يرى الخبير السياسي المصري أن هجوم حميدتي الحاد على مصر يرجع إلى “إحساسه بتخلي حليفيه الأساسيين عنه، الإمارات وإثيوبيا، ودور القاهرة في ذلك، فضلا عن تكبده خسائر على الأرض”.

‫8 تعليقات

  1. زعيم عصابة لصوص الدعم السريع حميرتى تخلت عنه الامارات لانه وضح لها انها ستدخل فى حرب سرمدية مع الشعب السودانى وتستنزف اموالها ولا تصل لاهدافها والكفيل لا يهمه هلاك حشرات الصحراء الذين ماتوا بعشرات الالاف ولم تنفعهم جحباتهم وتمائمهم .والكفيل ليس احمقا مثلهم الآن غير الخطة وانسحب من مغامرته الخاسرة واغلق تلفونه وغير شريحته وتركهم يواجهون الجحيم والثارات .

    1. تعقيب الحرة على خطاب حميدتى يسمى بالخطاب الترقيعى لإصلاح اى خلل وخطأ وقع فيه حميدتى ولم يعد خطاب حميدتى او ترقيع الحرة ذو أهمية تذكر

  2. السيسي زعلان اوي من حميرتي وأعلن عن تعاونه غير المحدود مع البرهان وسوف يقوم بتزويده بمختلف الأسلحة الفتاكه والمساعده بضرب الجنجا في المناطق الحساسة بواسطه طائرات حربية مصريه عالية الدقه وطياريين مصريين
    وسوف يساعد في العمل الاستخباراتي والكشف عن الجنجا المستخبين في مصر والسودان
    ده طبعا الي جانب المساعدات الماليه والانسانيه

  3. لا تعادو أحد
    يبيعون الطعام الوردي نعم وفينا من يشتريه ويسد به جوعه
    يشترون منا منتجاتنا بالرخيص ويبيعوناها بالدولار نعم وفينا كثيرون يوالونهم بالباطن لمصالحهم
    يستهزءون بنا نعم ويستعجبون من عقولنا وفهمنا واشكالنا والوننا نعما لكن كثيرون منا يستفيدون من علومهم وكتبهم التى نشتريها من مكتابتهم

    لا تجازوا السيءة بالسيءة دائما هذا خطاء
    العفو دوما هو الافضل

    ابنوا بلادكم وفقط سيغيروم رأيهم يوما ما في ما يفعلونه

  4. والله يا الاخ الرحلو
    مع اني ما فهمتك لكن كلامك كلام احسن زول في المعلقين كلهم وانا من ضمنهم طبعا…

    1. اولا هذا الخطاب تقف خلفه الدوله التى لم تذكر فيه. ثانيا السودان أمن قومي لمصر . حميرتى يوم ١٣ أبريل ذهب لمروى وأسر جنود مصرين أتوا بموجب اتفاقيه مع الحكومه السودانيه .التدخل المصرى فى السودان ايجابى والتدخل الاماراتى سلبى وهو لدعم متمردين بغرض الاستيلاء على السلطه لنهب موارد السودان.

      1. رجل المخابرات المصري المدعو فاطمة كجر ،، لا يوجد شئ،اسمه تدخل عسكري ايجابي او سلبي ، التدخل الوحيد الشرعي هو التدخل لايقاف القتال ، وليس لاشعاله ،، موقفكم الكيزاني هو خيانة كاملة للوطن وهي خيانة عطمى تستحق المحاكمة والاعدام ،، معروف ان دينكم الاسلامي الارهابي المجرم يجيز الكذب والقتل لاجل الدين ،، ولكن صراع الشعب السوداني معكم صراع مبدا وحياة ، وستزولون من ارضنا مع اخوانكم المصريين ومع جنجويدك ولن يبقى في السودان الجريح غير الاحرار يلعقون جراحهم ،، فعليكم وعلي دينكم الارهابي المجرم لعنات الثكالي والايتام والجرحى والجوعي ،،، الله يحرقكم دنيا واخرة

  5. يظل راعى الإبل على خوف دائم من انتقامها إذا ما أذاها، فالجمل- وفقًا لمرويات رعاة الإبل- ينفذ انتقامه قبل مرور أربعين يومًا على إهانته أو الغدر به من صاحبه.

    وإذا ما لم ينتقم.. مات كمدًا وقهرًا.

    ولرعاة الإبل هذا الشعور الدائم بأن معاشرة الجمال تختلف عن أى حيوان آخر، فهى تقتضى معاملة حذرة والاستعداد لانتقام وشيك، يتم بعد تخطيط عميق من الجمل.

    وتختلط خبرة حدو الإبل ورعايتها مع مرويات غيبية لا تكاد تستبين أصولها بسهولة، تفيد بأن الجمل يخالطه الشيطان ويدخل فى تكوينه الجان، بما يلقى الكثير من الفزع مما يسمى «حقد الإبل» أو «انتقام الجمل».

    وفى الوقت ذاته، يقال إن راكب الإبل يميل طبعه للسكون والأناة، من إيقاع مشية الجمل وصبره، وقالت العرب إن طبع الدابة ينسحب لطبع صاحبها مع الوقت.

    ظلت تلوح هذه الأفكار وتحوم حولى وأنا أشاهد خطاب محمد حمدان دقلو «حميدتى»، الذى خرج قبل أيام فى قرابة ٣٥ دقيقة، ويتهم فيه الطيران المصرى بدك قواته فى «جبل موية».

    فحميدتى بالأساس تاجر جمال، تطور مع مجموعة من رفاقه إلى حام للقوافل من اللصوص، ثم إلى ميليشى سمين، يسيطر على طرق التجارة بين السودان وتشاد، وأحيانًا المتجهة من السودان إلى مصر.

    إلى أن انخرط فى بنية نظام البشير قائدًا لما سمى قوات الدعم السريع، والتى كانت جزءًا من التشكيلات المسلحة العديدة التى يتوازن نظام عمر البشير بها ويدير التنافسات بينها لمصلحته. وكان حميدتى بقواته جزءًا من مآس ومجازر عدة منذ العام ٢٠١٠ كأول تأريخ يمكن الاستيثاق فيه من ظهور الميليشى الشاب بقواته للعلن.

    يحمل «حميدتى» رتبة «فريق»، وهو بالأساس لم يتم تعليمه الأساسى، فيما يذكرك رغمًا عنك بشخصية «الجنرال» فى رواية ماركيز الأولى «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه»، والذى كان يعتز فى رسائله العبثية الكثيرة بأن رتبته رتبة ثورية حصل عليها ضمن سياق ثورى فيما اجتاح البلاد من أحداث جسام، لا عبر مسار وظيفى بيروقراطى ترقى خلاله داخل الجيش.

    لكن المسألة ليست بهذا التبسيط الذى يغرى بالوقوف عنده والاكتفاء به، والذى قد ينتهى بنا لتشخيص أوجه عبثية الشخصية التى نعاينها، عبر تلسين ثقيل الوطأة، أو حتى سخرية خفيفة الظل.

    فخلف هذا الميليشى عقول منشقة تفكر وتدبر، فى السياسة والقانون والعسكرية والإعلام، ولربما بكفاءة تفوق نظيرتها لدى الحكومة السودانية ذاتها.

    ففى أغسطس الماضى، شارك الدعم السريع فيما سمى «مفاوضات جنيف»، بينما أحجم الجيش السودانى عن المشاركة، وتمكن «حميدتى» من إظهار نفسه كجزء قابل للانتماء للبيئة الدولية، بالمشاركة والقابلية للتفاوض، وبتبنى اللغة العالمية التى تتحدث عن «الأطر» و«الشرعية الدولية» و«المجتمع الدولى» و«الاتفاقات والمعاهدات» و«القانون الدولى».

    وفى المقابل رفض الفريق البرهان المشاركة فى هذه المفاوضات بتصريحه الشهير «سنحارب مئة عام»، وهو تصريح له وقعه- ربما الإيجابى- عند جماهير السودان المؤيدة للجيش الوطنى السودانى أو المناهضة للدعم السريع، لكنه يترجم معنى ذهنى فى المخيلة الدولية يظهر البرهان كما لو كان متعطشًا للدماء، فى حين يبدو حميدتى كرجل سياسة ومفاوضات وقانون!.

    وحين تتعالى نبرة الاتهامات للدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وفظائع فى القرى التى تسيطر عليها قواته، يرسل حميدتى رسالة إلى الوسطاء الدوليين فى جنيف تفيد بإصداره أوامر صارمة لجنوده بالالتزام بحقوق المدنيين، استنادًا إلى القانون الدولى الإنسانى والمعاهدات والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان فى حالات السلم والصراع داخل وخارج البلاد، ووفقًا لجميع أحكام قانون «قوات الدعم السريع» لسنة ٢٠١٧ المعدل لسنة ٢٠١٩.

    ليبدو وكأنه تتحدث عن مدونة أخلاق الجيش السويسرى مثلًا!.

    وعلى ذات المنوال يتجاوب ويتفاعل حميدتى مع الاتحاد الأوروبى- سرًا- فى ضبط ملف الهجرة غير الشرعية، بامتداده وسيطرته على نطاقات سير المهاجرين غير الشرعيين فى بعض مناطق إفريقيا، ويهدده أحيانًا إذا لم يعترف علانية بطبيعة «التعاون» بين الطرفين.

    ويرسل حميدتى قواته لليمن للمشاركة ضمن مصالح القوى المتحاربة هناك، ويدير تحالفاته فى الإقليم، ويتدبر حربًا إعلامية عبر السوشيال ميديا تفوق قدرة خصومه وتسبقها فى إصدار البيانات، وفى معالجات الأحداث وتكييفها.

    والمتابع للشأن السودانى يلاحظ مع الوقت أن ميليشيا الدعم السريع بكل فظائعها وجرائمها تنتحل صفة لها مقومات الدولة- فى خطابها الرسمى- بأكثر مما هى سمات العصابات المارقة، فى حين تبدو الدولة السودانية الشقيقة بحاجة ماسة إلى تطوير أدائها على كل الأصعدة.

    وفى الحديث الأخير لـ«حميدتى»، والذى اتهم فيه القوات الجوية المصرية بدك أتباعه فى «جبل موية»، تجرد الرجل من كل هذه العقول التى تشترى البذلات الفاخرة لتاجر الجمال وقائد العصابة الصحراوية، وتنازل عن كل اللغة الرسمية لفصيله، والتى تتحدث بالقانون الدولى وبالمصطلحات السياسية البراقة، ليرتد لطبيعته وسجيته الأولى بلا ماكياج.

    فقد تكلم الرجل بلغته الأصلية التى هى مزيج من العظات الدينية البسيطة والحكايا المرسلة والاتهامات والتلسينات المندفعة، وبارتباك بادٍ للجميع.

    لم يتمترس خلف الكلمات المكتوبة بعناية، والتى كان يلاقى صعوبة فى نطقها وقراءتها باللغة العربية الفصحى، ليبدو كرجل دولة كما أراد داعموه، بل تخلى الرجل عن كل هذه الرطانة وتحدث كـ«حميدتى» الذى يدير ميليشيا تسيطر عليها عائلته وتشغل فيها مناصب قيادية، يتحكم من خلالها بالملف المالى والتفاوضى والتسليحى عبر شقيقه «القونى حمدان دقلو»، وينثر بقية أفراد عائلته فى بنية التنظيم.

    تحدث حميدتى كتاجر جمال له تأملات بدائية يعتقد أنها خلاصة الحكمة المقطرة، ممزوجة بتصورات دينية تشبه أحاديث الأرياف فى الليالى المقمرة، مدفوعة بسجية بسيطة وخيالات عن الذات وعن أخلاقياتها الرفيعة فى مقابل تجبر الخصوم.

    وفق المراقبين، بدا محمد حمدان دقلو مضطربًا مرتبكًا فى هذا الخطاب، مضطرًا للاصطدام مع القوى الأكبر والأكثر قابلية للحسم «مصر»، ومعترفًا ببداية انكساره.

    ووفقًا لما يبدو لى ترابطًا روائيًا بين البدايات والخواتيم، فإن تاجر الجمال بداخله يستنهض خوفه القديم من انتقام «الإبل».. وهو يدرك فى أعماقه أن «الجمل» يصبر ولا يترك حقه.

    أحمد الدريني – صحيفة المصري اليوم
    256

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..