فليتعلم اوباش الشتات حب الوطن الكرم ، الامانة ، والفروسية من اهل توتي

لك التحية المعلق (قوندو ساكت) وحقيقة زاوية تناولك لأحداث توريت عام ١٩٥٥م مثيرة للإهتمام وربما هي أقرب الروايات للواقع.
علي المستوي الشخصي أميل لتصديق الرواية التي تقول ان الشماليين في توريت هم من قاموا بقتل نسائهم وبناتهم خشية ان يلحق بهن وصمة عار إغتصاب الجنوبيين ونحوه ولاحقا تم تحوير الحقائق وألصقت جرائم مقتل النساء والبنات بالجنوبين لأن الجناة الحقيقيين هم ايضا من كتب هذا التاريخ المزور الذي نقرأه اليوم ومن الإستحالة ان يدينوا أنفسهم بهذا الفعل الشنيع!
بالقليل من التمحيص نجد ان اهل الشمال تحديدا هم اكثر من يوظفون الإغتصاب ورواياته كسلاح ضد الخصوم مرتين، مره بإرتكاب الفعل ضدهم متي ما امكنهم ذلك كنوع من التحطيم وكسر الإرادة والحط من الكرامة ومره بإستخدامه كسلاح لصالحهم حتي ولو إقتضي الحال ان يقومون هم بالإغتصاب ويرمونه علي خصومهم إمعانا في تشوية سمعتهم ولكسب التعاطف بلعب دور الضحيه مثلما يحصل في حرب الخرطوم الدائرة اليوم،حيث يقوم أفراد كتائب البراء والأمن والإستخبارات التي ينحدر غالبية ضباطها ومنسوبيها من الشمال، بممارسة الإغتصابات وتصويرها وبثها في الميديا والوسائط علي أنها من افعال الدعم السريع.
تاريخيا وظفت نخب الشماليون سرديات وقصص الإغتصابات المفبركه منذ ايام المهديه حيث لقنت كل الاجيال الروايات المكذوبه عن إغتصاب دروايش المهديه لنساء الشمال وكيف ان النساء وقتها فضلن رمي انفسهن في البحر علي التعرض للإغتصاب ونسج المؤرخون المنحدرين في الغالب من الشمال الروايات حول بشاعات ما تعرضت له جداتهم وجعلوا جزء كبير من هذه الروايات المكذوبه ضمن مقررات التاريخ التي تدرس في مدارسنا مع ان سؤال بسيط يمكن ان ينسف جميع إدعاءات الإغتصاب الملفقه هذه وهو :- إن كان هناك حالات إغتصابات بالجملة في الشمال علي أيام المهديه كما يزعمون واضطرت النساء والبنات للقفز في النيل خوفا من العار، فمن اين جاء الشماليون الموجودين بين ظهرانينا؟ هل جاؤا من اكوان موازيه مثلا؟ ام تري انهم يقبلون علي أنفسهم ان يقول عنهم الناس انهم ابناء سفاح تلك الحقبة التاريخيه؟
نخب الشمال المتحكمه ربما بحكم المستوي التعليمي الاعلي نسبيا مقارنة ببقية الأقاليم ربما يكونون اكثر السودانيون جرأة في التحدث عن الإغتصابات كونها ظاهرة تتفشي اكثر في المراكز الحضرية وهي سلاح مرتبط بالوعي السياسي الديني الذي ترتفع وتيرته بوضوح شمالا وسطا وبالتالي هم الأقدر علي توظيفها سياسيا، وقل ان تجد في أقاليم السودان النائية من يجروء علي التحدث عن الإغتصاب ناهيك عن ممارسته والمرأة وشرفها هناك بعيده تماما عن المساومة وحتي في عز الخصومات و الإحتراب لن يمس النساء مكروه اطلاقا ولهن مطلق الحرية في الذهاب لأماكن العدو والعودة منها بأمان ولم تتغير هذه المعادلة قط إلا بعد ان وطأت اقدام الجيش السوداني مصري العقيدة والهوي ارض جنوب السودان ودارفور وجبال النوبه، حيث دشن الإغصاب كسلاح رسمي من طرف واحد في الحروب.
وقد لا نجافي الحقيقه لو قلنا ان واحدة من اهم روافع حرب الخرطوم هي روايات الإغتصابات الكاذبه التي روجت لها نخب الشمال المتحكمه ولقتنها لأجيال كثيرة زرعت ترسبات كره عميقة تجلت بشاعتها و وحشيتها في مشاهد الحرب التي رأيناها جميعا.